الرئيسية / حوارات ناصرية / ثورة يوليو.. كتبت ميلاد دور مصر المحوري ووحدت الشعوب ضد الاحتلال

ثورة يوليو.. كتبت ميلاد دور مصر المحوري ووحدت الشعوب ضد الاحتلال

زيارة الرئيس جمال عبدالناصر للسودان

سمر نصر

دور رائد سجله التاريخ لمصر فى السعى وراء تحقيق التلاحم الثورى الشعبى وتوحيد صفوف القوى الوطنية وحركات التحرر في الدول المحتلة الدول لتحقيق الاستقلال فى أعقاب اندلاع ثورة 23 يوليو 1952، وارتبطت الثورة فى الأذهان بصورة الرئيس الراحل الزعيم جمال عبد الناصر الذى بات رمزا لدعم حركات التحرر فى مواجهة الاحتلال واستمرت الصورة هكذا حتى يومنا هذا بعد مرور 66 عامًا على قيام الثورة.

بداية شهادة ميلاد دور مصر عربيًا وإفريقيًا

وأعطت ثورة يوليو إشارة بداية صناعة دور إقليمى لمصر عربيًا وإفريقيًا استمرت آثاره الإيجابية حتى اليوم، تكثفت ﺟﻬﻮﺩ ﻣﺼﺮ ﻟﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻡ ﺛﻮﺭﺓ ﻳﻮﻟﻴﻮ 1952، ﻭﻭﻗﻔﺖ ﻣﺼﺮ ﺑﺈﺻﺮﺍﺭ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻟﺘﺴﻮﻳﻒ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻣﻤﺎ ﻋﺠﻞ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 1953 ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ.

وأصبحت بذلك ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺃﻭﻝ ﺩﻭﻟﺔ إﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺠﻬﻮﺩ ﻣﺼر، ﻓﻰ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺳﻨﺔ 1956، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﺩﻭﻟﺔ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻫﻰ ﻣﺼﺮ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺳﻔﻴﺮ ﻳﻘﺪﻡ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻫﻮ ﺳﻔﻴﺮ ﻣﺼﺮ.

القضية الفلسطينية وشهادة ميلاد دولية لمنظمة التحرير

ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻤﺼﺮ ﺩﻭﺭ ﺑﺎﺭﺯ ﻭﻣﺴﺘﻤﺮ ﻓﻰ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄينية ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺃﻳﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻰ ﻭﺣﺚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻓﻰ ﺣﻞ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻭﺃﻳﻀﺎً ﻛﺎﻥ ﻟﻤﺼﺮ ﺍﻟﺴﺒﻖ ﻓﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻫﻴﺌﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻰ ﻭﺗﺠﺴﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺗﺨﺬﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻋﺎﻡ 1974 ﺑﺄﻏﻠﺒﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻨﻴﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻨﺔ ﺩﻋﻮﺓ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺑاﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﻤﺜﻼً ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻰ ﻹﺭﺳﺎﻝ ﻭﻓﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻰ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﺣﻖ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺎﺭﻫﻢ ﻭﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﻢ، ﻭإﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻰ ﺣﻀﻮﺭ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻌﻘﺪ ﺗﺤﺖ إﺷﺮﺍﻑ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺑﺮﺯﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻭﻟﻰ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻓﻰ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﻛﺘﺴﺒﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺪﺭﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ.

ﻛﻤﺎ ﻭﻗﻔﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻰ ﻋﻘﺐ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺃﻳﻠﻮﻝ ﺍﻷﺳﻮﺩ 1970 ﻓﻰ ﺍﻷﺭﺩﻥ( أيلول الأسود هو الصراع الذي نشب في الأردن بين القوات المسلحة الأردنية بقيادة الملك حسين ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات في المقام الأول بين 16 و27 سبتمبر 1970 مع استمرار بعض الأعمال حتى 17 يوليو 1971) ﻓﻘﺎﻣﺖ ﻣﺼﺮ ﺑﺎﻟﺠﻬﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻰ لاﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﻋﻘﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻗﻤﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺗﻤﺨﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﻫﻰ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻰ، ﻭﺍﻟﺬﻯ ﺗﻮﻓﻰ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺩﻳﻊ ﺁﺧﺮ ﺿﻴﻮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻓﻰ 28 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﺳﻨﺔ 1970.

وهو ما أوضحه السفير محمد المنيسى مساعد وزير الخارجية الأسبق، بقوله إن مصر فى أعقاب ثورة 23 يوليو امتد دورها بشكل كبير فى إفريقيا والمنطقة العربية، حيث لاقت جميع حركات التحرر التى انطلقت فى أعقابها الدعم المادى والمعنوى من مصر، حيث نجحت القاهرة فى دعم حركات التحرر فى عدن وخرجت بريطانيا منها بعد إنشائها قاعدة عسكرية فيها.

الجزائر والإذاعة المصرية

دعمت ﺜﻮﺭﺓ يوليو ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻠﻴﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﻴﻦ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺗﻤﺜﻞ ﺩﻋﻤﺎ ﺇﻋﻼﻣﻴﺎ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺸﺌﺖ ﻓﻰ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﺳﻨﺔ 1955 إﺫﺍﻋﺔ ﺳﺮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺠﺰﺍﺋﺮ ﺗﺬﻳﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ، وﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺧﻴﺮ ﻋﻮﻥ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺑﻨﺸﺮ ﺃﺧﺒﺎﺭﻫﺎ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺗﻬﺎ، ﻭﺃﻧﺸﺌﺖ ﺃﻭﻝ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻟﻠﺠﺰﺍﺋﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﻔﻰ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻘﺮﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺳﻨﺔ 1958، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل استمرت الثورة فى ﻣﺴﺎﻧﺪﺓ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﺼﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻰ ﻭﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﺳﻨﺔ 1962، ﻭﻇﻠﺖ ﻣﺼﺮ ﺗﺪﻋﻢ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻭﻋﺴﻜﺮﻳﺎً ﻭﻣﺎﺩﻳﺎً ﻭﻓﻨﻴﺎً ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺣﺘﻰ ﺗﻌﻴﺪ ﻟﻠﺠﺰﺍﺋﺮ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.

ﺗﺨﻄﻰ ﺩﻭﺭ ﻣﺼﺮ ﻓﻰ ﻣﺴﺎﻧﺪﺓ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻰ ﻋﺎﻡ 1962 ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، ﻭﺍﻣﺘﺪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻨﺪﺍﺀ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ - ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻯ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺩ ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪﺓ ﺿﺪ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺃﺳﺮﺓ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﻌﺰﻭﻟﺔ ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺴﺎﻧﺪﻫﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﺗﺮﺳﺨﺖ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﺨﻄﻮ ﺧﻄﻰ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟﻠﺤﺎﻕ ﺑﺮﻛﺐ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺼﺮﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻰ ﻭﻧﺠﺎﺣﻪ ﻓﻰ ﺩﻋﻢ ﺛﻮﺭﺗﻪ ، ﺣﺎﻓﺰﺍً ﻟﺠﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻰ ﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﻛﻔﺎﺣﻬﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ . ﻭﻣﻊ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻣﺼﺮ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﺪﻻﻋﻬﺎ ﻋﺎﻡ 1963 ، ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻭﺷﻤﻠﺖ ﻛﻞ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﺎ ﻭﺣﻘﻘﺖ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻣﻜﻨﺘﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻋﺎﻡ 1967.

من جانبه، قال المهندس أحمد بهاء شعبان، رئيس الحزب الاشتراكى المصرى أن الدور الذى لعبته مصر فى الخمسينات والستينات كان موضوعى مرتبط بتطلعات الشعوب بالاستقلال والتخلص من الاسعمار، ووجود الاتحاد السوفيتى وبروز قيادات تاريخية مثل زعماء الهند ويوغوسلافيا شكلت أرضية موازية ساهمت فى تشكيل حركة عدم الانحياز، بالإضافة لوجود شخصية كاريزمية مدركة لدور مصر.

ﻭفى سياق متصل، نجد أن ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﻰ 14 ﻳﻮﻟﻴﻮ 1958 عندما ﺃﻃﺎﺡ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻰ ﻭﺃﻋﻠﻦ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ ﻓﻰ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﻯ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺗﺪﻋﻴﻤﻪ ﻣﺎﺩﻳﺎً ﻭﻣﻌﻨﻮﻳﺎً، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺪﺩﺕ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﻯ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻰ ﻭﻫﻰ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﺤﺮﻛﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺣﺸﻮﺩ ﻓﻰ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻗﻄﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﻟﻴﻮﻏﺴﻼﻓﻴﺎ ﻭﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻜﻮ، ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻘﻨﻊ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﺮﻣﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺒﻠﻐﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻭﺣﻤﻠﺖ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ، ﺛﻢ ﺃﻋﻠﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺃﻥ ﺃﻯ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻳﻌﺪ ﻋﺪﻭﺍﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ، ﻭﺗﻢ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻋﺎﻡ 1958.

ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻣﺖ مصر ﺑﺘﺪﻋﻴﻢ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻓﻰ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﻤﺎ ﻋﺎﻡ 1956، ﻭﻗﺎﻣﺖ ﻣﺼﺮ ﺑﺎﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ ﻓﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ، ﻛﻤﺎ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻣﺼﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻰ الحفاظ على استقلال الكويت.

وأوضح شعبان فى تصريحات خاصة لـ”بوابة الأهرام” أن دعم مصر خلال تشكيل حركة عدم الإنحياز منحها أهمية فى دعم حركات التحرر ومساندة شعوب العالم العربى والمنطقة فى مواجهة التسلط والاستعمار. وأشار الى أن دور مصر فى مساندة ثورة الجزائر دفعت ثمنه بمشاركة فرنسا فى العدوان الثلاثى.

ولفت رئيس الحزب الاشتراكى الى أن مصر كانت ملتقى للحركات التحررية بكل من كوبا والكونغو وموزمبيق وبيت لهم وداعم ومساند وقدمت مساعدات مادية ولوجوستية. ولعبت الإذاعات الموجهة دورا كبيرا فى دعم هذه الحركات التحررية وفتح مصر على العالم الإفريقى، مما أعطاها قيمة كبيرة فى المجال العالمى وجعلها ذات اسم وهيبة تاريخية كبيرة.وأكد المهندس أحمد بهاء شعبان أن ثورة 23 يوليو ساعدت على الوقوف فى وجه الاستعمار ومواجهة الاستغلال الرأسمالى والانحياز للطبقات الفقيرة، ولكن هذا تغير كثيرًا عقب وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، حيث انتقلت دفة اللعبة السياسية العالمية لتكون فى قبضة الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 99%.

ولفت رئيس الحزب الاشتراكى إلى أنه تم الترويج أن ثورة يوليو دمرت مصر وأن الاتحاد السوفيتى لم يساندها فى هذه الفترة، وترتب على ذلك التشويه للثورة بدء تطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادى وفقدت مصر قدراتها وسط العرب التى سعى لبنائها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وحدثت قطيعة كاملة بين مصر وإفريقيا تكرست بعد محاولة اغتيال الرئيس السابق حسنى مبارك.

وشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مصر حاليا بدأت تستعيد جزءا كبيرا من تواجدها فى إفريقيا، خاصة فى ظل توجهات السياسة الخارجية المصرية التى تعظم من تدعيم العلاقات المصرية الإفريقية فى طريقها للتأهل لاستعادة الدور الكبير الذى كانت تلعبه بالقارة من دعم اقتصاديات الدول الضعيفة ودعم حركات التحرر فى مواجهة الاستعمار وتوفير منح دراسية وتوفير الخدمات الطبية التى يقدمها أطباء مصريون فى عدد من الدول الإفريقية.

واتفق معه فى الرأى المهندس أحمد بهاء شعبان، إنه فى عهد الرئيس عبد الفتاح السياسى، شهدت العلاقات بإفريقيا تحسن نسبي، مشيرا إلى أن تراجع نفوذ مصر بالقارة الإفريقية مرحلة مؤقتة وإنه لا غنى لمصر عن توجيه سياستها الخارجية إلى مجالها الأكثر حيوية بإفريقيا ودول العالم الثالث، نظرا لوجود مجالات للتفاعل الاقتصادى مما يفتح الباب أمام إنشاء تحالفات اقتصادية تزيل أى أسباب للتوتر، مع ضرورة تسريع وتيرة التعاملات مع إفريقيا ودراسة كيفية تسويق الخبرات المصرية لتوظيفها بالشكل الصحيح.

وأضاف السفير محمد المنيسى فى تصريحات خاصة لـ”بوابة الأهرام” أن دور مصر الداعم لحركات التحرر بالقارة الإفريقية لعب دورا إيجابيا فى دعم مصر فى أزمة مياه النيل الحالية، لأن ذكرى الرئيس جمال عبد الناصر مازالت حاضرة.

وأرجع شعبان السبب وراء أزمة سد النهضة وجود تراكمات سلبية نتيجة لنظرة الشك التى انتابت العلاقات مع الأفارقة، حيث تسلل إليهم أن مصر تنظر لهم نظرة تهكم، وبناء على هذه التراكمات ظهرت أزمة سد النهضة، وأصبحت مصر وحيدة فى مواجهتها.

عن admin

شاهد أيضاً

وصية عبدالناصر ليلة الثورة.. وحكاية الـ200 جنيه

23 يوليو 2019 - 14 : 18   كتب - عادل عبدالمحسن “أنا ذاهب إلى …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *