لماذا رد السيسى هكذا؟

أتصور ان السيسى لم يكن يرد على الصحفى، بقدر ما كان يرسل واحدة من رسائله المعتادة الى عديد من الاطراف الدولية والاقليمية، على رأسها امريكا واسرائيل والسعودية.

رسالة يقول لهم فيها: اطمئنوا لنا، واياكم ان تقلقوا منا، فنحن نهتم بشؤوننا فقط وليس لنا اى احلام او اطماع او نوايا او أوهام ان نعود الى عصر كنّا نحن الذين نقود فيه المنطقة العربية، أو أن نعود لتحدى الولايات المتحدة او معاداة اسرائيل او دعم القضية الفلسطينية، او الصراع مع السعودية على مناطق النفوذ.

فلقد تعلمنا الدرس جيدا بعد ١٩٦٧، والبركة فى الرئيس الراحل انور السادات، الذى اعتبره استاذى ومعلمى.

ان الدولة المصرية الجديدة التى احكمها اليوم والتى أسسها السادات بعد حرب ١٩٧٤، تدرك حدودها جيدا وتعرف دورها على أكمل وجه تحت القيادة الامريكية التى سلمنا لها ب ٩٩٪ من أوراق اللعبة منذ زمن بعيد، وتضع أمن اسرائيل على رأس أولوياتها وفقا لنصوص اتفاقيات كامب ديفيد، وتسلم ادارة اقتصادها الى نادى باريس وصندوق النقد والبنك الدوليين، وثرواتها الى تحالف من رؤوس الأموال العالمية والمحلية، مع تسليم راية القيادة العربية الى ممالك وامارات النفط والغاز.

فلا تقلقوا منا، واطمئنوا اننا معكم وفى صفكم قلبا وقالبا، ولن نكون ابدا ضدكم.
——————-
لم تكن المعاني الواردة فى مثل هذه الرسالة الافتراضية، وليدة هذا التصريح المقتضب من السيسى ((ان عيشوا الواقع))
بل هى خلاصة رسائل متعددة يحرص على ارسالها على امتداد سنوات حكمه، عبر تصريحاته المرتجلة ومواقفه وانحيازاته السياسية والاقتصادية والطبقية والاقليمية.
—————————
ان تعنيفه لنا بان نعيش الواقع هو من عائلة ((مصر فقيرة أوى)) وهى ((شبه دولة))

ولكن قد يكون للشعب المصرى وللشعوب العربية ولتاريخ الامة كلها ومعاركها وملاحمها على امتداد قرون طويلة رأى آخر لخصه الشباب فى يناير حين هتف ((ارفع رأسك فوق .. انت مصرى))