مجلة الوعي العربي
مقالات مشابهة
رسالة من السيدة نهى باوزير، ممثلة اليونسكو في الأردن
والسيدة سهى بوّاب، المديرة التنفيذية لجمعية أصدقاء مهرجانات الأردن
.png_itok-M8iJ_vzg.jpg)
UNESCO18 ديسمبر 2024
في اليوم العالمي للغة العربية، ننضم إلى المجتمع الدولي للاحتفاء بأحد أغنى الكنوز الثقافية واللغوية للبشرية. إن اللغة العربية، بجمالها وعمقها وتنوعها الفريد، تمثل ركيزة حيوية للتنوع الثقافي، حيث تربط بين أكثر من 450 مليون متحدث حول العالم وتعكس إرثًا ثقافيًا يتجاوز حدود الزمان والمكان.
منذ اعتمادها لغة رسمية للأمم المتحدة عام 1973، ظلت اللغة العربية جسرًا يربط بين الحضارات والثقافات. لقد ساهمت بشكل كبير في العديد من المجالات مثل الفلسفة والهندسة المعمارية والشعر والموسيقى والعلوم، مما يعكس دورها كمحرك للمعرفة والإبداع. سواء من خلال الحفاظ على العلوم والفلسفات القديمة التي شكلت النهضة الأوروبية، أو تعزيز الحوار على طول طرق الحرير التاريخية، تظل اللغة العربية جزءًا أساسيًا من الإرث الفكري والفني المشترك للبشرية.
هذا العام، تحت شعار “اللغة العربية والذكاء الاصطناعي: تعزيز الابتكار مع الحفاظ على التراث الثقافي“، نتأمل في دور اللغة العربية في مشهد رقمي سريع التغير. وبينما توفر التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي فرصًا لتعزيز الحضور العالمي للغة العربية، فإنها في الوقت نفسه تضفي أهمية إضافية على ضرورة حماية أصالتها وتراثها للأجيال القادمة.
ونحن فخورون بشكل خاص بالاحتفاء بهذه المناسبة بالتزامن مع معرض النجمات العربيات، الذي يقام تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة ريم علي المعظمة وبالتعاون مع مؤسسة آنا ليند الأورومتوسطية. ويُعقد هذا المعرض في المملكة الأردنية الهاشمية كأول حدث من نوعه في الشرق الأوسط وتم تنظيمه بالكامل باللغة العربية. وهو تكريم للنساء الرائدات في مجالات الموسيقى، السينما، المسرح، والثقافة اللواتي ساهمن في تشكيل العصر الذهبي للموسيقى والسينما العربية. بفضل أصواتهن القوية وعروضهن الخالدة، تمكنت شخصيات أسطورية مثل أم كلثوم وفيروز وداليدا وغيرهن، من استخدام اللغة كقوة موحِّدة تربط بين الأجيال وتحافظ على هويتنا الثقافية.
يستمر معرض النجمات العربيات في هنجر رأس العين حتى 20 فبراير/شباط 2025، ليحتفي بالفنانات باعتبارهن رائدات في مجالات الموسيقى، السينما، المسرح، والثقافة. كما يُبرز المعرض القوة الدائمة للغة العربية في إلهام الإبداع وتجسيد التجربة الإنسانية العالمية.
بينما نقف عند تقاطع التقاليد والابتكار، نؤكد التزامنا المشترك بالحفاظ على اللغة العربية وتعبيراتها الثقافية. من خلال تكريم جمالها الخالد واحتضان مستقبلها في العصر الرقمي، نساهم في استمرار ازدهار اللغة العربية كقوة توحد القلوب والعقول والأجيال في جميع أنحاء العالم.
