القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
جاءت عناوين صحف اليوم بنكهة رياضية بعد فوز الزمالك بكأس الكونفدرالية الافريقية، واحتفى رؤساء التحرير بالفوز الكبير، والنصر المبين.
والى تفاصيل صحف الاثنين: البداية من “الأهرام” التي كتبت في صفحتها الأولى بالبنط الأحمر “الزمالك بطلا لكأس الكونفدرالية” و”الرئيس يهنئ الفريق ويوجه التحية للجماهير”.
“المساء” كتبت في عنوانها الرئيسي بالبنط الأحمر “الأبيض جبر خاطر المصريين”.
وكتبت “الأهرام المسائي” في عنوانها بالبنط الأحمر “الزمالك فرح مصر”.
صفقة القرن
الى المقالات، ومقال مرسي عطا الله في “الأهرام” “ليت الأسد وعرفات اقتديا برؤية السادات”، وجاء فيه: “هل صحيح أن الصراع العربى الإسرائيلى هو أهم صراع عسكرى وسياسى فى العصر الحديث ينطبق عليه مقولة “ صراع الفرص الضائعة” وهل كانت مصر سباقة فى رؤية المستقبل عندما قرر الرئيس السادات عام 1977 أن يوظف النصر العسكرى فى حرب أكتوبر 1973 قبل أن تتبخر نتائجه وطرح مبادرة السلام التى أفضت بعد مفاوضات شاقة إلى عقد اتفاق سلام تمكنت مصر بموجبه من استرداد كل سيناء باستثناء شريط طابا الذى استردته عام 1989 بعد الاحتكام إلى محكمة العدل الدولية”.
وتابع عطا الله: “والحقيقة أن الفرصة التى ضاعت من السوريين والفلسطينيين فى إطار المبادرة المصرية عام 1977 عادت للظهور مع نجاح الدعوة لعقد مؤتمر مدريد للسلام قبل نهاية عام 1991 برعاية أمريكية وسوفيتية وبمشاركة وفد فلسطينى ضمن الوفد الأردنى رغم معارضة إسرائيل، لكن انتهاء ولاية الرئيس الأمريكى جورج بوش “الأب” واستمرار مقاطعة سوريا ولبنان حال دون تحقيق شيء ملموس.. وبعد أن جاء بيل كلينتون رئيسا لأمريكا خلفا لجورج بوش “1992 – 2000” بذل جهدا جبارا للوصول إلى حل تاريخى للصراع بغية أن ينال جائزة نوبل للسلام ولكن مسلسل الفرص الضائعة حرم كلينتون مما كان يتمني.
وفى مذكراته التى حملت عنوان “حياتي” تحدث كلينتون قائلا: “أعتقد أن ياسر عرفات أضاع فرصة تاريخية قبل أن أترك البيت الأبيض بعد أشهر حيث عرض رئيس وزراء إسرائيل إيهود باراك قبوله بدولة فلسطينية على 97% من مساحة الضفة وغزة ولكن عرفات رفض ثوب رجل الدولة وأصر على استمرار ارتداء ثوب الثائر ولم يستمع لرأى شريكيه أبو مازن وأبو علاء “أحمد قريع” فى وقت لم تكن المستوطنات الإسرائيلية قد ازدادت بهذا الشكل.. وينتقل كلينتون للحديث عن المسار السورى، وكيف نجحت المفاوضات غير المباشرة بين الأسد ورابين تحت رعايته فى إقناع إسرائيل بالانسحاب الكامل من الجولان حتى حدود 1967 مقابل علاقات دبلوماسية كاملة وفتح سفارات فى دمشق وتل أبيب ولكن الأسد رغم ذكائه وشجاعته فى اتخاذ قرار استراتيجى بالسلام لم يستطع أن يتخيل اتخاذ خطوة جريئة بزيارة إسرائيل كما فعل السادات”.”.
واختتم قائلا: “وظنى أننا بحاجة إلى العقل واليقظة فى المرحلة المقبلة بدلا من استسهال كلمة “لا” تجاه أى طرح للسلام تحت أى مسمى بعد استيعاب الدروس المستفادة من مسلسل الفرص الضائعة ودون أن يمس ذلك التمسك الكامل بمقررات الشرعية الدولية كقاعدة لأى حل للصراع”.
عبارة عطا الله الأخيرة هل نعدها أول ترويج من كتاب مقربين من النظام المصري لـ ” صفقة القرن”؟!.
رابط مقال مرسي عطا الله
http://www.ahram.org.eg/News/203028/11/712244/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%85%D8%AF%D8%A9/%D9%84%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D9%88%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA.aspx
لماذا قال مبارك لنتنياهو أنت تكذب؟!
ونبقى مع المقالات، ومقال محمد علي إبراهيم في “المصري اليوم” “لماذا قال مبارك لنتنياهو أنت تكذب؟!”، وجاء فيه: “عينت رئيسًا لتحرير الإجبيشيان جازيت فى مارس 1991 بقرار من مجلس الشورى.. نشأت كيمياء خاصة مع الراحل د. أسامة الباز، وكان صديقًا للعظيم محفوظ الأنصارى رئيس تحرير الجمهورية.. اتصل بى الباز فى نوفمبر 1996 ودعانى إلى لقاء مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو فى قصر القبة، حيث أقيم استقبال رسمى له، لأن الرئيس الأسبق مبارك لم يرد انتظاره فى المطار..
قلت للدكتور أسامة يا فندم أقابله إزاى أنا هاجمته بعنف فى الصفحة الأولى اليوم.. رد: عارف وإنت الوحيد الذى ستحضر المؤتمر الصحفى لمبارك معه وتسأله ثم لك أن تفعل به ما تشاء فى الجلسة الخاصة، التى سيعقدها مع مجموعة صحفيين وإعلاميين.. اعترضت بهدوء: يا فندم صفوت بك الشريف، وزير الإعلام، نبهنى بعدم الهجوم على إسرائيل، لأن مبارك يواجه سنويا بالكونجرس اتهامات من اللوبى اليهودى بأن لديه صحيفة إنجليزية معادية للسامية! مقتضبًا أجاب: ملكش دعوة..” .
وتابع إبراهيم : “طبيعى استأذنت الأستاذ سمير رجب، رئيس مجلس الإدارة، قال لى اذهب.. وأضاف أنا كمان وجهوا لى دعوة لكنى مسافر غدا (لم يكن هذا صحيحًا).. لم تكن بطولة لأن معظم الكتاب الكبار رؤساء التحرير ذهبوا مع مبارك لجنازة إسحق رابين فى إسرائيل وكان الرئيس الأسبق مصرًا على عدم الذهاب، لكن بيل كلينتون ظل يرجوه ساعة فى التليفون.. استجاب مبارك، واشترط ساعة واحدة فقط، لأنه كان مصرًا منذ بداية حكمه وحتى نهايته على عدم الذهاب..
بدأ المؤتمر الصحفى بكلمتين من مبارك ونتنياهو، وتم فتح باب الأسئلة التى كان معظمها من نصيب مبارك، الذى بدأ واثقا وضاحكا وساخرا من مكر الصحفيين المصاحبين لنتنياهو، لدرجة أنه مازح أحدهم وكان من يديعوت أحرونوت قائلاً: «حارة اليهود كانت هنا فى القاهرة» فى إشارة إلى أنه فاهمهم جداً..
المؤتمر حضره مندوبو الصحف اليومية بالرئاسة مع عدد من المسئولين المصريين مثل د.الجنزورى، رئيس الوزراء، ويوسف والى، أمين عام الحزب الوطنى، وصفوت الشريف وزير الإعلام وحشد كبير.. سأل أحد الزملاء نتنياهو عن استعداده لإنهاء القضية الفلسطينية بعد اتفاقيات أوسلو بالنرويج فى 1993 واتفاقية غزة أريحا- أولًا مايو 1994.. رد نتنياهو قائلا إنه اتفق مع الرئيس المصرى على كل التفاصيل وسيناقشها مع عرفات.. فاجأنا مبارك وهو يقول له بالإنجليزية You are lying أنت تكذب.. لم نتفق على شىء ولست مخولًا بالحديث نيابة عن الفلسطينيين ولا بالتفاوض معك.. وأكمل «اتفق معهم».. احمر نتنياهو خجلًا ولكنه بلباقة قال إنه «ربما» أخطأ التعبير وابتسم لتلطيف الجو.. وكتب صفوت الشريف ورقة للدكتور مصطفى حجاج، مدير مكتبه، بالتنبيه على الصحافة بعدم نشر السؤال وتجاهله حتى لا تتعثر المفاوضات الفلسطينية ويتخذها اليهود حجة”.
وتابع ابراهيم: “سألته عن تصريحاته أثناء حملته الانتخابية فى مارس وإبريل 1996 قبل فوزه بالمنصب، وأنه سيتوسع فى المستوطنات ولن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين وأنه أرسى مبدًا جديدًا هو الأمن مقابل السلام بدلا من الأرض مقابل السلام.. أجاب بمكر: إسرائيل دولة ديمقراطية ولست أنا من يقرر.. لا أستطيع تمرير شىء بدون موافقة الكنيست.. ثم توجهت للاجتماع الخاص الذى كنت مدعوًا إليه وبه الأساتذة عادل حمودة مسؤول التحرير بروز اليوسف، والمرحوم السيد ياسين، رئيس مركز الدراسات بالأهرام، ود. هالة مصطفى، رئيسة تحرير مجلة الديمقراطية فيما بعد، والراحلة صفاء حجازى والسيدة شهيرة أمين قارئة النشرة الإنجليزية وبعض شباب الصحفيين من الأهرام، بالإضافة لسفير إسرائيل السابق ديفيد سلطان والحالى تسفى مزئيل.. جاء دورى وسألته عن اضطهاد العرب وعنصرية إسرائيل ومذبحة الحرم الإبراهيمى التى نفذها باروخ جولد شتاين فى مايو 1994.. نظر إلى شذرًا، وقال لى ألم تسأل فى المؤتمر الصحفى دع زملاءك يسألون.. وأضاف: سيوزع السفير الإسرائيلى كتيبًا من تأليفى عن المقدسات الإسلامية، فنحن نحترم المسلمين والمسيحيين.. تصفحت الكتيب فوجدته مليئا بالأخطاء التاريخية، محاولًا إثبات أن الأماكن الإسلامية مبنية على آثار يهودية، والمسلمون ليس لهم الحق سوى فى شارع واحد.. كتبت مقالًا فى مجلة حريتى التى تصدر عن دار الجمهورية للصحافة بعنوان «مولانا نتنياهو يتحدث عن الإسلام» ورغم اعتراض بعض الصحفيين كان رئيس التحرير محمد فودة شجاعًا لينشره كاملاً.” .
واختتم قائلا: “بعدها بثلاثة أيام فوجئت باسمى ضمن قائمة أصدرتها نقابة الصحفيين توجه لنا إنذارًا شديد اللهجة، لأننا خرقنا قرارها بعدم التطبيع.. للأسف كان اسمى الوحيد فى القائمة من القيادات الصحفية، واختفت أسماء عادل حمودة والسيد ياسين وهالة مصطفى وصحفيى الأهرام ووكالة أنباء الشرق الأوسط.. غضبت خصوصًا أن سمير بك رجب نشره فى الصحفة الأولى.. عاتبته فقال لماذا لم يدافع عنك زملاؤك بالمجلس (كان للجمهورية أربعة زملاء وقتها).. للأسف كنت ضحية لخلاف شديد بين الكبيرين رجب ونافع، رحمة الله عليه.. خاطبت صديقًا عزيزًا بالأهرام لينقل شكواى من عنصرية التفرقة بين الذين حضروا للنقيب إبراهيم نافع، الذى قال لى لو كنت فى مؤسسة محترمة كنت حذفت اسمك.. قاطعته نهائيًا ورفضت السلام عليه فى أى مناسبة ولم أصالحه إلا بعد تولى صديقى أسامة سرايا، رئاسة تحرير الأهرام، الذى طلب منى مكالمته فخجلت منه.. (من أوراقى القديمة)”.
علاء مبارك
ونختم بالوطن، التي قالت إن علاء مبارك، نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك قال إن أهم شيء في الإنسان أن تكون نيته صالحة وقصده سليم، وذلك في معرض رده على أحد متابعيه على “تويتر” والذي قال: “ربنا يتقبل منا ومنكم علاء بيه، لكن نصيحتى لكم فى العشر الأواخر هو تقديم اعتذار للمصريين عن الفترة التى قضاها والدك في الحكم وتطلبوا منهم السماح، ورد المظالم إن وجدت، غفر الله لنا جميعا”.
ليرد عليه علاء مبارك بقوله: “كلنا بشر نصيب ونخطىء، وارجع حضرتك لكلمة الوالد في المحكمة، وأهم شيء أن تكون النية صالحة والقصد سليم، وكما جاء في الحديث حضرتك، إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فاخطأ فله أجر واحد، وكل عام وحضرتك بخير”.
واستشهد نجل الرئيس الأسبق بحديث للرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم، قال فيه، “إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر”، واختلف العلماء في تفسير الحديث، فمنهم من ذهب إلى أن المقصود بالحديث القاضي أو الحاكم الشرعي، ومنهم من ذهب إلى أنه الحاكم السياسي.