Gamal Abdel Nasser ..The Story and Myth by Samy Sharaf

حوارات في مجلس الوزراء مهدت لقيام الاتحاد الاشتراكي العربي

سنوات مع عبد الناصر - سامي شرف

ـ 6 ـ

الجزء الأول - البداية الأولى

الحلقة السادسة


السيد رئيس الجمهورية: لقد قلت في أحد خطاباتي: إنه لا يهمني رأس المال.. قلت هذا الكلام علناً.
السيد فتحي الشرقاوي: آسف يا سيدي، فقد تاه عني الكلام، وأنا أعتبر أن المصدر الوحيد لتلك العقيدة أو المبادئ هو خطب سيادتكم. فإذا كان في أحد الخطابات شيء غاب عنّي، فأنا آسف، وكلام سيادتكم اليوم صحّح لي خطئي. وأنا عندما تكلمت في الجلسة السابقة عن جدوى التشريعات الاشتراكية ما دام التطبيق خطأ، قلت: إن هذه القرارات للشعب، وما قلته أنا قد يكون جرى على غير ما أقصد بالنسبة لما فهمتموه سيادتكم. والذي أريد أن أقوله في صدد التعليق على الإجراءات التي اتُخذت أخيراً، قلت: إن هناك إجراءات بفرض الحراسة والاعتقال، وقلت: إنه إذا كان هذا انعكاس لما حدث في سوريا فنرجو ألا ترتجل الإجراءات، وقلت: أما إذا كان هناك نشاط خاص فلا تعليق لي. وقد قلتم سيادتكم: إن هناك نشاطاً للسفارات واتصالات واجتماعات وأحاديث.. أي ان هناك نشاطاً لهؤلاء الناس، لكني أسمع هذا الكلام لأول مرة. وعلى كل حال فهذا ما أنتجته المناقشات، وهو أفضل من أن أقول إنني لا أعرف الدافع إلى هذه الإجراءات وأنا وزير.. فلا تنكروا عليّ أن أسأل في شيء بما لا صلة له بالسرية.
وقد قلت في ما يتعلق بإصلاح الجهاز الحكومي: إنه يجب أن تكون هناك رقابة، ويجب أن يكون هناك برلمان، والسيد علي صبري قال: أي برلمان؟ إنني لا أوافق على ذلك.
السيد رئيس الجمهورية: تعليق السيد علي صبري كان على البرلمان الحالي، وأنت طلبت عودة هذا البرلمان، وأنا لم أرد فتح هذا الموضوع، وهذا البرلمان إذا جمعته اليوم فإنه سيوافق على القرارات الاشتراكية.
السيد فتحي الشرقاوي: أنا قلت إنه تنظيم لا يعوّض، وحتى البرلمان القائم يا سيدي لم يكن “هايف” وأنا أعتقد أنه بالرغم من ضيق الفرصة فقد حقق الكثير. كذلك البرلمان الذي قبله وفّر الكثير وحقق الكثير. وسيادتكم قلتم هذا في عابدين، وأنا ما زلت أذكر كل المعاني التي قلتموها سيادتكم. لكني أقول إنه كان في وسع الحياة النيابية التي نشأت في عهد الثورة أن تحقق الكثير لو أنها قدّرت من المسؤولين وفهمت على نحو آخر. وفي مجلس 1957 عرضت مسألة لو أنها عولجت على النحو الواجب وتركت الحرية للمجلس في معالجتها لوفرت الكثير، وعالجت الانحراف لكن رسالة المجلس لم تُفهم وفُهمت على أنها معركة وقالوا إن فتحي الشرقاوي زعيم معارضة، وأطلقت الصحف للهجوم.
السيد رئيس الجمهورية: إنني لم أسمع شيئاً عن هذا.
السيد فتحي الشرقاوي: أرجو أن تسألوا سيادتكم سكرتير الاتحاد القومي، فقد حدث كل هذا والنتيجة أن أصبح النواب خائفين من أن يتكلموا. وأنا تكلمت مدفوعاً بالمصلحة العامة، فالنقد الهدام غير النقد البنّاء، ويُعتبر النقد بنّاءً مادام دليله قائماً، لكن تبتدئ بعد ذلك حملات لا أدري سببها، كل ذلك جعل أداء النائب لرسالته أمراً صعباً، والبرلمان يمكن أن يحقق الشيء الكثير إذا نظم العمل عن طريق الهيئة البرلمانية، ويمكن تنقيته من العناصر الانتهازية. ونحن من الوزير إلى أصغر مرؤوس له في حاجة إلى رقابة، والطريق إلى ذلك هو البرلمان. وقد قلتم سيادتكم إن البلد لا يطيق فترة انتقال أخرى، فالطريق الطبيعي هو وجود البرلمان، ونحدد له مدة ليضع الدستور ثم تُجرى الانتخابات وننتهي من ترتيبات الثورة الاجتماعية. وأنا عندما أتكلم عن الأخطاء أقول إن عيبنا أننا لم نعالج الخطأ بفكرتنا نفسها عن الثورة بحيث يمتد سلطان القانون على الجميع، وقد قلت مراراً لا بد من توفير أثر رجعي للقانون، ولا بد من تحديد الاختصاصات.
يقول الأخ حاتم إن الحديث عن الأخطاء جسّم هذه الأخطاء، وقد قيل هذا في أعقاب كلمتي، وان الرجعيين قد نظموا حملة تجسيم الأخطاء، لأن سيادة الرئيس تكلم عن الأخطاء، وأنا أخالف سيادته في ذلك.. فكلام سيادة الرئيس عن الأخطاء لم يكن هيناً على الإطلاق. الأخطاء التي قال سيادته إنه من أجلها سيهز الجهاز الحكومي هزاً، مثل هذه الأخطاء لا يمكن أن تكون مجسّمة، وخطورة مثل هذا التعليق هو أن تقل الشحنة الدافعة عند معالجة هذه الأخطاء التي قد يعترض بعضها طريقنا في الإصلاح. فلا يمكن أبداً أن نتلقى مثل هذا الكلام بهمّة فاترة أو مترددة أو نقول إنها مجسّمة، لا أريد أن أقول إن نظرتنا نظرة سوء، وإنما نحن نتكلم عن الأخطاء وليس المكاسب. وأنا أعتقد أنه لا يُتاح كثيراً في التاريخ أن تتمتع الأمة بقيادة على هذا الشكل. هذا رأيي من دون مجاملة. فقد حققنا المعجزات عندما وجدنا القائد الذي ينفعل بمشاعر الشعب.
وإذا تكلمنا في الخطأ، فالأمر ليس معقداً ولا حاجة فيه لعبقريات، لكن مجرّد مناقشات واجتماعات، وهنا نتكلم ونصحح فهمنا، وأنا عندما تكلمت اتبعت طريقتي التي عشت عليها طيلة حياتي والتي أوصلتني إلى سيادتكم، فلم أكن يوماً من حَمَلة “القماقم” والذين يطلقون البخور، وهذا هو الذي قرّبني إليكم.. أشكركم.
السيد رئيس الجمهورية: أريد أن أفسر شيئاً من الحديث الذي جرى، ونحن لم نحضرك إلى هنا لتكون من حَمَلة القماقم وإطلاق البخور، بالعكس لا يوجد أحد هنا من حَمَلة القماقم أو الذين يلفون في “الموالد” كلهم يقولون رأيهم بصراحة، وأنا لم أرك قبل أن تأتي إلى هنا، لكني سمعت عنك، وأول مرة رأيتك فيها كانت عند حلف اليمين.
السيد فتحي الشرقاوي: وأنا قلت إن هذا هو سبب إحضاركم لي إلى هنا.
السيد رئيس الجمهورية: لا داعي إذن للعصبية.
السيد فتحي الشرقاوي: إنها عصبية المنفعل المؤمن.. وأنا أقول إنني في طريقي إليكم إنني لست من حَمَلة القماقم.
السيد رئيس الجمهورية: نكتفي اليوم بهذا القدر.. والاجتماع القادم غداً في تمام الساعة السابعة مساءً.
انتهى الاجتماع في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل.
(انتهى نصّ محضر الاجتماع).
كانت تلك هي المرجعية الفكرية التي وُلد من خلالها الاتحاد الاشتراكي العربي في عام ،1962 وكان محور اهتمام عبدالناصر هو إنجاح مرحلة التحول الاشتراكي والثورة الاجتماعية التي تحققت بقوانين يوليو/ تموز عام 1961 معبّرة عن إرادة التغيير الشامل في مصر.
لقد أسفرت هذه القوانين عن انتقال ملكية وسائل الانتاج وهياكله إلى الشعب الذي امتلك السيطرة عليها، وكان ذلك يتطلب بالطبع وجود تنظيم سياسي كفء يجمع قوى الشعب الحقيقية صاحبة المصلحة في الاشتراكية لتنظيم جهودها، ويجدد الحوافز الثورية ويكتشف مشكلاتها واحتياجاتها، على أن يتسلّح بالوعي القائم على الاقتناع والإيمان، ويملك وضوح الرؤية للأهداف ومتابعتها.
إذن فقد كان من مهام التنظيم السياسي الرئيسية في هذه المرحلة خلق القيادات والكوادر، ودفعها إلى الأمام لقيادة الأعمال اللازمة لدعم المشروع الوطني والقومي الذي طرحته ثورة يوليو في مختلف المجالات.
وحتى تكتمل هذه المهمة على أكمل وجه، اتجه التفكير إلى إقامة تنظيم “طليعة الاشتراكيين”، أو ما تعارف على تداوله باسم “التنظيم الطليعي” في داخل الاتحاد الاشتراكي العربي.
تحديد الصيغة النهائية
للاتحاد الاشتراكي العربي
بعد أن توصل مجلس الوزراء إلى رسم الخطوط العامة للتنظيم السياسي الجديد، طلب الرئيس جمال عبدالناصر تشكيل لجنة تحضيرية تضم أعضاء يمثلون مختلف الفئات والقطاعات والمناطق في المجتمع المصري لإجراء حوار شعبي حول أسس هذا التنظيم. وبالفعل تشكلت “اللجنة التحضيرية للاتحاد الاشتراكي العربي” من 150 عضواً، وامتد الحوار في داخلها إلى ما يزيد على ثلاثة أسابيع.
وقد تميزت المناقشات بقدر كبير من الصراحة بل ووقعت في داخلها مواجهات حادة بين الاتجاهات الفكرية المختلفة في المجتمع، ولعل أبرز هذه المناقشات، ذلك الحوار الذي دار بين الرئيس جمال عبدالناصر وخالد محمد خالد كما يلي:
السادات: السيد عمر كامل الوكيل..
السيد عمر كامل الوكيل: سيادة رئيس الجمهورية.. السادة أعضاء اللجنة، في أمسية الأحد الثالث والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني تم الاتفاق فيما بيننا أن نمس موضوعين مهمين هما: ماهية القوى الشعبية التي يجب أن ينتخب منها أعضاء المؤتمر. والنقطة الثانية: كيفية الوصول إلى اختيار أعضاء المؤتمر، وغني عن البيان أنه كان من الواجب أن تظل الأضواء مركزة تركيزاً تاماً على هاتين النقطتين حتى نصل إلى نتيجة مهمة في ما يخص هذين الموضوعين، وإنما الذي حدث أن البعض منا قد حام حول هاتين النقطتين من دون أن يدخل مباشرة إليهما، والبعض قد مسّهما مساً ضعيفاً وألقى عليهما ضوءاً باهتاً وحتى من تكلم فيهما من ناحية تخصصه، بمعنى آخر تفرّقنا وتشتتنا في المناقشات وأصبح الموضوع إلقاء محاضرات على مستوى يقرب من مستوى الجامعة، ومع احترامي لكل الآراء التي ذكرت، ولدسامة المادة التي قدمت بها هذه الموضوعات، إلا أننا في الحقيقة نخشى أن تتوه الإبرة في كومة التبن، وأن نضل الطريق في متاهات في هذه المناقشات إذا تركت بغير تنظيم.
وليس معنى هذا أني أرى أن تحد المناقشات، وإنما أرجو أن تنظم، وبمعنى آخر أرجو أن يوافقني الزملاء على أن نبحث هذين الموضوعين على فرض أنه بحث علمي، وفي البحوث العلمية نبدأ البحث في دائرة معلومة، ثم تضيق دائرة البحث تدريجياً حتى نصل إلى النتيجة المرجوة. ولذا اقترح بل التمس من الزملاء أن يوافقوا على هذا الاقتراح، أن نخطط أولاً وننظم رؤوس الموضوعات، ونناقش كل موضوع مناقشة طويلة حتى نخرج منه بتوصيات، وفي نهاية المرحلة يمكننا أن نضم هذه التوصيات إلى بعضها فتكون النتيجة المرجوة، ولا استبد بطبيعة الحال بالرأي وإنما سأقترح رؤوساً للموضوعات هي على سبيل المثال لا على سبيل الحصر، فمثلاً يمكن لنا أن نتكلم في ماهية الديمقراطية والاشتراكية لكي نخلص منها، أي لون من هذه الألوان يليق بنا وأي اتساع فيهما نتحرك فيه، ذلك لأن الديمقراطية ليست لفظة جديدة، فكلنا نعلم أننا عشنا يوماً ما في ديمقراطية زائفة وافدة من الغرب، عشنا في هذه الديمقراطية ببرلمان وبأحزاب، وكانت نتيجة الديمقراطية كبت حرية الرأي ووأد المساواة، ووضعنا جميعاً في وضع لا نرتضيه، وانقسمت الأمة بهذه الديمقراطية إلى طبقتين، طبقة الأحزاب الحاكمة وطبقة المحكومين الذين قرّبوا في المدارك وفي المستوى من العبيد، كذلك سمعنا يوماً ما أننا نعيش في اشتراكية، ومن أسف أن هذه الاشتراكية آلت إلى رأسمالية كل هذا قبل الثورة وهذه الرأسمالية اعتصرت خيرات هذا البلد الأمين وحوّلت إلى نقود في جيوب وخزائن المستعمرين والمستثمرين، واستُعملت هذه المادة في شراء الذمم وفي كبت الحرية وفي الاتجاه بنا إلى هذا الاتجاه الذي كان من نتيجته أن قامت الثورة لتنتشلنا من هذه الوهدة.
السادات: السيد خالد محمد خالد.. تعقيب على كلمة السيد الرئيس..
خالد محمد خالد: لا أذكر أنني ترددت أمام كلمة أريد إلقاءها مثلما ترددت اللحظة عندما طلبت الإذن بهذا التعقيب. ولم أتردد لأني أهاب مناقشة الرئيس جمال عبدالناصر، فأنا منذ فجر 23 يوليو/ تموز سنة 1952 وأنا أدير في كتبي مناقشة أمينة لثورتنا ولقائد ثورتنا، إنما تردّدت لأن السيد الرئيس عندما عرض لموقف الرسول عليه الصلاة والسلام يوم فتح مكة ذكر أنه إنما يعاود الحديث في هذا الأمر لأن راديو دمشق قال ما قال، قلت لنفسي حين بدا لي أن من واجبي أن أعقب على كلمة السيد الرئيس: ترى هل أتقدم لأعقب وأعطي راديو دمشق وغير راديو دمشق فرصة للمناوأة، وألهمني الله الرشد سريعاً، فقد أدركت أن الحق هو الحق ينبغي ألا يصدنا أي اعتبار عن الجهر به، هذا أولاً.
الأمر الثاني: أنه لا شيء فيما أعلم يستطيع أن يرد كل إذاعة مناوئة خاسرة صاغرة، سوى أن تسمع حرية الكلمة في هذا المجتمع تجلجل وتدوي لا تخاف ولا تخوف. السيد الرئيس ذكر أن الرسول عليه الصلاة والسلام في فتح مكة قال: من دخل المسجد الحرام فهو آمن، لأن الإسلام كان قد انتصر وتم نصره، في الحقيقة أنا عندما ذكرت هذه الواقعة في كلمتي في الجلسة الأولى كنت أحاول أن أعطي رمزاً لا أكثر ولا أقل، كنت أحاول أن أقول ليكن لنا في مجتمعنا الجديد مسجد حرام، هو البناء الاشتراكي العادل الذي نقيمه، ولنقل للناس هذا مسجدنا الحرام جميعاً من دخله فهو آمن. ومن ثم لم أكن أجد في الحقيقة مبرراً لأن أفيض في تبيان الواقعة التاريخية الخاصة بهذا الشاهد. الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقل ذلك وقد تم نصره، قال ذلك وهو في اللحظات الأولى من النصر. الرسول عليه الصلاة والسلام بعد فتح مكة ظلّ يخوض حروباً وغزوات مع أعداء الله وأعداء دعوته، لكنه عليه الصلاة والسلام أدرك أنه وقد فتح الله له معقل الكفر هذا فإن ثمّة أناساً كثيرين كانوا يناوئونه ظناً بأنه لن ينتصر، كانوا يناوئونه خوفاً من وجهاء قريش وقوة قريش، أما الآن وقد فتح وقد دهم قريشاً في عقر دارها، أما الآن وقد هدم وحطّم سلطانها، فإن كثيرين جداً سيقبلون على دعوته حتى من بين الذين كانوا يعادونه أو يضطرون إلى معاداته، عندئذٍ فتح لهم قلبه الكبير، لأنه صاحب دعوة كبيرة وقال لهم: ما تظنون أني فاعل بكم، قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخٍ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
* الرئيس: الكلام اللي قاله الأخ خالد محمد خالد، طبعاً حرية الكلمة موجودة ما إحنا ماقيدناش حرية الكلمة بالعكس، يعني من أول يوم بنقول حرية الكلمة، وباكرر دلوقت حرية الكلمة موجودة ومن أول يوم موجودة، وبالنسبة لك أنت بالذات كانت موجودة، وكنت بتكتب في “الأهرام” وانت اللي سبتهم مش هم اللي طلعوك.. إلى آخر هذا الكلام، ما حدش منعك من إنك تكتب كلمة بأي حال يعني، فأنا بقول إن حرية الكلمة موجودة، وطيلة السنوات العشر اللي فاتت كانت موجودة، وبدي أسمع من الأستاذ خالد محمد خالد إذا كان قال كلام أو كتب كلام وما اتنشرش، كل الكلام اللي كتبه اتنشر وكل الكتب اللي طلعها اتنشرت، فحرية الكلمة موجودة ويعني على أوسع مدى وعلى أوسع باب. بالنسبة يعني للخوف يمكن برضه ما كانش فيه محل للخوف لإن العملية مافيهاش خوف، أعداءنا بيحاولوا إنهم يبينوا ان إحنا نظام بيخوف والله ما خوفنا حدّ لغاية دلوقت خالص.
(تصفيق)
يعني من الرجعية اتشتمنا شتيمة لا أول لها ولا آخر، وسمعت انت طبعاً يمكن بنفسك الشتيمة وما تردد، وأنا عارف اللي شتموا كلهم. ما فيش حاجة اتعملت، فيعني العملية ما هياش محاكمة، العملية ماهياش مؤاخذة، العملية ماهياش عدل، العملية مش نقف ونقول احنا مابنطلبش الرحمة بنطلب العدل، ما احناش في محكمة ما احناش بنحاكم الشعب، أبداً بأي حال، احنا بننصف الشعب وبنؤمن الشعب.
دلوقت إذا كنت أنا طالع علشان أقاتل في معركة لازم أكون مطمئن أن الجيش اللي معايا بيقاتل في هذه المعركة، قياداته قيادات مؤمنة بهذه المعركة، إذا ماكانتش القيادات مؤمنة بهذه المعركة كل العساكر اللي حاخدهم معايا حيروحوا ضحايا لعدم حسن اختياري لهذه القيادة، هذا ما قلته بالأمس.
خالد محمد خالد: في الحقيقة.. أنا لا أنكر أبداً أنني نعمت بحرية الكلمة في عهد الثورة إلى أبعد آفاق هذه الحرية. (تصفيق). فلقد أخرجت قبل الثورة كتابين، وأخرجت في ظل الثورة خمس عشرة كتاباً أو خمسة عشر كتاباً. وأنا أعلم ما أشار إليه السيد الرئيس، فعندما نشر دستور سنة 1956 كتبت مقالاً أعارض فيه بعض مواد هذا الدستور وأعارض الاتحاد القومي بصفة خاصة. وذهبت أحمل مقالي إلى السيد أنور السادات وكان رئيس تحرير الجمهورية أو مديراً للدار. وقلت له: لقد جئتك بهذا المقال لتقرأه، فإذا وافقت عليه يُنشر، وإذا رأيت أن يُحذف منه شيء عدت به إلى بيتي، وتلاه السيد أنور السادات ثم قال لي: أقسم لك بالله لو أن مقالك هذا يحمل من النقد أضعاف أضعاف ما فيه لنشرته وأنا متألم. (تصفيق). ثم أخبرني بعد ذلك صديقي الأستاذ الشيخ أحمد حسن الباقوري أن هذا المقال لم يُنشر إلا بعد أن تلاه السيد الرئيس وأمر ألا يُحذف منه حرف واحد.
وعندما خرج كتاب “لكي لا تحرثوا في البحر” الذي تفضّل فأشار إليه الرئيس صودر خمسة وعشرين يوماً في المطبعة، وأنا حائر في سبيل الإفراج عنه، وأخيراً هداني الله وكنت لم أتشرف قبل بلقاء الرئيس، فأرسلت إليه برقية من سطرين، فما مرّت سوى بضع ساعات عدت بعدها إلى بيتي وإذا بي أجد السيد عبدالقادر حاتم قد قلب ظهر الأرض كما يقولون بحثاً عني والمرحوم السيد موفق الحموي يصنع كذلك، وأخيراً علمت أن السيد الرئيس أمر ألا يُرجأ نشر الكتاب لحظة واحدة وأنا أقسم بالله غير حانث.. أقسم بالله غير حانث أن نصف شجاعتي إن لم يكن أكثر إنما استمدتها في التعبير عن رأيي طيلة هذه السنوات من حسن ظني بك وحسن فهمي لك. (تصفيق). ولقد قلت هذا في إحدى اللجان، قلت هذا في لجان المؤتمر القومي وهنا من كان معنا في تلك اللجنة عندما تقدمت باقتراح رآه إخواني خطراً، وبعد انتهاء اللجنة قالوا لي إننا خائفون عليك. قلت لهم: اسمعوا أنا لست أكثر منكم شجاعة، بل لعلي أكثر جبناً، ولكنني فقط أكثر منكم فهماً لجمال عبدالناصر. (تصفيق) قلت لهم ويوسف السباعي يشهد بهذا قلت إن هذا الرجل لا يمقت النقد ولكن يمقت الحقد.
* الرئيس: بالنسبة للديمقراطية وأنا قلت في أول المناقشة إن إحنا بنحب نفتح موضوع الديمقراطية، هل المقصود بالديمقراطية الديمقراطية الغربية؟ هل المفروض بالديمقراطية الديمقراطية المجردة؟ وهل المفروض بالديمقراطية ان احنا نعمل أحزاب؟ وأظن أنا وضعت هذه الأسئلة.. وضعتها لحضراتكم وقلت في كلامي ان أنا في يوم من الأيام فكرت في إقامة حزبين، حزب يحكم، وحزب يعارض، ولو أنا عايز أعمل النهارده ممكن أعمل حزبين بدل اتحاد قومي، حزب يحكم وحزب يعارض. بس في أي إطار؟ في أي نظام اجتماعي؟ أنا باعتبر ان احنا في ثورة.. ثورة اجتماعية، علشان الديمقراطية الغربية تتوجد وتعمل أحزاب وجد نظام الإقطاع، ماكانش فيه أحزاب ولا ديمقراطية بمعناها الغربي، ثم وجدت الرأسمالية، ثم بعد هذا اتجهوا إلى الأحزاب والديمقراطية، برضه بمعناها الغربي. لمصلحة مين هذه الأحزاب؟ هذه الأحزاب وهذه الديمقراطية، الدولة لمين في الدول الغربية؟ الدولة لمين في الدول الرأسمالية؟ الدولة لرأس المال، الدولة اللي بيسموها دولة ديمقراطية سواء تبادلها هذا الحزب أو ذاك فهي عبارة عن ديكتاتورية رأس المال. هل عايزين نعمل اشتراكية زي بتاعت “جي موليه” ونقول إن احنا زي الديمقراطيين الاشتراكيين؟ ونبقى أصلاً في ديل الاستعمار أو ديل الاستعمار وديل للرجعية، أبداً مش دي الاشتراكية اللي احنا عايزنها. أنا مش عايز أبداً يعني تختلط الأمور في عقولنا أو في تصوّرنا بالنسبة للديمقراطية، ديمقراطية كل الديمقراطية لهذا الشعب حتى يثبت دعائم ثورته الاجتماعية، وقلت دا بمعنى الكلمة.. وقلت دا بالتفصيل في كلمتي، هل أقول النهارده أنا عايز ديمقراطية وأعمل 3 أحزاب وزي ما قلت، الأحزاب الرجعية مش كانت بتاخد نفوذها من الإنجليز، الأردن ما هي فيها برلمان وفيها ديمقراطية، تعجبنا الديمقراطية اللي في الأردن؟ فيه برلمان وفيه دستور وفيه ديمقراطية وفيه أحزاب، هل هو الشكل؟ هل هو المنظر؟ كان عندنا برلمان، كان عندنا دستور، وكان عندنا أحزاب. وصلنا فين سنة 52؟ إزاي البلد كانت بتتحكم؟



الخليج الإماراتية
2.10.2003 "

..............."

إنتهى نقل هذا الجزء

يحى الشاعر

- يتبع -


Graphic by Martin

Back to Index & proceed
الــــرجوع الى الفهـــرس للمتابعة والمواصلة

You are my today's
زيارتكم هى رقم

Web guest

Thank you for your visit
شـــكرا لزيارتكم الكريمة






© 2007 Yahia Al Shaer. All rights reserved.

This web site is maintained by

ICCT, International Computer Consulting & Training, Germany, US