مجلة الوعي العربي
مقالات مشابهة
بقلم : عدلي أحمد
الجريمه العظمي للجنرال
>>>>>>>>>>>>>>
ماذا يعني انخفاض حصتنا المائيه التاريخيه من مياه النيل هذا العام, الي 30مليار متر مكعب من المياه؟
يعني تحديدا ان المياه التي نستهلكها في الشرب وهي حوالي ال 6 مليارات التي يمكن ان نرشد استهلاكها الي ال 5 مليارت , وكذا المياه التي تستهلكها الصناعه والبالغه حوالي ال 8 مليار والتي يمكن ضغطها الي 7 مليارت ستكون متوفره , باعتبارها مياه حدية الاستخدام ولا مناص من استخدامها , ودعك من قصة تحلية المياه الوهميه التكلفه التي يتهته بها حكم الجنرال.
اي اننا سنكون امام حد ادني ضروري للشرب والصناعه يبلغ حوالي ال 12 مليار تقريبا , وهو رقم عندما نخصمه من الثلاثين مليار التي ستتاح لمصرهذا العام , لا يتبقي الا حوالي ال 18 مليار متر مكعب للزراعه المصريه التي تستهلك حاليا حوالي 42 مليار, اي ان الزراعه ستنخفض احتياجاتها المائيه بنسبة لا تقل عن42%
وهو الامر الذي سيفرض فورا التخلص من اشد المحاصيل استنزافا للمياه , كقصب السكر الذي يستهلك الفدان منه 800, 17مترمكعب ,والارز الذي يستهلك870 , 8 متر مكعبا, وهما محصولان يستهلكان في مصر الان حوالي 5, 6 مليارللقصب الذي نزرع منه حوالي 360 الف فدان , وحوالي 5, 10 مليار متر مكعب للارز الذي نزرع منه حوالي 2, 1مليون فدان, اي قرابة ال 17 مليار متر مكعب سنويا.
وهو ما يعني ان بقية المحاصيل في العروات الصيفيه والشتويه والنيليه والتي تستهلك فعليا قرابة ال 25 مليار, لن يكون متاحا لها الا ال 18 مليار, اي ان ربع زراعة المحاصيل والفواكه لن تتوفر له مياه,الا من مخزون بحيرة ناصر لعدة سنوات.
ان الامر الكارثي حاليا يتجسد في حتمية التخلص من القصب والارز ,وهو ما تكمن خطورته في استيراد ما يعادل اكتفائنا الذاتي الراهن من منتجات قصب السكر والبالغ في السكر مثلا قرابة ال 65 % , واستهلاكنا السنوي من الارز ,وهو الامر الذي سيعرض الاحتياطي النقدي لكارثه كبيره بما يهدد بارتفاع سعر الدولار من جديد , واذا كان البنك الدولي قد وافق علي اقراضنا 300 مليون دولار لاستيراد ارزخلال العام الماضي, فذلك امر لن يدوم بطبيعة الحال , ناهيك عن استيراد منتجات قصب السكر الاخري والتي تقوم عليها الان اكثر من سبعة صناعات كالخل والكحول الخ.
اما الاخطر فيكمن في تعرض 8 مصانع سكر للاغلاق بكل ما يعنيه ذلك من خسائر وتشريد عمالها الذين لا يقل عددهم تقريبا عن 30 الف عامل
ناهيك عن الافقارالرهيب للعمالة الزراعيه التي تزرع ال 360 الف فدان, والتي لا تقل عن مليون عامل زراعي وفلاح فقير ومتوسط
اضافة بالطبع لتشريد العماله المتخصصه في مضارب الارز التي تعد بمئات المضارب ,والتي لا يعمل بها اقل من مليون عامل .
وطبعا الكارثه الساحقه الماحقه عندما ينتهي اي مخزون في البحيره وتقطع العصابه الاثيوبيه كامل مياه نهر النيل الازرق, وتدفع هذه التطورات بالسودان للطنع في الباقي من مياه, وهو ما نرجحه كل الترجيح.
