![]() |
زيارة الرئيس جمال عبد الناصر
ـ 2 ـ
زيارة الرئيس جمال عبد الناصر
- 2 -
ولقد قامت الجمهورية العربية المتحدة من جانبها بإبلاغ السفير يارنج بقبولها للقرار، واستعدادها لتنفيذه، وذلك أكثر من مرة .. وفى أكثر من وثيقة. كما أنها أعلنت ذلك رسمياً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم تترك الجمهورية العربية المتحدة أى فرصة دون أن تعلن التزامها بهذا الموقف . وقد تعاونت الجمهورية العربية المتحدة تعاوناً كاملاً مع السفير يارنج، وبذلت كل جهد ممكن لإنجاح مهمته .
هذا ويهمنى أن أشير إلى أنه فى 9 مايو سنة 1968 تسلمت من الدكتور يارنج مقترحات شبيهة بمقترحاتكم - والتى جاءت فى رسالتكم - وقد سلمته فى نفس اليوم رسالة أعربت فيها من جديد عن قبول الجمهورية العربية المتحدة لقرار مجلس الأمن واستعدادها لتنفيذه. كما أننى وافقت - تلبيةً لطلبه - على إرسال التعليمات اللازمة لممثل الجمهورية العربية المتحدة الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، ليجتمع بالممثل الخاص بالسكرتير العام لاستئناف الاتصالات طبقاً لقرار مجلس الأمن، وبغرض تنفيذه . وقد اقترحت فى هذه الرسالة على السفير يارنج أن يضع جدولا زمنيا لتنفيذ القرار.
ولقد كان من الواضح أنه لكى يستمر السفير يارنج فى تنفيذ مهمته .. فإنه كان على إسرائيل أن تعلن قبولها لقرار مجلس الأمن، واستعدادها لتنفيذه، وهو الأمر الذى لم يتحقق، بل رفضت إسرائيل إبلاغ السفير يارنج استعدادها لتنفيذ القرار، مما أدى إلى توقفه عن مزاولة نشاطه. ومن ذلك يتضح أن مسئولية عدم تمكين السفير يارنج حتى الآن من تنفيذ مهمته التى نص عليها قرار مجلس الأمن تقع على عاتق إسرائيل .
وعندما وجدت فرنسا أن الموقف يتدهور، وأن السفير يارنج لم يعد فى استطاعته إنجاز مهمته، تقدمت باقتراحها الخاص باجتماع الدول الأربع الكبرى للعمل من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن، ومعاونة ممثل السكرتير العام على أداء مهمته، إلاَّ أن إسرائيل استمرت فى معارضتها، مما أدى إلى عرقلة أعمال الاجتماعات الرباعية . أما بالنسبة لقرار وقف إطلاق النار الذى أصدره مجلس الأمن فى يونيو 1967 فقد عملنا على احترامه منذ البداية، إلاَّ أن إسرائيل لم تحترم هذا القرار فى أى وقت، وواصلت اعتداءاتها علـى منطقة قناة السويس .. وأغارت على مدنها .. ودمرت المنشآت الصناعية بها .
وبصدور قرار مجلس الأمن فى 22 نوفمبر سنة 1967 الذى تضمن التسوية السلمية، أصبح قرار وقف إطلاق النار مرتبط بتنفيذ قرار مجلس الأمن، وهو ما أوضحناه فى رسائلنا إلى الأمم المتحدة، إلاَّ أن رفض إسرائيل تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 أدى إلى مهمته واصلة القتال، وعرقلة التسوية السلمية. لذلك فإنـه مـن الواضـح أن قيام السفير يارنج باستئناف مهمته بنجاح يستدعى أن تعلن إسرائيل - بطريقة لا لبس فيها - عن قبولها لقرار مجلس الأمن واستعدادها لتنفيذه .
كما نرى أنه حتى يمكن للسفير يارنج أن يحرز تقدماً سريعاً فى المرحلة الأولى من عمله، فإن ذلك يستدعى قيام الـدول الأربع بإعطائه توجيهـات محددة من أجل تنفيذ بنود قرار مجلس الأمن، وخاصة بالنسبة للانسحاب وضمانات السلام .
وإننا على استعداد لأن نؤكد من جديد للسفير يارنج استعدادنا لتنفيذ كافة بنود قرار مجلس الأمن، وتعيين مندوب عنا للتباحث معه لتنفيذ هـذا القرار. ولإمكان تحقيق ذلك فإننا على استعداد لقبول وقف إطلاق النار لفترة محددة بثلاثة شهور وفق اقتراحكم، مع اعتقادنا بأن المنهاج الصحيح الذى يجب البدء به - فى هذه الحالة- هـو المبادرة بوضع جدول زمنى لانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضى المحتلة، وقد كانت هذه هى النقطة التى توقفت عندها جهوده فى محاولاته السابقة، وكان ذلك بسبب العراقيل التى وضعتها إسرائيل أمامه، بعدم قبولها تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 " .
هذه هى الرسالة أصلاً، ثم بعد هذا أبلغته رسالة شفوية بان احنا قبلنا تنفيذ الاقتراحات التى عرضتها الولايات المتحدة .
الحقيقة أنا طلبت عقد هذه الجلسة .. أيضاً امبارح عقدت جلسة مع قادة القوات المسلحة فى مجلس الوزراء ، لأن لأول مرة منذ سنة 1967 يمكن الناس تتصور اننا قبلنا حاجة جديدة .. ان احنا من سنة 1967 قبلنا قرار مجلس الأمن ويارنج وكذا .
الحقيقة ان العملية الموجودة النهارده .. أعتقد انها كلام كله احنا وافقنا عليه، لكن من الإذاعات ومن مختلف الدول الغربية .. من راديو لندن .. ومن وكالات الأنباء، حاولوا انهم يبينوا ان فيه مبادرة جديدة، بل حاول البعض انهم يقولوا إن فيه اقتراح أن تنسحب قواتنا غرب القنال بحوالى 20 كيلو متراً . كان فيه تحفظ بالنسبة لأمريكا بُلِّغ لنا شفوياً فى الأول عند تسليم هذا الخطاب وهو أن وقف إطلاق النار مرتبط بعدم إقامة قواعد للصواريخ فى منطقة قنـاة السويـس، ويجب ألاَّ نستفيد احنا ولاَ تستفيد إسرائيل من وقف إطلاق النار طبعاً اللى كانوا هُمّ يِعْنُوه فى هذا ان الصواريخ ماتروحش منطقة قناة السويس، واعتبر أنا النهارده ان هذا الموضوع انتفى، لأن الصواريخ .. ومواقع الصواريخ مقامة فى منطقة قناة السويس .
الحقيقة فى كلامى بكرة .. يعنى احنا اتكلمنا النهارده على أساس ماحدش يقدر يشوه الموضوع.. نشرنا خطاب روجرز أيضاً علشان هُمّ طالبين سريته، وبعدين فى كلامى بكرة مع المواضيع الأخرى حاتكلم فى هذا الموضوع وبهـذا،ونحن نتعرض-الحقيقة- لحرب نفسية عنيفـة، يجب ألاَّ نتخلَّى عن أن نواجه أى موقف من المـواقف .. حتى نحـافظ على جبهتنا الداخلية .. وحتى نحافظ أيضاً على العرب المؤيدين لنا فى البلاد العربية .
الدول العربية كلها رافضة قرار مجلس الأمن .. كل الدول العربية، ما عدا احنا والأردن . بعدين الدول العربية رفضت المبادرة الأمريكية .. من غير ما يعرفوا إيه هى المبادرة الأمريكيـة.. لأن هذه الرسالة سلمت لنا احنا والأردن بس.. ولكن حتى العراق أعلنت انهـا رافضـة، والسودان أعلنت انها رافضة، وكلهم رفضوا على أساس الأخبار التى أذاعها راديو لندن، وهى لا تمثل بأى شكل من الأشكال كلام جديد .
وزير الخارجية شاف السفراء العرب وأبلغهم وجهة نظرنا بالنسبة لهذا العرض . الحقيقة أنا برضه بدى أكرر نقطة سبق أن قيلت - فى هذه القاعة - ان احنا عايزين حل عسكرى .. الحقيقة أنا لازلت عاوز حل سلمى، لأن الحل العسكرى عملية أبعادها كبيرة جداً . قد يتصور البعض إن أنا باقول هذا لأن الاتحاد السوفييتى تقاعس فى انه يدينا طلباتنا .. جميع طلباتنا اللى احنا طلبناها من الاتحـاد السوفييتى - وأنا هناك - 95% منها أُجيب.. على أساس حتى الحاجات اللى احنا طالبينها حنستلمها فى أسرع وقت .
حيتقال - وابتدوا يقولوا النهارده – إن فيه اتفاق مع الاتحـاد السوفييتى علشان وقف تسليحنا، هذا الكلام غير حقيقى . حيتقال حاجات كثيرة جداً .. حيقولوا: فيه اتفاق بين روسيا وأمريكا، هذا كلام غير حقيقى .. الاتحاد السوفييتى لم يقدم أى مشروع إلاَّ بعد احنا ما وافقنا على الكلام اللى هـو قَدِّمه .
الحقيقة الموضوع ده أساساً هو ما دفعنى إلى طلب عقد هذا الاجتماع، وقد يتصور البعض ان فيه شىء جديد غير قرار مجلس الأمن .
فيه نقطة طبعاً برضه نحب نقولها .. الأمل فى نجاح هذا الموضوع بعيد جداً، قد يتصور البعض ان العملية دى حتنجح .. أنا رأيى ان الحل السلمى عملية صعبة جداً .. ومش ممكن يدونا حل سلمى ونطلع ماندفعش الثمن . أنا رأيى كده من الأول .. ورغم قبولى لقرار مجلس الأمن .. مش ممكن الأمريكان يسيبونا من غير ما ندفع الثمن، ولكن لغاية دلوقت ما قدروش .
سنة 1967 كانوا معتبرين أن العرب هزموا إلى ما لا نهاية .. وأن جميع الحروب انتهت .. النهارده الحقيقة الوضع عندنا فيه تضامن وصمود .. أما فى داخل إسرائيل فباستمرار اليأس عندهم بيزيد .. والأمل فى السلام بيقل .
السيد / أحمد العماوى :
سبق لسيادتكم أن صرحتم - فى هـذه القاعة - أن الحل السلمى لا يمكن أن تقبلـه أمريكا بما يحقق الكرامة العربية .. ونحن ملتزمون - بما أعلنته سيادتك - فى أن الحل السياسى إذا كان يحقق الكرامة، ويتم على أساس قرار مجلس الأمن فنحن نقبله، وإذا كان لا يحقق الكرامة .. أو سنفقد جزءاً من أرضنا فسوف نرفضه ونطلب الحل العسكرى، وهذا هو الخط الأساسى الذى أعلنته سيادتكم .
وبخصوص البنود المحددة التى جاءت فى اقتراح الأمريكيين .. هل هم - فى تقدير سيادتك - يقدمون هذه الورقة تكتيك لكشفنا فقط، أم أنهم فعلاً جادين ، وتوجد اتصالات بينهم وبين إسرائيل لتنفيذ هذه البنود المحددة ؟ .. لأن هناك نواحى محددة .. نواحى أخرى أشرت سيادتك إليها .. بخصوص الأراضى المحتلة .. وبخصوص تنفيذ الانسحاب، فهل هناك شعور منهم بأن إسرائيل سوف تنفذ، أم لا ؟ ثانياً : هل الاتحاد السوفييتى له رأى فى هذه الاقتراحات المحددة ؟ .. رأى سياسى، أو نظرته للموضوع كدولة كبرى .
السيد / الرئيس :
طبعاً ممكن نصل إلى حل سياسى ، إذا الظروف السياسية الدولية أجبرت الجميع علـى الوصول إلى حل سياسى، لإنقاذ الدول من المواجهة .. أو من الدخول فى مواجهة . ولكن اللى حاصل دلوقت الحقيقة ان فيه حاجة اسمها الحرب الإلكترونية .. قبل سنة 1967 الواحد كان بيقرأ فى المجلات العسكرية .. ومجلات الطيران حاجات بسيطة عن الحرب الإلكترونية . النهارده أول ميدان ابتدأت فيه الحرب الإلكترونية هى بلدنا فى الحقيقة، وكان لابد ان احنا نعمل أساليب ووسائل .. ونستعين بالاتحاد السوفييتى أيضاً علشان ندخل فى هذا الموضوع .
ده موضوع - الحقيقة - معقد، احنا عندنا النهارده 650 ألف عسكرى .. وفى ديسمبر حيوصل إلى 750 ألف عسكرى، واحنا ماشيين فى بناء قواتنا المسلحة . الطيارين النهارده عندنا .. يعنى أنا دلوقت كنت فى موسكو باطلب طيارات .. لأن الطيارين عندنا أكثر من الطيارات، لكن طبعاً بيحتاجوا إلى بعض التدريب، فلما أقول: حل سياسى.. معناه ان
احنا ننفذ هدفنا سياسياً . لكن لَمَّا يقولوا لنا إنهم مثلاً بياخدوا شرم الشيخ .. ماحدش هنا فى البلد دى حيقدر يقول لهم : خُدُوا شرم الشيخ، وبعدين لَمَّا يقولوا إنهم حياخدوا القدس .. بالنسبة لنا احنا لا يمكن أن نوافق على انهم ياخدوا القدس .
اللى باين أخيراً فى الكلام مع الدول الرباعية بيقولوا عن القدس كلام برضه جديد .. تبقى مدينة منـزوعة السلاح .. القدس القديمة تحت الإدارة الأردنية .. والقدس الجديدة تحت الإدارة الإسرائيلية، ولكن منـزوعة السلاح، ممكن يبقى فيه نوع من التوحيد .. فيه مواقف جديدة بتطلع.. الحقيقة سبب هذه المواقف - فى رأيى - هو صمودنا . بعدين فيه سبب أيضاً موجود النهارده هو الخطوة اللى أخذها الاتحاد السوفييتى .
الحقيقة الخطوة اللى أخذها الاتحاد السوفييتى فى يناير ماأخدهاش مع أى دولـة.. يعنى ماطَلَّعُوش قوات لهم علشان تحارب بَـرَّه .. معنى هذا إيه ؟ .. ان احنا كان عندنا معلومات عن كلام لديان.. كان بيقول إنهم لا يمكن حيعملوا أى تنازلات بأى شكل من الأشكال إلاّ فى حالة من اثنين :
الحالة الأولى : إذا تدخل الاتحاد السوفييتى عسكرياً، وأستبعد 100% أن يتدخل الاتحاد السوفييتى عسكرياً .
الحالة الثانية : إن أمريكا تضغط عليهم ، وقال إنهم متفاهمين مع أمريكا .. ولا يمكن لأمريكا انها تضغـط عليهم، وعلـى هذا هم عندهم يمكن عشر سنين يقدروا يفرضوا الأمر الواقع فى هذه المنطقة .
إيه سبب تحرك الأمريكان النهارده .. هل هم جادين ؟ .. أنا لا أثق فيهم أبداً .. يعنى ده موضوع أساسى . هل الغرض كشفنا ؟ .. ممكن !! باعتبر يمكن 70% أو 80% كانـوا يعتقدوا ان احنا حنرفض هذه المقترحات .. على طول الصبح بيدُّوا 125 طيـارة لإسرائيل.. الطيارة الفانتوم - زى مابيقولوا - بتساوى 6 طائرات ميراج، لأنها بتشيل قد الميراج 6 مرات . هل إسرائيل حتنفذ، أو مش حتنفذ ؟ .. الحقيقة أنا باعتبر ان ردنا بالنسبة للأمريكان حيسبب مشاكل عندهم .. وبالنسبة لإسرائيل حيسبب مشاكل عند إسرائيل . وقد تكون هناك مشاكل بين أمريكا وإسرائيل .. إذا كانت أمريكا جادة فى حل هذا الموضوع .
بالنسبة للاتحاد السوفييتى ورأيـه..طبعاً احنا فى هذه المواضيع.. هو الاتحاد السوفييتى كلامه معنا إن هو ينفذ اللى احنا نطلبه منه فى هـذه العملية.. هُمَّ ممكن يقترحوا علينا أى اقتراحات، إذا قبلناها بيتبنُّوها .. إذا ماقبلنهاش يبقى هم لايمكن أن يتبنوها . وموقفهم فى محادثاتهم مع أمريكا أو مـع الدول الرباعية هو تعبير عن موقف المصريين ، وعلى هذا الأساس بالنسبة لهذا الرد احنا تشاورنا مع الاتحاد السوفييتى فى هذا .. وهُمَّ رأيهم أيضاً فيه الثقة يعنى، ولكن رأيهم ان بنمشى فى الحل السياسى فى نفس الوقت اللى نبنى فيه الجيش الهجومى .
السيد / أحمد طلعت عزيز :
فى اعتقادى أن المبادرة الأمريكية .. والمقترحات الأمريكية قدمت على الأساس الذى ذكرته سيادتكم الآن، وهو صمود الشعب، ونمو قدرته الذاتية. إنما مشهور عن العرب الوفاء بالعهد والالتزام به، ومشهور عن اليهود الغدر والخيانة، فبالنسبة لقرار وقف إطلاق النار لمدة 3 شهور -كما ذكرت سيادتك - كان لأمريكا تحفظ شفوى عليه، وأخشى ما أخشاه أن يتكرر ما حدث فى سنة 1948 عند طلب الهدنة .. لكى تستعد إسرائيل لمهاجمة العرب .. فرصة الثلاثة شهور قد تكون كافية لإسرائيل لكى تتسلح، وتمدها أمريكا بمزيد من السلاح، وتضع من العتاد ما يكفى للهجوم على الجمهورية العربية المتحدة .
وهذه نقطة تدور فى ذهنى منذ ذكرتها سيادتك، لأنه - كما ذكرت سيادتك - لابد أن نلجأ إلى كل الأساليب السياسية، وفى نفس الوقت نكون على يقظة وحذر، ونستعد ونكمل كل قوانا، لأجل إذا نكثت إسرائيل بالعهد نكون مستعدين، وشكراً .
السيد / الرئيس :
هُوَّ الهجوم علينا الحقيقة منتظر فى أى وقت .. إذا كان فى إمكانهم انهم يهجموا علينا . من كلام ديان ان أمريكا مِدِّياهم حرية يتصرفوا معانا زى ماهم عاوزين .. ويضربونا زى ماهم عايزين .. وحتى احنا الأمريكان إدُّونا إنذار يوم 2 فبراير قالوا لنا: إذا لم تقبلوا بقـرار وقف إطلاق النار إلى الأبد - اللى هو قرار سنة 1967 - فإن الضرب فى العمق حيزداد .. والحجم حيزداد.. والغارات بتزيد، واحنا كنا فى هذا الوقت عارفين الاتفاق اللى بيننا وبين الاتحاد السوفييتى حيتنفذ فى مارس، وقلنا لهم: حنبحث هذا الموضوع وحنرد عليكم .. ماردِّيناش على أساس ان احنا مانستفزهمش .. بحيث يبتدوا يتوسعوا فى الغارات فى العمق قبل ماييجى الدعم السوفييتى، فعملية الهجوم عملية منتظرة فى أى وقت . ومن كلام ديان أيضاً ان الهجوم على الأردن مقيد .. حتى ضرب الأردن بالطيران مقيد، وقال: إن الهجوم على لبنان أيضاً مقيد من الولايات المتحدة الأمريكية .. عنده حدود معينة لايتعداها فى العمليات الانتقامية .
إنما قال بالنسبة لمصر فهو غير مقيد .. يعنى يستطيع أن يعمل ما يشاء، لأن مصر مافيش تحفظات أمريكية بالنسبة لها . حسن النية طبعاً .. أو حسن الظن فى هذه الأمور قد يكون فعلاً عملية يجب ألاَّ نلتزم بها أبداً، لكن احنا مش زى سنة 1948 .. لأن أنا كنت هناك سنة 1948، أول ما دخلنا سنة 1948 .. اليهود كانوا بيحاربوا ببنادق رش .. ماكانش عندهم سلاح . فى أول معركة أنا كتيبتى دخلت .. كان معاهم بنادق رصاص وبنادق رش، وجابوا بعد كده أسلحة وطيارين وطيارات. من 67 لغاية النهارده إسرائيل - الحقيقة - دججت بالأسلحة بطريقة يمكن سرية وعلنية .. ففى الوقت اللى احنا كنا بنقول فيه إن احنا عاوزين نعيد بناء قواتنا المسلحة علشان نبقى زى سنة 1967 .. هم جالهم 150 طيارة : 100 سكاى هوك، و 50 طيارة فانتوم، والفانتوم دى من الواضح انهم جايبينها لنا احنا، مين حيضربوه بالفانتوم غيرنا .. ودايماً الأمريكان مِدِّياهم الطيارات لهذا السبب .
بالنسبة للدبابات أخذوا دبابات سنتوريون من إنجلترا .. وأخذوا دبابات باتون من أمريكا من الموجودة فى ألمانيا، وغيروا مدافع .. وعملوا معدات .. وخدوا - الحقيقة - كل اللى عايزينه .
بالنسبة للحرب الإلكترونية هم عندهم كل حاجة لكن احنا لسه مابقيناش زيهم، لكن لَمَّا حصلت عمليات [ سقوط ] الفانتوم فعلاً بعتوا لهم.. الطيار الأسير الأخير قال إن جت لهم معدات إلكترونية جديدة بالنسبة للصواريخ . هم حيستعدوا، واحنا أيضاً حنستعد فى الثلاثة شهور .
هو فيه حاجة برضه بِدِّى انكم تعرفوها، فيه تصريحات إسرائيلية .. كل سنة بييجوا يقولوا : إن عبد الناصر بيخطط علشان يعدى القناة فى الصيف، وبعدين بييجوا بعد الصيف يقولوا : ان احنا هزمنا التخطيط المصرى . الحقيقة احنا مانقدرش نعدى القناة .. قواتنا المسلحة تستطيع انها تُعْبُر وتنجح وتقيم رأس كوبرى وتمشى .. لكن المشكلة اللى عندنا لازالت هى مشكلة الطيران والدفاع الجوى .
الحقيقة إذا قررنا نعمل دفاع جوى سليم على القناة ونمنـع أى طائـرات إسرائيلية .. نقدر نروح إلى الشرق .. الوضع ده وضع طبيعى معروف ، لازم نحط صواريخ فى القناة .. ونقوى الدفاع الجـوى. لازم قواتنا الجوية تستطيع انها يبقى لها حتى تعادل فى شرق القناة .. علشان نقدر بعد كده نعدى. فعملية الهجوم الإسرائيلى علينا عملية الحقيقة - من سنة 1967 لغاية النهارده - احنا بننتظرها فى كل وقت ولكن هل تستطيع إسرائيل انها تهجم ؟ .. أعتبر ان العملية بالنسبة لهم عملية صعبة .. هى مستعدة انها تعمل عملية فى الصالحية .. فى مش فاهم إيـه.. لكن عملية هجوم بشكل هجوم .. عملية صعبة، لأن الهجوم حيكون الغرض منه تدمير قواتنا المسلحـة ، ولكن فى الكلام مع القوات المسلحة والقادة ان المرحلة دى يجب أن نعبئ فيها .. لأن النهارده احنا فى معركة مستمرة ، وده بيعبأ تعبئة طبيعية ، لكن فى فترة وقف إطلاق النار .. إذا حصل وقف إطلاق النار يعنى .. أنا مش متصور إزاى إسرائيل حتقبل وقف إطلاق النار، إلاّ إذا ووجهت بضغط كبير من أمريكا .
الدكتور / مصطفى أبو زيد فهمى :
الدكتور مصطفى أبو زيد من الإسكندرية .
السيد / الرئيس :
من بيروت ولاّ الإسكندرية ؟
الدكتور / مصطفى أبو زيد فهمى :
من بيروت .. لكن باحضر اللجنة المركزية .
السيد الرئيس .. لاشك أنه من الواضح أن الحل العسكرى رغم أنه شاق إلاَّ أنه الممكن الوحيد، ولعلى أعتقد أنه يوم يكون الحل العسكرى ممكناً .. سيكون الحل السلمى ممكناً أيضاً .
النقطة الثانية : إننا لاشك فى الوقت الحاضر مطالبون - أو البديهيات تطالبنا - بأن نمضى إلى أقصى حد فى بناء قواتنا العسكرية، والصورة الخارجية المأخوذة عنا - لاشك فى هذه الناحية - أننا تقدمنا كثيراً .. والعدو قبل الصديق يجمع على أن هنالك جدية هائلة فى بناء قواتنا المسلحة، ولاشك أنه يكون من حقك أنت علينا أن نعترف بأن خلف هذه الجدية الهائلة نلمح آثار يديك .. ونلمح أنك قد توليت المسئولية الفعلية فعلاً فى بناء القوات المسلحة، وهذه المسألة تجعلنا نتفاءل ونعترف لك دائماً بالجميل .
بعد ذلك تبقى لى نقطة صغيرة أود أن أبرزها ، وهى أن إسرائيل الآن تتكلم عن حرب نووية .. أو أسلحة نووية ، وقد أعطاهم الأمريكان أخيراً مدافع - وسط ضجة ضخمة جداً - وقالوا: إن هذه المدافع تستطيع أن تستعمل أسلحة لها رءوس نووية .. لأن المدفعية المصرية قوية .
وقالوا بعد ذلك إنهم لابد أن يكسبوا الحرب الجديدة بسرعة خاطفة، وسوف يجدون وسيلة لذلك .. ولوحوا بالحرب النووية، وكيف أن إسرائيل لديها كذا .. وكذا .. وكذا، وتستطيع أن تفعل كل ذلك، والصحافة المصرية - وعلى رأسها الأهرام - نشرت كل هذا الكلام .. ونوهت إلى أن هذه تعتبر حرب أعصاب .
فى الواقع أن هذا الكلام يمثل نصف طمأنينة فقط، فبفرض أنها حرب أعصاب فيجب ألاَّ نهتز ، إنما مع ذلك يظل هناك تخوف صغير أضعه تحت أنظار سيادتكم . إسرائيل بدأت دائماً بغرور شديد جداً.. إلى حد أن موشى ديان سُئِل مـرة كيف يمكنك أن تنشر آراءك العسكرية وخططك ، وتقول : إننى سأعمل كـذا وكـذا، وتعمله فعلاً ؟ .. فقال لهم بغـرور شديد جداً : إن العرب لا يقرأون!! وإذا قرأوا لا يفهمون .
وهذا نوع من الغرور الشديد جداً طبعاً، وهى بداية للتهلكة والانهيار من غير شك، ولكن فى اعتقادى أنه يتكلم عن حرب نووية .. ونحن بطبيعة الحال قلنا : إنها حرب أعصاب .. لو قلنا: إنها حرب أعصاب ثم سكتنا .. ربما نفاجأ فعلاً بأشياء لها رءوس نووية، أو نفاجأ فعلاً باستعمال أسلحة نووية .
ولذلك فأعتقد - وهذا مجرد رأى- أن من المصلحة فى هذه الناحية .. ما دام أصدقاؤنا السوفييت متضامنين معنا - ومقدرين لوضعهم فى هذه المنطقة - نستطيع أن نطلب منهم أسلحة نووية . وليس من الضرورى أن تكون تحت تصرفنا نحن بل ستظل تحت تصرفهم هم، وأنا متأكد أننا لن نستعملها، إنما مجرد التأكد من وجود القوة يغنى فى كثير من الأحيان عن استخدامها .. وهذه حكمة معروفة، فلو أنهم متأكدون أننا نملك أسلحة لها رءوس نووية .. فإنهم سيترددون كثيراً قبل أن يضربونا بنفس السلاح .
النقطة الثانية : هم يقولون إن عندهم فانتوم، والفانتوم لها خواص ضخمة جداً، والروس عندهم أسلحة أقوى من ميج 21، فهل من الممكن أن يعطونا هذه الأسلحة، أم لا ؟ وشكراً .
- يتبع -
..............."
إنتهى نقل هذا الجزء
يحى الشاعر
- يتبع -
الــــرجوع الى الفهـــرس للمتابعة والمواصلة
You are my today's
Web guest
Thank you for your visit
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
© 2007 Yahia Al Shaer. All rights reserved.
This web site is maintained by
ICCT, International Computer Consulting & Training, Germany, US