الرئيسية / الوحدة العربية / الوحدة حلم لا يموت

الوحدة حلم لا يموت


شاركت الملايين ،من المحيط الي الخليج ،فرحة اعلان الوحدة المصرية السورية،وآمل ان تتحقق بعدها ،وحدة وطننا العربي من المحيط الي الخليج..كنت مع الملايين،نتابع الحفاوة الأصيلة التي تستقبل بها الجماهير السورية الزعيم الخالد جمال عبد الناصر لدي زياراته لدمشق ،قلب العروبة النابض..اطربتنا الاصوات الرائعة التي تغنت بالوحدة،”وحدة ما يغلبها غلاب،انا واقف فوق الاهرام وقدامي بساتين الشام،م الموسكي لسوق الحميدية انا عارفة السكة لوحديا،بدي عريس اسمر عربي شرط، شرط من المتحدة طلبي ،وغير ذلك من الاغنيات والاناشيد التي عبرت عن عمق الفرحة بفجر الوحدة العربية..وبدأت جماهير الوطن العربي تتطلع بشوق الي الانضمام لمصر وسوريا ،في وحدة تحتمها ،مقومات واضحة ،أرض مشتركة ولغة واحدة وثقافة واحدة مع تنوعها..امتدت الخيمة الحامية من تقلبات الحياة،من المحيط الي الخليج،مما اثار فزع الرجعية العربية وهو ما استغلته الولايات المتحدة الأمريكية ،والتي تعتبر ان بقاء اسرائيل رهن بتمزيق العرب الي دويلات عرقية وطائفية،بحيث تتمزق الخيمة الكبيرة ،إربا إربا ،فلا يستفيد منها أحد ،حتي من مزقوها ..هكذا دقت الوحدة المصرية السورية أجراس الوحدة الكبري والتي خرقت آذان الأعداء فشنوا عليها حربا ضروسا ،وبكافة السبل والوسائل المنحطة..كان نجاح تجربة الوحدة بقيادة عبد الناصر ،كابوسا امريكيا اسرائيليا و احيانا عربيا..ومن هنا تم تدبير مؤامرة الانفصال بواسطة اطراف سورية شكلا ،لكن ولائها كان لأعداء الوحدة ،والتي كانت تمثل الحصن المنيع لكل ابناء الوطن العربي..كان نجاح الوحدة المصرية السورية،بمثابة سلاح بتار في مواجهة المؤامرات ،ولذا نشط الأعداء في التعجيل بهدم التجربة العظيمة..وكانت المؤامرة تستهدف الاقتتال المصري السوري عقب اعلان الانفصال ،لكن قال عبد الناصر عبارته الخالدة :ليس من المهم ان تبقي سوريا جزءا من الجمهورية العربية المتحدة ،ولكن من المهم ان تبقي سوريا…وقد ربط الكثير من المعلقين بين تطابق تاريخ يوم الانفصال ،٢٨ سبتمبر عام ١٩٦١ وتاريخ رحيل عبد الناصر في ٢٨ من سبتمبر ١٩٧٠… انها مصادفة علي الأغلب ولكنها مصادفة غريبة..ويؤكد التاريخ المعاصر ،ان الانفصال لم يجلب لسوريا المكاسب التي ادعي الانفصاليون ان الوحدة تعطلها ولا حدثت طفرة في أحوال مصر بدعوي التخلص من الاعباء التي فرضتها الوحدة،ولكن الانفصال كان بلا شك مبعث فرح واحتفالات في عواصم المدركين لخطورة الوحدة العربية عليهم وعلي اطماعهم…نجح اعداء الوحدة العربية في إجهاضها في مطلع ستينات القرن الماضي ،ولكنهم فشلوا في انتزاع الأمل بتحقيق الحلم النبيل والذي ،عندما يتحقق باذن الله سوف يتبوأ الوطن العربي المكانة اللائقة به وبابنائه..ان تجربة الوحدة المصرية السورية محفورة في الوجدان ولم ،ولن تنجح جهود الأعداء في زرع اليأس في نفوس الملايين التي ترفع صور الزعيم الخالد في كل مناسبة ،بما يؤكد تمسكها بحلمه في تحقيق الوحدة العربية ،التي ستنقل الوطن العربي من مفعول به ،إلي فاعل مؤثر ،وقوي ،لأن “قوتنا في وحدتنا ” وفي كل يوم تتضح صحة هذا المفهوم ،حيث كان من اهم اسباب نجاح الثورة المصرية ،التلاحم الوطني دونما ادني اعتبار للاختلافات العقائدية او الثقافية أو الاجتماعية..ومن ثم فإن التأكيد علي ضرورة تحقيق الوحدة العربية يجب ان تكون له الاولوية المطلقة كما يتعين علي المثقفين دحض اكاذيب المضللين ضد سياسة جمال عبد الناصر والتصدي للحملة الضارية التي تشنها اطراف لا رصيد لهم من المصداقية وتخلو سجلاتهم من اي موقف انحازوا فيه الي الوطن والمواطن ،بل كانوا علي مر العقود مثالا منفرا للدفاع عن الحاكم ايا كان توجهه..ان الوحدة العربية ممكنة لتوافر كل مقوماتها ،فدول الاتحاد الأوروبي مثلا ،تعيش علي أرض مشتركة ،لكنها تختلف لغاتها واعراقها،بينما نحن تتوافر لدينا ،الارض المشتركة واللغة المشتركة والثقافة المشتركة..ولا يغيب عن نظرنا آن الحرب ضد الوحدة التي غرس بذرة تحقيقها جمال عبد الناصر،مستمرة ،بل تستعر ،والمشهد ماثل أمام أعيننا ،حيث تتعالي صيحات التفتيت والتشرذم،بين مسلم ومسيحي،وشيعي وسني وعلوي ودرزي الخ الخ،حتي تنصب الولايات المتحدة ،اسرائيل “إمبراطور المنطقة”..والسؤال الذي يلح عليٓ وربما علي غيري:هل لو كنا متحدين،كان يمكن ان يعلن الرئيس الامريكي ،دونالد ترامب ،”مطمئنا” القدس عاصمة”للشعب اليهودي” ولتذهب الامم المتحدة ،والقانون الدولي ،وقبل ذلك حقوقنا التاريخية،الي الجحيم؟..ان الوحدة قادمة حتما وستغني لها الأجيال القادمة ،فإذا كان الانفصال السوري جرحا نازفا ،فإن حلم الوحدة محفور في الوجدان وهو لا بد سيتحقق،بارادة ابناء الوطن وعزيمتهم وكذلك بوعيهم الذي يعقد المقارنة بين وضع الأمة في سنوات الوحدة القليلة وبين ما آلت اليه احوالنا في ظل الانقسامات المؤذية..ومن دواعي التفاؤل ان جيشنا الأول ،هو الجيش العربي السوري ،وستظل مصر الشقيقة الكبري الساهرة علي أمن الوطن العربي ،مهما كانت تمر بظروف صعبة ،وستبقي سوريا قلب العروبة النابض….
فريدة الشوباشي
مجلة صباح الخير

عن admin

شاهد أيضاً

النظام الرسمي العربي ودوله الوظيفية يكشف المستور وهو أنهم والكيان الصهيوني منظومة واحدة

منذ نشأتهم – وهم في انحدار – والمقاومة تمثل ارادة الشعوب وهي من انتصار الى …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *