الرئيسية / كتب و دراسات / كتاب 5 يونيو “نكسة” أم مؤامرة تأليف: سعد التائه

كتاب 5 يونيو “نكسة” أم مؤامرة تأليف: سعد التائه

 
 
إشارة “عجلون” من
صباح 5 يونيو 1967 ..أرسل الشهيد عبد المنهم رياض إشارة من الاردن من مواقع رادار “عجلون” ينبئ قيادة القوات الجوية فى مصر بتحرك الطائرات الاسرائيلية . ويقول اللواء طيار عبد الحميد الدغيدى ” لو وصلت إشارة عجلون لتغير الموقف”.. فماذا حدث لاشارة “عجلون”؟ هل كان مصيرها نفس مصير الاشارة الصادرة من “أم بسيس” ؟
إن مصير “إشارة عجلون” ما زال مدفونا بين الوثائق ..ولكن الذى لا شك فيه أن الطائرات المصرية لقيت مصيرها وهى قابعة على الأرض.. وقيل ان الميزانية والحالة الاقتصادية – وهى من مبررات القيادات العسكرية للهزيمة – هى السبب فى عدم إعداد الجيش إعداداً سليما. ويرد أمين هويدى قائلاً :-
” إن القوات الجوية لو أصرت على بناء 30 ملجاً كل عام لتكلف ذلك مبلغ 600 ألف جنيه ” ولكن القيادة الجوية تحجّجت بعجز الميزانية ، مع أن هذا المشروع الخاص بملاجئ الطائرات كان بمثابة حياة أو موت .. وهذا ما أكدته الحرب ! .
لم يكن ما حدث فى حرب 67 ” نكسة ” أو ” هزيمة جيش” بل كان مؤامرة ، قام بها بعض أراد ، أردوا بها تحكيم معنوية المقاتل العربي ، وبث روح اليأس والهزيمة والإستسلام فى العالم العربي .. ولعل ما عمدت إليه وسائل الاعلام الغربية والأمريكية من إذاعة ونشر حالة جنود سيناء أثناء الإنسحاب ، وما اثير من إشاعات ونكات ، يؤكد أهداف هذا المخطط اللئيم .
يقول أمين هويدى : –
” فى يوم 2 -6- 67 ” حدد الرئيس عبد الناصر تقديراته فى الآتى :
– إن أسرائيل سوف تبدأ عملياتها خلال يومين أو ثلاثة .. بل حدد يوم 5 يونيو موعداً لبدء الهجوم الإسرائيلي .
– إن أسرائيل سوف تبدأ عدوانها بالضربة الجوية .
– إن أسرائيل تعتمد على المفاجأة والمرونة ، وأن معركتها قصيرة .
كل هذا حدده عبد الناصر للقيادات العسكرية ، وهذا ما أكدته الاحداث .. فلم يكن عبد الناصر يعتمد على الحظ أو حسن الطالع أو المنجمين ، كما يدّعى الفريق مرتجي .. ولم يكن عبد الناصر متآمراً ضد قيادات الجيش يرد التخلص منها .. بل كان عبد الناصر واعياً لأبعاد المعركة ، ووضعها أمانة فى يد القيادات العسكرية ..فماذا فعلت القيادات العسكرية ؟
يقول الفريق صلاح الحديدى ، وهو كلام خطير ..
” إن الصورة الواضحة التى وضعها الرئيس الراحل عن توقعاته لم تخرج من جدران القاعة التى عرضت فيها ..” أى أن القادة العسكريين لم يبلغوا قواتهم بما قاله لهم الرئيس الراحل .. فهل كان هذا اهمالاً أم تواطؤاً ؟؟
يقول الفريق الحديدى ” فقائد الجبهة فوجئ بهجوم العدو يوم 5 يونيو ، وقيادة العمليات فى الاردن التى كان يمثلها ضابط مصرى كبيرنيابة عن رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة المصرى ، لم يحط علماً بتصورات الرئيس المصرى للاحداث المتوقعة ..” ويكشف الفريق الحديدى دور الفريق صدقى محمود الذى حضر مؤتمرات الرئيس الراحل وسمع توقعاته قائلا : –
“بل إن رجال القوات الجوية والدفاع الجوى لم يبلغهم ان قواتهم ستكون هدفاً للعدو بعد يومين أو ثلاثة ، حيث أن قائد القوات الجوية ومعاونيه الذين حضروا هذا الاجتماع التاريخى ، وجدوا أن من الأنسب لأسباب تعلّلوا بها ألا يعلنوا هذه التوقعات على قواتهم المقاتلة ، بل لم يخطر بها رئيس أركان القوات الجوية الذى لم يكن موجوداً فى هذا الاجتماع … ”
إن موقف كل من الفريق مرتجى أو الفريق صدقى محمود ليس فى حاجة إلى تعليق ..
ولكن حتى لا نشعر بالمرارة .. أو ننساق وراء “الحرب النفسية ” التى شنها العدو بعد هزيمة 5 يونيو .. علينا أن نتذكر ، بعد مآسى الحروب ..
ففي الحرب العالمية الثانية ، كان القائد البريطانى “اوكنلك” يتمرغ فى أحضان النساء ، عندما كانت القوات البريطانية تهرول على غير هدى فى صحراء شمال أفريقيا .. ووقع مئات الالاف من الاسرى فى يد الجيش الالمانى بقيادة رومل ..واستبدل اوكنلك بمونتجمرى ..
واذا كان صدقى محمود أو مرتجى قد خذلا الجيش المصرى ، فان الفريق عبد المنعم رياض أستشهد فى الخط الاول للقتال … واستشهد قائد سلاح المهندسين أثناء العبور إلى سيناء …. ولقد سطر القادة قادة الجيوش العابرة للقتال فى حرب أكتوبر أروع صفحات البطولة والشجاعة والوطنية ..واستعاد الجيش المصرى كل ما أراد أن يسلبه منه أعداوءه من روح الفداء والتضحية والرجولة ..
هذه القيادات وهؤلاء الجنود الذين خاضوا حرب أكتوبر ، كانوا الابناء الحقيقيين لثورة يوليو ..بزعامتها الحقيقية .. ومبادئها ..ومثلها ، فكانوا أبناء تحالف قوى الشعب .
أما هذه القيادات التى سقطت فى وحل التخاذل خلال هزيمة 5 يونيو ، فكانوا بقايا عصر الاقطاع الملكى .. نشأوا فى احضان البعثة التى كانت تهيمن على الجيش .. وفى أحضان البرنس اسماعيل داود الذى كان على رأس سلاح الفرسان !
ان تحليل ما حدث داخل الجيش خلال معركة 5 يونيو ، لا ينفصل عن الصراع الطبقى او الفكرى الذى كان يغلى داخل المجتمع المصرى والعربى ى هذه المرحلة .. والذى حاول عبد الناصر أن يحله بالاسلوب السلمى .. ولكن اسلوب ” المؤامرة ” الذى لجأ اليه العدو ، لم يترك لهذا النهج الذى أراده عبد الناصر أن يسير فى طريقه الصحيح ..
إنن نناقش اليوم هذا الصراع داخل الجيش.. وتفصيل عناصر أما ثور يوليو فلها حديث آخر ..
لقد أراد الاستعمار منذ البداية ، تحطيم كل التنظيمات والقيادات الوطنية والقوى الشعبية .. ولم يكن هناك سوى الجيش .. القوة الوحيدة التى تملك التنظيم والقيادة ..
وقاد الجيش ثورة يوليو .. ولهذا أراد العدو أن يمزق هذه القيادة وهذا التنظيم ، وأن يشوه دوره الوطنى .. ولجأ إلى المؤامرة .. والخداع والحرب الساخنة .. والحرب الباردة .. والحرب النفسية
وعندما حدثت هزيمة 5 يونيو ، أراد أن يجعلها “نكسة ” ورمزاً للاقدار المأساوية التى يعيشها العالم العربى وطريقا للاستسلام . وهذا ما ادركه الزعيم الراحل منذ الوهلة الاولى ، وقال فى خطاب 23 يوليو 67 : ” إن هدفنا المباشر لا ينبغى أن يكون إزالة العدوان فحسب ، بل ينبغى أن يكون أيضا حماية نظامنا الثورى وتعميق نظامنا الثورى وتدعيم حركة الثورة العربية ”
 
 
 
 
 
 
 
 
 

رابط للتحميل :

من الكتاب

مهمتنا ليست القضاء على اسرائيل … المهم هو القضاء على عبد الناصر” هذا ما قاله عبد الحكيم عامر نصا في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة يوم 10 يونيو 1967 .
والعهدة على الراوي، والراوي هنا هو الراحل اللواء حسن البدري الرئيس الأسبق لهيئة البحوث العسكرية،والمؤرخ المعتمد للقوات المسلحة ، وشهادته ينقلها لنا سعد التائه في كتابه : “5 يونيو .. خيانة أم مؤامرة”

عن admin

شاهد أيضاً

كتاب الدكتور عبدالخالق فاروق (حقيقة الدعم و أزمة الاقتصاد المصري)

  الدكتور عبدالخالق فاروق من أهم الباحثين الاقتصاديين في مصر وقدم العديد من الأبحاث والكتب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *