الرئيسية / حوارات ناصرية / الأشتراكية في فكر جمال عبد الناصر

الأشتراكية في فكر جمال عبد الناصر

سؤال: بقى سؤال أخير يا سيادة الرئيس، إن الثورة الاجتماعية التى قامت من أجل الشعب المصرى مع قيام ثورتكم عام ١٩٥٢؛ قد تطورت الآن إلى ثورة اشتراكية تطلقون عليها الاشتراكية العربية، فما هى منابع الاشتراكية العربية؟ وإلى أى حد تختلف عن الأنواع الأخرى من الاشتراكية؟
* الرئيس: عندما نقول اشتراكية عربية فإننا نعنى التطبيق، أو بمعنى آخر فإننا نبنى اشتراكيتنا على أساس عملى وواقعى وليس على مجرد شكل نظرى، وهناك بعض اختلافات بالطبع بين تطبيقنا للاشتراكية وبين تطبيقات أخرى؛ فنحن نؤمن بالله ونتمسك بعقائدنا الدينية، ولا نؤمن بسيطرة طبقة واحدة ، ونحن نؤمن بالديمقراطية لجميع الشعب، ولا نؤمن بالقضاء على طبقة بوسائل العنف، كما نؤمن بحل المتناقضات بالوسائل السلمية، ومازلنا نسير فى هذا الاتجاه بعد أن قطعنا فيه شوطاً طويلاً بنجاح.
ولكننا أخذنا - بحكم الضرورة - إجراءات لإنهاء الإقطاع حيث أن نحو نصف المساحات المزروعة فى بلادنا كان يملكها نحو ٢ أو ٣ فى المائة من مجموع السكان، ووضعنا حداً أقصى لملكية الأرض هو مائة فدان، ووزعنا الأرض على الفلاحين.
ومن ناحية أخرى أعطينا العمال حقوقهم لكى يعيشوا كآدميين، ووضعنا حداً أدنى للأجور، ونحن نعطى العمال الآن نسبة ٢٥ فى المائة من أرباح الشركات والمصانع، وخفضنا ساعات العمل إلى سبع ساعات، ويشترك العمال الآن فى إدارة المصانع والشركات حيث ينتخب أربعة منهم أعضاء فى مجلس الإدارة المؤلف فى مجموعه من تسعة أعضاء، وقد حصل العمال أيضاً على تأمينات اجتماعية، وتأمينات صحية. ونحن نحاول بكافة الوسائل أن نزيد عدد العمال المشتغلين فى ميدان الصناعة.
كذلك فإن التعليم بالمجان ليس فى المدارس الابتدائية والثانوية فحسب؛ وإنما أيضاً فى الجامعات، وفى جامعاتنا يدرس الآن نحو ١٣٠ ألف طالب.
- سؤال: لا شك أن العديد من الإنجازات الأخرى سوف تتحقق فى المستقبل، ولكن هل أنتم مطمئنون - يا سيادة الرئيس - إلى تجربتكم الاشتراكية؟
* الرئيس: إننا الآن ننفذ برامج لمضاعفة الدخل القومى فى عشر سنوات، وقد تمكنا بالفعل من مضاعفة الدخل القومى خلال الفترة ما بين عامى ١٩٥٢ و١٩٦٠، وبدأنا منذ عام ١٩٦٠ تنفيذ برنامج آخر لمضاعفة الدخل القومى قبل عام ١٩٧٠، ولكننا طبعاً نريد أن نحقق أكثر من ذلك، فإن لنا مطامح كبيرة، نريد أن نغير فى فترة قصيرة من الزمن ما تراكم خلال آلاف السنين، نريد أن نسرع فى الوصول ببلادنا إلى مستوى الدول المتقدمة، وهذه هى مشكلة الدول المتخلفة أو الدول حديثة النمو.
ونحن بالطبع نواجه مشاكل أخرى؛ فنحن الآن نحس بمشكلة الزيادة فى استهلاك مواد الطعام، وفى طلب الخدمات، وغيرها من النواحى الأخرى، ونحاول أن نعالج هذه المشكلة أيضاً، ونحاول أن نزيد رقعة الأرض المزروعة، كما نعمل الآن فى بناء السد العالى.
- سؤال: لا شك أن السد العالى يساعد فى تحقيق كل ذلك.
* الرئيس: نعم.
٠٩/١٠/١٩٦٤
حديث الرئيس جمال عبد الناصر مع التليفزيون الألمانى

عن admin

شاهد أيضاً

index37

محمد حسنين هيكل ودوره في حسم الخلافة السياسية لصالح السادات

الباحث: د. محمد فؤاد المغازي تهنئة من خلال دراسة تتناول دور الأستاذ هيكل في حسم …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *