![]() |
حوار حول الناصرية وعبد الناصر
نــدوة
الثلاثاء 19 ديسمبر 2006
حوار حول الناصرية وعبد الناصر - ندوة
الثلاثاء 19 ديسمبر 2006
عبدالناصر كان بطلا تاريخيا بلا شك وفى أعلى مقام ، ولكنه كان فى طليعة موكب مجيد حافل من أبطال القرن منهم غاندى ونهرو وسوكارنو وماوتسى تونج وشوإين لاى وهوشى منة وديجول وسيكتورى ونكروما . . وكان الزهد والتواضع أول فضائله .
وأعدى أعداء عبدالناصر لا يستطيعون إنكار مقوماته الشخصية كزعيم قوى ومؤثر لم يكن يستطيع أحد أن يقوم بهذه الثورة إلا هو حيث جنود الإحتلال يقبعون على بعد مائة كيلومتر ويستطيعون التدخل بعد ساعات قليلة ، وحيث الفساد تم تكريسه ويسد المنافذ ويستطيع أن يفشل أى حركة مناهضة ، ولكن شجاعة عبدالناصر أصابت القوى المعادية بالصدمة والشلل التام مما أتاح للثورة أن تنجح وفى هذا يختلف عبدالناصر عن الزعامات التى سبقته ولم توفق فى إحداث تغيير حقيقى .
لم يمت عبدالناصر برصاصة من الداخل لأن الحب الجارف للشعب كان أقوى سياج وحتى الذين عاداهم لمواقفهم المناوئة من الثورة كانوا يعانون صراع الحب والكراهية فى آن واحد حيال عبدالناصر وكانوا يخفون فى داخلهم مشاعر الرهبة الممزوجة بالإعجاب لأنهم كانوا على يقين من إخلاص عبدالناصر وشدته فى الحق .
وكما يقول العالم النفسى الكبير الأستاذ الدكتور عادل فاضل فإنه فى يوم 28 سبتمبر1970 ومع توقف دقات قلب عبدالناصر دقت أجراس فى أنحاء متفرقة من العالم بعضها تحية لرحيل زعيم عظيم وبعضها إعلانا عن الفرحة العارمة والشماتة وربما فى هذه الليلة بالذات نام الإسرائيليون لأول مرة بعمق شديد . إن فلسفة عبدالناصر فى نضاله ضد إسرائيل تفرض نفسها على الشارع الفلسطينى مفاهيم وروحا وشجاعة ولا يستطيع أى إنسان فى العالم إلا أن ينحنى أمام هذه الشجاعة الأسطورية لطفل يمسك بحجر أمام جندى مدجج بالسلاح لتحقيق إستراتيجية عبدالناصر فى أن الإنتصار على إسرائيل أو حتى تحجيمها لا يتحدد من خلال معركة وإنما بتصدير شىء واحد لها وهو أنها إذا لم تعط الفلسطينيين حقوقهم بالكامل فإن أى إسرائيلى لن يستطيع أن ينعم بنوم حقيقى وأن الكراهية تحيط بها من كل جانب ويكفى محاصرتها بالحجارة حتى تستسلم أو ترحل .
حول الحرية والإشتركية والوحدة فى مفهوم وفكر جمال عبدالناصر
الإشتراكية خطوة تتبع الحصول على الحرية ولا يمكن أن تسبقها فليس من المعقول أن تتحقق أى خطوةنحو التطبيق الإشتراكى فى ظل الإستعمار ، ولا يمكن أن تتحقق مثل هذه الخطوة فى ظل الرجعية ، كذلك فإن الوحدة مرتبطة إرتباطا كاملا بالتكوين الإجتماعى ، فكان تكتل العناصر الرأسمالية والرجعية والإقطاعية فى سوريا مثلا ضد الإشتراكية أكثر منه ضد الوحدة لأن الوحدة مجردة من التطبيق الإشتراكى الذى يغير التركيب الطبقى فى المجتمع ما كانت تهدد مصالح الرأسمالية والإقطاع بل قد تكون فى خدمته ، وعلى هذا فلابد من الإشتراكية قبل الوحدة
لا يمكن لمن لا حرية له أن يتحدث عن الوحدة ، ولا يمكن أن يتواجد نظام حر فى ظل الإستعمار
هل الحرية بالأحزاب ؟ هل الحرية بدون أحزاب ؟ هل الحرية لكل الأحزاب ؟
لم تأخذ الجمهورية العربية المتحدة بنظرية الحزب الواحد ولا بنظرية تعدد الأحزاب بل آمنت بتحالف قوى الشعب العامل
حول شخصية جمال عبدالناصر
القدرة التنظيمية الواعية وليس الروح الإنقلابية هى التى سادت تفكير عبدالناصر للأسباب:
1- أدخل الشعب والجماهير فى حسبانه قبل الثورة
2- نجح فى جمع متناقضات فى كيان واحد من اجل هدف واحد
3- إختيار محمد نجيب ( كرتبة كبيرة وعجوز ) دليل على موهبة تنظيمية
4- إقتناعه بعدم التقدم إلا فى وقت يكون فيه الشعب مستعد لتأييد الجيش ، وهذا يعنى تجاوز الفكر الإنقلابى مثلما يحدث فى امريكا اللاتينية مثلا ( أسلوب الجنرالات التقليدى فى الإستيلاء على السلطة دون ما الإعتماد على الجماهير )
5- الإتصال بالكتاب والصحفيين
6- الإتصال بالتنظيمات السياسية على إختلاف إتجاهاتها ( بعضها كانت إتصالات عضوية تنظيمية حتى يسبر غورها من الأعماق )
هل هذا الذى قام به يساوى فى نتائجه إنقلاب ! شىء غريب يا وفد ويا إخوان مسلمين ويا غيرهم !
إن خصوم عبدالناصر فى الداخل كانوا ولا يزالون أشد إفتراءا عليه من خصومه فى الخارج بل ربما أصبح خصومه فى الخارج فى غير حاجة إلى توجيه المزيد من الطعنات طعنات خصومه فى الداخل تكفى بل تزيد
هل الديموقراطية هى حرية المستغلين فى الإستغلال فقط ؟
أبسط تعريف للديكتاتورية هو الحاكم الذى يقهر الأغلبية من شعبه لمصلحة الأقلية المستفيدة من حكمه ونظامه
فهل كان عبدالناصر يقهر الأغلبية ؟
لقد عاش ومات وهو يحارب من أجل أن تسترد الأغلبية من شعب مصر وأمته العربية ، ويمكن بلا
مبالغة نقول دول العالم الثالث أيضا ، حريتها وإنسانيتها وقدراتها على أن تصوغ حياتها بنفسها وتمتع عبدالناصر بما لم يتمتع به زعيم أو قائد من نفوذ وحب شعبى جارف ، وكانت جماهير الأمة العربية من البحر إلى البحر هى الدرع لجمال عبدالناصر ، هذه الجماهير لم تكن عمياء ولا عرجاء ، فالقول بأن عبدالناصر كان ديكتاتورا فيه إهانة للشعب وإستخفاف بوعيه
لقد كان عبدالناصر ديكتاتورا بل طاغية بالنسبة للإقطاع والإستعمار والإستغلال ، لكنه كان بطلا وزعيما ومحررا عظيما بالنسبة للغالبية الساحقة من الشعب بعماله وفلاحيه ومنتجيه الجماهير كانت مصدر قوته ، وعلاقته بها كانت مباشرة وعابرة للوسائط
هل ننظر للديموقراطية بالمفهوم الليبرالى الغربى ؟ هل هى فقط مجرد حرية للتعبير دون النظر إلى المفهوم الإجتماعى للحرية ما ينقص جماهير الأمة العربية ليست حرية التعبير فقط ، بل ينقصها حقوق أكبر وأخطر
المجتمع المصرى فى بداية الثورة كان فيه حرية سياسية بمفهوم ضيق حيث أن نصف المجتمع لم يكن له حق التصويت ( المرأة ) ، كما كان الترشيح حكر على من يمتلك نصابا معينا من الثروة ، وبالنسبة لسن الترشيح ( الشباب ) كان 21سنة خفضت إلى 18 سنة وبالتالى كان من الناحية العملية حوالى 8% من الشعب خارج نطاق الحريات الليبرالية التى يتشدقون بها هذا بالإضافى إلى الأمية والجهل وإحتكار نصف فى المائة للثروة الوطنية
أليس هذا مصادرة عملية
وقال عبدالناصر أن تحرير لقمة الخبز هو أول وأهم شرط لتحرير إرادة الناخب
وبدأ عبدالناصر فى إعطاء المواطن نصيبا عادلا من ثروة بلاده ، وقضى على الإستغلال أو كاد ، فأسقط أعتى موانع الحرية : الفقر وبذل جهود جبارة من أجل التنمية وتحديث المجتمع ، ثم وسع قاعدة الحقوق والحدمات فى المجتمع وعلى رأسها حق التعليم المجانى والعلاج المجانى وقفزت إلى السطح طبقات وقوى ما كان لها فى ظل الأوضاع القديمة إلا أن تظل مقهورة على هامش الحياة فى المجتمع
كان الرجل يبنى الديموقراطية والحرية الحقيقية للمواطن ، وبدأ العد التنازلى لبناء القاعدة السليمة الصحيحة وهى تغييرالظروف الإجتماعية التى كان يستند إليها القهر السياسى
وكان الطريق طويلا فقد يسأل سائل :
إن الثورة توقفت عند بناء القاعدة دون أن تكمل فوقها البناء للديموقراطية السياسية ، وأقول أن السياق الذى جرت فيه الأحداث مهم جدا لأنه هو الوحيد الذى يفسرها بواقعية
فعشية الثورة كان على المسرح :أحزاب الأقلية التابعة للسراى والإنجليز ، ثم حزب الوفد والإخوان المسلمين والشيوعيين
الوفد أعلن موقفا معاديا لتوجهات الثورة فةى التغيير الإجتماعى مبكرا زرفض قانون الإصلاح الزراعى الأول ، وشاركه فى هذا باقى الأحزاب المرتبطة بالسراى وبالإنجليز ، وهى قوى تلاشت قدراتها على التأثير تحت ضغط التأييد الشعبى الجارف للثورة وبرنامجها للتغيير الشامل ، وإنسحبت قاعدة الوفد الجماهيرية من تحت قياداته وأيدت الثورة
أما الشيوعيين فلم يستطيعوا أن يفهموا ما حدث الفهم الصحيح ، وكانت نظرتهم قاصرة ووقعوا فى أخطاء تقييمهم للثورة وسجنوا أنفسهم فى داخل نماذج نظرية جامدة وبعيدة عن واقع المجتمع ورأى الأغلبية وكان رأى أكثرهم فى الثورة أنها مجرد إنقلاب عسكرى فاشى بإعتبار هذا هو الوصف والكليشيه الجاهز لديهم ولم يستطيعوا إلا متأخرا أن يضعوا أيديهم على الجوهر التحررى المتقدم لبرنامج ومنجزات الثورة
إن اليسارالحقيقى فى مصر هو الشعب جماهير الناس الذين عاشوا وحملوا المسئولية ، مسئولية القضية الوطنية والإجتماعية ، والذين أصبحت مصر لهم هولاء هم اليسار الحقيقى الذين لا يمكن أن يتجهوا يمينا أو أن يسمحوا لليمين أن يحكمهم أو أن يرتد بهم ولاأن يعيد الملاك و الرأسماليين إن اليسار ليس طائفة أو فرقة أو حزب ولكن مجموع الفقراء والمحرومين ومن يتطلعون إلى عالم أفضل وإلى مجتمع إنسانى هؤلاء هم اليسار
أما الإخوان المسلمين فقد كانوا منذ البداية يبذلون المحاولات لفرض الوصاية على الثورة ومحاولة إحتوائها ، وأن يعترف لهم عبدالناصر بأنهم الأب الروحى للثورة ويلتزم بالتالى بتوجيهاتهم السياسية وحينما شعروا بفشلهم فى إحتواء الثورة وفرض وصايتهم عليها تحولوا إلى ممارسة نوع خطير من الضغط تمثل فى العنف والإرهاب المسلح التى بلغت ذروتها فى حادث المنشية بالإسكندرية حين حاولوا قتل جمال عبدالناصر، هذا الحادث الذى كان له ردود فعل واسعة وجعلت منه نقطة تحول مهمة فى سلوك النظام الثورى وذلك بتدعيم وتقوية الجهاز الأمنى كإجراء وقائى وهوحق مشروع وواجب فى مثل هذا السياق
إذن هناك أسباب موضوعية وليست تبريرات لما حدث من صدام مع القوى السياسية والقول بغياب الديموقراطية السياسية فيه كثير من التجنى
فلايمكن إغفال إعطاء المرأة حق الإنتخاب والترشيح وقد سبقت مصر بذلك الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا وبعض بلدان أوروبا وتخفيض سن الإنتخاب إلى 18 سنة، كما ولا يمكن إغفال حق العمال الذى كفلته الثورة فى إختيار ممثليهم فى مجالس إدارات شركاتهم ومصانعهم ، مع توسيع قاعدة المشاركة فى الحكم ولم يقل أحد أن هذه الأمورقد تمت لاسيما أنه كانت هناك تحديات خارجية وداخلية تجابه رحلة الثورة طوال الثمانية عشر عاما دونما إنقطاع
ولا ننسى فى هذا المجال ممارسة عبدالناصر للنقد الذاتى وهذا ظاهر فى أغلب محاضر مجلس الوزراء وإجتماعات اللجنة التنفيذية العليا للإتحاد الإشتراكى وبصفة خاصة تلك الجلسات التى تمت بعد الإنفصال بين مصر وسوريا وبعد نكسة يونيو1967 والمؤتمر القومىالعام فى يوليو1967 و197 وهى المحاضر التى وردت بنصها فى جزء آخر من هذه المذكرات وما أريد أن أؤكد عليه هو أن جمال عبدالناصر أكد أن الإتحاد الإشتراكى ليس نهاية المطاف وحدد رؤيه مستقبلية فى شكل تعددية حزبية
وكانت معوقات الديموقراطية فى تجربة عبدالناصر تتلخص فى العناصر التالية :
1- المؤسسة العسكرية والتى أصبحت شبه طبقة تستميت فى المحافظة على إمتيازاتها وتقف حجرة عثرة أمام أى نظام سياسى شعبى يضعها فى مكانها الصحيح وهذه المؤسسة لم تسقط إلا بعد حرب 1967
2- التنظيم السياسى كان يتم تكوينه من فوق ، من مواقع السلطة ، مما سرب بيروقراطية وإنتهازية سعت إلى تجميد حيوية التنظيم السياسى وتفاعلاته
3- كان جمال عبدالناصر هو القيادة الوحيدة والزعامة الوحيدة التى يمكنها أن تستجيب لها الجماهير لينظمها ، ولكن إنشغاله حال دون ذلك نتيجة أوضاع فرضت عايه فرضا ولم تكن أبدا بمبادرة منه كما لم يكن له يد في الإبتعاد عن مجابهة هذه الأخطار الخارجية والداخلية بشخصه فى أغلب الأحيان
4- تعاظم دور الأجهزة الأمنية وأسبابه كثيرة وغير مقصودة بل فرضتها وقائع معينة كما سبق أن ذكرت فرضا ، كما فرضتها أوضاع وتصرفات داخلية وخارجية ( تآمر ) لم يكن هناك مفر من مجابهتها إلا عن هذا الأسلوب الأمنى
5- الإستراتيجية المعادية : فمصر مفتاح المنطقة ولابد أن يظل هذا المفتاح محفوظا فى مكان معزول وناء ولابد أن تجرد مصر من قوتها وثروتها ، وأهم من ذلك من شخصيتها وأن تصنع لها شخصية أخرى تابعة
أضواء حول شخصية جمال عبد الناصر
القدرة التنظيمية الواعية وليس الروح الإنقلابية هى التى سادت تفكير عبد الناصر للأسباب:
أدخل الشعب والجماهير فى حسبانه قبل الثورة
نجح فى جمع متناقضات فى كيان واحد من اجل هدف واحد
إختيار محمد نجيب ( كرتبة كبيرة وعجوز ) دليل على موهبة تنظيمية
إقتناعه بعدم التقدم إلا فى وقت يكون فيه الشعب مستعد لتأييد الجيش ، وهذا يعنى تجاوز الفكر الإنقلابى مثلما يحدث فى امريكا اللاتينية مثلا ( أسلوب الجنرالات التقليدى فى الإستيلاء على السلطة دون ما الإعتماد على الجماهير )
الإتصال بالكتاب والصحفيين
الإتصال بالتنظيمات السياسية على إختلاف إتجاهاتها ( بعضها كانت إتصالات عضوية تنظيمية حتى يسبر غورها من الأعماق مثلما حدث مع مصر الفتاة )
هل هذا الذى قام به يساوى فى نتائجه إنقلاب !
شىء غريب يا وفد ويا إخوان مسلمين ويا غيرهم !
إن خصوم عبد الناصر فى الداخل كانوا ولا يزالون أشد إفتراءا عليه من خصومه فى الخارج بل ربما أصبح خصومه فى الخارج فى غير حاجة إلى توجيه المزيد من الطعنات طعنات خصومه فى الداخل تكفى بل تزيد
جمال عبد الناصر كان حامل مسئولية أكثر منه طالب سلطة وكان يسعى لملء الفراغ بآخرين وليس تولى السلطة
جمال عبد الناصر كان الإنسان المصرى العادى ، ولم يغير إنتماؤه الطبقى كما لم يتطلع ، ولم يتغير ، كان قائدا له و عنده الرؤية الإستراتيجية ، كان لديه تصور
جمال عبد الناصر لم ينقطع عن الصوم والصلاة وكان مثله الأعلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
جمال عبد الناصر لم يقسم على المصحف والمسدس بينما أقسم خالد محى الدين وأنور السادات على المصحف والمسدس وقد إقترب عبد الناصر من الإخوان المسلمين فى حدود قرب شاب وطنى ونفس الشىء بالنسبة لباقى التيارات السياسية الأخرى فيما عدا مصر الفتاة
عن الهزيمة والنكسة سنة1967 القتال بدأ بعد أقل من أسبوع هل ننهار ونتقوقع أم نقف مع الناس الواقفة والرافضة وبالمقارنة ففرنسا وقعت وانهارت وبقيت إرادة شخص واحد فقط هو ديجول شعور الناس ورد فعلهم إذا كانت نكسة أم هزيمة يتجسد فيما حدث يوم 9/6/1967 كرد فعل للتنحى التصميم الرفض الثقة فى جمال عبد الناصر ولسان الحال يقول تعالى أقعد وكمّل معانا ما تمشيش لا تجعل مشاعرك الإنسانية تتحكم فى الموقف إتفضل إقعد مطرحك
جمال عبد الناصر والحرب النفسية
فى حديث له مع القوات المسلحة فى 29 إبريل 1968 قال :
شوجهت إلينا حتى نفقد الثقة فى أنفسنا حتى تفقد القوات المسلحة الثقة فى نفسها وحتى يفقد الشعب ثقته فى قواته المسلحة
الحرب النفسية ضد الجيش المصرى بالذات كانت حرب مستمرة وتاريخها يرجع إلى ما قبل حرب يونيو و إلى قبل حرب السويس 56 ، وكان المطلوب دائما ألا تقوم قوة عسكرية مصرية يحسب لها حساب.
ورغم الهزيمة عايزين يحققوا السلم بالقوة علشان التفاوض مع العدو المحتل للأرض معناه أنا حا أقعد علشان تملى على شروط المنتصرين يعنى الإستسلام !!
الناصرية
صورة غنية لجمال عبد الناصر صورة فيها أضواء وفيها ظلال فيها إنتصارات وإنكسارات فيها ما هو عظيم جدا وفيها ما كان يجب ألا يحدث
ثورة رائدة فى مضمار إستخدام الإنقلاب العسكرى لإحداث لثورة
هى نقل مصر إلى الكيان والطموح والوجود العربى كجزء لا يتجزأ منه ، ثم نقل الكيان العربى والطموح العربى إلى العصر الحديث
هى الدفاع عن الحرية والحرب ضد الإستعمار والإستغلال والهيمنة
هى تحول المجتمعات العربية من مجتمعات تقليدية متخلفة إلى مجتمعات تلحق بالعصر سماء فيما يتعلق بقوة المجتمع الإنتاجية أو بقيمة الفرد فى هذا المجتمع
هى اللحاق بالتطور العلمى
هى حركة القومية العربية وإعتبار العالم العربى جزء من من الثورة الوطنية
هى حركة التصنيع الثقيل التى لا تزال قاعدتها حية فاعلة حتى اليوم وزيادة الإنتاج الزراعى ستة أضعاف وزيادة الطاقة الكهربائية 6% فور إنتهاء السد العالى الذى جمى مصر من 16 فيضانا مرتفعا أو منخفضا ومن عشرة سنوات من الجفاف بما كان سيكلف فى مجموعه ونتائجه وخسائره بالمقارنة مع تكاليف السد العالى أضعافا مضاعفة
هى حركة الإشتراكية والتحول إلى مجتمع الكفاية والعدل
هى حركة التأثير فى العالم
الناصرية فى مصر كامنة وفى العالم العربى حلم
من إمكانيات عبدالناصر الشخصية
أول مصرى يحكم مصر منذ 2500 سنة
الفكر الإستراتيجى والرؤية المستقبلية
إيمانه بما يقول ، وبما يقرره من طموحات تمثلت فى الحرية والمساواة و العدالة والوحدة
التصميم على مواجهة الباطل وبشدة ولا يمانع فى ممارسة النقد الذاتى ، بل مارسه بصدق وبصراحة مخيفة فى أكثر من مرة وبالذات فى مناسبتين خطيرتين هما الإنفصال وهزيمة يونيو67 محاضر جلسات مجلس الوزراء تثبت هذا القول
التصميم والإرادة والحزم
الزهد الشخصى البساطة التعاطف الحقيقى الملحوظ مع الفقراء والغلابة
شكله وصورته وصوته اللذان يوحيان بالثقة ويجعلانه محبوبا من الناس وقريب من النفوس ولديه قبول
كان فنانا بحسه وتذوقه وإزدهر الفن فى عهده بشكل غير مسبوق ، كل الفنون وليس الغناء فقط ، كان هناك إزدهار ثقافى فى كل المجالات من مسرح إلى سينما إلى فنون راقية كالباليه وفرقة رضا وفرقة الفنون الشعبية مثلا ، كان الكتاب مدعوما وكان المسرح مدعوما مثلما كان رغيف العيش مدعوما ، أفاض زمن عبد الناصر بإبداعات عمالقة فى مجال الفن فقط من أمثال أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ومحمد قنديل ومحمد عبد المطلب وكمال الطويل ومحمد فوزى وسعاد محمد ونجاح سلام ورياض السنباطى ومحمود الشريف ومحمد القصبجى وبليغ حمدى وسيد مكاوى وصلاح جاهين وعفاف راضى التى قال عنها أنها ستكون فيروز مصر وحتى فريد الأطرش حاول أن يدلى بدلوه فى هذه الحقبة ولم يتردد ، وغيرهم مما يقتضى أن يبحثه ويسجله الباحثون والمتخصصون ;ولنسمى الأمور بأسمائها فإنى أعلنها صريحة واضحة فى هذا المجال وما دمنا أقسمنا أن نقول الحق فإن عبد الناصر وعبد الناصر فقط هو الذى فكر وإقترح وقرر إستحداث ما يلى على وجه التحديد بخلاف الإنجازات الأخرى الكبيرة المعروفة ، وقد آثرت وقصدت أن أذكر الإنجازات التالية بالذات لأن البعض يتشدق ويتباهى بأنه هو الذى إستحدثها ، وإذا إدعى البعض بخلاف ما سأقول فإنى لدى من المعلومات والوثائق ما سيدحض ويخرص أى إدعاء يغاير ما أقرره هنا :
إذاعة القرآن الكريم التى بدأت يوم29مارس1964وأن يقتصر دورها على إذاعة القرآن الكريم فقط بلا رغى ومكلمات ، وكان فى النية أن يضاف على القراءة فقرات للتفسير للمرحوم الشيخ شلتوت .
إذاعة أم كلثوم .
إنشاء معهد الباليه والكونسرفاتوار .
إذاعة صوت العرب .
إذاعة الشرق الأوسط بشكلها وطابعها الخفيف السريع .
إدخال التليفزيون فى مصر فى بداية الستينات رغم الصعوبات الفنية والسياسية التى أبديت فى ذلك الحين للحيلولة دون تنفيذ هذا الهدف ، ثم تابع بنفسه مراحل التنفيذ والتطوير والاستحداث . .
إصدار كتاب كل 24 ساعة ثم كل 6 ساعات ، على أن يكون سعره قروش قليلة فى متناول أى شخص عادى .
إنشاء وكالة أنباء الشرق الأوسط .
إنشاء مصلحة الإستعلامات .
إصدار قانون تطوير الأزهر ليصبح الدعاة متخصصين فى مختلف مناحى الحياة اليومية كأطباء ومهندسين ومحاسبين الخ ، بالإضافة إلى الدراسة الأساسية فى علوم الفقه والتفسير الخ .
وعلاوة على هذا أصر على ضرورة إنتساب البنات لكليات الأزهر الشريف وذلك حتى يتم تخريج الأم المسلمة الصالحة ، أم الأجيال التى ستتولى الأمور فى مصر مستقبلا .
من ثوابت أسس سياسات جمال عبدالناصر الداخلية والخارجية
كان جمال عبد الناصر يبنى سياسة مصر الداخلية والخارجية على مبدأ " الدين هو المعاملة والعدالة " ، ولذلك فقد دعم عبد الناصر سياسة الهند الهندوسية الحيادية الإيجابية المقاومة للإستعمار المتمثلة فى شخص نهرو وبتراث المهاتما غاندى ولو على حساب الباكستان المسلمة حليفة أمريكا المعادية لتحرر العرب والعروبة والتابعة للصهيونية العالمية ، مثلما رفض تأييد سياسة تركيا المسلمة المتورطة فى أحلاف السنتو والناتو فى نزاعها مع اليونان وقبرص التى تسعى للتحرر من الإستعمار البريطانى والتى تربطها بمصر علاقات تراثية وإنسانية وحضارية عريقة ، ونفس الشىء مع الفارق فى سياسته نحو إفريقيا ( زنزبار ) وتأييد نيريرى نحو الوحدة والتحرر والإستقلال متعاليا على حساسيات الطوائف والعنصرية والعراق والألوان
الإصرار على وحدة السودان ضد أى محاولة لتقسيمه وتقطيع أطرافه ، فالقلق الذى كان يساور عبد الناصر تجاه السودان كان يسعى به وبواسطته لمنع أى إحتمالات تؤدى إلى الإنفصال ، خصوصا من ناحية الشرق - الحبشة - ، التى كانت تسعى للوصول إلى سد الروصيرص الذى يعتبر الماء الرافد لمصر والسودان معا مما كان يؤدى إلى إحتمالات نجاح مساعى إسرائيل والإمبريالية للسيطرة على المياه العربية لترسم للمنطقة خرائط جديدة تمس صميم حياتها أو فنائها والواقع أن مصر منذ أيام محمد على لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدى أمام فرض أى أمر واقع فى السودان ( مسألة حياة أو موت ـ نكون أو لا نكون )
ليس المهم خسارة معركة ، ولكن المهم الموقف الشجاع والصحيح من التاريخ الرجل الذى قال كلمة لم يقلها أحد من قبله ولا بعده ، حتى الآن على الأقل ، الرجل الذى قال :
لأ للأستعمار ، لأ للرجعية ، لأ للإقطاع ، لأ للرأسمالية ، لأ للأقليمية ، لا صلح ولا إعتراف ولا تفاوض مع العدو ، ولا تفريط فى القضية الفلسطينية ، لاتردد ولا مساومة على حق هذه اللأءات التى لم يجد أحد من الحكام العرب الشجاعة لينطقونها مرة أخرى فى أى مؤتمر من مؤتمراتهم أو إجتماعاتهم أو خطبهم بعد رحيل عبد الناصر
غياب عبد الناصر الجسد والإنسان لا يعنى غياب عبد الناصر الثورة عبد الناصر البذل والتضحية والنضال عبد الناصر الكرامة . . عبد الناصر الإرادة الحرة . . عبد الناصر المحرض على الحرية والاستقلال . . عبد الناصر الصمود والإيمان بالجماهير عبد الناصر الغد العربى الموحد القوى
الحركة التقدمية العربية
حرية . إشتراكية . وحدة .
مشروع مجتمع متكامل
الحرية الحقيقية التى اعطاها عبدالناصر لقطاع ضخم من شعب مصر 5% عمال وفلاحين على الأقل ، بالاضافة لنصف المجتمع من النساء .
الخط العام الذى رسمه عبدالناصر لم يكن هناك من يستطيع معارضته :
مقاومة الإستعمار .. القضاء على الإقطاع .. سيطرة رأس المال على الحكم .
كانت هناك توازنات كان يجب أخذها فى الإعتبار فى المنعطفات الخطرة للثورة وكان إنحياز عبدالناصر كلية إلى جانب قوى الشعب العامل .
حوار بين بن جوريون وناحوم جولدمان حول عبدالناصر وفلسفة الثورة
بن جوريون : هل قرأت فلسفة الثورة ؟
جولدمان : ( بإستخفاف ) ، نعم إنه مجرد نبذات سياسية ليست لها أهمية العمال الأدبية مثل فاوست ودون كيشوت
بن جوريون : على العكس ، إنه عمل هام يبرهن كيف أن تقديرى لعبدالناصر على حق ، وتقديرك أنت على خطأ إنه يقول أن عليه توحيد العرب لينتصر على إسرائيل كما يدعو إلى توحيد المسلمين فى العالم وهذا كلام خطير للغاية وهو فى هذا الصدد يتحدث عن ذل الهزيمة فى حرب48 وانا أعتقد أنه يشعر أنه مهان ولن يعقد صلحا أو سلاما معنا طالما أنه لم يشف من صدمته أى قبل أن يحرز إنتصارا على إسرائيل
جولدمان : ولكنه يتحدث عن تنمية بلاده وقوة البترول
فقاطعه بن جوريون : وهذا بالضبط مكمن الخطورة فى ناصر ، ويجب أن نعى ذلك جيدا وكان هذا مدعاة لأن تفرض الأمور نفسها على إسرائيل وتدخل فى الصراع مبكرا
ثم انتقل سامى شرف بعد ذلك للحديث عن نوادر وحكايات حول شخصية الرئيس والقائد والمعلم القدوة وأجاب على أسئلة الحضور واستمر الصالون لمدة ثلاثة ساعات كاملة .
وسيعقد الصالون ندوة الأسبوع القادم حول مؤتمر المحامين العرب الثانى والعشرين الذى عقد فى دمشق وحضره من اللجنة المصرية للتضامن كلا من أحمد حمروش وسامى شرف ومحمد فائق حيث سيتناول الأستاذ سامح عاشور شرح ما دار فى المؤتمر وانعاساته على المجتمع السورى وتاثير الوجود المصرى المكثف على معنويات الشارع العربى السورى والقيادات السورية .
![]() |
الــــرجوع الى الفهـــرس للمتابعة والمواصلة
You are my today's
Web guest
Thank you for your visit
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
© 2007 Yahia Al Shaer. All rights reserved.
This web site is maintained by
ICCT, International Computer Consulting & Training, Germany, US