الرئيسية / كلمة الرئيس جمال عبد الناصر إلى أعضاء المجلس التشريعى الفلسطينى

كلمة الرئيس جمال عبد الناصر إلى أعضاء المجلس التشريعى الفلسطينى

26/06/1962

 
أيها الإخوة:

مناسبة سعيدة هذا الاجتماع بعد تكوين المجلس التشريعى بعد صدور الدستور لقطاع غزة، وأرجو من الله أن يجمعنا دائماً فى مناسبات أسعد؛ يجمعنا وقد عادت حقوق شعب فلسطين إلى شعب فلسطين. قضية فلسطين وقضية شعب فلسطين هى قضية كل عربى حر، الشعب هنا فى الجمهورية العربية المتحدة يشعر كما يشعر أبناء فلسطين نحو فلسطين، الشعب فى سوريا.. وأنا أذكر حينما كنت أذهب إلى سوريا بجميع محافظاتها كنت أتكلم عن التنمية أو عن التخطيط فكان الشعب يتتبع، ولكنى حينما كنت أتكلم عن فلسطين والقضية الفلسطينية والوحدة العربية كان الشعب يخرج عن صوابه.

هذا هو الشعب العربى فى كل مكان من الوطن العربى، ولكن الظروف التى مرت بها أمتنا هى التى تسببت فيما حدث فى سنة ٤٨؛ الظروف ماكانتش بنت سنة ٤٨ بس، أبداً؛ من الحرب العالمية الأولى، من وعد “بلفور”، من بعد الحرب العالمية الأولى، من المفاوضات المختلفة اللى حصلت، من المساومات اللى حصلت إلى سنة ٤٨.

فى سنة ٤٨ كانت مصر تحت سيطرة الإنجليز، كان عندنا هنا جيش احتلال، وكانت العراق أيضاً تحت سيطرة الإنجليز.. وكان الأردن تحت سيطرة الإنجليز.. وكانت السعودية تحت سيطرة الأمريكان.. كلنا بنعرف هذا، ماكانش فيه جيش فى مصر، احنا كان عندنا فى سنة ٤٨ تسع كتائب كان واحدة منها فى السودان، دخلنا الحرب بـ ٣ كتائب، وكل كتيبة كانت ٨٠٠ عسكرى و٨٣٠ عسكرى، اللى كانوا موجودين فى الوقت دا فى رفح وفى غزة بيفتكروا ان احنا ماكانش فيه ٤٠٠٠ عسكرى فى الحرب من أول يوم.

أنا رحت يوم ١٦ مايو وصلت إلى رفح ماكانش فيه جيش ليقاتل، يمكن كانت الجيوش العربية داخلة علشان تنفذ التقسيم، ودا السبب اللى الجيش المصرى كان ماشى على الساحل لغاية أسدود علشان ينفذ الخطة اللى موجودة بالتقسيم، ماكانش دا الكلام اللى اتقال، والجيش بتاع الملك عبد الله داخل برضه على خطة التقسيم، وبعد كدا ترك اللد والرملة، وأنا باعتبر إن سبب النكبة فى سنة ٤٨ العرب أكثر من اليهود.

فى سنة ٤٨ راحت مننا مواقع بدون قتال، اللى كانوا موجودين فى الفالوجا أو اللى كانوا موجودين فى عراق المنشية أو اللى كانوا موجودين فى بيت جبرين، بيت جبرين راحت بدون قتال، الخط الموجود على ذكرين ودير الدبان ودير أبان وبير الجمال وكل المنطقة دى راحت بدون قتال، ما حصلش فيها ولا رصاصة، الدوايمة راحت بدون قتال، المنطقة دى كلها راحت بدون قتال، مافيش ولا رصاصة، كل هذه المناطق لم يحدث قتال، كل دا خدوه اليهود بلاش، اللى هم بيدجدعنوا وبيقولوا فى العالم أنهم حاربوا وكسبوا معركة سنة ٤٨.

فى سنة ٤٨ حاربنا، فى سنة ٤٨ احنا – جزء من الجيش المصرى – حوصر فى الفالوجا وفى عراق المنشية، وأنا شفت الفلسطينيين كانوا فى عراق المنشية، وكان معانا مختار عراق المنشية.. الشيخ خالد، وكان بيطلع… ولاده ماتوا قدامى وقدامه وماكانش بيلتفت لواحد من أولاده. وكان الدم الفلسطينى والدم المصرى يومها – فى هذا اليوم – ١٥٠ من الكتيبة قتلوا.. الكتيبة المصرية، عدد كبير من الفلسطينيين المناضلين قتلوا، ودخلوا اليهود أخدوا تلتين عراق المنشية، ولكن لم يتمكنوا من الصمود، واستطعنا ان احنا نعيد الاستيلاء على مواقعنا، وتكبد اليهود فى هذا اليوم – يوم ٢٨ ديسمبر سنة ٤٨ – خسائر حوالى ٤٠٠ قتيل واحنا دفناهم. وأنا رحت بعد انتهاء الحرب وبعد الهدنة إلى عراق المنشية رحت سنة ٥٠.. فى يناير سنة ٥٠، ودخلت بواسطة رجال الهدنة علشان أورى اليهود المقابر بتاعت هؤلاء الجنود لإن ما قدروش يعرفوا المقابر، وطالبوا من لجان الهدنة إنهم يبعتوا حد من هنا يوريهم المقابر، والجيش فى مصر بعتنى علشان أعين لهم المقابر، وكنا بنتبادل الجثث، يعنى كانوا بيدونا جثث المصريين وبياخدوا… بيخلونا ننقل جثث المصريين من جوا؛ لإن احنا سبنا جثث المصريين فى المناطق اللى الموجودة فى شمال النقب.

معركة ٤٨ راحت بلاش، معركة ٤٨ ما حربتهاش إسرائيل ولكن حاربتها قوى الاستعمار وأعوان الاستعمار، معركة ٤٨ ماكناش أحرار ماكانتش إرادتنا ملك لنا.

دخلنا الحرب سنة ٤٨ ماكانش عندنا دبابة واحدة، اليهود أيضاً ماكانش عندهم دبابات، لكن بعد فترة اليهود جابوا، هجموا علينا فى عراق المنشية بدبابات لكن احنا ما قدرناش نجيب دبابات، اليهود جابوا أسلحة، جابوا قاذفات لهب، وجابوا أسلحة من الدول الغربية، واحنا كانت ذخيرتنا بتنقص ومانقدرش نستعوض هذه الذخيرة.

اليهود ضحكوا علينا بالخديعة، واليهود مش هم إسرائيل بس؛ اليهود هم إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل، ودا العدو اللى يجب ان احنا باستمرار نعمل حسابه. فى سنة ٤٨ احنا العرب اللى كنا مسئولين عن هذه النكبة، مش نتيجة ٤٨، نتيجة ٤٨ وقبل ٤٨.

اللى عايز يحارب لازم يستعد قبل ما يحارب، اللى عايز يحقق هدفه ما يقامرش بمصير بلده أو بمصائر الآخرين، لازم يستعد علشان يحارب، اللى ما بيستعدش واللى بياخد الحرب خطب رنانة أو ياخدها مزايدات سياسية ويضيع مصائر الناس أو يضيع مصير شعب بيبقى خائن فى حق وطنه وخائن فى حق شعبه وخائن فى حق نفسه.

القائد اللى يكون على غير استعداد ويحاول يوهم الناس انه مستعد، القائد اللى مش واثق من النصر ويحاول انه يوهم الناس ان النصر قريب منهم وقريب المنال بيبقى خائن فى حق بلده وخائن فى حق وطنه؛ “وأعدوا لهم ما استطعتم” لازم.. لازم نعد نفسنا ما نتكلمش ولا نعملش مزايدات سياسية، ولا نغرقش الناس فى الأوهام والآمال ونحن لسنا على استعداد.. لازم نستعد.. الاستعداد مش بس بالقوة، الاستعداد بالقوة والأخلاق؛ سبب نكبتنا فى سنة ٤٨ الأخلاق، إن لو كانت الأخلاق متوفرة كنا استطعنا ان احنا نوفر السلاح، ماكانوش السياسيين ضحكوا علينا وضحكوا عليكم وضحكوا على الناس، كانت الأمور عرضت بوضوح وبصراحة. لو كانت الأخلاق متوفرة ماكانتش النكبة حصلت كنا استعدينا زى اليهود ما استعدوا، كانت أموال العرب اندفعت لفلسطين علشان الفلسطينيين يسلحوا نفسهم، كان ممكن بالمال نجيب أى حاجة، ممكن بالمال نجيب أسلحة زى اليهود ما جابوا أسلحة وهربوا أسلحة، ممكن بالمال الفلسطينيين كانوا يجيبوا طيارات ويجيبوا كمان طيارين؛ بالمال كان بيعمل كل شىء، لكن هل حد دفع؟ أبداً، خطب وبرقيات واجتماعات وابتسامات واحنا عملنا كذا وكذا والخطط الموضوعة وضحك على عقولنا جميعاً؛ وبهذا خسرنا القضية فى سنة ٤٨، هى مرحلة نبهتنا، لكن الأخلاق هى الأساس.

إذا كنا بنتكلم على حقوق شعب فلسطين واستعادة شعب فلسطين بيكون سبيلنا إلى هذا الأخلاق، مش بس بالنسبة لفلسطين أو بالنسبة لقطاع غزة ولكن بالنسبة لجميع الدول العربية. الشعب العربى شعب مستعد يضحى بالمال ومستعد يضحى بالروح ومستعد يضحى بالدم دائماً، ولكن باستمرار بيظهر بعض الناس بيخدعوه أو بعض الناس بيضللوه كما ضللنا فى سنة ٤٨، وولينا القيادة للملك عبد الله، مين كان قائد الجيوش العربية سنة ٤٨؟ ازاى بس الملك عبد الله اللى هو بيشتغل تحت إدارة “جلوب”، أو اللى “جلوب” مسئول عن قواته واللى هو فى جيب بريطانيا بيقود الجيوش العربية لتحرير فلسطين إلا إذا كنا بنضحك على نفسنا؟‍ قطعاً كنا بنضحك على نفسنا.

دا اللى حصل سنة ٤٨، كل واحد كان مشغول فى أحواله، كل واحد بيحاول بيقوم بدوره، لكن بمجرد ما تناسينا.. مجرد ما انضحك علينا نبقى خسرنا القضية، ودا اللى حصل سنة ٤٨. مجرد تولى الملك عبد الله قيادة الجيوش العربية – أى واحد بيفهم – معناه ان العملية مش عملية جدية؛ لإنك تبقى تمام مسكت “تشرشل” قيادة الجيوش العربية، وإذا مسكت “تشرشل” قيادة الجيوش العربية تبقى الجيوش العربية حتشتغل ضد اليهود؟ طب ما هو مين اللى ادى فلسطين لليهود؟ طب ما هم الإنجليز اللى كانوا قائمين بالانتداب وسابوا فلسطين ومشيوا علشان اليهود ياخدوها، ولكن رغم هذا ماحدش اتكلم ماحدش تنبه للاستعداد.

عملت إيه القيادات اللى كانت موجودة فى فلسطين فى هذا الوقت؟ كانت موجودة هنا فى القاهرة، كان موجود هنا الحاج أمين فى سنة ٤٧، وأنا رحت للحاج أمين وقلت له: ان أنا مستعد أدخل مع عدد من الضباط إلى فلسطين، وكتبت هذا الكلام اتنشر علشان ننظم الدفاع عن فلسطين، ورحت له فى بيته فى الزيتون وكان معايا أحد الضباط؛ لإن المعركة قادمة، إذا لم ننظم الدفاع على أساس علمى سليم تبقى المعركة بتروح، وقلت له: إن أنا معايا عدد كبير من ضباط الجيش مستعدين بيسيبوا ولادهم وبيسيبوا أهلهم وبيدخلوا فلسطين ينظموا، ناس خبراء فى هذا العمل. ينظموا الدفاع من سنة ٤٧ – قبل النكبة بسنة – طبعاً ماكانش فيه نتيجة لهذا، جت سنة ٤٨ وأخذنا جميعاً على غرة. أنا شفت فى سنة ٤٨ وأنا فى أسدود الناس اللاجئين جايين، بييجوا اليهود على القرى بيضربوها بالهاونات الناس بتهرب وبتجرى، شفت الناس جايه من المناطق قدام أسدود بعد الحرب بـ ٤ أيام و٥ أيام ماكناش بنقدر نعمل حاجة، ماحدش أبداً خطط، ماحدش فكر، عمل ارتجالى، أى عمل ارتجالى لا يمكن له أن ينجح، ولكن بتكون المصائب اللى تنتج عنه أكثر من الخير اللى ممكن ينتج عنه.

زى ما باقول إن القوة لازمة الأخلاق لازمة، واحنا نكبنا فى السياسيين فى البلاد العربية من الناحية الأخلاقية؛ السياسى اللى بياخد السياسة حرفة ويحترفها وبينسى بلده وبينسى أهداف وطنه وبينسى أمانى شعبه وبينسى آلام شعبه ويفكر فى نفسه بس على أساس أن الغاية تبرر الواسطة، على أساس الخداع، على أساس ترك الأخلاق وراء الظهر، بيبقى سياسى منحرف وعلينا جميعاً ان احنا بنعرفه وبنكشفه وبنفضحه.

وأنا أقول هذا الكلام يمكن تعليقاً على بيان أذاعه أحد السياسيين فى سوريا وهو أكرم الحورانى، وقال: إن جمال عبد الناصر بيساوم على قضية فلسطين، أكرم الحورانى طالع من أجل أن يدافع عن نفسه أو أن يقوى نفسه بيعمل بيانات كل يوم بيحط فيها الاتهامات. الناس كلها بتعرف من هو أكرم الحورانى ومن هو جمال عبد الناصر، كل واحد طبعاً بيقدر يعرف من هو المرتد ومن هو المنحرف؛ أكرم الحورانى نادى بالوحدة ونادى بالقومية العربية ونادى بالاشتراكية، واشترك معانا فى حكومة الجمهورية العربية المتحدة، كما اشترك معانا عدد من إخوانا السوريين، ولكن الواحد من أول يوم كان بيعرف الناحية الأخلاقية فى كل فرد منهم، كان بيبان بالنسبة لأكرم الحورانى من أول يوم، وأنا ماكنتش أعرفه قبل كدا أبداً، كان بيظهر وكان بيكشف نفسه لما كان بيسب فى زملائه فى حزب البعث؛ ميشيل عفلق وصلاح البيطار، ماكانش دا أبداً يدعو إلى الاحترام؛ ولكن كان يدل على أن هناك نقص فى النواحى الأخلاقية الخاصة بأكرم الحورانى المرتد. كنت أنا باشعر ان فيه أمل للإصلاح وأمل فى اللم.

ناقشنا مرة موضوع فلسطين فى مجلس الوزرا وكان هذا النقاش بناء عن طلبى أنا. ماكانش موضوع فلسطين بالذات ولكن كان موضوع نهر الأردن، وأنا قلت: إن فى سنة ٦٣ إسرائيل حتكون مستعدة لتحويل نهر الأردن، احنا من سنة ٥٩ لازم نستعد ولازم نكون عندنا خطط ولازم نكون مدبرين نفسنا، بنبحث الناحية السياسية وبنبحث الناحية الفنية من دلوقت، وعملنا لجنة بتبحث هذا الموضوع، وكانت تهدف إلى حرمان إسرائيل من موارد المياه العربية؛ لإن فيه مياه من سوريا بتروح ومن لبنان بتروح إلى نهر الأردن، واحنا نستطيع ان احنا نحول هذه المياه لاستخدامها فى أراضينا، وبهذا نحرم إسرائيل من أن تحقق هدفها، أظن دا أول عمل فنى وبعدين بيبقى فيه أعمال سياسية، وبعدين بنفكر فى النواحى العسكرية. بعد البحث أكرم الحورانى تارك بحث الموضوع كله وقال: ان احنا نقوم بعمليات شبه عسكرية، ما هى العمليات شبه العسكرية؟! يا إما نقوم بعمليات عسكرية، يا إما نقوم بعمليات سياسية ودا الأمر، وإذا كنا حنقوم بعمليات عسكرية لازم نكون على استعداد ان احنا نقوم بعملياتنا العسكرية، وإذا مش كنا على استعداد بنحسب حسابنا ونخلى نفسنا على استعداد؛ بحيث ان احنا ما ندخلش ويحصل لنا اللى حصل لنا فى سنة ٤٨.

أما أن نزيف ونقول كلام فارغ نقول عمليات شبه عسكرية.. إيه العمليات شبه العسكرية؟! إذا أنا قمت بعمليات شبه عسكرية، طب ازاى حاضمن ان “بن جوريون” حيقوم بعمليات شبه عسكرية مش حيقوم بعمليات عسكرية هو كمان؟ هو أنا حافرض رأيى على نفسى وحافرض رأيى على “بن جوريون”؟! أنا يوم ما أقرر قرار لازم أكون على ثقة من إنى حاقدر أفرض رأيى على قواتى، وحاقدر أفرض قواتى على “بن جوريون” نفسه وعلى اللى ورا “بن جوريون”، وإلا أبقى باقامر بمصير بلدى وأدخل فى نكبة تانية زى النكبة اللى دخلنا فيها فى سنة ٤٨، وأبص ألاقى دمشق على بعد ٦٠ كيلو من إسرائيل واليهود بدل ما أخدوا جزء من الوطن العربى بنبص نلاقيهم وصلوا الى دمشق، بيقول ازاى ان احنا الجيش السورى والقوات السورية؟ آه الجيش السورى والقوات السورية حتقوم بواجبها، ولكن هناك أساليب وهناك خطط كلنا عارفينها، عارفين الملك حسين وعارفين التفافات من وسائل أخرى ومن نواحى أخرى، وعاملين خطط فى هذا، لازم نكون على استعداد.

اللى باقصده من هذا ان الدجل السياسى وأما نتكلم ونقوم بعمليات شبه عسكرية ونحارب ونعمل واحنا مش حاسبين، نقوم نحارب قبل ما نحسب! اللى يقول نحارب قبل ما نحسب يبقى خائن فى حق بلده وخائن فى حق شعبه ومقامر ببلده ومقامر بشعبه، أحسب قابله وبعدين أقول هل ححارب واللا مش ححارب، العملية ماهياش جعجعة بالكلام الفارغ؛ العملية عملية مصير، عملية حياة، عملية موت.

لو كنا حسبنا فى سنة ٤٧ ماكانش اللى حصل لنا فى سنة ٤٨ حصل، ولكن ماحدش حسب حاجة؛ احنا هنا فى مصر قرروا الحرب امتى؟ قبلها يمكن بأسبوع أو بعشر أيام، ماكانش فيه فى حدود فلسطين إلا لواء واحد – تلات كتائب – موجود فى العريش، ماكانش فيه ذخيرة مشونة ماكانش فيه خطوط إمدادات، دا أنا رحت غزة وكنت باشترى للعساكر أكل جبنة وزيتون من غزة بنفسى، أكل طوارئ ماكانش عندنا تعيينات طوارئ، كنا بنشترى بالفلوس من غزة جبنة وزيتون للعساكر اللى طالعة تحارب علشان تاكل، كنا خدنا العربيات من بميا علشان ننقل بها الجيش، جيش إيه اللى بيدخل يحارب بهذا الشكل؟! يعنى كان أفضل انه ما يحاربش، وكان أجرأ وأجدع لهم انهم يقولوا ان احنا ما نحاربش لإن العملية بهذا… أو بنترك الشعب الفلسطينى بندى له السلاح وبندى له الذخيرة والشعب الفلسطينى يقاتل.

لكن الشعب الفلسطينى شايف ٧ دول عربية داخلين يقاتلوا، اطمأن خالص واعتبر ان العملية… سبع دول وسبع ملوك ورويسا ورياسات أركانات حرب وبيارق وعمليات بهذا الشكل، افتكر ان تحت القبة شيخ، لكن طلع الشيخ “تشرشل”!

دا الكلام دا اللى لازم نفهمه والكلام دا اللى لازم نعرفه، ولازم نستعد وسبنا من الكلام الفارغ والجعجعة وضحك السياسيين والمتاجرة بقضية فلسطين.

بيقف الأستاذ أكرم الحورانى المرتد بيخدم مين بقى بالكلام دا أما بيقف بيقول؟ تصبح الصبح تلاقى إذاعة عمان بتذيعه وإذاعة إسرائيل بتذيعه وإذاعة لندن بتذيعه، بيخدم أعداء الأمة العربية وأعداء الوحدة العربية، وهو بيعتقد انه بهذا قد يستطيع أن يثبت أقدامه فى سوريا وقد يستطيع أن يحقق هدفه، أنا على ثقة إن الشعب السورى لن يمكن للحورانى المرتد والمنحرف من نفسه؛ لإنه بيعرف انه يفتقد شىء كبير وهو القيم الأخلاقية.

اشتغلنا مع سوريين.. كان معايا سوريين كتير، كان معايا نهاد القاسم وعبد الوهاب حومد وعدد كبير من السوريين، والطرابلسى وفريد زين الدين وماحدش منهم اتكلم، حضروا هذه المناقشات وعارفين، بل بالعكس موقفهم كان الموقف السليم اللى إن دل على شىء فيدل على القيم الأخلاقية، يمكن ميزتهم الأساسية انهم مش محترفين سياسة، مش دجالين زى المرتد أكرم الحورانى.

أما أكرم الحورانى فهو محترف سياسة.. بيتاجر بالسياسة، بده يوصل إلى رياسة الجمهورية السورية ولو على جماجم الشعب السورى كله والشعب العربى كله، وهو بده يحقق لنفسه أمنيته، دا الفرق بين الناحية الأخلاقية والتجرد من الأخلاق، التجرد من الأخلاق بيبيح للإنسان انه يفعل أى شىء لإنه بقى تاجر سياسة، بقى تاجر سياسة بيساوم، ما عندوش مانع انه يبيع شعبه برئاسة جمهورية سنتين أو رئاسة جمهورية خمس سنين.
احنا علينا ان احنا نتمسك بالقيم الأخلاقية، وعلينا ان احنا نعمل ونستعد وننبذ الأساليب والقيم اللى بيقوموا بها تجار السياسة، حنختلف على إيه؟ دا احنا لابد ان احنا نتحد، ولابد ان احنا ننبذ الخلاف لإن احنا قدامنا قضية من أصعب القضايا فى العالم، وأنا باقول لكم قضية فلسطين مش سهلة، اللى حيقول لكم قضيتكم سهلة يبقى بيضحك عليكم؛ قضية فلسطين أصعب القضايا فى العالم؛ لأنها ليست إسرائيل وحدها ولكن لأنها إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل، ولكن طبعاً بعون الله.. ربنا أكبر من اللى ورا إسرائيل، واحنا ناس مؤمنين، بهذا الإيمان بنستطيع ان احنا نحقق هدفنا.

طبعاً الوحدة العربية كانت عامل مساعد، الوحدة العربية كانت بالنسبة لـ “بن جوريون” البلاء الأكبر، يمكن بتسمعوا محطة إسرائيل وبتشوفوا أو بتسمعوا أو بتقرأوا إيه اللى بتردده محطة إسرائيل باستمرار، العدو الأول لإسرائيل هى القاهرة، ما عمرناش شفنا إسرائيل هاجمت حسين ولا أكرم الحورانى، بل بتستخدم كلام حسين وأكرم الحورانى ضد القاهرة.

تفتح راديو إسرائيل… أنا باقرا إذاعة إسرائيل يومياً ودا جزء من شغلى ان اقرا كل ما تذيعه إسرائيل يومياً، اللى بتذيعه إسرائيل هى محاولة بذر الشقاق، هدفها محاولة بذر الشقاق بين العرب، محاولة تفتيت العرب؛ لأن تفتيت العرب هو اللى بيمكن إسرائيل من أن يقوا، وانهم يجدوا الأمل فى حل قضاياهم. ما شفناش إسرائيل فى يوم قامت بحملة على الملك سعود أو على الملك حسين، بل بتردد ما يقوله الملك سعود أو الملك حسين، ما هاجمتش إسرائيل أبداً أكرم الحورانى ولا الحكومة الانفصالية فى سوريا، بل أقامت من نفسها المدافع الأول، ما هاجمتش عبد الكريم قاسم علشان استعاد فلسطين على الخريطة أبداً، هى يهمها جداً ان احنا نستعيد فلسطين بالخطب ونستعيد فلسطين على الخرايط، دا طبعاً يهمهم جداً، ولكن إسرائيل أو إذاعة إسرائيل لا تهاجم إلا القاهرة، ليه؟ لأنها تعلم أن القاهرة هى التى تملك القدرة وتملك الإمكانيات التى تساعد على استعادة حقوق شعب فلسطين، دا بتعرفه إسرائيل.

بيتكلم الملك حسين ويقول هل إسرائيل بتبص للملك حسين بنوع من الاعتبار؟! أبداً لأن هى والملك حسين بيشتغلوا فى مخطط واحد، الملك حسين تابع لبريطانيا، وإسرائيل تابعة للاستعمار، والاتنين سيدهم واحد. بل بنجد ان هناك اتفاق فيما تذيعه إسرائيل وما تذيعه عمان، يمكن بتسمعوا إسرائيل فى غزة وبتسمعوا عمان، بتلاقيهم الاتنين كإن فيه واحد مخطط لهم السياسة اللى بيتكلموا عليها. بعدين بتطلع الأصوات الانفصالية.. الأصوات الرجعية بتجد انها برضه بتضرب على نفس النغم؛ التسلط المصرى. احنا يمكن آمنا بالوحدة هنا بعد ما آمن بها الشعب السورى، يعنى الشعب السورى كان بينادى بالوحدة قبل ما ينادى بها الشعب فى مصر؛ لأن فى مصر كان فيه هناك تيار للعزلة، وبعدين احنا تبنينا هذه الشعارات وبعدين وقعت الوحدة، إذن احنا أخذنا الشعارات عن الشعب السورى، بيحولوا الموضوع إلى تسلط، بيحولوا الموضوع إلى تحكم.

طبعاً فى أى تجربة بهذا الشكل لابد أن تكون هناك مفارقات، ولابد أن تكون هناك اختلافات، قد تكون اختلافات للطبائع، ولابد أن تكون هناك أخطاء، ولكنها لا توصلنا إلى خيانة أمانى الشعب العربى كله بضرب الوحدة العربية والارتداد، كما مثل هذا الدور مثلاً أكرم الحورانى وزملائه. الرجعية لها حق، الرجعية لم ترتد، طول عمرها أصلاً بتتحالف مع الاستعمار، أما اللى بينادى بالاشتراكية والوحدة والحرية فهو مرتد، المرتد طبعاً جريمته أقصى من جريمة الرجعى؛ لأن المرتد بيرتمى فى أحضان الرجعى علشان ينفذ أهدافه، ارتد عن الشعارات اللى رفعها الشعب، بيعمل لأهداف غير أهداف الشعب، بيصرف من فلوس غير فلوس الشعب لأن الرجعية حينما تجده ارتد بتأخذه فى أحضانها لتستخدمه سلاح ضد أمانى الشعب. مش جديد علينا دا أظن عمليات تكررت باستمرار، وكان الشعب العربى قادر على أن يفضح كل مرتد، وعلى أن يقضى عليه قضاء كامل.

وخسرنا فعلاً فى عام ٤٨ خسارة، ولكن انتم يمكن اللى قاسيتم منها، ولكن هذه الخسارة نبهت الشعب العربى فى كل بلد عربى وإلا كنا كلنا ضعنا؛ كانت القومية العربية كلها راحت وجت بدلها قومية صهيونية من النيل إلى الفرات والعرب كانوا تفتتوا. انتم دفعتم الضريبة، انتم دفعتم تمن كبير علشان تصحونا.. علشان تصحوا الأمة العربية، والأمة العربية بالتالى عليها واجب كبير نحوكم لتحقيق أهدافكم فى استعادة حقوقكم فى فلسطين.

حيحاول الاستعمار بكل الوسائل، وتحاول الصهيونية وتحاول الرجعية انها تفتت الأمة العربية؛ لأن الوحدة العربية هى السبيل الذى يمكنا من أن نحقق هدفنا فى استعادة حقوقنا فى فلسطين. وحنلاقى السياسيين يتأجروا وسياسيين بيشتروهم بالفلوس؛ السياسيون اللى بيشتغلوا مستشارين عند بنك سوريا ولبنان الفرنساوى، والسياسيون اللى بيشتغلوا وكلاء لشركات أجنبية، والسياسيون اللى بياخدوا فلوس من الملك حسين أو الملك سعود؛ لأن الدهب بيستخدم من أجل الانفصال، لم يستخدم الدهب فى سنة ٤٨ علشان نجيب به أسلحة.. علشان شعب فلسطين يجيب به أسلحة، الدهب السعودى – اللى هو من حق الشعب السعودى – ما شفناهوش أبداً، ما اعرفش هل شوفتوه؟ هل جالكم دهب من الملك سعود دهب أسود واللا دهب أصفر علشان نشترى به سلاح من أجل قضيتكم أو حتى علشان يساعد فى لم شعب فلسطين، تعليم أبناء شعب فلسطين؟! الدهب السعودى هو دهب بيصرف بالدسائس؛ الكسبرى قبض زى ما سمعتم ٧ مليون جنيه ونص، قبضتم انتم أد إيه؟ قبضوا شعب فلسطين.. قبض أد إيه من الملك سعود؟! الملك سعود دفع ٢ مليون جنيه لعبد الحميد السراج علشان يقتل جمال عبد الناصر، ما اعرفش ادفع إيه من أجل إعاشة أو من أجل صحة أبناء شعب فلسطين؟! طبعاً مش ممكن الملوك.. الملك سعود أو الملك حسين بيقلبوا أعزة هذا الشعب أذلة، بل بالعكس الشعب العربى هو اللى حيقف والشعب العربى ماحدش حيقدر يخلص عليه، هو اللى حيقدر يخلص على جميع أعدائه.

برضه بإن احنا نتمسك بالأخلاق.. نتمسك بالأخلاق والمبادئ، ولا ننحرف ولا نرتد كما انحرف وارتد أكرم الحورانى وزملاء أكرم الحورانى فى سوريا وأصبحوا أعداء لأهداف الشعب العربى والشعب السورى، وأصبحوا بيطلعوا بيانات بالفلوس، بيدفع تمن البيانات دى النهارده الملك سعود والملك حسين اللى بيعملوا بالتعاون مع قوى الاستعمار ضد أمانى الشعب العربى. إذن علينا أن نعتمد على أنفسنا، أن نكشف كل من ينحرف وكل من يرتد، أن نصمم على ان احنا نبنى نفسنا، وأن ننتظر الوقت المناسب ونستعد لهذا الوقت المناسب، لا تأخذنا الأمانى الفارغة أو الآمال الكاذبة؛ لأن قضيتنا قضية صعبة عايزة جهد كبير. النهارده احنا ميزانيتنا فى مصر للقوات المسلحة اليوم ١٣٠ مليون جنيه، وكنا فى سنة ٥٢ حوالى ٥٠ مليون جنيه، ليه؟ لأن النهارده لازم نستعد باستمرار أولاً لنحمى أنفسنا وحتى لا يتكرر ما حدث فى سنة ٤٨، وثانياً حتى نكون فى انتظار الوقت المناسب؛ حقوقنا لن نتنازل عنها بأى حال من الأحوال.

وأنا باذكر فى القرن الثانى عشر حينما هاجم الاستعمار الصليبى هذه المنطقة واحتل القدس العرب ما نسيوش، قعدوا سبعين سنة واستردوا القدس.. استردوا بلدهم، وأنا على ثقة من هذا؛ أنا أما رحت نيويورك سنة ٦٠ وكنت فى البيت، وقالوا لى فيه عيلة فلسطينية.. راجل وزوجته وأولاده جم وجايين مسافرين من بلد تانية، فنزلت شفتهم فوجدت بنته مسكت فى وقعدت تعيط وتقول فلسطين، وأنا طبطبت عليها وقلت لها انت عندك كام سنة؟ قالت لى: عندى عشر سنين، ما اتولدش فى فلسطين ولا شافتش فلسطين، اتولدت فى أمريكا ولكن كانت تبكى وتقول فلسطين؛ دى روحنا احنا العرب، علماً إنهم عايشين هناك يمكن حالة متيسرة، بيشتغل فى بلد قريبة من نيويورك، البنت ما شافتش فلسطين، ما قالتش انها أمريكانية أبداً، بتقول انها عربية، بتقول فلسطين وبتبكى، اتولدت بعد ٤٨، اتولدت بره. دى خصائصنا احنا الشعب العربى؛ لن ننسى حقوقنا.. سبيلنا إلى هذا ان احنا نتحد ما نختلفش، كلكم بتبقوا يد واحدة؛ المجلس التشريعى.. المجلس التنفيذى.. الاتحاد القومى، أى خلاف على إيه؟ لن يصيبنا من هذا الخلاف إلا البلاء والضرر لأولادنا، فيه عندنا ولاد عايزين يتعلموا وأولاد عايزين وطن، أولاد عايزين نعلمهم المسئولية.

وكل واحد يضحى بجزء من نفسه فى سبيل ان احنا نتحد ونلم نفسنا ونلم الشعب الفلسطينى. المسئولية عليكم بتسافروا، بتروحوا كل بلد فيها فلسطينى، ما تستنوش احنا نقول لكم أو الحاكم يقول، بتتصرفوا وتاخدوا المبادأة وتاخدوا المسئولية.. تسافروا وتشتغلوا، تجمعوا أموال، بتقيموا مدارس، ما تعتمدوش على الإغاثة، الإغاثة حتيجى يوم وتنتهى، بتطلبوا أموال وبتبنوا وبتصنعوا وبتشتغلوا. احنا مستعدين – الشعب فى الجمهورية – أن يتعاون فى هذا، وبتطلبوا مننا وما تقولوش دى مساعدة بتقولوا ان دا حق لكم وان احنا مسئولين ان احنا نديكم هذا الحق وان احنا ما بنتفضلش عليكم؛ لإنكم انتم ضحيتم فى سنة ٤٨ من أجل الأمة العربية كلها.

وتشتغلوا وتنطلقوا وبياخدوا كل الحرية فى الانطلاق من أجل أولادكم ومن أجل هدفكم السامى الكبير، مش من أجل أشخاصكم. احنا علينا مسئولية كبرى، يعنى لازم الواحد يقعد يشتغل ٢٤ ساعة إذا كان عايز يحقق الكلام اللى قلناه فى خطبنا؛ حقوق فلسطين عايزة ٢٤ ساعة وعايزة ٢٤ ساعة وعايزة من كل واحد منكم ٢٤ ساعة شغل، عايزة كل واحد يحط إيده فى إيد التانى، دا السبيل الوحيد ما نضحكش على نفسنا، بنستعد تطلعوا تلموا الفلسطينيين، بتقولوا عايزين الكيان الفلسطينى.. ناس منكم تطلع بتروح كل بلد فيها فلسطينيين وبيتصلوا بالفلسطينيين، بتعملوا من أجل قضيتكم ومن أجل قضيتهم ومن أجل أولادكم ومن أجل أولادهم، بتشركوهم معاكم.. فيه خلافات بين الفلسطينيين، أنا باعرف بره.. بتقضوا على هذه الخلافات، لازم توحدوهم مش علشان جمال عبد الناصر أبداً، علشان فلسطين وعلشان ولاده وعلشان ولادك. اللى يستخدم هذه القضية علشان موضوع شخصى بيبقى طبعاً خرج عن المبادئ الأخلاقية وخرج عن الأهداف؛ لأن قضية فلسطين لا يمكن أن تستخدم من أجل أهداف سياسية ومن أجل أهداف شخصية. وأنا باقول لكم أصعب قضية فى العالم النهارده هى قضيتكم.. اللى بيجى ويقول ان أنا وضعت خطط علشان أحلها والله بيضحك عليكم، ما باقولكوش أنا لا عندى خطط عندى قوة من ربنا وإيمان بحقنا، وأنا باعتبر دا أكبر شىء وأمل فى المستقبل وأمل فيكم، ما اقدرش أقول إن أنا عندى خطة لتحرير فلسطين، لو باقول لكم دلوقت أنا عندى خطة لتحرير فلسطين أبقى بضحك عليكم وبقيت سياسى ما أناش وطنى بتاجر فى السياسة. أى واحد النهارده بيقول عنده خطة لتحرير فلسطين يبقى بيضحك عليكم، أنا باقول لكم قدامنا قضية صعبة، قدمنا قضية معقدة، عايزة نستعد لها بكل القوى المعنوية والمادية؛ القوى المعنوية أساسها الأخلاق وأساسها الوحدة؛ وحدة الكلمة ووحدة الصف، القوى المادية ربنا بيقدرنا واحنا بنعمل كل ما يمكن عمله فى هذا السبيل علشان لا نصاب كما أصبنا فى سنة ٤٨.

احنا فى سنة ٥٦ تعرضنا لعدوان إنجليزى – فرنسى – إسرائيلى، وأنا لم أتردد فى سنة ٥٦ إنى أبعت أوامرى للقائد فى غزة انه ما يقاومش وان قوتنا انسحبت من سيناء، لأن واجبى كان يحتم على هذا، كنت عايز… الموقف العسكرى حتم على أن أصدر قرار بسحب الجيش المصرى من سيناء إلى غرب القنال وبسيب أهل العريش وأهل غزة وأهل الطور كلهم؛ إذن باقوله ما تقاتلش علشان أجنب قطاع غزة ويلات القتال اللى مالوش هدف عسكرى، فى خان يونس قاتلوا، بعض المناطق الأخرى قاتلوا، كانت احنا خطتنا اللى نتجت عن هذا انهم ما يقاتلوش، كان موجود أظن العجرودى هناك فى خان يونس فى هذا الوقت؟ ولكن أوامرنا كانت عدم القتال والجزء دا يسلم؛ لأن أصبح الواجب يحتم علينا هذا.

الحرب هى دفاع وانسحاب وهجوم، القائد الشاطر يعرف امتى يهجم وامتى ينسحب، أما لو فرضت عليه الظروف انه ينسحب وهجم يصبح قائد بلا جنود لأنه حيودى جيشه كله فى داهية؛ بيبقى ما أفادش ولا أفادش بلده.

احنا بالنسبة لهذه القضايا يجب ان احنا نعرف امتى بنقف وامتى بنهجم امتى ننسحب ولكن فى كل هذه الحالات لازم نستعد ونستعد باستمرار، ونقوى نفسنا مادياً ومعنوياً، إن شاء ربنا يوفق العرب.

وحدة العرب هى أساس كبير، دا الوحدة العسكرية اللى اتعملت فى سنة ٥٦.. القيادة المشتركة اللى بين سوريا والأردن ومصر وقف “بن جورون” وقال هذه القيادة حطت إسرائيل كالبندقة فى داخل كسارة البندق، يمكن سمعتوا هذا الكلام وقاله فى الكنيست.

بس القيادة العسكرية الموحدة، فما بالنا بوحدة الأمة العربية والشعوب العربية؟ طبعاً بالانفصال النهارده بيقدروا يستخدموا الملك حسين، بيقدروا يستخدموا الملك سعود، بيقدروا يستخدموا التفرقة الطائفية، بيقدروا يستخدموا الرجعية، بيقدروا يستخدموا تجار السياسة، بيقدروا يستفيدوا من مواقف ناس كمواقف أكرم الحورانى فى تفتيت الشعب العربى.

أما الوحدة فهى سبيلنا الوحيد أو سبيلنا الرئيسى من أن نحمى قوميتنا ثم نستعيد أيضاً حقوقنا، وربنا يوفقكم، ونؤمن دائماً إن قضيتنا هى قضية الحق، وربنا حيؤيدنا، ولكن ربنا بيأيدنا إذا استعدينا وإذا أعددنا كل قوانا المادية والمعنوية، وإذا اتحدنا، وإذا أنكرنا ذاتنا وأنكرنا نفسنا، وإذا تفانينا من أجل أولادنا اللى النهارده يمكن مستقبلهم ماهواش واضح ولا باين.

إذا عملنا دا كله وفهمنا المسئولية اللى علينا، بيساعدنا علشان نحقق أملنا فى تحرير فلسطين، واستعادة حقوق شعب فلسطين. وربنا يوفقكم.

عن admin

شاهد أيضاً

تحميل كتاب : دراسة مقارنة الوحدة الألمانية و الوحدة المصرية السورية 1958_ بقلم : دكتور صفوت حاتم

بقلم : دكتور صفوت حاتم 1– في فبراير عام 2008 ..  أقيمت في القاهرة ” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *