كتب: ابنتك نجوى محمد فوزي

أبي العزيز ـ حبي وأشواقي إلى روحك الطاهرة التي أشعر بها تقترب منا وترفرف حولنا في هذه الأيام العظيمة من تاريخ مصر، وأشعر كم هي سعيدة بما حدث في مصر من انتصار للحق علي الباطل ومن نهاية لعصر كان الفساد والظلم يسودانه وكان الكذب والنفاق سمات غالبة فيه، وندرت إبانه القدوة الصالحة، وقد كنت عدوا لهذه الصفات جميعا التي سادت مصر في غفلة من الزمن ـ تعلّمنا منك كما تعلّم منك الكثير من أجيال أبنائك وإخوانك في القوات المسلحة خلال خدمتك الطويلة فيها حينما كنت مديرا للكلية الحربية ثم رئيسا لهيئة أركانها ثم قائدا عاما ووزيرا للحربية وخاصة حينما كنت قائدا لحرب الاستنزاف المجيدة والتي كنت تفخر وتعتز بقيادتك لها وما تم انجازه خلالها وأثناء اشتعالها من إعادة بناء وتدريب وتنظيم وتسليح القوات المسلحة والذي كان دون أدني شك أساسا راسخا لما حققته من انتصارات أكتوبر المجيدة ـ تعلمنا منك كما تعلمت الأجيال التي عملت معك الالتزام والانضباط والجدية والصدق والشجاعة والقدوة الحسنة فسلام لك ولروحك الذكية الطاهرة.
أبي العزيز تأكد أن مصر الوفيّة لن تنساك فإذا كان قد مرّ زمن كاد يسقط من ذاكرته عظماء كثيرين في مجالات شتي ضحّوا بكل غال ونفيس من أجل عزة مصر ورفعتها وإعلاء كرامتها دون مطمع في مال أو مجد أو منفعة شخصية (عكس ما كان عليه حكامها السابقون) فالحمد الله قد ولّي هذا الزمان وجاءت ثورة 25 يناير بزمن جديد نقي وطاهر يُطرد فيه المهللون للسلطة ومنافقو السلطان وعاد للرجال الشرفاء مكانهم ومكانتهم وسيرتهم الزكية، وكم أراك محظوظا حيث أثق تماما أن لك أبناء وأخوة زاملوك في العمل يحبونك ويقدرونك ويخلصون لك ذكراك ويظهرون ذلك كلما سنحت الفرصة بذلك ويعترفون بدورك الرائع التاريخي وما تركته من بصمات مضيئة في تاريخ القوات المسلحة، وعلي سبيل المثال أذكر منهم السيد المشير طنطاوي والسيد الفريق سامي عنان والسيد اللواء مختار المللا وغيرهم كثير لا يتسع المجال لذكرهم ـ كما أنك محظوظ أن يكون لك محبون ومقدرون لدورك العسكري التاريخي سواء كتّابا أو صحافيين أو ساسة أو أبناء في مجالات عديدة.
فاسترح يا أبي فمصر عادت لها عزتها وحريتها وكرامتها التي قاتلت من أجلها وذلك بعد أن سلبتها عصبة من الفاسدين استحلت الظلم والفساد.. استرح يا أبي فمصر صححت مسارها ثورة 25 يناير التي أشعلها شبابها ودعمها شعبها الحر المناضل الواعي الراقي الذي جذب أنظار العالم كله في إعجاب وتقدير استرح يا أبي.