الرئيسية / كتاب الوعي العربي / كامب ديفيد والفصول الخمسة للسيطرة على مصر

كامب ديفيد والفصول الخمسة للسيطرة على مصر

بقلم / سيف عبداللاه
وتتلخص الفصول الخمسة في التالي
1- نزع سلاح سيناء أو عدم وجود قوة ضاربة للجيش المصري داخل سيناء
2- القضاء على القطاع العام وتصفيته
3- وجود طبقة رأسمالية تابعة بطبيعتها لأمريكا وصديقة لإسرائيل
4- وجود نظام سياسي يعترف بإسرائيل
5- وأخيراً عزل مصر عن أمتها العربية
وقبل ان نتجول في هذه الفصول الخمسة محاولين تلخيصها بقدر الامكان حتى لا نطيل بالوقت عليكم .
حيث أن كل فصل يحتاج إلى ورش وحوار مجتمعي كبير
فقبل ان نستعرض كل شيء يجب أن نستشهد بما قاله الساداتحتى نكون على علم بأن الخطوات التى إتخذت كان يعلمها جيداً
حيث قال في خطاب في إفتتاح الدورة الأولى لمجلس الأمة بتاريخ 11 نوفمبر 1971
عن توضيح أهداف السياسة الأمريكية في المنطقة:
1- إخراج الإتحاد السوفيتي
2- ضرب التجربة الإشتراكية
3- عزل مصر عن أمتها العربية
كما حدد أيضاً في أحد لقاءاته بأن الحديث الدائر داخل إسرائيل عن نزع سلاح سيناء يجب ان يتوقف
فإذا كانوا يريدون نزع سلاح سيناء فسوف أطلب نزع سلاح إسرائيل كله
كيف أنزع سلاح سيناء إنهم بذلك يستطيعون العودة في أي وقت يريدونه خلال ساعات
وهكذا نكون على علم بأن الخطوات التي إتخذت كان النظام يعلمها ويعلم خطورتها ومع ذلك مضى في هذه الخطوات
فكيف فعلوها؟
فعلوها من خلال الترتيبات الأمنية بموجب إتفاقية السلام المزعومة والمواد الواردة في الملحق الأمني حيث جُزأت سيناء إلى ثلاث خطوط موازية لقناة السويس وسموها من الغرب إلى الشرق أ،ب،ج
المنطقة (أ):
وسمحو لمصر بوضع قواتها المسلحة فقط فى حدود 22 الف مقاتل وهذا ما يوازي في حدود ربع القوات التي عبرت عام 1973 والتي قبل السادات بإعادتها مره أخرى إلى غرب القناة في فض الإشتباك الأول في 18 يناير 1974
وكلنا نعلم الخلاف الكبير الذي وقع مع الفريق “سعدالشاذلي” عندما اراد أن يسحب فرقتان وهما فرقتان للقضاء على الصغرة وكيف رفض السادات سحب أي جندي من على الجبهة بحجة عدم التأثير على معنويات جنودنا ومع ذلك قبلها السادات.
أما المنطقة (ب):
فمحظور وضع أكثر من 4 ألاف جندي مسلحين بأسلحة خفيفة
وفي المنطقة (ج) بوليس مصري فقط
كما تراقبنا على أراضينا قوات موجودة داخل سيناء في قاعدتين عسكريتين واحدة فى شرم والثانية في الجورة
بالإضافة إلى 31 نقطة تفتيش وهي قوات غير خاضعة للأمم المتحدة ويطلق عليها قوات متعددة الجنسيات تشكل منها القوات الأمريكية 40% والباقي قوات حليفة من حلف الناتو أمريكا اللاتينية تحت القيادة الأمريكية
أما الفصل الثاني :
والذى حدده السادات بضرب التجربة الإشتراكية حيث أكتشفوا أن وراء إنتصار 73 قوة إقتصادية صلبة وهي القطاع العام المصري الذي إستطاع أن يمول الحرب
فكان قرار تصفيته عن طريق قانون الإنفتاح الإقتصادي الذي أطلق عليه أستاذنا الكبير “أحمد بهاء” إنفتاح سداح مداح
وحتى نستطيع أن نفهم يجب علينا أن نرجع إلى ورقة أكتوبر التي جعلت الإنفتاح أحد المهام الرئيسية لتنمية المجتمع المصري جاءت هذه الدراسة لحل المشاكل الإقتصادية والتي رأت أن الإنفاق العسكري قد هبط بمعدل النمو فى مصر من 7،6 سنوياً لإقل من 5% بسبب حالة الصراع مع الكيان الصهيوني
وهكذا نرى أنه على الرغم من الحرب كانت هناك عمليات تنمية وهي أعلى من المعدلات المستهدفة فى الوقت الحالي على الرغم من عمليات السلام المزعومة
وملخص ما جاء في هذه الدراسة :
أنه إذا أردنا أن نستعيد النمو القديم فإننا في أمس الحاجة إلى موارد خارجية وكان حقيقة المستهدف من قانون الإنفتاح الصادر عام 1974 مقابل فض الإشتباك الثاني بين قواتنا والقوات الصهيونية هي خلق رأي عام ضد الحرب
وكانت حجة النظام إننا عندما توقفنا عن الصراع تدفقت الأموال وأديرت المشروعات
فإذا دخلنا مواجهه ثانية سوف تتوقف عملية التنمية وتهرب الإستثمارات
فكان قانون الإنفتاح هو الصغرة لضرب دور الدولة في عملية التنمية الإقتصادية والإجتماعية وتجريدها من أملاكها وغل يدها عن التدخل في الإدارة والتخطيط الإنتاجي
وإعادة صياغة نظامنا الإقتصادي بما يتناسب مع النموذج المفضل والمحبب لهم والسيطرة الكاملة عليه في المدى المتوسط والبعيد من خلال
التحالف مع القطاع الخاص والسيطرة تدريجياً على السوق المصري وربطة بالسوق العالمي
كل ذلك تحت إشراف البنك وصندوق النقد وهيئة المعونة الإمريكية كل هؤلاء هم أبناء صندوق الدين العام الذي أفقدنا إستقلالنا قرناً كاملاً
الفصل الثالث:
وهكذا إستطاعوا خلق طبقة من رجال الأعمال تابعين لهم وللسوق العالمي طبقة تتبنى المشروع الأمريكي وتدافع عن النظام الجديد ضد باقي طبقات الشعب
طبقة تدافع عن السلام لإسرائيل وعن التبعية لأمريكا وترتبط مصالحهم بروابط التوكيلات والتجارة والبيزنس
وتم تصنيع هذه الطبقة بأموال المعونة الأمريكية البالغة 800 مليون دولار سنوياً بتسهيلات تتجاوز الواحد ونصف %
الفصل الرابع:
هو وجود نظام سياسي يتبنى السلام والإعتراف بإسرائيل
فلم تكن منظومة تعدد الأحزاب في مضمونها والمستهدف منها هو وجود الحياة الديمقراطية وإختلاف الرأى
ولم تكن تجربة الإتحاد الإشتراكي واقعة في كل هذه السلبيات
حيث تم عمل ورقة أكتوبر التي طرحت في 15 مايو 1974 وطرحت للإستفتاء الشعبي (حيث جاء على لسان السادات) لقد أرتضى الشعب نظام تحالف قوى الشعب العامل إطار لحياته السياسية
وإننا في معركة البناء والتقدم ما أحوجنا ما أن نكون لهذا المجتمع وما من سمى رئيس الجمهورية أرفض الدعوة إلى تفتيت الوحدة الوطنية بشكل مصطنع عن طريق تكوين الأحزاب
وأثناء المؤتمر الثالث للإتحاد الإشتراكيفي يونيو عام 1975 إنتهى الحوار الذي أكد فيه الدكتور “رفعت محجوب” على تأييد الفلاحين والعمال والشباب والتنظيم النسائي لإستمرار الإتحاد الإشتراكي ممثلاً للوحدة الوطنية ورفض مفهوم تعدد الأحزاب
ثم تكونت لجنه لمستقبل العمل السياسي وشملت 178 عضواً وعقدت 16 إجتماعاً فبرزت عنها أربع إتجهات رئيسية
الإتجاه الأول :- إتجاه الأغلبية ب 135 عضوطلبوا تطوير الإتحاد الإشتراكي مع إقامة منابر ثابتة والتحذير من صياغة تعدد الأحزاب في هذه المرحلة
الإتجاه الثاني:- ومثله 34 عضواً طالبوا بالإبقاء على الإتحاد الإشتراكي في صورته الراهنه مع إعطاء فاعليه من خلال منابر رأي متحركة
الإتجاه الثالث:- إتجاه إقامة الأحزاب السياسية وكان مؤيده 8 أعضاء فقط
الإتجاه الرابع :- السماح بإقامة منابر داخل وخارج الإتحاد الإشتراكي فكان رأي الأغلبية مع إبقاء الإتحاد الإشتراكي
ومع ذلك تم الذهاب إلى تعدد الأحزاب والديمقراطية بالمفهوم الذي يريده الصهاينه والأمريكان من أجل خلق نظام وحزب يتبنى السلام والإعتراف بإسرائيل
فلم يكون هناك حزباً أو نظاماً سياسياً يعتلي الحكم في مصر إلا وأن يكون معترفاً بدولة الكيان الصهيوني وإلا دخل في صدام ومواجهه مع الأمريكان
هذا أيضاً ما قد صرح به “مصطفى الفقي” في حواره لجريدة المصري اليوم في 2008 بأن لن يأتي رئيس إلى مصر إلا بموافقة أمريكية ورضاء إسرائيلي
الفصل الخامس:- عزل مصر عن أمتها العربية
إذا أردنا أن نحدد هذا فيجب أن نعرف أن السياسة لم تتغير والمشاريع الإستعمارية لن تتوقف
حيث حددها الزعيم ” جمال عبدالناصر” عندما حدد موقفه من مشروع الاحلاف
وملخصها كالتالي:-
1- مشكلة تصفية إسرائيل على أساس الأمر الواقع
2- فرض نظام دفاعي يخدم المصالح الأمريكية وحدها
3- الإنحياز إلى السياسة الأمريكية في جميع المشاكل الدولية
4- خلق أخطار وهمية من بعض العرب على البعض الأخر
5- ربط الدول العربية في نطاق واحد مع الكيان الصهيوني نطاق تقوم به أمريكا بدور التوفيق والتنسيق في جميع النواحي حتى العسكرية
6- تجريد مصر من جميع إلتزامتها
كان هذا هو الفصل الخامس الذي حدد كيفية عزل مصر عن أمتها أو إقامة أي مشروع يعادي المشروع الأمريكي
ففي المادة السادسة من معاهدة ” كامب ديفيد” نصت صراحتاً على أولوية هذه المعاهدة عن أي إلتزامات مصرية سابقة عليها بالذات إتفاقية الدفاع العربي المشترك
كما ألزمت مصر في نفس المادة بعدم الدخول في أي إلتزامات جديدة تتناقض مع أحكام ونصوص المعاهدة الإسرائيلية.

عن admin

شاهد أيضاً

سقوط النسر بات وشيكاً - بقلم برونو جيج

*ترجمة: علي إبراهيم* 23/04/2019 هل وصلنا إلى اللحظة الفاصلة التي بدأ فيها الشكّ يساور …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *