![]() |
سـنوات وأيام مع جمال عبدالناصر
عناصر من محاضرة القيتها
فى معهد الكادر بالحزب العربى الديموقراطى الناصرى
منذ حوالى سبع سنوات
بقلم
سـامى شرف
- 1 -
أهم الفوارق الجوهرية بين النظرية الماركسية والتطبيق العربى للإشتراكية1-إن إشتراكيتنا تستند فى أساسها وتطبقاتها على القيم الروحية وتلتزم بما نادت به رسالات السماء وعلى سبيل المثال تأخذ إشتراكيتنا بنظام الإرث وهو ما ترفضه الماركسية
2-إن إشتراكيتنا تؤمن بتذويب الفوارق بين الطبقات سلميا ولا تأخذ بالصراع والعنف ، فهى تصفى إمتيازات ونفوذ الإقطاع والرأسمالية ولا تصفى الإنسان إنما تحرره من الإستغلال
3-إن إشتراكيتنا تحترم إنسانية الإنسان وتتيح له فرصة الحياة الكريمة ولا تنظر إليه كترس فى آلة ، وإنما ما عليها من واجبات وهى فى الوقت نفسه ترفض الأخذ بالماركسية التى تضحى بأجيال لم تطرق بعد أبواب الحياة
4-إن إشتراكيتنا تؤمن بسيطرة الشعب على وسائل الإنتاج والهياكل الرئيسية له ، وفىالوقت نفسه تتيح قدرا من المشاركة لنشاط القطاع الخاص تحت الرقابة الشعبية فلا تأخذ بالتأميم فى كل جزئيات الإنتاج كما هو الحال فى النظم الشيوعية ـ والرأسمالية الغير مستغلة جزء أساسى من تحالف قوى الشعب العامل
5-إن إشتراكيتنا تعطى القيادة ديموقراطيا لتحالف قوى الشعب العامل ( العمال والفلاحين والمثقفين والجنود والرأسمالية الوطنية غير المستغلة ) ، وترفض أن تقوم سلطة الدولة على ديكتاتورية البروليتاريا
6-إن إشتراكيتنا فى التوزيع تقوم على مبدأ كل بقدر إنتاجه وعمله وليس بقدر حاجته وفى هذا تكريم للعمل وإثارة لحوافز الإنتاج بعكس الماركسية التى تطبق مبدأ لكل حسب حاجته
إن إشتراكيتا لم تأخذ بتأميم ملكية الأرض ، وإنما آمنت بالملكية الخاصة فى قطاع الزراعة وبما لا يسمح بالإستغلال عن طريق تفتيت الملكيات الكبيرة بمقتضى قوانين الإصلاح الزراعى وزيادة عدد الملاك من صغار المعدمين من الفلاحين
إشتراكيتنا هى بيت سعيد لكل أسرة يقوم على القادرين أى المهيئين للعمل رجالا ونساء ، مجتمع الرفاهية ، مجتمع تكافوء الفرص ، مجتمع العدالة الإجتماعية
الثورة والوفد سنة 2000
3-ما صنعته ثورة يوليو لم يكن وحيا إلهيا ، لكنها نقلت نبض الشعب إلى ساحة العمل الوطنى ولم يدع لا عبدالناصر ولاغيره من قادة الثورة أنهم هم بداية الحركات الوطنية فى مصر ، لكنهم قالوا بان الثورة هى أداة التحول التى إمتلكها الشعب من خلال قواته المسلحة لتغيير واقعه
لعلنا كلنا نذكر أن أهم وأبرز شعار رفع قبل ثورة يوليو من جميع الأحزاب السياسية التى كانت متحكمة فى الحياة السياسية وفى أرزاق هذا الشعب كان الفقر والجهل والمرض وهو ما كان حزب الوفد بصفة خاصة يطنطن به ليل نهار سواء كان يحكم أو كان خارج الحكم وكان من اشهر الحملات التى قادها هذا الحزب أيضا ما سمى " مشروع الحفاء " ، وكان أشهر الأمراض هو البلهارسيا التى تنتقل من الماء إلى الأقدام الحافية ، وكانت مصر تعتمد على محصول واحد هو القطن الذى إحتكر زراعته الإقطاع لصالح مصانع لانكشاير
الوفد يلعن ثورة يوليو لأنها أخرجت الإنجليز الذين كانوا سيخرجون فيما بعد ، وأن الثورة أممت شركة قناة السويس وكان عقدها سينتهى سنة 1968
الوفد يلعن ثورة يوليو لأنها أصدرت قانون الإصلاح الزراعى الذى كان شعارا مرفوعا من قبل الثورة !
الوفد يلعن ثورة يوليو لأنها نادت بالقومية العربية والنحاس باشا شارك فى تأسيس الجامعة العربية كما نادى النحاس باشا بالحياد فى حرب كوريا فالحياد الإيجابى ليس شيئا جديدا
والقروض أيام عبدالناصر لم تتعدى مليارين من الدولارات بما فيها قروض السد العالى والتصنيع وتسليح القوات المسلحة .. كل القروض فى عهد عبدالناصر كانت قروض لأغراض إنتاجية ولم تكن قروض لسلع إستهلاكية وتحول الإقتصاد المصرى بناء على ذلك من إقتصاد زراعى إلى إقتصاد زراعى وصناعى
الوفد يرى أن السد العالى كان وبالا على مصر وانه لا فائدة منه طالما أننا تركنا إسرائيل تصنع القنبلة الذرية وتهدد السد ، بل إن الوفد يرى أن مصر يرى أن مصر مسئولة عن تنفيذ إسرائيل لخط أنابيب أشدود وإنجاز صناعة بتروكيماوية وأسطول تجارى ، وكأن مصر وحدها هى التى تمتلك مفاتيح السياسة العالمية ولم يقل لنا الوفد كلمة واحدة عن حماية السد العالى لمصر سنوات طويلة من آثار الفياضانات العالية أو نقص المياه فى حالة الفيضان الواطى مما كان يسبب كوارث فى كلتا الحالتين
الوفد ينظر للثورة بعين واحدة ومن زاوية واحدة وينكر على الشعب المصرى كفاحه ضد المستعمر البريطانى وضد إسرائيل وطموحه فى مجتمع أكثر تقدما زال منه الحفاة والمرض بدليل إرتفاع نسبة المواليد وإرتفاع مستوى الأعمار للمواطن المصرى دون ما الدخول فى تعقيدات الإحصائيات وغيرها من الكلام الكبير 0 وإن هذه العنتريات التى تكتب الآن لا تبدد من رصيد عبدالناصر بقدرما تبدد من رصيد مصرالإسلامى والعربى والإفريقى والدولى 0 وإن هذه العنتريات فى نظرى هى نوع من السقوط الأخلاقى
( أما جون بادو السفير الأمريكى السابق فى القاهرة (1961 ـ 1964 مستقيلا
فقد ألف كتابه القيم سنة1983 " ذكريات الشرق الأوسط " "The Middle East Remembered سنة 1983 بعد رحلة عمل فى المنطقة إمتدت من سنة 1928 حتى نهايه الستينات ـ ولقد كنت على علاقة صداقة معه طوال فترة عمله كسفير لبلاده فى القاهرة وكان رجلا أكاديميا ولا يميل إلى المراوغة أو الخداع كما لم يكن يميل للتعاون مع رجال المخابرات المركزية الأمريكية ، وقد ذكرها لى صراحة ، لأنهم كما قال يخربون ما يقدمه من إقتراحات لتدعيم العلاقات بين بلاده ومصر ـ وهو من أهم الكتب الأمريكية التى تناولت ثورة يوليو وعبدالناصر وكان أهم ما جاء فيه النقاط التالية :
*"وحينما صدرت القوانين الإشتراكية وكنت سفيرا للولايات المتحدة الأمريكية فى القاهرة ، ثارت ضجة حولها فقررت تكوين فريق عمل من رجال السفارة لدراستها بدقة وإنتهينا إلى أن حجم القطاع العام الجديد فى مصر أقل منه فى إسرائيل وفى الهند وفى فرنسا وفى بريطانيا بل وفى الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ، وانه لا يصادر القطاع الخاص أو يغلق الطريق أمامه بل على العكس سوف يحفزه ويدفعه للمنافسة فى ظل إقتصاد مختلط كما حدث فى هذه الدول .
ويقول السفير بادو أيضا :" ولمزيد من الإطمئنان من جانب واشنجطن فقد أوفد الرئيس جون كينيدى مبعوثا خاصا هو الدكتور إدوارد ماسون أستاذ الاقتصاد المشهور وبعد أن قام بدراسته المفصلة للقوانين وللأوضاع فى مصر قدم تقريرا يتلخص فى أنه لم يكن أمام ناصر طريق آخر أو أفضل "
*ويقول أيضا أن تعيينه سفيرا فى القاهرة ، كان نتيجة لسياسة جديدة لجون كينيدى تجاه مصر عبدالناصر والذى قال له قبل أن يغادر إلى القاهرة : أنه هناك دول ثلاثة مهمة فى العالم الآن ـ وهو أى كينيدى يريد أن يبدأ صفحة جديدة من العلاقات معها وأنه إختار ثلاثة سفراء له فى هذه الدول من خارج السلك الدبلوماسى حتى لا يكونوا مرتبطين بمواقف تاريخية سابقة للعلاقات الأمريكية معها وإن فى مقدمة هذه الدول مصر ثم تأتى الهند واليابان .
*وكان من أهم الأسس الجديدة التى سنها كينيدى فى علاقته مع عبدالناصر هى أن يثبت إحترام الإدارة الأمريكية للقيادة السياسية فى مصر ومن هنا أصبحت الرسائل وإيفاد المبعوثين الشخصيين هى سياسة مقررة ومتبعة فى تلك المرحلة ليكون عبدالناصر على علم بكل الخطوات المتعلقة بالشرق الوسط بما فيها ما يتعلق بالعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وهى كما يعرف الجميع علاقات خاصة جدا ، والمثل الحى على ذلك ما تم بالنسبة لصفقة الصواريخ الهوك سنة1962 وبالرغم من الظروف الداخلية الصعبة فى الكونجرس والضغوط الإسرائيلية إلا أن كينيدى أصر على إيفاد مبعوثا شخصيا لإبلاغ عبدالناصر بظروف وأسباب إتمام هذه الصفقة وذلك حرصا منه على إستمرار العلاقات الطيبة التى كانت قد بدأت تؤتى ثمارها بين الرجلين وبالرغم من أن عبدالناصر غضب من إتمام هذه الصفقة وشنت الصحافة وأجهزة الإعلام المصرية هجوما عنيفا عليها ، فإن عبدالناصر أبدى تقديره الشخصى لقرار كينيدى بإطلاعه على هذه الخطوة تفصيلا . كما حدث نفس الشىء عندما قرر كينيدى معاودة إجراء التجارب النووية فقد حرص على إبلاغ عبدالناصر بهذا القرار قبل تنفيذه بيومين .
*يقول جون بادو أن سياسة كينيدى هذه كانت تلقى معارضة من القوى المؤيدة لإسرائيل داخل
دوائر الإدارة الأمريكية ويضرب المثل على ذلك بقوله إن إيفاد المبعوث الشخصى حول موضوع صفقة الصواريخ الهوك لم يقرأ عنها شىء فى واحدة من الصحف الأمريكية . كما ظل الكثيرين من العاملين فى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية يتعاملون مع عبدالناصر بإعتباره شيوعيا أو أداة للشيوعية ، وهكذا فإن برنامج معونة القمح لمصر والذى زاد بشكل كبير فى عهد كينيدى حتى أصبحت هى أكبر صفقة قمح أمريكية بعد صفقة الهند وجدت معارضة داخل الكونجرس والمخابرات المركزية خاصة بعد عمليات التأميم التى حدثت فى مصر فى ذلك الوقت ودعت بعض رجال الكونجرس إلى إنتقاد تقديم المساعدات " للإشتراكيين والشيوعيين ـ هكذا ـ وذلك بالرغم من أن هذه الصفقة لم تكن تكلف الولايات المتحدة شيئا حيث كانت كلها مواد غذائية زائدة عن الحاجة . وقد أجرى بادو فى تلك الفترة دراسة دقيقة عن الإقتصاد المصرى وكانت نتيجة ما وصل إليه هو أن 18% من القوى الإنتاجية المصرة هى اتلى تم تأميمها ، ثم قارنت الدراسة هذه النسبة مع مثيلاتها فى بعض الدول الأخرى من حلفاء واشنجطن فوجد مثلا أن القوى الإنتاجية فى إسرائيل تبلغ نحو 30% وفى الصين الوطنية نحو 25% ، ويقول السفير بادو : "على أن أفضل ما وقعت عليه أعيننا كان مثال الولايات المتحدة نفسها حيث 29% من القوى الإنتاجية تخضع للإشراف الحكومى بشكل أو بآخر .
*ويقول فى مكان آخر أنه عندما زاره أحد أعضاء الكونجرس وسأله : لماذا لا نحصل على عائد سياسى لمساعداتنا الغذائية لمصر . رد عليه بادو قائلا : وما هو العائد الذى تتصوره ؟ فقال:" ليس أقل من الإعتراف بإسرائيل فدون سلام مع إسرائيل يجب أن تقطع هذه المساعدات 0" فسأله بادو : " وكم من الأموال أيها السيناتور تتصور أنه يجب أن تدفع الولايات المتحدة لكى تغير سياستها تجاه الصين الشعبية ؟ " فرد السيناتور قائلا : " لا تكن أبله فمال الدنيا كله لا يكفى ليجعلنا نغير سياستنا 0 " فقال بادو :" ولماذا تتصور إذن أن المصريين يمكن أن يغيروا سياستهم مقابل المال أو الجشع ؟! " .
*وعن شخصية جمال عبدالناصر يقول السفير بادو :" أنه كان رجلا تشعر على الفور وبمجرد جلوسك إليه بقدراته القيادية غير العادية ، وقد كانت أفكاره واضحة لا غموض فيها ، كان دائما واثقا فى نفسه وهو يتعامل مع قوة عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ، لا يخالجه أدنى شك فى عدالة قضيته .
ويقول حول الأزمات التى مرت بمصر مثل الإنفصال السورى وحرب اليمن ، إن عبدالناصر فى أى وقت من تلك الأوقات متوترا أو عصبيا أو منفعلا ، وإنما كان يبدو هادئا رصينا يختار كلماته الإنجليزية بعناية ، ولا يفوته أن يظهر الود لمحدثه وقال بوضوح وصراحة إن الصورة التى كان يحلوا لأعداء عبدالناصر أن يرسموها له كانت صورة زائفة تماما .
ووصف بادو أول لقاء بينه وبين عبالناصر عندما كان رئيسا للجامعة الأمريكية وكان فى قاعة إيوارت حيث كان محمد نجيب يلقى محاضرة عن الثورة ويقول بادو أنه شعر على الفور بأن نجيب رغم موقعه الرئاسى وبرغم شعبيته قى ذلك الوقت ، فليس هو القوة المحركة لدفة الأمور وأن مجموعة الثوار الحقيقيه هى تلك التى كانت تضم الضباط الشبان مثل زكريا محى الدين وأنور السادات وغيرهما ، وأنه فى قلب هؤلاء كان جمال عبدالناصر هو القائد الحقيقى وأضاف أنه عندما تعرف على عبدالناصر فى تلك الفترة وجده خجولا بعض الشىء يميل إلى الصمت أكثر من الكلام ، ويقول بادو صراحة " والحقيقة أنه لم يثر إهتمامى على الإطلاق فى هذا اللقاء الأول ، لقد كان له حضور لا يمكن إنكاره ، لكنه لم يكن يتحدث كثيرا ، وحتى حين عرفته أكثر بعد ذلك كان صامتا إلى أن جاء وقت الكلام فصار رجلا مختلفا تماما . " .
والفارق الرئيسى بين ناصر ونجيب ، كما قال بادو كان يتمثل فى أن محمد نجيب كان مصلحا أكثر منه ثوريا ، أما ناصر ورفاقه فقد كانت لديهم رؤية ثورية لتغييرات جذرية كان المجتمع فى أشد الحاجة إليها ، ولذلك فقد كان نجيب غير قادر على التعامل مع القوى السياسية القديمة بشكل حازم . وفى هذا الصدد يقول أن جيفرسون كافرى السفير الأمريكى فى ذلك الوقت المبكر من قيام الثورة ، والذى كان على علاقة بالضباط الجدد الذين تولوا الحكم ، يقول بادو أن كافرى قال له ذات مرة إن مشكلة نجيب هى أنه يصدق آخر شخص يتحدث إليه ولذلك فهو متقلب ويفتقر إلى قدرة عبدالناصر على إتباع سياسات محددة
*اللواء محمد نجيب
*لم يكن أبدا قائدا فعليا لثورة 23يوليو1952 بل إستدعى الساعة الثالثة من صباح يوم 23يوليومن بيته فى حلمية الزيتون لمقر القيادة العامة بكوبرى القبة بعد نجاح عملية الإستيلاء علىالسلطة .
*محمد نجيب لم يستقل ، بل أجبر على الإستقالة .
*محمد نجيب نفسه قال : " إن الناس تصفق له من دون أن يستحق التصفيق لأن لا علاقة له بما حدث وإنما هو يقطف ثمرة من المفروض أن يقطفها الذين أحدثوا التغيير 00 "
*يمكن تحديد الخلافات فى العناصر التالية :
+خلاف بيين جيلين .
+خلافات بين السلطة الفعلية والسلطة الحقيقية .
+ خلافات بين الواقع والواجهة .
+ خلافات بين التغيير والتقليد .
- القضايا التى تقررت كانت معدة سلفا وإستمرت اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار تعقد إجتماعاتها تحت إسم مجلس قيادة الثورة برئيسها المنتخب جمال عبدالناصر .
*محمد نجيب والأمريكان والإنجليز والفرنسيين:
أبلغ محمد نجيب ، " لى وايت " الصحفى الأمريكى والذى كان يعمل كمندوب للمخابرات المركزية الأمريكية فى القاهرة أثناء أزمة مارس1954 ما يلى : " أن أعضاء مجلس قيادة الثورة شيوعيين ، وأنا ـ محمد نجيب ـ أريد أن أخلص البلاد منهم 0 وطلب تأييد أمريكا مثلما تؤيده بريطانيا .
وقال " لى وايت " أن مصلحة الغرب فى بقاء محمد نجيب لأنه إذا تركت الفرصة لفريق ناصر ينتصر فإنه سيصبح خطرا على مصلحة أمريكا وبريطانيا لا فى مصر وحدها بل فى الشرق الأوسط كله
محمد نجيب جنده إثنين من مكتب " جى موليه " رئيس وزراء فرنسا سنة1956 ليكون رئيسا للجمهورية فى مصر بعد نجاح العدوان الثلاثى على مصر ، من وجهة نظر المعتدين .
المصدر : خطاب مصطفى أمين لعبدالناصربتاريخ 5/8/1965 بعد القبض عليه فى 21/7/1965 لإتهامه فى قضية التخابر مع الولايات المتحدة الأمريكية .
محمد نجيب ـ كيف كان يعامل وهو محدد الإقامة يقول اللواء حسن طلعت مدير المباحث
العامة الأسبق حتى سنة 1971 فى كتابه " فى خدمة الأمن السياسى
ـ مايو1939 ـ مايو1971 " ص 90
" قرأت بعد ذلك مذكرات ومقالات توحى بأن جمال عبدالناصر لم يكن كريما فى معاملته الشخصية للواء محمد نجيب ، وقد لمست بشخصى بعض تصرفات عبدالناصر حيال محمد نجيب ولم تكن مما يمكن وصفه بأنه من قبيل الغدر أو التنكر للرفقة القديمة تلك الصفات التى لا يمكن إلصاقها بعبد الناصر . فقد حدث عندما كنت أتولى منصب مدير المباحث العامة فى النصف الثانى من الستينات أن إتصل بى السيد سامى شرف وأبلغنى بأن اللواء محمد نجيب طلب أن يزوره مندوب للسيد الرئيس وطلب منى التوجه لمقابلته فى قصر المرج الذى يقيم به لمعرفة ما يريده .
توجهت لزيارة اللواء محمد نجيب فى قصر المرج الذى كانت تملكه المرحومة السيدة زينب الوكيل حرم الرئيس السابق مصطفى النحاس . ورغم أننى لم أشاهد القصر فى أيام عزه وإقباله فإننى كنت أسمع أنه تحفة فى حسن الذوق وتوافر أسباب الراحة . ولقد صدمت عندما شاهدت القصر فوجدته كالأطلال المهجورة وقد تحطم معظم زجاج نوافذه والمرايا التى كانت تزين جدرانه وأصبح خاليا من الأثاث عدا حجرة واحدة فى الطابق الثانى يقيم بها الرئيس السابق محمد نجيب ويتخذها مقرا لنومه ومعيشته . ولم يكن أثاث الحجرة لائقا كما أن الفوضى كانت تعم كل شىء بها . اما الحديقة الكبيرة فقد كانت مهملة تماما حتى أصبحت كالصحراء الجرداء . فإستعلمت من الحراس عن سبب ذلك وهل طلب محمد نجيب إستكمال أوجه النقص هذه ورفض طلبه فعلمت أن شيئا من ذلك لم يحدث وأنه هو الذى ترك الأمور تصل إلى هذا الحد .
أبلغت الرئيس السابق بأننى موفد من الرئيس جمال عبدالناصر لسماع ما يريد إبلاغه له . فأبلغنى بمطالبه وهى خاصة بتسوية ديون عليه تبلغ عدة آلاف وزيادة معاشه إلى 300 جنيه شهريا وتخصيص سيارة جديدة لتنقلاته حيث أصبحت سيارته فى حالة سيئة . أبلغت السيد سامى شرف بهذه المطالب وبعد يومين كلفنى بالتوجه لمقابلة الرئيس السابق محمد نجيب وتسليمه المبلغ الذى طلبه والسيارة الجديدة وإبلاغه بأنه قد صدر قرار برفع معاشه وإبلاغ تحيات الرئيس جمال عبدالناصر ، وأنه يسره أن يصله عن طريقى كل رغبات الرئيس محمد نجيب . وخلال المدة التى قضيتها بعد ذلك فى إدارة المباحث العامة وإلى أن حدثت مؤامرة 15مايوسنة1971 كان الرئيس السابق محمد نجيب يشرفنى بزيارة مكتبى من وقت لآخر ولم أسمع بأن رغبة ما له قد رفضت " .
*الأسباب التى أدت بمجلس قيادة الثورة إلى إتخاذ القرار بحل جماعة الإخوان المسلمين 14يناير1954 :
التقاعس فى تأييد المرشد العام للإخوان المسلمين للثورة إلا بعد خروج الملك فاروق من مصر
2-عدم تأييد الجماعة لقانون الإصلاح الزراعى ، والمطالبة برفع لحد الأقصى للملكية الزراعية فى حالة تطبيق القانون إلى خمسمائة فدان
3-محاولة الجماعة فرض الوصاية على الثورة بعد حل الأحزاب السياسية القديمة
4-إتخاذ موقف المعارضة من هيئة التحرير ( التنظيم السياسى )
5-بدء التسرب إلى الجيش والبوليس وقيام الجماعة بتشكيل خلايا سرية تحت إشراف المرشد العام للجماعة مباشرة ( المسئولين العسكريين كانوا أبوالمكارم عبدالحى وعبدالمنعم عبدالرؤوف وحسين حمودة وصلاح شادى )
6-تشكيل جهاز سرى جديد بعد حل الجهاز السرى القديم الذى كان يشرف عليه عبدالرحمن السندى منذ أيام حسن البنا ، والمعروف أن السندى كان على إتصال بجمال عبدالناصر من قبل الثورة عندما كان عبدالناصر على علاقة بشكل ما أو بآخر بأغلب التنظيمات السياسية فى مصر هو وبعض الضباط الأحرار الآخرين
7-تم إتصال عن طريق د . محمد سالم الموظف فى شركة النقل والهندسة بين المستر إيفانز المستشار الشرقى فى السفارة البريطانية بالقاهرة فى خلال شهر مايوسنة1953 مع كل من منير دلة وصالح أبو رقيق ثم مع حسن الهضيبى بعد ذلك وإعتراض مجلس الثورة وقتها على هذه الإتصالات ولكنهم إستمروا فيها وقد تم رصد هذه الإتصالات فى حينه و تم تسجيل أغلبها بمعرفة أجهزة الأمن المعنية ( المخابرات العامة والمباحث العامة ) والوثائق محفوظة فى أرشيف سكرتارية الرئيس للمعلومات بمنشية البكرى وكذا فى أرشيف الأجهزة المعنية
8-زيارة حسن عشماوى يوم الأحد 10يناير1954 للمستر كروزويل الوزير المفوض بالسفارة البريطانية بالقاهرة مرتين فى نفس اليوم ، الأولى الساعة الرابعة والثانية فى الساعة الحادية عشرمساء 0 ( هاتين المقابلتين مسجلتين ووثائقها محفوظة فى أرشيف سكرتارية الرئيس للمعلومات بمنشية البكرى وأرشيف كل من المباحث العامة والمخابرات العامة )
*مؤلفات يوسف إدريس الناقدة للنظام :
الفرافير 1964
البهلوان
جمهورية فرحات
ملك القطن
اللحظة الحرجة
المهزلة الأرضية
*مسرحيات وأفلام سينمائية نقدت النظام فى حياة جمال عبدالناصر
الزير سالم ـ الفريد فرج
بلاد برة ـ نعمان عاشور
المسامير ـ سعدالدين وهبة
سكة السلامة ـ سعدالدين وهبة
الإنسان والظل ـ مصطفى محمود
إنت اللى قتلت الوحش ـ على سالم
السلطان الحائر ـ توفيق الحكيم
يا سلام سلم ـ سعدالدين وهبة
7 سواقى ـ سعدالدين وهبة
الأستاذ ـ سعد الدين وهبة
إسطبل عنتر ـ سعد الدين وهبة
بير السلم ـ سعدالدين وهبة
*أفلام :
ميرامار ـ توفيق الحكيم
شىء من الخوف ـ ثروت أباظة
العصفور ـ يوسف شاهين
*عن نكسة يونيو1967
1- شهادة اللواء حسن البدرى رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة 1967
فى 14يناير1996 أكد اللواء حسن البدرى بحضور الفريق أول محمد فوزى واللواء عبدالمنعم خليل ما يلى :
" يوم 10يونيو1967 جاءنا المشير عبدالحكيم عامر فى القيادة العامة للقوات المسلحة يوم 10يونيو الأسود فوجد الحيرة والحزن يسيطر علينا فوقف قائلا :
إيه يا أولاد 00 مهمتنا ليست القضاء على إسرائيل .. ده أنا فى ستة أيام أطيّرها من سينا وأقضى عليها 00 المشكلة هى مشكلة الديموقراطية !! "
مفهوم اللواء البدرى وجميع الحضور أن المشير عامر يهاجم جمال عبدالناصر .
وفى نفس اللقاء فى 14يناير 1996 وبحضور الفريق فوزى واللواء عبدالمنعم خليل قال اللواء البدرى وأكد أيضا على ما يلى :
"فى يوم من الأيام فى الغالب سنة 1964 جاءنى الفريق عبدالمحسن مرتجى وكان رئيسا لهيئة التدريب وإنتحى بى جانبا وقال لى :
يا سيادة العميد أنا بأنقل لك رسالة هامة ـ وناقل الكفر ليس بكافر ـ فقد طلب منى سمي بدران أن أقول لك أنك تكثر
من الحديث عن إسرائيل وتكثر من وضع الخطط والمشاريع عن الحرب مع إسرائيل ، وإذا ما واصلت ذلك فسوف يؤثر ذلك على ترقيتك القادمة "
وفى نفس هذا اللقاء فى 14 يناير1996 وبحضور الفريق فوزى واللواء عبدالمنعم خليل أكد ما يلى :
" أن الصورة التى أوضحها الرئيس جمال عبدالناصر وحدد معالمها بخصوص حرب 1967 لم تخرج عن جدران قاعة الإجتماعات التى قيلت فيها ونص ما قاله جمال عبدالناصر ينحصر فى الآتى :
إسرائيل ستبدأ العمليات فى خلال من 48ساعة إلى 72 ساعة وحدد يوم 5يونيو1967 موعدا لبدء الهجوم الإسرائيلى
إسرائيل ستبدأ العمليات بضربة جوية
إسرائيل ستعتمد على المفاجأة والمرونة والمعركة القصيرة
وفى نفس الجلسة فى 14يناير1996 وبنفس الحضور قال اللواء البدرى :
" حرب 1967 بدأت سعت 715 وليس سعت0845 حيث هاجمت قوة إسرائيلية موقع متقدم فى منطقة " أم بسيس " وحدث إشتباك وسقط قتلى وجرحى من الجانبين ألم تكن هذه هى الضربة الأولى ؟!!
لقد كانت القوات المصرية تستطيع أن ترد الضربة بعد ساعة ونصف أو ساعتين على أكثر تقدير من عملية " أم بسيس " والمسئول عن هذا الإهمال والتقاعس هو الفريق أول عبدالمحسن مرتجى والقيادة العسكرية
والهرجلة التى حصلت فى سنة 1967 سببها أساسا :
من الذى كان مسئولا عن التدريب فى القوات المسلحة ... تالفريق مرتجى
من المسئول عن عدم إعداد القوات المسلحة ضد إسرائيل ... الفريق مرتجى والقيادة العسكرية "
( إنتهت شهادة اللواء حسن البدرى ـ 14 يناير 1996 )
( الوثائق موجودة وبخط اليد )
2-شهادة اللواء الدكتور هيثم الأيوبى الخبير الإستراتيجى السورى حول هزيمة 1967
1-الإرادة التى تستخدم السلاح هى التى تجعله سلاحا هجوميا أو سلاحا دفاعيا
2-سعت0845يوم 5يونيو1967 حدث إسترخاء بعد طلعات الصباح المعتادة يوميا للقوات الجوية
3-كان عبدالحكيم عامر فى الجو والدفاع الجوى مقيد ، وبالتالى حدث إنقطاع بين القيادة والقواعد ، فإختلت الحلقة الأساسية وأصبح الهرم القيادى معزول 0 الدفاعات مقيدة
4-كانت الجبهات محكومة بالإستراتيجية الدفاعية ـ إنتظار ( تلقى ) الضربة الأولى
5-العقيدة كانت دفاعية منذ سنة 1948 ، العقيدة كانت دفاعية وإلا كانت طائرات سوريا قد خرجت للتصدى للطائرات الإسرائيلية بعد عودتها من ضرب القواعد المصرية ، وهذا ينسحب أيضا على القوات الجوية الأردنية ، ولو حدث هذا لتغير الموقف تماما ولفشلت إسرائيل فى تحقيق السيطرة الجوية
6-إعتبارا من سنة 1966 كانت قيادة حزب البعث ضد كل الأنظمة العربية بما فيها مصر 0 فقد إعتبروا عبدالسلام عارف رجعى مما أجهض مشروع الوحدة العسكرية السورية العراقية ، وأضاع بالتالى من الإفادة من القوى العسكرية ، وهذا الوضع أدى إلى منع تشكيل أى قيادة عسكرية عربية
*مطلوب أن تخرج مصر من عروبتها
كلام خطير جدا على لسان الدكتور محمود فوزى ـ ديسمبر1977
قال الدكتور محمود فوزى لأحمد بهاء الدين ما نصه :
" لقد عرضت سيناء على مصر وأنا ـ د فوزى ـ فى السلطة مرتين 0 مرة فى عهد عبدالناصر ومرة فى عهد السادات وقد رفض الرجلان العرض وأنا أشهد بذلك
فقال له أحمد بهاء الدين لا تؤاخذنى يا دكتور فوزى مما سأقول 00 فأنا لا أصدق أن سيناء قد عرضت علينا ورفضناها 00 وعندما خطب جمال عبدالناصر وردد شعار " القدس قبل سيناء " أخذت الشعار على محمل الضغط السياسى والعمل النضالى فحسب "
فقال د فوزى : " لقد عرضت علينا سيناء مرتين ولكن بشروط لا يمكن أن يقبلها أى رئيس دولة مصرى مهما كان إتجاهه 0 "
قلت ما هى الشروط المستحيلة ؟ هل هى حكاية المستوطنات وما إلى ذلك ؟
قال : " كلا .. كانوا مستعدين لإعادة سيناء كاملة بلا زيادة ولا نقصان ! أما الشرط المستحيل فهو أن تخرج مصر من العروبة نهائيا وبجميع الأشكال "
قلت يعنى إيه ؟
قال : " يعنى تصبح مصر دولة شرق أوسطية أو دولة من دول البحر الأبيض المتوسط ولكن ألا تعود لها صلة سياسية بأى شكل مع ما يسمى بالعالم العربى 00 تصبح تركيا أواليونان أو إيران !! إن تركيا وإيران دولتان مسلمتان وفى مجلس الأمن مثلا تصوتان دائما ضد لإسرائيل إلى آخره ، ولكن الحرب مثلا مع أى دولة عربية أو مع العالم العربى كله لا يعنى أن تدخل تركيا أو إيران الحرب ، هذا هو الموضوع المطلوب من مصر مقابل سيناء 00 ولا أصدق للحظة أن السادات سيقبل أو يستطيع أن يقبل ذلك !!
وفى نهاية حديثه قال الدكتور فوزى إننى أقطع بأن إسرائيل لن تعيد سيناء قط لمصر !!
تعليق من سامى شرف : للأسف خاب ظنك يا دكتور فوزى فقد قبل السادات ما كنت تعتقد انه لن يقبله وها نحن الآن أصبحنا
مثل تركيا فقط لأن إيران خرجت عن طوع من يريدون تركيعنا والذين أصبحت عصمتنا بأيديهم 0 واصبحنا دولة شرق
عبدالناصر : إن عدد المعتقلين الآن 571 معتقلا
سيفرج عنهم جميعا قبل يوم 22 يونيو "
وبعد يومين من هذا الحديث أعلن عبدالناصر ضمن الحملة الإعلامية لإعلان الدستور سنة1956 حيث ذكر ما يلى :
"أ ن أكبر عدد للمعتقلين طوال هذه الأيام بلغ فى 24 أكتوبر 1954 عدد 942 معتقلا بعد إكتشاف القنابل ومخازن السلاح والمنظمات السرية وكلكم تعلمون الفترة التى مررنا بها 0 وقبل هذا الوقت وهذه الحوادث كان أكبر عدد للمعتقلين فى أكتوبر 1954 وكان عددهم فى عامى 52 و1953 حوالى 237 شخص فقط ، ولما قامت الحوادث المؤسفة بإسم الدين قام بعض الناس ممن خدعوا وغرر بهم ودفعوا دفعا لمقاومة هذه الثورة ورغم هذا كله فإن عدد المعتقلين وصل إلى 2943 وفى سنة 1948 و1949 لم تكن البلاد تحكم أحكاما إستثنائيا وصل عدد المعتقلين إلى خمسة آلاف شخص وأنتم تعلمون أن هذه الأرقام مع فارق واحد هو ان المعتقلين فى الماضى كانوا الذين يعملون من اجل الوكن والحرية وتحقيق الآمال والمعتقلين الذين إعتقلوا فى الثورة كانوا وبالا على الشعب وآماله وأهدافه وكانوا يمثلون حطرا على مستقبل هذا الوطن وكيانه الذى يسعى إلى التحرر من الإستعمار وأعوانه" ثم شرح الأسباب التى دفعت للإعتقال قائلا :
" فإن علينا أن نفكر فى الأسباب والدوافع قبل الحكم على قرار ما حتى نستطيع أن نحكم عليه حكما سليما 0
إنه فى السنوات الماضية إقيمت محاكم عسكرية وحكمت على الأشخاص الذين كانوا يقاومون هذه الثورة والذين كنا نعتبر أن أى نجاح لهم يعد إنتكاسا لهذه الثورة وأن أى نجاح قد يثبت الإستعمار وأعوانه ، المحاكم العسكرية حكمت على 254 فردا بأحكام متفاوتة وعلى ما أعتقد أحكاما لا يتجاوز أقصاها 8 سنوات.كما أقيمت محاكم الشعب التى حاكمت الجهاز السرى والتنظيمات المسلحة التى كانت موجودة فى مصر والفصائل التى كانت موجودة فى شبرا ومصر القديمة وفى إمبابة وفى كل مكان ، التنظيم المسلح والتنظيم العسكرى ولم يكن المقصود به جمال عبدالناصر أبدا كان المقصود به أنتم ، كان المقصود به حريتكم 0
وبعد أن إنتهت معركة الجهاز السرى ، ولم تكن خسائر هذه المعركة كبيرة ـ حكمت محاكم الشعب على 867عضوا فى الجهاز السرى البلغ عددهم حوالى أربعة آلاف أو خمسة آلاف موجودين فى شعب وخلايا مسلحة يمثلون فصائل وجماعات ومناطق ، جيش حر فى داخل البلاد
فى المحاكم العسكرية حكم على 254 وفى ماكم الشعب حكم على 867 ولو قارنا هذه الثورة بثورات العالم أجمع نجد أنه ما من ثورة قامت فى العالم وإستطاعت أن تثبت أقدامها وتقاوم الرجعية والإنتهازية والسيطرو والتحكم إلا ببحر من الدماء 0
محكمة الثورة كانت درسا سمعتم ما كان فيها وعرفتم ماذا كان يجرى فى الماضى وراء الستار وعرفتم كيف كانت تحكم مصر ومن اين كانت تحكم 00 كان يحكمها الخدم والشماشرجية
هذا هو الدرس الذى أخذناه من محكمة الثورة ، أما من حكم عليهم من محكمة الثورة فقد أفرج عنهم جميعا تقريبا ولم يكن الغرض إنتقاما ولم يكن الغرض حقدا ، ولم يكن هناك أى عامل شخصى "
ملحوظة :
1- هذا ما حدث سنة 1956 0 أما ما حدث سنة 1965 فكانت الصورة أعنف وأشد ضراوة من جانب الجهاز السرى للإخوان المسلمين ـ وهى قصة أخرى ـ وكانت الإعتقالات حوالى خمسة آلاف فرد أخذا بالأحوط لأن الصورة كانت غير واضحة من حيث نوايا وقدرات المتآمرين وخصوصا أن هذه المؤامرة أكتشفت بواسطة التنظيم الطليعى وليس بواسطة أجهزة الأمن
هل إستنزفت ثورة اليمن الإقتصاد المصرى ؟
والإجابة هى لا
فالتكلفة المالية من سنة 1962 حتى سنة 1967 لم تتعدى 500 مليون جنيه ، والمساعدات التى حصلت عليها مصر فى قمة الخرطوم كانت اكثر من ذلك والمساعدات التى حصلت عليها مصر بعد حرب1973 تجاوزت الألف مليون جنيه 0
وخلال الفترة من 62/67 التى كانت فيها حرب اليمن مشتعلة إستطاعت مصر أن تحقق بنجاح غير عادى أهم خطة للبناء والتنمية فى العالم الثالث كله وأشار البنك الدولى فى تقريره رقم "870 “ ِA" الصادر فىواشنجطن بتاريخ 5يناير1976 الجزء الخاص بمصر أن نسبة النمو الإقتصادى كانت 2ر6% سنويا بالأسعار الثابتة الحقيقية ، إرتفعت فى الفترة من 1960 حتى1965 إلى معدل 6ر6% فى حين كان أعلى معدل للنمو فى بلدان العالم الثالث قاطبة ومن بينها الصين والهند لا يتعدى 5ر2% 0 وهذا يعنى أن مصر إستطاعت خلال عشر سنوات أن تحقق تنمية
معركة واحدة كانت نتيجتها تحرير اليمن وتحرير الجنوب العربى كله وتحرير الإمارات العربية كلها وأثر ذلك على عروبة الخليج العربى ، والأهم من هذا كله تحرير البحر الأحمر من أى سيطرة ليصبح بحيرة عربية خالصة مما كان له أثره البالغ فى حرب
1973
حول المذكرات التى تناولت ثورة يوليو
السادة عبداللطيف البغدادى وأنور السادات وحسين الشافعى وكمال الدين حسين وخالد محى الدين وثروت عكاشة وصلاح نصر وغيرهم ، ومن تكلموا مع الصحافة أو من خلال قنوات التليفزيون وغيره أقول : أنهم أخذوا مواقف وكأنها المعارضة لقرارات أو لمواقف إتخذها عبدالناصر بعد ما رحل الرجل . وكل محاضر وتسجيلات الإجتماعات من مجلس قيادة الثورة إلى مجلس الوزراء إلى اللجنة التنفيذية العليا إلى مجلس الرئاسة إلى الإتحاد القومى فالإشتراكى . . الخ ، كلها مسجلة وموجودة فى أرشيف سكرتارية الرئيس للمعلومات لا تشكل وإن أبديت فى بعض الأحيان آراء أخرى كرأى ثان ، فقد كانت لغرض تفتيح المواضيع ولإثراء المناقشة ، لكن معارضة بمعنى رفض السياسات أو القرارات فلم يحدث ، بل كانت محصلة المناقشات كلها مؤيدة لكل القرارات التى اتخذت لما كان يبحث فى الإجتماعات المشار إليها وفى رأيى أن المسألة لا تعدو كونها تصفية حسابات خاصة وشخصية وتدور حول التنافس طول الوقت على من يكون الرجل الثانى وخصوصا فى المرحلة التى بدأ فيها عبدالناصر يختار من الصف الثانى بدءا بعلى صبرى ليأخذوا دورهم أو فرصتهم فى المشاركة تطبيقا لسياسة التغيير التى كان يؤمن بها وخصوصا بعد العدوان الثلاثى 1956 وبشكل أعمق وأكثر إصرارا بعد هزيمة 1967 .
كل من كتبوا مذكراتهم العنترية لم يكتبوها إلا بعد رحيل عبدالناصر وهذا يشمل السادة أنور السادات وعبداللطيف البغدادى وكمال الدين حسين وحسين الشافعى وحسن إبراهيم وخالد محى الدين وثروت عكاشة ، وغيرهم ، ولا تفسير لدى لهذه الظاهرة إلا أنهم كانوا شجعان .
والغريب أنهم بدون إستثناء قد كتبوا مقالات ( موجودة فى الصحف والمجلات ) فى الخمسينات والستينات وشاركوا فى الحكم على أعلى مستو ولم ينطق أحدهم بكلمة إعتراض مما ذكروه وورد فى مذكراتهم بل كانوا موافقين ومشاركين فى كل قرارات الثورة ، ومن أبرز من كتب منهم السيد أنور السادات الذى أصدر كتاب "يا ولدى هذا عمك جمال " سنة1956 ثم قام بسحبه من الأسواق والمكتبات وحرقه فى خلال سنوات حكمه فى السبعينات ليصدر " البحث عن الزيت ! آسف ، البحث عن الذات !!
وإنى أعتبرهم جميعا قد سقطوا فى المحظور بهجومهم على عبدالناصر ذلك أنهم قد تحالفوا مع أعداء الثورة .. ثورتهم هم .. والخلافات مهما تعاظمت فلم يكن هناك أى مبرر للهجوم على الثورة ذاتها ولا يمكن لثائر أن يطعن الثورة التى شارك فيها أو أن
يضع يده فى يد خصومها .
ديون مصر يوم رحيل عبدالناصر 28سبتمبر1970
الإتحاد السوفيتى :
بإستبعاد الدين العسكرى الذى كان يبلغ 2200 مليون دولار سدد منها 500 مليون دولار وبقى 1700 دولارا لم تكن ستسدد ولم تسدد حتى الآن (سنة2000 ) ، كان الدين حوالى 380 مليون دولار ( كان الدولار يساوى 40 قرشا ) ، وكان يشمل تكاليف بناء السد العالى والمشروعات الصناعية الإنتاجية الكبرى كالحديد والصلب والألومينوم وغيرها .
الولايات المتحدة الأمريكية :
كان الدين حوالى 205 مليون دولار ، معظمه ثمن شراء القمح ما بين السنوات 58/1965 ، ومستلزمات إنتاج وشحومات ودخان .
إيطاليا :
كان الدين حوالى 122 مليون دولار .
المانيا الغربية
كان الدين حوالى 106 مليون دولار .
الكويت :
كان الدين حوالى 130 مليون دولار .
اليابان وبعض الدول الشرقية وبعض البنوك التجارية :
حوالى 300 مليون دولار .
كان مجموع الديون المدنية حوالى 1300 مليون دولار، ديون معلقة قصيرة الأجل تصل حجم الفائدة لها ما بين 10 /14 % وكلها كانت ديون لتميل مشروعات إنتاجية نستطيع أن نسدد أقساطها وفوائدها من عائداتها ، ولم تتجاوز أقساط الديون وفوائدها السنوية 285 مليون دولار.
مجموع ما قدمه الإتحاد السوفيتى لمصر 1839 مليون دولار تسدد على اقساط طويلة الأجل وبفائدة 5ر2 % سنويا .
وقد قدر الدكتور عبدالمنعم القيسونى ديون مصر من سنة1971 حتى سنة 1977 بحوالى 14 ألف مليون دولار ( مع ملاحظة بداية إرتفاع سعر الدولار بالنسبة للجنيه المصرى فى تلك الفترة بشكل سريع وبمعدلات عالية ) .
وقدر عبداللطيف الحمد وزير المالية الكويتى أن ما حصلت عليه مصر من الدول العربية فى شكل منح وقروض ومساعدات وضمانات يصل إلى حوالى 22 ألف مليون دولار فى الفترة من سنة 1971حتى 1980 .
أما المال العربى ( السعودية والكويت وليبيا ) الذى كانت تحصل عيه مصر نتيجة قرارات مؤتمر الخرطوم سنة1967 فكان 120 مليون جنيها إسترلينيا .
وفى غياب دخل قناة السويس ودخل البترول فى سيناء وأعباء تهجير منطقة قناة السويس بكاملها إلى الدلتا والقاهرة حققت مصر عبدالناصر تنمية توازى أربعة أضعاف ما إستطاعت أن تحققه فى أربعين سنة سابقة على ثورة يوليو52 علاوة على تحملها إعادة بناء القوات المسلحة وثبتت الأسعار للسلع الإستهلاكية وأقامت مصنع الحديد والصلب.
وخلال نفس الفترة كانت معدلات الإنجاز فى السد العالى بخطى أعلى مما كان متوقعا ومقدرا لها ، يضاف إلى ذلك أن الإتحاد السوفيتى تنازل عن ثمن السلاح الذى إستخدمته القوات المسلحة المصرية فى اليمن 0
الدم المصرى الذى أريق على أرض اليمن الشقيق لا يقدر بثمن ، خاصة بعدما إختلط بالدم اليمنى فى
المخابرات المركزية الأمريكية وعبدالناصر
لم تنقطع المخابرات المركزية الأمريكية عن محاولات التدخل فى الشأن المصرى للثورة إعتبارا من 1952 إلا أنه فى سنة 1965 بالذات فقد تم الكشف عن أكثر من قضية كان للمخابرات المركزية الأمريكية يد فيها.
ففى 21يوليو1965 تم القبض على الصحفى مصطفى أمين فى منزله بالإسكندرية وكان بصحبته مندوب المخابرات المركزية الأمريكية فى السفارة الأمريكية بالقاهرة " بروس تايلور أوديل " والذى كان يتخذ غطاء لنشاطه صفة مستشار السفارة إعتبارا من أغسطس1964 الشىء الذى لم يخفى علينا حقيقته منذ أن قدم للقاهرة . وقد سرب مصطفى امين لبروس أوديل من المعلومات والوثائق الكثير وبصفة خاصة معلومات عن القوات المسلحة المصرية وفى اليمن بالذات وكذلك نشاط المشير عبدالحكيم عامر وزياراته للإتحاد السوفيتى واليمن وعن مغادرة علماء الذرة الألمان للبلاد وإيفاد علماء مصريين للصين وما إدعاه عن النشاط الشيوعى فى القوات المسلحة المصرية والأخطر عن جهاز سرى يتعامل معه وسيتحرك عند إغتيال جمال عبدالناصر ومحاولته تهريب وثائق تخص مصطفى أمين ومبلغ عشرين ألف جنيه قدمها له ، وضبطت على الطاولة ، وذلك لتحويلها فى السوق السوداء إلى ليرات لبنانية وفتح حساب له بها فى لندن . ولقد أفرج السادات عنه إفراجا صحيا سنة 1974 بتدخل من هنرى كيسينجر ، كما أصدر قرارا بإسقاط الحكم عنه وتبرئته !! فى الوقت الذى كان كمال حسن على مدير المخابرات المصرية فى تلك الفترة وبعد إنقلاب مايو1971 ، إتخذه بأن تعتبر قضية مصطفى أمين قضية تخابر متكاملة ويتم تدريسها فى معهد المخابرات العامة كقضية نموذجية كاملة للتخابر .
وفى نفس الوقت الذى قبض فيه على مصطفى أمين فقد تم ضبط عدة تنظيمات لجماعة الإخوان المسلمين يقودها سيد قطب ووجهت لهم عدة إتهامات منها محاولة إغتيال جمال عبدالناصر وتدبير إنفجارات وحرائق عدة فى مختلف أنحاء البلاد للمنشآت العامة والكبارى ومحطات الكهرباء ، علاوة على إغتيالات تتم لبعض رموز الدولة من السياسيين والمثقفين وبعض الفنانين .. ألخ
ولقد نشرت إعترافات سيد قطب فى كتابه " لماذا أعدمونى " الصادر عن كتاب الشرق الأوسط الشركة السعودية للأبحاث والتسويق ـ ص 58 . وتم نشر هذا الكتاب بعد إعدام سيد قطب بسنوات وأهم ما جاء فيه كان ما ذكره " أن منير الدلة ـ من قيادات الإخوان المسلمين ـ قد حذره من شباب متهورين يقومون بتنظيم ويعتقد أنهم دسيسة على الإخوان بمعرفة قلم مخابرات أمريكى ، عن طريق الحاجة زينب الغزالى " .
وفى كتاب " آلن جيران " عن المخابرات المركزية الأمريكية أن الإخوان المسلمين كانوا ورقة دائمة فى يد المخابرات الأمريكية ـ كيرميت روزفلت ـ وأن منظّرى الحركة تأثروا إلى حد كبير بالنظام الإقتصادى والسياسى فى ألمانيا النازية وإيطاليا موسولينى . وأن الإخوان المسلمين هم سلاح ممتاز تستخدمه بعض الدول الغربية التى رأت منذ سنة 1940 أن هذه الحركة هى حاجز متين ضد النفوذ الشيوعى والتغلغل السوفيتى . ومن كل الذين إستخدموا هذه الحركة فإن " كيم " ـ كيرميت روزفلت ـ كان دون شك الأكثر مثابرة .
كما كان " كلود جوليان " يعطى مثالا جيدا عن الشكل الذى إستخدم فيه الإخوان عندما يقول : " فى سنة 1965 وبالتواطؤ مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية نظمت جماعة الإخوان المسلمين المحافظة جدا ، مؤامرة واسعة ، للإطاحة بالنظام الناصرى ، إلا أن المسئولين الرئيسيين عنها اعتقلوا . "
وعلى جانب آخر من نشاط المخابرات المركزية الأمريكية فى تلك المرحلة أيضا فقد تمكنت أجهزة الأمن المصرية من كشف وضبط وإحباط محاولات وقضايا تجسس داخلية كان العملاء المصريين فيها قد جندوا لحساب المخابرات المركزية الأمريكية . ولعل أشهر قضية كانت التى عرفت باسم " فيكتور يواقيم " الذى جنده "جون ريفز " وضمت شبكته أحد العاملين فى الجامعة العربية محمد المغربى ومحمد حافظ جودت الموظف بشركة مصر للتجارة الخارجية وإبراهيم شقوير المهندس بالمصانع الحربية وعبدالرحمن سليم الموظف برئاسة الجمهورية وأحمد عبد الرازق الموظف بوزارة التموين بالإسكندرية . وقد أعدم فيكتور يواقيم وحكم على الآخرين بالسجن لمدد متفاوتة .
وفى سنة 1965 أطلقت المخابرات المركزية الأمريكية تسمية " الديك الرومى " على جمال عبد الناصر وهو ما يعنى أنه منفوش الريش لا يقبل الإهانة ويسهل إستفزازه كما أن اصطياده يحقق متعة.
والحقيقة فلقد كانت سنة 1965 سنة كبيسة سياسيا للنظام فى مصر .. مصطفى أمين ..
تآمرالإخوان المسلمين ..
الإلكترونية و250 دبابة م ـ48 و48 طائرة سكاى هوك ثم بالطائرات ف ـ 4 ، ومعدات ذات طابع هجومى .. مزيد من القروض لإسرائيل لشراء الأسلحة من فرنسا نقدا .. البنتاجون يشترى الأسلحة الإسرائيلية لدعم مجازرها فى هاييتى وهذه الأسلحة وضعت فى صناديق كتب عليها" معدات لصنع الأحذية "
.. توحش المؤسسة العسكرية فى مصر ومعها روائح أو بوادر كشف إنحرافات جهاز المخابرات العامة .. إرتفاع نغمة الصراع الخفى أو بمعنى أصح وصول مأساة الرجل الثانى فى مصر إلى درجة تقترب من الانفجار بعد عدة أزمات متصلة أعقبت عملية الانفصال بين مصر وسوريا ثم أزمات صامتة أو خافتة الصوت فى مجلس الرئاسة وتحركات ومؤامرات تحاك من أفراد من مكتب المشير عامر ..شكوك فى إنحرافات سلوكية ..
ويجىء العام 1966 وكانت المخابرات المركزية الأمريكية ترى أن الدور قد حل للتخلص من ناصر بعد ما تم التخلص من نكروما وأحمد سوكارنو وتمت السيطرة على فيتنام والدومينيكان
سامى شرف
........."
إنتهى النقل
يحى الشاعر
![]()
Back to Index & proceed
الــــرجوع الى الفهـــرس للمتابعة والمواصلة
You are my today's
Web guest
Thank you for your visit
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
© 2007 Yahia Al Shaer. All rights reserved.
This web site is maintained by
ICCT, International Computer Consulting & Training, Germany, US