وتجلس القديرة نجوى عزت إلى سامى شرف ليتذكر الكثير على المدى الطويل: «لقبت بأسماء عديدة (العين الساهرة)، (الحارس الأمين)، (رجل المعلومات)، (كاتم الأسرار)، (الصامت)، ولا أفضل أيًا منها فبطاقتى الخاصة تحمل اسمى فقط.. سامى شرف.. أراد والدى الطبيب البشرى الحاصل على الدكتوراه من انجلترا عام 1926 أن ألتحق بكلية الطب وذهبت معه لزيارة عميد الكلية د. على باشا إبراهيم الذى وافق على الفور وطلب من والدى أن يدفع المصروفات إلا أنه لم يجد معه المبلغ الكافى (وكان أربعين جنيها فى السنة) يدفع منها 25 جنيها فوريًا، وحتى يضمن والدى عدم تغيير رأيى فى الالتحاق بالكلية ذهبنا معا إلى شارع عبدالخالق ثروت فى عمارة كان بها اليهود المرابون ليقترض من أحدهم مبلغ 15 جنيها، وأذكر أنه كان يوم الاثنين فسلمه المبلغ وأخبره بأنه لابد أن يقوم بالسداد يوم الخميس بالضعف أى 30 جنيها، وكل يوم إضافى تكون الفائدة مركبة!! وشعرت فى هذه اللحظة بجرح غائر وبكراهية شديدة لكل ما هو صهيونى، ودفع والدى المصاريف إلا أنه لم يمكننى الاستمرار فى كلية الطب أكثر من يومين وبدون أسباب. وأصر والدى بعدها على الالتحاق بكلية الصيدلة فجربت ليوم ولم أستطع فصارحت والدى برغبتى الحقيقية فى الالتحاق بالكلية الحربية، وقدمت أوراقى هناك ويوم الكشف الطبى أصبت بالتيفود، وأسقط فى يدى فالتحقت بكلية التجارة عام 1946 حيث قضيت عاما واحدا وعاودت بعدها التقديم للكلية الحربية، وقبلت وسميت دفعتنا بدفعة الكوليرا وسبب التسمية انتشار وباء الكوليرا فى ذلك العام .. كرب أسرة تعودت أنا وأسرتى طويلا على غيابى سواء فى السجن أو العمل… ندمت أحيانا كأى بشر حين دخلت السجن لو كنت أكملت تعليمى بكلية الطب كى أحظى بالخمسة عيون كما يقولون: عروس وعربة وعزبة وعيادة وعمارة، لكن الندم لم يدم أكثر من دقائق لأننى لا أقدم على عمل إلا وأكون مقتنعا به تمامًا.. تجسد الوفاء فى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حين سمع بزواج ابنتى الاثنتين فتكفل بهما لأنه كان يعلم أننى لا أملك شيئا ومازلت.. كل ما أمتلكه الآن سيارة هيونداى فقط لا غير.. لا فيلا ولا مصيف.. ولاخدم.. أملك الستر والحمد للـه».
شاهد أيضاً
خلافات حامية بين المخابرات «العامة» و«الحربية»… والسبب فيلم سينما!
جلال خيرت 12 حزيران 2019 القاهرة | إذا أردت أن تعرف سبب تراجع دور جهازَي …
مجلة الوعي العربي