كتب: محمد شعبان
هذه الخزينة التى تركها عبد الناصر خلفه لم يكن بها 18 جنيه فقط حسبما يروى الكثيرون.. وإنما كان بها 5 آلاف جنيه وقد أشرف الرئيس السادات بنفسه على جردها بحضور أسرة الزعيم الراحل لإحتوائها على الأسرار العليا للدولة .. فأما مبلغ الـ5 آلاف جنيه فقد آلت لميزاينة الدولة واما الملفات السرية فقد تعرض بعضها للسرقة !!
الحكاية رواها السيد سامى شرف بنفسه فى شهادته التى سجلها فى كتابه سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر ، وكان حاضرا عملية الجرد ووصف الخزنة بدقة بأنها كانت عبارة عن دولاب حديد طوله مترين وعرضه حوالى متر و80 سنتيمتر ومقسمة إلى قسمين، القسم الأيمن عبارة عن مجموعة من الأرفف وكان الرف الأول يحتوى على ملف بعنوان” المشروع النووى” والرف الثانى به ملف بعنوان ” الإطار العام للخطة الخمسية” أما الرف الثالث فقد كان يحتوى على مجموعة من الرسائل من كل من المشير عبد الحكيم عامر وثروت عكاشة وحسين ذو الفقار ومراد غالب ومحمد التابعى وكريم ثابت أما القسم الأيسر من الخزنة فقد كان فى أعلاه دولاب بمفتاح وكان فى هذا الدولاب مبلغ من المال لا يتعدى 5 آلاف جنيه وتحت هذا الدولاب توجد مجموعة من الأرفف ، الرف الأول كان يوجد به كشف الجيش وهو ملف ضخم يحتوى أسماء جميع ضباط القوات المسلحة وبيانات عنهم وكانت هناك حقيبتان تحتويان مجموعة على مجموعة شرائط للتسجيل الأول لكل أغنية جديدة من أغنيات ام كلثوم فى حفلة من حفلاتها الشهرية- كان وزير الإعلام يرسلها بصفة منتظمة، والرف الثالث كان عليه مجموعة من الأوراق والخطابات الخاصة بين الرئيس والوالد الحاج عبد الناصر حسين وبعض أخوته وكان يوجد على أرضية الخزينة الطبنجة التى كان يحملها الرئيس ليلية 23 يوليو 1952. كانت هذه هى محتويات الخزنة الخاصة للرئيس جمال عبد الناصر كما يروى سامى شرف ..
ثم تم جرد الخزنة بشكل نهائى بعد وفاة الرئيس وتحديدا عقب الاحتفال بذكرى الأربعين بتكليف من الرئيس السادات وتم فتح الخزنة وجردها فى حضور السادات وسامى شرف والسيدة تحية عبد الناصر ووهدى وخالد ومنى وحاتم صادق واشرف مروان وتقدم السادات بنفسه وقام تقليب محتويات الخزينة وبجواره سامى شرف وكان المبلغ الموجود نحو 5 آلاف جنيه مصرى فتم تحرير محضر بالمبلغ الموجود ثم قام السادات بإعطاء الطبنجة لخالد عبد الناصر ليحتفظ بها دون ان تتم عملية إكمال الجرد حيث تم الاكتفاء فقط بجرد الأموال ، لكن المفارقة العجيبة التى حدثت ان هدى عبد الناصر اتصلت بالرئيس السادات وأبلغته أن الخزينة تمت سرقتها وعلى الفور تولى النائب العام التحقيق فى الموضوع وتم استدعاء كبير خبراء البصمات كما تم الاستعانة أيضا بأحد الخبراء اليونانيين فى فتح الخزائن لكن التحقيقات لم تتوصل لشىء ولم يثبت ان الخزينة تم فتحها.
لكن السادات لم يستند لتقرير النائب العام النهائى واستغل هذا الحادث فى حل الاتحاد الاشتراكى معتقدا أن الخزينة كانت بها أوراق خاصة حول تزوير انتخابات الاتحاد وأن عبد الناصر كان سيتخذ قرار الحل لولا وفاته.
وكان أول من فجر الحكاية هو أنور السادات نفسه حيث أعلن فى خطاب رسمى أمام مجلس الشعب فى 20 مايو 1971 أن الخزينة كانت مكدسة بالأموال المرتبة بطريقة معينة وأنه اتخذ قرارا بحل الاتحاد الاشتراكى وان الخزينة تمت سرقتها وسرق منها ما كان عبد الناصر يريد ان يفعله ، وقال السادات ان الخزنة لها مفتاحان واحد مع حرم الرئيس الراحل مفتاح آخر وقال أيضا أنه كان يعرف كل الورق الموجود بالخزينة ومنها مخالفات تمت فى انتخابات الاتحاد الاشتراكى والتى كان عبد الناصر مصمماً على تصحيحها
مجلة الوعي العربي