
الإخوان المارقون وأتباعهم من معسكر المضارين من الثورة يستغلون حالة السيولة الإعلامية في مصر، وتسلل بعض الجهلة والمغرضين من خصوم ثورة 23 يوليو إلى المنابر الإعلامية، وحديثهم بغير دليل عن أحوال مصر قبل وبعد الثورة.. مستغلين حال الكثير من الأحوال في مصر التي تدهورت الأربعين عاما الماضية، والمؤسف أن عددا ممن كانت توجهات الثورة لمصلحتهم يصدقون هذه المهاترات !
ولأن حديث الأرقام هو القاطع الحاسم.. لذا سنتحدث بها..
ففي دراسة لأستاذ علم الاجتماع بجامعة المنيا الدكتور صابر أحمد الدكروري يرصد مصروفات الدراسة الجامعية في مصر عام 1940، حيث كانت 20 جنيها للآداب و45 جنيها للطب والتجارة 25 جنيها في العام الواحد، بينما كان متوسط دخل الأسرة المتوسطة ما يقرب من “490 قرشا للإعاشة” وبما يؤكد به أن التعليم الثانوي والجامعي كان قاصراً على القادرين وحدهم!
ثم يورد الدكتور الدكروري الأرقام التالية:
“التعليم الابتدائي وصل عدد طلابه إلى
3.417.000 طالب وطالبة عام 1965
مقابل 1.392.000 عام 1952
التعليم الثانوي العام حيث وصل عدد المقيدين به
نحو 292.109 طالب وطالبة عام 1969
مقابل 109.711 عام 1953.
زادت نسبة القبول بالتعليم الثانوي الفني
من 15.5% عام 1952
إلى 45.2% عام 1969
(طبعا الأرقام تؤكد اتجاه الدولة للتصنيع، وبعد وفاة عبد الناصر ألغت الدولة مراكز التدريب المهني، حتى يعلم الجميع متى ولماذا تدهور التعليم ؟. ).
ووصل عدد طلاب الثانوي الفني بأنواعه المختلفة :
نحو 197.054 عام 1969
مقابل 15.566 عام 1953..
عدد الطلاب بالتعليم العالي إلى
نحو 122.883 عام 1969
مقابل 35.026 عام 1952
المعاهد العليا وصل إلى
34.202 عام 1969
مقابل 1.520 عام 1952!
أرقام أخرى يضيفها وزير التعليم الأسبق جمال العربي في حواره لـ”صدى البلد” حيث يقول حرفياً “إن الحكومة المصرية بعد ثورة 23 يوليو لم تكتف ببناء عدد قليل من المدارس كما فعلت الحكومات التي أدارت شئون مصر قبل ثورة يوليو، حيث إنه في
عام 1953/1945 وصل عدد المدارس إلى 372 مدرسة..
ولفت إلى أنه بعد ذلك وضعت الخطط
سنة 1955 إنشاء 4000 مدرسة وإعداد 40000 معلم ومعلمة في ثمانية أعوام، مما دعا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لأن يصرح لإحدى الصحف الهندية أن مصر تبني 900 مدرسة تقريبا كل عام للوصول إلى الرقم المحدد وقتها!
أما الدكتورة ماجدة نصر عضو لجنة التعليم بمجلس النواب فتقول للأهرام حرفيا نقلا عن الأهرام: “التعليم في مصر كان جيدا جدا حتى أوائل السبعينيات ومجانية التعليم كانت حقيقية، حيث كانت مصر لها مكانة عالية في التعليم وتعليم المرأة كان من أهم إنجازات ثورة يوليو وأعطى للمرأة مكانة مميزة، حيث كان الأهالي يهتمون بتعليم الذكور فقط وتدهور التعليم في مصر بدأ من نهاية السبعينيات مع ظهور الدروس الخصوصية، مشيرة إلى أن الأسباب الأساسية لتدهوره هي عدم مواكبة التطور التكنولوجي“!
لا يحتاج الأمر إلى جهد لنفهم أن أرقام ما قبل الثورة هي نتاج ما تم منذ محمد علي.. وأرقام ما بعد الثورة هو حاصل ما قدم في الأعوام القليلة المذكورة!
ولم ينته حديث الأرقام ولا الشهادات المهمة في مواجهة التزييف والإفك والتزوير .
مجلة الوعي العربي