الرئيسية / أخــبار / قل (جماعات وظيفية )ولا تقل (جماعات إسلامية ) : قراءة في الادوار الحقيقية لتنظيمات الارهاب في وطننا العربي

قل (جماعات وظيفية )ولا تقل (جماعات إسلامية ) : قراءة في الادوار الحقيقية لتنظيمات الارهاب في وطننا العربي

                                    بقلم د. رفعت سيدأحمد      
                        منذ سنوات بعيدة  كنا دائما نطلق علي جماعات التطرف في بلادنا (جماعات إسلامية) وكانت خريطة أسمائهم تمتد من (الاخوان ) و(تنظيم الجهاد ) مرورا ب(التكفير والهجرة )و(الجماعة الاسلامية ) وإنتهاء ب(القاعدة )و(داعش ) وأخواتهم من التنظيمات المتطرفة  ..كنا  ولايزال البعض منا يسميهم (جماعات إسلامية ) ولكن الواقع المر والتجربة السوداء من 2011 الي اليوم 2021 أثبتت أننا كنا مخطئين تماما ؛فهؤلاء لم يكونوا يوما منتمين الي الاسلام المحمدي النقي المعتدل السمح بل كانوا جماعات عنف وإرهاب ،نجح الغرب وقوي مخابراتية إقليمية ودولية في توظيفها في لعبة الامم والسياسة في المنطقة  لخدمة مشاريعه في الشرق العربي ومن ثم من الواجب ومن الحق أن نسميها  ب(الجماعات الوظيفية ) أي التي تؤدي دورا ووظيفة محددة لمن يحركها وليس (جماعات إسلامية )  ولعل (الاخوان وداعش )هم الاكثر  تعبيرا في بلادنا العربية والاسلامية عن هذا المعني الذي نقول  ونحدد  *                                                         **     بداية لنتأمل ما نشرته مجلة (فورين بوليسى) قبل سنوات  من شهادة وثائقية خطيرة لأحد قادة داعش الهاربين تحمل عنوان (داعش من الداخل)ونشرتها على ثلاث حلقات وحملت معلومات مهمة عن علاقات التنظيم بالأمريكان، ودور أيمن الظواهرى وخلافاته مع البغدادى، وخلافات الأخير مع جبهة النصرة ثم امتلاكهم للأسلحة الكيماوية التى يؤكد هذا القيادى الداعشي واسمه الحركى ( أبو أحمد) أنها استخدمت فى أكثر من مواجهة ضد الجيش السورى خاصة فى منطقة خان العسل وفى ريف حلب والغوطة بالقرب من دمشق، وألصقوا من خلال الإعلام الأمريكى والقطرى ( بالجيش السورى هذه الاتهامات الظالمة، لتشويهه أمام الرأى العام العربى والدولى، ولكى يتلقف السذج أو العملاء من إعلاميي هذه المنطقة الروايات الكاذبة ويشيعونها لكى تبرر مذابح داعش اللاحقة بحق المدنيين والعسكريين السوريين والعراقيين ! .

حول دلالات هذة الرواية التاريخية (وهناك عشرات الرويات الشبيهة )دعونا نسجل الآتى   :

أولاً : نحسب أن وقائع التاريخ والأحداث الدامية التى تجرى اليوم فى كل من) العراق «سوريا» و(سيناء( و«ليبيا« تجزم أننا أمام تنظيمات  إرهابىة عابرة للحدود وانها بمثابة  جماعات  وظيفية) لقوى أكبر لديها أجنداتها الخاصة فى المنطقة، إن تنظيم داعش مثلا (قبل هزيته في سوريا والعراق ) بأسلحته وتحركاته، وتوسعاته الجغرافية، لم يكن  يمتلك القدرات الكافية المتفردة لذلك. إن أصابع الاتهام وعبر سنوات من الأعمال الدامية لهذا التنظيم فى العالم والمنطقة تشير إلى أن  محركيين دوليين يقفون خلفه  إما بشكل مباشر أو غير مباشر، وأنهم  المستفيدون  الأكبر من إجرامه ودمويته. هذا لا يعنى أن الذئاب المنفردة للتنظيم لن تتمرد أحياناً على صانعيها وأنها قد تدمى وتذبح هؤلاء  الصناع) ، وهو ما جرى فى باريس وبروكسل وغيرها من الدول الغربية والاقليمية  وغداً فى واشنطن !! لماذا لأن هذا النوع من الإرهاب الوظيفي لا سقف ولا إمكانية مطلقة للسيطرة على «الوحش «الأداة التى تم صناعتها فهى غالباً ستتمرد (ولنا فى نموذج أسامة بن لادن عبرة(.

**********

ثانياً : يحدثنا التاريخ وحقائقه الوثائقية الدامغة عن نشأة هذا التنظيم (داعش)وسنأخذه هنا كمثال – أنه عرف بداية باسم تنظيم القاعدة ثم سمى نفسه بــ«الدولة الإسلامية فى العراق» فى 15 أكتوبر 2006 إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة ضمن معاهدة بين المجموعات المسلحة ومندوبين عراقيين عن المحتل واسمه (حلف المطيبين) وتم اختيار» أبى عمر البغدادى «زعيماً له وبعدها تبنى العديد من العمليات النوعية الإرهابية الدامية داخل العراق آنذاك، وبعد مقتل أبى عمر البغدادى فى يوم الاثنين2010/4/19 أصبح أبوبكر البغدادى زعيماً لهذا التنظيم، وشهد عهد أبى بكر توسعاً فى العمليات النوعية المتزامنة كعملية البنك المركزى، ووزارة العدل، واقتحام سجنى أبوغريب والحوت»، وخلال الأحداث الجارية فى سوريا واقتتال الجماعات المسلحة مع الشعب والقوات الحكومية السورية؛ تم وبرعاية أمريكية وقطرية وتركية؛ تشكيل تنظيم  (جبهة النصرة لأهل الشام  أواخر سنة  2011)، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح فى غضون أشهر من أبرز القوى الإجرامية فى سوريا، وفى 9/4/2013 وبرسالة صوتية بُثت عن طريق شبكة شموخ الإسلامية  التي كانت تابعة لتنظيم داعش، أعلن من خلالها أبوبكر البغدادى دمج فرع تنظيم القاعدة فى سوريا «جبهة النصرة» مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى الدولة الإسلامية فى العراق والشام الذى يرمز لحروفها الأولى باسم داعش»، وكان الراعى لهذا الدمج مخابرات إقليمية  وبعض دول المنطقة  بأوامر أمريكية لتفكيك سوريا، وما زالت هذه الجماعات الإرهابية تقاتل الدولة فى سوريا والعراق ثم في ليبيا وفي سيناء المصرية ، وقتلت من الشعب السورى ما يزيد على الـ200 ألف شهيد، واستلمت من الممولين النفطيين والأوروبيين ما يقدر بـ150 مليار دولار تسليحاً وتدريباً !! ثم بدأت تنتقل إلى سيناء تحت اسم تنظيم داعش والذى يتلقى أسلحته المتطورة بما فيها أجهزة الاتصالات والقنابل الفراغية بل والقنابل المضادة للطائرات، كل ذلك يتلقاه من  دول إقليمية ودولية والتقارير والتحقيقات السرية تؤكد ذلك !! .

**********> > >

ثالثاً : ماذا تعنى هذه الحقائق ؟ إنها تقول وباختصار أن «داعش» قبل هزيمتها التاريخية   أضحت جماعة وظيفية للمخابرات الغربية والإقليمية تؤدى أدواراً محددةمثلها مثل الاخوان والقاعدة وتيارات السلفية في بلادنا – يأتى على رأسها :

1-تشويه للإسلام المحمدى النقى، فما قام به هذا التنظيم وأخواته من تنظيمات الإرهاب فى المنطقة، يكفى لإدانة الإسلام لمائة عام قادمة ونكاد نجزم بأنه من الصعب تصحيح الصورة النقية للإسلام للأسف   ما بقى هذا التنظيم وغيره موجوداً .

2-تفكيك البلاد العربية المركزية، وإشغال جيوشها فى معارك الداخل بعيداً عن أطماع ومصالح الاعداء الحقيين للامة   .

3-خلق سوق مفتوح لتجارة السلاح الدولي  فى المنطقة، وكلما وجد القتل الداعشي، راجت تجارة السلاح، وهى تجارة تحركها لوبيات وجماعات كبرى ميزانيتها تفوق ميزانية دول عظمى.

 4سرقة النفط العراقى والسورى وبيعه بأسعار زهيدة عبر شبكة دولية تنطلق من تركيا وتنتهى فى واشنطن !! .

5 نكاد نجزم بأن مصر وجيشها الوطنى العظيم، لاتزال، رغم قدم المقولة التى أطلقتها ذات يوم كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هى الجائزة الكبرى التى يستهدف محركو هذا التنظيم وأخواته، خاصة بعد الاستنزاف الممنهج لأكبر جيشين فى المنطقة بعد الجيش المصرى ونقصد بهما الجيش العراقى ذ والجيش السورى.

 > نحن إذن أمام جماعة وظيفية إرهابية، ولكى نواجهها بحسم، نحتاج أولاً لمواجهة محركيها، بوعى واستراتيجية طويلة النفس  وواثقة من الانتصار ومن أنها تمثل الاسلام الحق والسمح وليس هؤلاء القتلة من تنظيمات الغلو والتطرف

عن admin

شاهد أيضاً

تحميل كتاب : دراسة مقارنة الوحدة الألمانية و الوحدة المصرية السورية 1958_ بقلم : دكتور صفوت حاتم

بقلم : دكتور صفوت حاتم 1– في فبراير عام 2008 ..  أقيمت في القاهرة ” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *