حسن حسين
يظنون وكل الظن إثم أن عبدالناصر مات،دعهم في غيهم يعمهون،وهل يتأتى لميت في قبره أن تخرج كلماته خضراء من أفئدة الناس،وأن تضئ خطوات مشيه الوئيد دروب الوطن،فمالهم لا يتوحدون؟،خسئت أحزابهم التى بها يستظلون،ولاظل لعربي إلا ظله، ولا كرامة لقومىٍ إلا رايته المنداة بدم استشهاده ،هذا قول الحق أقول لكم، فانفجروا أو موتوا، لن يشعر بكم أحدا في باديةٍ أو حضر.هو حىٌ يسعى بيننا، لايعلم خطوه إلا الأحباب والمريدين، يستمسكون به ،لايفلتونه من بين أيديهم أبدا، يلزمون أنفسهم - كما قال – مهما كانت المعاناة أن يكون حساب الأقوال هو نفسه حساب الأفعال ، يهاجرون معه إلى مدن المقاومة، تاركين ورائهم قوم الاعتراف والصلح والتفاوض والمساومة.
أربعون عاما في التيه،يبحثون عن جبلٍ يأوون إليه ليعصمهم، ولا عاصم اليوم إلا الشعب، لن يجدي الصمت أو الصوت المتكسر أو القول المتلعثم، لن يجدى سوى السيف، فالصبر تبدد والليل تمدد، والفجر قد يأتى حين نتوحد؛ نلتف حول سيرته؛ نقبض جمرته المشتعلة، نرسم فوق وجوه الفقراء بسمته.
لم يمش فوق الماء ولم يحله عسلا، بل روض النهر؛ وأقام بيننا وبين الأعداء سدا؛ وأحال رمل الصحراء نباتاً أخضرا، يمم صوب الناس وأمّ صلاة المجد،ركع مع الراكعين لمجد الوطن،ورفع هامته فى ذلك الزمن.
يرجون أن تطول غيبتك،أن تهدم ريحهم خيمتك، لكنك قاربت على الرجوع ،وعلى الطلوع من قلب الغياب، جندك مازالوا على العهد القديم ،لم يبرحوا ميدانهم، مازالت أكفهم تقبض على سيف العروبة، تقسم بميثاقك الغالي، تحمي حدود الوطن، وتقاتل من أجل شرفه وكرامته، تصون ولا تبدد، ولا تخون أبدا بيعتك .
حاولوا أن يستنسخوك فصاروا مسوخاً شوهاء، يتساقطون كل يوم كالذباب، يدّعون أنهم حواريوك، خلفاؤك ومريدوك، يسعون لاحتلال مكانتك،خاب سعيهم فيما يرغبون .
أربعون عاما من الغياب ؛وأنت كما أنت لم تزل باقياً فينا، تقود خطانا في رابعة النهار، وتهدى خطونا في الظلام الدامس، تمدنا بالقدرة على معرفة العدو من الصديق، تحذرنا أن نضل وننسى، وتقضي بيننا أمرا كان مفعولا، لك المجد ..
قطرات دمك على الطريق ترسم خارطة الوطن، تأتى إلينا في ثياب الجنود، لتقاتل معنا في الشوارع كما وعدت، فالعدو إستوطن الوطن،ولم يعد أمامنا إلا أن نخوضها حرباً فوق بحرٍ من الدماء وتحت أفقٍ مشتعلٍ بالنار .
..وبعد
في الثامن والعشرين من سبتمبر الحزين لم يمت عبدالناصر..بل شبه لهم
مجلة الوعي العربي