إلى من يقدسون الرئيس السادات ويكرهون الإخوان ومؤسس جماعتهم.. بقلم:أحمد السيد النجار
ابحثوا عن حل لهذا المأزق فالرئيس السادات كان رأيه شديد الإيجابية في الجماعة ومؤسسها وساعدهم على نشر افكارهم في الجيش وقت أن كان ضابطا فيه وفقا لمذكراته الشخصية، وقدم لهم تسهيلات جمة بعد وصوله للرئاسة في مواجهة كل القوى السياسية الأخرى. طبعا أنا لست في حاجة لتذكيركم برأيي في الطرفين.. لكن لمن يعشقون الرئيس السادات ويكرهون الإخوان ومؤسس جماعتهم.. اتساق المواقف مطلوب. وفيما يلي رأيه الوارد في مذكراته الشخصية والذي تناولته بشكل عرضي في كتاب اقتصادي أقوم بإعداده حاليا…
وفيما يتعلق بموقفه من الإخوان المسلمين ومؤسس جماعتهم يقول الرئيس السادات: “وتصادف وجود بعض الإخوان المسلمين بين جنودي ففوجئت يوم مولد النبي سنة 1940 بأحدهم يهمس في أذني بأن بالباب رجل ممتاز في الدين يريد أن يقول كلمتين للجنود بمناسبة المولد، وكنت ضابط النوبة في تلك الليلة، سألت من يكون؟ ولما عرفت أنه الشيخ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين رحبت به وجعلته يلقي المحاضرة بدلا مني. كان ممتازا في اختياره للموضوعات وفهمه للدين وشرحه وإلقائه، من كل النواحي فعلا كان الرجل مؤهلا للزعامة الدينية”. ويضيف: “أعجبت به كل الإعجاب فبعد أن انتهى من المحاضرة هنأته من كل قلبي وجلسنا نتبادل الحديث لبعض الوقت، وقبل أن يخرج دعاني لحضور درس الثلاثاء الذي كان يلقيه كل أسبوع بعد صلاة المغرب في مقر المركز بالحلمية الجديدة”. “وذهبت إليه وحضرت بعض الدروس وفي كل مرة كان يصطحبني إلى مكتبه الخاص لنتجاذب أطراف الحديث، ولفت نظري ما كان عليه الإخوان من تنظيم وما كانوا يحيطون به المرشد العام من تبجيل يكاد يصل إلى درجة التقديس حتى أنهم في معاملتهم لي كادوا يقبلون الأرض بين يدي لمجرد أنه كان يدعوني للجلوس معه في مكتبه” (أنور السادات، البحث عن الذات.. قصة حياتي، المكتب المصري الحديث، القاهرة 1978 صـ 35).
وحينما تعرض السادات للسجن عام 1942 في قضية مقتل أمين عثمان قام تنظيم الإخوان المسلمين بتقديم راتب شهري لأسرته مما يدل على وجود علاقة قوية له مع التنظيم كحد أدنى. ويقول الرئيس السادات في هذا الصدد: “وأخيرا أتى الشيخ حسن البنا ليعطي لعائلتي عشرة جنيهات شهريا في وقت كان شقيقي طلعت لا يجد ثمن إفطاري ولا حتى ثمن زجاجة ملح الفواكه التي كان ثمنها في ذلك الوقت 12 قرشا، وملح الفواكه بدأت أتناوله أول شئ في الصباح وأنا في السجن وما زلت إلى الآن استخدمه، فترة طويلة تقرب من ثلاثين عاما لم يمكنني فيها الاستغناء عنه إطلاقا، أضف إلى هذا ثمن إيجار السرير والمنضدة والكرسي بعد أن سمحوا لنا في السجن باستعمالها ما دمنا تحت التحقيق ولكن بشرط أن ندفع عنها إيجارا يوميا قدره عشرة قروش” (أنور السادات، البحث عن الذات.. قصة حياتي، المكتب المصري الحديث، القاهرة 1978 صـ 101).
وتبدو حكاية السادات لنمط معيشته المكلف في السجن واستهلاكه لملح الفواكه في وقت لا تجد أسرته ما تعيش به آنذاك حسب روايته نفسها، نوعا من الاستعراض المظهري والأناني وغير الموفق خاصة وأنه كان يتلقى منحا إخوانية للإعاشة في السجن ولا يليق والحال هكذا أن يستهلك ما لا يستهلكه مانحوه!!
مجلة الوعي العربي