أخبار عاجلة
الرئيسية / أخــبار / ذات يوم..29 يناير 1958..دول «حلف بغداد» وأمريكا وبريطانيا تجتمع فى «أنقرة» لوضع خطة للقضاء على الوحدة بين مصر وسوريا

ذات يوم..29 يناير 1958..دول «حلف بغداد» وأمريكا وبريطانيا تجتمع فى «أنقرة» لوضع خطة للقضاء على الوحدة بين مصر وسوريا

الزعيم جمال عبد الناصر في دمشق

سعيد الشحات يكتب:

الأربعاء، 29 يناير 2025 10:00 ص جمال عبدالناصر

كان كل شىء يمضى بسرعة نحو تحقيق الوحدة بين مصر وسوريا، وكانت القوى الخارجية المعادية لها تحشد قوتها لإجهاضها كما جرى فى اجتماع المجلس الوزارى لحلف بغداد فى العاصمة التركية «أنقرة» على مستوى رؤساء الحكومات أيام 28 و29 و30 يناير 1958، وفقا لما تذكره الدكتورة فادية سراج الدين فى كتابها «الغرب والوحدة المصرية السورية»، الصادر عن «دار العين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بالقاهرة».

كانت أخبار الحوادث الجارية فى دمشق والقاهرة تقرع أسماع وأبصار المجتمعين فى أنقرة، وفى مقدمتهم «دالاس» الذى أصر على أن يحضر الاجتماع بنفسه عندما تقرر أن توضع الخطط النهائية للزحف على سوريا، وفقا للكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى كتابه «سنوات الغليان»، مضيفا: «كان المجلس الوزارى لحلف بغداد مجتمعا فى نفس اليوم الذى طار فيه الرئيس السورى شكرى القوتلى إلى القاهرة، ومعه «صبرى العسلى» الذى قدر له أن يعلن بيان إعلان الوحدة بعد ذلك فى القاهرة».

تتبع «سراج الدين» فى كتابها وبالاعتماد على الوثائق السرية للخارجية البريطانية، ما حدث فى «اجتماع أنقرة»، وفيه أن «دالاس» هدد، قائلا: «من الضرورى مقاومة هذه الوحدة، ولا بد أن تتم بشكل عاجل»، وتكشف «سراج الدين» عمق التحديات والتهديدات والمخططات الخارجية التى وضعت لإجهاض تجربة هذه الوحدة، وتضع ذلك فى سياق يقوم على أنه «كان العداء لعبدالناصر يدخل فى حتمية الأمن القومى الغربى، وصار حصار الدور المصرى فى المنطقة، هو الهدف الرئيسى لسياسات القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، وكان منطق قوى الغرب فى مواجهة عبدالناصر يبدأ من التسليم بأن انفلات بعض القوى العربية من قبضة الغرب يحرم المعسكر الغربى من التحكم فى كل الأحداث فى المنطقة، وبالتوازى مع ذلك، فإن ذلك يتيح للقوى العربية الأخرى الفرصة لاستعادة زمام إرادتها، والعالم العربى لو سيطر على إرادته ففى إمكانه أن يعدل التوازن المفروض عليه، وأن يحدث خلخلة فى هذا التوازن».

تؤكد «سراج الدين»: «إن العداء لجمال عبدالناصر كان أساس وحدة الموقف والمنطلق الذى دفع قوى غربية وإقليمية إلى الاتفاق استراتيجيا على مواجهة وحدة مصر وسوريا بمختلف مواقف التحدى، والتصدى لوحدة مصر وسوريا كان له بعد شخصى لا مجال لإنكاره، فالمحورين الغربى والعربى «المعادى لعبدالناصر» كانت تحكمهما رغبة مبيتة فى القضاء على عبدالناصر والثأر منه، واعترف السفير البريطانى فى بيروت بهذه الحقيقة بصراحة تامة، فوصف العداء للوحدة بأنه ذو طابع شخصى بقوله: «إن اعتراضنا على وحدة مصر وسوريا مبنى على أية حال على كراهية للسيطرة المصرية أكثر من كونها كراهية للوحدة العربية»، وترى «سراج الدين»، أنه على هذا الأساس يمكن فهم الأسباب الحقيقية لاندلاع الصراع، وتلك التى حكمت مواقف الأطراف الغربية والإقليمية على أثر إعلان الوحدة.

تؤكد فادية سراج الدين، أن الوثائق السرية لوزارة الخارجية البريطانية تكشف عن أنه ما إن بدأت ترد التقارير عن التطورات الجارية فى القاهرة ودمشق، بشأن اتحاد مصر وسوريا، حتى بدأت على الفور التحركات السياسية الهادفة إلى وأد هذه التطورات ورسم خطط للقضاء عليها وهى لا تزال فى طور التكوين.

وتذكر أنه فى الجلسات التى تمت فى يومى 28 يناير و29 يناير - مثل هذا اليوم - 1958 «كانت القضية المسيطرة على فكر ومناقشات الجميع هى، الخطورة التى يمكن أن تترتب على الوحدة المقترحة، فأعلن نورى السعيد رئيس وزراء العراق، أن الذى يحرض على الوحدة هو جمال عبدالناصر، يؤيده السوفييت ومجموعة من البعثيين، وأن هدف عبدالناصر هو السيطرة على العالم العربى، وأن غالبية الشعب السورى، إذا ما منح حرية الاختيار، فإنه سيختار الاتحاد مع العراق وليس مع مصر، وتساءل نورى السعيد عما إذا كان قيام العراق بعمليات عسكرية لضم جزء من سوريا وإقامة وحدة بين العراق وسوريا سوف يحظى بتأييد دول الحلف» .

تضيف «سراج الدين»: «أعرب الأتراك والإيرانيون عن قلقهم الشديد إزاء النتائج الخطيرة التى يمكن أن تترتب على الوحدة المقترحة، وذهبوا إلى أن الوحدة ستخلق موقفا خطيرا فى لبنان والأردن، وبعد ذلك فى السعودية والعراق، واستحثوا العراق على القيام بعمل إيجابى لتعطيل مشروع تلك الوحدة»، وتنقل «سراج الدين» ما ذكره وزير الخارجية البريطانية «سلوين لويد»، قائلا: «الوحدة المقترحة أمر خطير، وأنه من الضرورى مقاومتها».

وتضيف: «كانت وجهة نظره كما سجلتها محاضر الاجتماع هى أن هناك ثلاثة بدائل مطروحة أمامهم للعمل، أولها - على حد تعبيره - أن نقبل الوحدة المقترحة، وثانيهما، أن نعارضها بكل ضراوة، مستخدمين كل الوسائل المتاحة لنا، ونحاول أن نمزقها على الفور، وثالثها، أن نقبل الوحدة ظاهريا ونعمل على تحطيمها النهائى»، واستمرت المناقشات.

عن admin

شاهد أيضاً

صحيفة الجارديان : يقول الخبراء إن القنابل المدفونة تحت أنقاض غزة تعرض الآلاف للخطر عند عودتهم إلى منازلهم

لقد نزح أكثر من مليوني شخص من منازلهم في مختلف أنحاء غزة، كما دُمر أو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *