الرئيسية / حوارات ناصرية / حركات التحرر.. صرخة أطلقها «جمال» من كينيا إلى الصومال وغانا والكونغو.. والقائمة تضم 30 دولة..حقيقة لقب «أبو أفريقيا»

حركات التحرر.. صرخة أطلقها «جمال» من كينيا إلى الصومال وغانا والكونغو.. والقائمة تضم 30 دولة..حقيقة لقب «أبو أفريقيا»

حركات التحرر.. صرخة أطلقها «جمال» من كينيا إلى الصومال وغانا والكونغو.. والقائمة تضم 30 دولة.. بهاء طاهر يكشف حقيقة لقب «أبو أفريقيا».. والكنيسة الإثيوبية توقف طموح «أديس أبابا»

 

الرئيس الراحل جمال

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

حنان عبد الهادي

كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يدرك جيدًا أن امتداد مصر الأفريقى هو أحد دوائر السياسة المصري، ورصد ذلك كتاب “فلسفة الثورة”، وهو ما دفعه للشروع في تحرير الكثير من الدول الأفريقية، وكانت القاهرة المقر الدائم لزعماء حركات التحرر.

حركات التحرر
نجح “عبد الناصر” في المساهمة في حركة التحرر الأفريقي، فساهمت في حركات التحرر الوطنى في الصومال وكينيا، وغانا والكونغو الديمقراطية، وساندت كل الدول التي كانت تطالب بالاستقلال، فقد كان عدد الدول المحررة قبل ثورة 23 يوليو أربع دول أفريقية فقط، لكن بعد الثورة والجهود التي بذلتها مصر تحررت 30 دولة عام 1963، وهنا بدأت جهود عبد الناصر لتكوين منظمة الوحدة الأفريقية التي اتخذت من أديس أبابا مقرًا لها، ومن الدول المحررة نواة لها.

الزعيم الإنسان
لم يكتف جمال عبد الناصر بالدعم المادى والسياسي في التوغل داخل القارة السمراء، لكنه قرر استخدام الجانب الإنسانى للتأكيد على وقوف مصر بجانب أشقائها الأفارقة، فقد زوج الرئيس عبد الناصر مؤسس حركة التحرر الفتاة المصرية ابنة حلمية الزيتون فتحية من زعيم غانا كوامى نكروما، أول رئيس لغانا، وانبهر أهل غانا بالفتاة المصرية فتحية، وقالوا إن نكروما ذهب مصر ورجع بعروس النيل، وبعد الزواج تبرعت “فتحية” بمجوهراتها للمجهود الحربي.

وحكى الأديب بهاء طاهر أنه حينما كان موظفًا في منظمة اليونسكو بالأمم المتحدة زار، ضمن وفد تابع للمنظمة دولة كينيا، وشاهد في إحدى القرى التي زارها الوفد صورة جمال عبد الناصر معلقة على الحائط داخل أحد الدكاكين الصغيرة في القرية الكينية النائية، فسأل صاحب الدكان عن صاحب تلك الصورة المعلقة في دكانه، متسائلًا عن سبب عدم وضع صورة لرئيس دولته، وفقًا لما يحدث في العادة بين أبناء دول العالم الثالث، فرد الرجل على بهاء طاهر قائلًا: إنه “أبو أفريقيا”.. فسأله بهاء طاهر “من هو أبو أفريقيا”، فرد الرجل: “وهل هناك غيره، إنه جمال عبد الناصر”.

هكذا كان تأثير جمال عبد الناصر القوى في نفوس أبناء القارة السمراء، حتى إن أكبر شوارع البلدان الأفريقية التي ساعدها جمال عبد الناصر في التحرر يطلق عليها حتى الآن اسم جمال عبد الناصر، وامتنانًا لمجهود عبد الناصر وضعت تماثيله في الميادين، وكان آخرها تمثال لعبد الناصر أزاح عنه الستار الرئيس الأفريقى الراحل نيلسون مانديلا في حضور أبناء عبد الناصر.

مصر في أفريقيا
وكتب جمال عبد الناصر في مذكراته عن ضرورة الاهتمام بأفريقيا “نحن الذين نحرس الباب الشمالى للقارة ولن نستطيع بحال من الأحوال أن تتخلى عن مسئولياتنا في المعاونة ولن نستطيع بحال من الأحوال أن نقف أمام الذي يجرى في أفريقيا ونتصور أنه لا يمسنا أو يعنينا، وهذا التحديد للتوجه السياسي المصرى الجديد تجاه أفريقيا يعنى أساسًا دورًا مصريًا ملتزمًا بقضايا التحرر الوطنى الأفريقى ومساندًا لنضال القارة ضد الاستعمار والعنصرية”.

“عبد الناصر” قاوم حركات الانفصال بعد الاستقلال خصوصًا في نيجيريا، كما وقف ضد الاحتلال البريطانى الذي كان يسعى لفصل جنوب السودان، وبعدما أن لعبت مصر دورًا أساسيًا في إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية عام 1963، حيث استعدت مصر لدورها الجديد، فأنشأ عدة شركات مصرية في دول الجنوب الأفريقى أشهرها “شركة النصر للتعدين” و”شركة النصر للاستيراد” وشركة “مصر للاستيراد والتصدير”، وكانت مهمتها الترويج للمنتجات المصرية ضمن أكثر من 52 مكتبًا.

في فترة الستينيات كان النشاط الإسرائيلى متزايدًا في القارة، خاصة في شرق أفريقيا، لذلك حرص جمال عبد الناصر في إرسال بعثات دينية وتعليمية، كما شرع المهندسون المصريون في بناء السدود والمشاريع التي تحمى دول حوض النيل من الجفاف، بما لا يتعارض مع مصلحة مصر.

الزعيم ومانديلا
والمثير أن إثيوبيا أيضًا أرادت بناء مشروع سد لتوليد الكهرباء، لكن عبد الناصر استغل تأثير الكنيسة المصرية على الكنيسة الإثيوبية التي كانت تابعة لها في ذلك الوقت قبل الانفصال، ونجحت القاهرة في إلغاء المشروع، وكانت مصر في ذلك الوقت تمثل دور الزعامة السياسية والثقافية في القارة.

وكان عبد الناصر دائم الحضور في كل الفعاليات، كما أنه طالب بالإفراج عن الزعيم الأفريقى نيلسون مانديلا، وقرر إعطاء السودان حق تقرير المصير، وقال: “كيف أطالب باستقلال الدول وأحرم الشعب السودانى منه”.

وكان الرئيس الهندى نهرو في زيارة لإسرائيل، بعد زيارة له في مصر، فسأله رئيس وزراء الكيان الإسرائيلى: “كيف وجدت مصر، فما كان من نهرو إلا أن رد فكان رده: “إنهم يعملون وسيصلون في المستقبل”، وكانت هناك مخاوف لدى الجانب الصهيونى من امتداد وتوسع الدولة المصرية بقيادة عبد الناصر.

عن admin

شاهد أيضاً

حصريا بالفيديو :أسرار جديدة عن عملية تأميم قناة السويس يكشف عنها الدكتور علي الحفناوي .

.نجل الدكتور مصطفى الحفناوي .. احد رواد فكرة تأميم قناة 7السويس قبل ثورة يوليو ١٩٥٢ …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *