الرئيسية / حوارات ناصرية / جمال عبد الناصر / الخالد و الراحلون … الثابت و الزائلون ..!!

الخالد و الراحلون … الثابت و الزائلون ..!!

باب أحمد الكن العباس يكتب :

دعى عالم آثار سعودي إلى تغيير إسم صحراء الربع الخالي إلى الربع الغالي و رغم كونه عالم آثار لم يتمتع الرجل بموضوعية و لا بالنقد العلمي اللازم لينقلب فى لحظة على تسمية تاريخية لها دلالتها و فرضتها اللحظة و تم تخليدها فى كتب التاريخ الغابر و جغرافيا التراث العالمي ..
حول الشيوعيون اسم مدينة سان بطرسبرغ إلى مدينة لينيغراد و بعد زوال المد الشيوعي _و رغم النزعة الشيوعية الحالية _ أعاد المتصالحون مع ذواتهم و مع التراث الاسم القديم للمدينة …
حاول البعض هنا أن يحول إسم حي ‘ملح’ إلى السعادة ظنا منه أن للتسمية الأولى علاقة بكآبته أو أن الثانية جالبة للرفاهية ، لكن عبثا أرادوا ففى كل مرة يفشل المعقدون و ترحل أمانيهم لتبقى الثوابت الأولى بكل عفويتها و بساطتها ماثلة …
أطل علينا منذ أيام أيتام النظام الحالي المتباكين على رحيله مطالبين و ملمحين إلى ضروروة تغيير اسم شارع الخالد جمال عبد الناصر إلى شارع الوحدة الوطنية ، و كأن عبد الناصر يشكل عائقا فى وجه وحدة بني ‘مدخنة’ !
الوحدة الوطنية التى تذيلت اهتمام هذا النظام و من يطبلون له حتى لم يتحدث عنها إلا و هو يجمع أمتعته للرحيل …
إن الوحدة الوطنية بحاجة ماسة إلى ابعادها عن اللغط و عن التعريض بها و البناء على أسس لم يتفق الموريتانيون كل الموريتانيين عليها ، فنحن لم نخرج جميعنا فى مسيرة التاسع من يناير و لم يأخذ رأينا فى تسمية شارع للوحدة الوطنية أو ساحة أو غيرها ، و الأولى بفعل كهذا أن يبتعد أصحابه عن مكامن الخلاف و ما من شأنه زرع الشقاق ، لكنه نظام أدمن تحدي مشاعر الشعب و هتك مقدساته و تغيير تاريخه و رموزه و تراثه …
أما كان حري بالبلدية أو بالمجلس الجهوي أن يقيم منشأة عمومية يلجأ إليها الأطفال و الأسر للترفيه و يسميها باسم الوحدة الوطنية ، أم أن البناء و التشييد و ما ينفع الناس و يمكث فى الأرض خارج اهتماماتهم …!
إن عبد الناصر زعيم عربي مسلم افريقي ، تتفق غالبية العرب و الأفارقة على خدمته لأمته و لقاراته ، و قد حملت عدة شوارع و جامعات اسمه فى عديد البلدان الافريقية ، و هو رمز للتحرر العالمي ، شئنا ذلك أم أبيناه ، و تسمية شارع باسمه أقل واجب نحو رمز عالمي للحرية و الاستقلال ، و نزع اسمه من شارع حمل اسمه لعقود هو تنكر و لؤم قل أن يعرف عن أهل هذه الأرض …
فى النهاية اسم عبد الناصر عصي على النسيان ، لقد حاربه كل العالم و انتصر رغم الخسائر الفادحة لتخلده افريقيا و العرب و كل العالم الحر ، لا نقول بملائكية عبد الناصر و لا بتمامه و لا بكماله ، لكننا يقينا نؤمن بزعامة الرجل و بخلوده الأزلي فى التاريخ العالمي كأعظم شخصية تحررية فى قرنه …
نقول للمجلس الجهوي و للنظام لطالما صدعتم رؤوسنا بالحديث عن المقاومة و عن رموزها و تمجيدهم ، أما كان حري بكم تبديل شارع ديغول المستعمر الطاغي بدل رمز من رموز التحرر العالمي ، لكنكم تكذبون على أنفسكم قبل ان تكذبوا على من يصدقكم ، و يكذبكم الواقع …
عن الردود على الفعل المستنكر ، كان بيان الطليعة التقدمية واضحا صارما و معبرا عن رأي كل الأحرار و الغالبية العظمى من الموريتانيين الذين يرفضون التعدي على ذاكرتهم الجمعية و رموزهم الوطنية و العربية و الافريقية ، و أثبت بعض الشباب غير المتحزب نضجه و تحمله للمسؤولية و تعاليه على الخلاف البيني الهامشي و العابر …
و فى الجانب المظلم من الردود لم نستغرب من النفير الذى حصل فى صفوف الشياطين و اخوانهم و رؤساء فروع منظماتهم و محاميهم و صبيتهم الحثالة متجاوزين منت عبد المالك و مستشارها فى سعيها الشيطاني و الدفاع عن الخطوة و عن تبنيها و الترويج لها …
صمت أحزاب وطنية كبرى -كنا نحسبها تقدمية-، عن استنكار الفعل أمر مثير للاستغراب و للدهشة السلبية …
فى النهاية، لن يتغير شيئ، سيبقى شارع عبد الناصر محفورا فى قلوب جميع الموريتانيين و سيبقى الرجل رمزا من رموز التحرر فى العالم بأسره ، شاء من شاء و أبى من كفر …
إن قدر جمال عبد الناصر أن يبقى و تبقى ذكراه و قدر الراحلين أن يجمعوا أسماءهم و يرحلوا …
المجد للوطن …
المجد للخالد عبد الناصر …
الصورة اليوم، و من على رصيف شارع الزعيم الخالد جمال عبد الناصر …

عن admin

شاهد أيضاً

بالفيديو : طبيب الزعيم عبد الناصر يكشف أسرار لحظاته الأخيرة..وسبب موته

الدكتور الصاوى حبيب الطبيب مع محرر بوابة أخبار اليوم تصوير :أحمد نصر- محمود عبد العزيز- …

تعليق واحد

  1. An honest writer(حسان محمد السيد)
    wrote
    عبد الناصر,كابوس الطغاة والخانعين
    “ليس جديدا على أقلام المرتزقة وبهائم السلاطين التطاول على واحد من أعظم رجالها وفرسانها,جمال عبد الناصر,طالما ان المعركة ما زالت تغلي حامية الوطيس,بين الداء والدواء,بين الرجس والطهارة,بين الحق والباطل,وبين الشرفاء والطحالب الجرثومية السرطانية الناطقة بالعربية والعبرية,لذلك,قلما تجد يوما يخلوا من افترآتهم ووساخاتهم وإنحطاطهم,فالرجل رحل منذ سبعة وثلاثين عاما,وما زالت ديدان الجثث تحاول النيل من تاريخه النقي الخالص”
    سبعة وثلاثون عاما ونيف على رحيل السيد الجليل جمال عبد الناصر,وما زال شهداء الزور ينشرون لقاء رضى الغرب عنهم والأنظمة العربية التابعة له,ما لا حق فيه ولا صواب,لكن,لو سلمنا بما قالوه ويقولونه,ولو صدقنا الدعاية الكامب ديفيدية وأتباعها ,دعونا نسأل,…
    بعد حوالي أربعة عقود على رحيل الرجل وإنقلاب السادات عليه والقضاء على ثورته,لماذا ازددنا إنهيارا وفسادا وتخلفا ووهنا ؟.
    لماذا لم يحرر العربان,ملوك الدول الكرتونية الهزيلة,بوفرة البترول وتقدم التكنولوجيا وغزارة الموارد والطاقة البشرية,عددا ونوعية,أي شبر عربي محتل,طالما أن الذي كان مصيبة هذه الأمة قد مات ؟.

    لماذا لم تقم اي دولة عربية في تصنيع أبسط ما نحتاجه,بينما مصر كانت في طريقها لتصنيع كل ما تستهلكه,ووصلت الى خانة ال 1100 مصنع عملاق,مخصصة للصناعات الثقيلة والرئيسية ؟

    بعد ما يقارب أربعة عقود من رحيله,لماذا اتسعت رقعة الأراضي العربية المحتلة ؟.

    لماذا يأكل المصري لحم الحمير والكلاب,طالما أن مصر ارتاحت من الحروب والقومية العربية وحركات التحرر العالمية وعقدت (صلحها) المشؤوم وتقاضت تلقاءه ما يقارب ال 3 مليارات دولار سنويا,أتليق بشعب مصر العريق العملاق هذه الإهانات والكوارث ؟

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *