الرئيسية / الوحدة العربية / المغرب العربي «بديل» للمشرق؟

المغرب العربي «بديل» للمشرق؟

رشاد علي درميش طبرق ليبيا

يلعب المغرب العربي دوراً مهماً من حيث استقراره وتطوره تنموياً من خلال استثمار موارده البشرية والاقتصادية ما لفت أنظار العالم المقابل له من الناحية الإستراتيجية، خصوصاً أوروبا التي تسعى جاهدة الى في تطوير العلاقات مع دول المغرب العربي التي أصبحت تشكل محطة مهمة بالنسبة إليها كونها أدركت قيادة العالم العربي تكمن في مقومات تقدرها من الناحية السياسية والاقتصادية في دول المغرب العربي التي تتطور في شكل سريع أمام دول المشرق العربي الذي يعاني اضطرابات وتقلبات غير مستقرة بسبب الأحداث المتتالية والصراع الدموي المستمر في العراق وسوريا و اليمن وفلسطين على المستوى المحلي والإقليمي مع دول الجوار، مثل المشكلة الايرانية وأيضاً ما يحدث في اليمن من صراع أدى إلى اضطراب المنطقة بالكامل.
الصورة مظلمة كما يراها العالم في منطقة الشرق الأوسط، ناهيك عن التشتت والتفرق العربي بسبب المشاكل الاقليمية المحاذية للمشرق العربي مثل افغانستان وباكستان وصراع إيران مع الغرب بسبب القضية النووية، حيث تُصر إيران على تكملة الطريق بينما يقف الغرب ضد هذا الطموح.
وهكذا تسخن المنطقة بالاحداث فلا تتوقف عند محطة الاستقرار بسبب التدخلات الاجنبية التي تجعلها منطقة صراع دموي قد تطاول دولاً اخرى بسبب المخطط الاستعماري الاستراتيجي لدول كبيرة تتدخل فى شؤون دول صغيرة لا تؤمن بالوحدة والتكامل الاقتصادي المؤدي الى الالتحام السياسي لبناء التكتل العربي الاسلامي الذي يُرسي دعائم القوة الفعلية وبالتالي احترامها عالمياً. وهكذا يستمر الاستهتار بإرادة الشعوب العربية والإسلامية من خلال سياسات خاطئة تؤدي الى الاذلال والتقزيم القطري والاقليمي الضيق الذي كان سبباً مباشراً فى التشرذم العربي والاسلامي.
هذه المعطيات المحزنة… جعلت دول المشرق العربى مناطق ساخنة غير مستقرة، وبهذا ترتسم الصورة العربية من انهيار فى قوة الجذب العربي في المشرق ما يجعل من الطبيعي ان يكون هناك جذب فى المغرب العربي بسبب تطوير فى التنمية البشرية والاهتمام بالموارد البشرية التي تخلق الموارد الاقتصادية الباقية الأخرى ناهيك عن الاستقرار الملحوظ الذي تمتاز به المنطقة. ولكن مع كل هذا يبقى هناك الفراغ السياسي الذي لا بد من ملئه حتى لا تتعرض المنطقة لما يتعرض له الآن المشرق العربي.
لذلك لا بد من تفعيل المؤسسات القائمة فى اتحاد المغرب العربي وربطتها بمؤسسات الاتحاد الافريقي الذى يشكل التكتل السياسي العملاق أمام التكتلات الاخرى المقابلة له. ان القيادة العربية موجودة الآن في منطقة المغرب العربي وهي التي تشكل القيادة الاجتماعية الإسلامية للقارة الإفريقية بالكامل … وهي التي تتحدث عن القضايا العربية والاسلامية من خلال عضويتها فى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة العالمية ولا يبقى الا الدفع الجماهيري العربي الاسلامي من أجل إرساء دعائم القوة بالوحدة العربية الاسلامية الكاملة والتحدث بصوت واحد.

عن admin

شاهد أيضاً

الإيديولوجيا وقضايا الوحدة - نديم البيطار

الإيديولوجيا وقضايا الوحدة نديم البيطارحتى ولو لم يكن نديم البيطارغنيا عن التعريف لما سمح تفوق …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *