الرئيسية / غير مصنف / محمود نور الدين .. بطل ضد التطبيع

محمود نور الدين .. بطل ضد التطبيع

ind44411

فى 16/9/1998 رحل عن عالمنا البائس وواقعنا المزرى بطل نادر ظل يكافح طيلة حياته القصيرة من أجل تغيير هذا الواقع الى الافضل، إنه البطل المصرى محمود نور الدين قائد تنظيم ثورة مصر .

دعونا نتعرف على لمحة مضيئة من التاريخ المصرى المعاصر لعلنا نجد فيها القدوة والأسوة الحسنة.

هو انسان عربى مثلك ومثلى آمن بعروبته وانتمى لوطنه و نشأ على قيم الانتماء والولاء لهذا الوطن، آمن بأن الجهاد واجبنا المقدس أذا ما دُنست أرضنا ورأى ان خير طريق لذلك هو الالتحاق بالمخابرات العامة فعمل بها وأخلص فى عمله لوجه الله والوطن، وعندما نجح فى المهام التى كلف بها قبل وأثناء وبعد حرب أكتوبر/رمضان 1973 حاز على وسام الشجاعة تقديرا له والتحق بعد ذلك بالسلك الدبلوماسى، و بلغت مدة عمله بالمخابرات والخارجية عشرون عاما.

استقالته من المخابرات العامة:

في عام 1977 زار السادات الكنيست الصهيوني وعندما علم بذلك بطلنا محمود نورالدين قدم استقالته احتجاجاً على ذلك الفعل ولعله كضابط للمخابرات علم أكثر من ذلك عن التمهيد لاتفاقية الذل والعار المسماة بكامب ديفيد.

بين عامي 1980 و1983 تعاون نور الدين مباشرة مع صديقه القديم خالد عبد الناصر نجل الرئيس الراحل لتأسيس تنظيم سري مسلح أطلقا عليه “ثورة مصر”، وكان الهدف الرئيسي للتنظيم تصفية الكوادر الجواسيس العاملين تحت غطاء السلك الدبلوماسي، لكن بصورة غير رسميه حتى لا تقع مصر فى أزمات دبلوماسيه أو ما شابه.

كانت أولى عمليات التنظيم عملية اغتيال مسئول الأمن فى سفارة العدو (زيفى كدار) الذى أعلن تنظيم ثورة مصر مسئوليته عن قتله فى يونيو 1985، وبعد ذلك فى أغسطس من نفس العام اغتيال (ألبرت أتراكش) المسئول السابق عن الموساد فى إنجلترا والذى كان يعمل فى مصر .

أما العملية الثالثة فكانت في مارس 1986 وعرفت بعملية معرض القاهرة الدولي وجاءت على خلفية مشاركة الكيان الصهيونى في سوق القاهرة الدولي بأرض المعارض بمدينة نصر، كانت المظاهرات قد خرجت ترفض وتحتج على مشاركة إسرائيل وهتف الطلبة في المظاهرات “ثورة مصر طريق النصر” بعد أن كانت المنظمة قد حفرت لنفسها مكانا في قلوب المصريين ، وجاء ردها الفوري باغتيال (إيلى تايلور) مديرة الجناح الإسرائيلى بسوق القاهرة الدولي.

خطف السفينة (أكيلي لاورو) :

كان خمسة من المناضلين الفلسطينين قد خطفوا السفينة من أجل المساومة على الإفراج عن 50 فلسطينيا بالسجون الإسرائيلية و وصلت السفينة إلى بور سعيد وهناك سلم المختطفون أنفسهم وطلبوا نقلهم إلى تونس، فتم نقلهم في طائرة ركاب مصرية تابعة لمصر للطيران و لكن تونس رفضت استقبالها بناءً على محادثة تليفونية من ريجان إلى الرئيس التونسى وقتئذ بورقيبة فتوجهت الطائرة إلى أثينا، وأثناء توجهها إلى أثينا أجبرتها الطائرات الحربية الأمريكية على الهبوط في إحدى قواعد حلف الاطلنطي لكن وصول قوات إيطالية منع القوات الخاصة الأمريكية من القبض على أبو العباس والمختطفين الأربعة فهرب أبوالعباس بينما مثل المختطفون الأربعة أمام محكمة إيطالية.

وقتها شعرت مصر بأكملها بالاهانة المدوية لأختطاف طائرتها المدنية، و اعتبر التنظيم أن أمريكا الحليف الرئيسى للكيان الصهيونى اقدمت على اختطاف طائرة مدنية مصرية ، فجاء رد البطل المصرى ورفاقه بأستهداف ثلاثة من رجال المخابرات الامريكية العاملين فى مصر والقصاص منهم فى مايو 1987.

رغم مطاردة أجهزة الامن المصرية والامريكية والاسرائلية للتنظيم وأفراده الا انهم لم يستطيعوا الظفر بهم مطلقآ وظل التنظيم يشكل فخرآ شعبيآ فى قلب كل مصرى حر شريف حتى جاءت الخيانة من أقرب المقربين لبطلنا محمود نورالدين وهو اخيه عصام، الذى إنحرف و إتجه إلى طريق الإدمان ورفاق السوء وهدد عصام أخيه محمود بفضح أمر التنظيم للمخابرات إذا لم يعطه أموالا ليشترى بها المخدرات فلم يكن من محمود إلا أن أطلق الرصاص على قدمه كإنذار له على عدم الوشايه بالتنظيم، إلا أن المخدرات لعبت فى أحد الأيام بعقل عصام وخيل له الشيطان أن طريقا مفروشا بالورود أمامه إذا قام بالإبلاغ عن شقيقه محمود فاتصل بالسفارة الأمريكيه فى القاهرة وما أن قال لعامل الإتصال أنه الرجل الثانى فى تنظيم ثورة مصر الناصرية وطلب موعدا للقاء السفير حتى إنقلبت السفارة رأسا على عقب.

وفى غرفه مغلقه ضمت السفير الأمريكى وعصام نور الدين ومسئول من المخابرات الأمريكيه وآخر من الموساد وبعد إجراءات تفتيش طويله لعصام وبعد تكثيف الحراسة على السفارة كما لو أنها حصن حصين بدأ عصام على مدار الساعات الأربع يشرح للجميع كيفيه عمل تنظيم ثورة مصر ، كان الثمن نصف مليون دولار وجنسيه أمريكية وقد أوهمه السفير بأن كل طلباته ستكون مجابة . سقط تنظيم ثورة مصر فى ساعات معدودة وبدلاً من مكافأته سلم الأمريكيون عصام إلى السلطات المصرية وحوكم و حُكم عليه بالسجن 15 عاماً لكن تم فصله عن باقي أعضاء التنظيم بعد ان وسم بالخائن.

حوكم التنظيم ورغم التعاطف الشعبى الخالص من كل فئات المصريين الا ان القضاء الحكومى أذعن للنظام الساداتى العميل و حكم على البطل بالسجن و الأشغال الشاقة لـ 25 عاماً ، إلا انه عندما ذهب بطلنا محمود نورالدين الى السجن كان الحكم الحقيقي عليه هو الإعدام حيث منعت عنه الأدوية والعلاج حتى أصيب بالحمى ورفض القتلة نقله إلى أي مستشفى متخصص لإخضاعه للعلاج حتى فاضت روحه الطاهرة . و شُيع جثمان الشهيد البطل محمود نورالدين فى 16/9/1998 فى وداع مهيب عشية الذكرى العشرون لأتفاقية الذل والعار والأستسلام/السلام المسماه بكامب ديفيد وهتف المشيعون بسقوط كامب ديفيد ونظام مبارك الخائن العميل وأُحرقوا العلم الصهيونى.

بقلم : أحمد حمدي

عن admin

شاهد أيضاً

خط «الغاز العربي»: مخاوف مشروعة من تطبيع غير مباشر مع العدوّ

فراس الشوفي  11 تشرين الأول 2021 استفاق ضمير الملك الأردني عبد الله الثاني بعد سنوات كان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *