Gamal Abdel Nasser ..The Story and Myth by Samy Sharaf

سـنوات وأيام مع جمال عبدالناصر

لا يـصـح إلا الـصـحـيـح

ـ 7 ـ

السيد / الرئيس : طبعاً ممكن نصل إلى حل سياسى ، إذا الظروف السياسية الدولية أجبرت الجميع علـى الوصول إلى حل سياسى، لإنقاذ الدول من المواجهة .. أو من الدخول فى مواجهة . ولكن اللى حاصل دلوقت الحقيقة ان فيه حاجة اسمها الحرب الإلكترونية .. قبل سنة 1967 الواحد كان بيقرأ فى المجلات العسكرية .. ومجلات الطيران حاجات بسيطة عن الحرب الإلكترونية . النهارده أول ميدان ابتدأت فيه الحرب الإلكترونية هى بلدنا فى الحقيقة، وكان لابد ان احنا نعمل أساليب ووسائل .. ونستعين بالاتحاد السوفييتى أيضاً علشان ندخل فى هذا الموضوع .

ده موضوع - الحقيقة - معقد، احنا عندنا النهارده 650 ألف عسكرى .. وفى ديسمبر حيوصل إلى 750 ألف عسكرى، واحنا ماشيين فى بناء قواتنا المسلحة . الطيارين النهارده عندنا .. يعنى أنا دلوقت كنت فى موسكو باطلب طيارات .. لأن الطيارين عندنا أكثر من الطيارات، لكن طبعاً بيحتاجوا إلى بعض التدريب، فلما أقول: حل سياسى.. معناه ان احنا ننفذ هدفنا سياسياً . لكن لَمَّا يقولوا لنا إنهم مثلاً بياخدوا شرم الشيخ .. ماحدش هنا فى البلد دى حيقدر يقول لهم : خُدُوا شرم الشيخ، وبعدين لَمَّا يقولوا إنهم حياخدوا القدس .. بالنسبة لنا احنا لا يمكن أن نوافق على انهم ياخدوا القدس .

اللى باين أخيراً فى الكلام مع الدول الرباعية بيقولوا عن القدس كلام برضه جديد .. تبقى مدينة منـزوعة السلاح .. القدس القديمة تحت الإدارة الأردنية .. والقدس الجديدة تحت الإدارة الإسرائيلية، ولكن منـزوعة السلاح، ممكن يبقى فيه نوع من التوحيد .. فيه مواقف جديدة بتطلع.. الحقيقة سبب هذه المواقف - فى رأيى - هو صمودنا . بعدين فيه سبب أيضاً موجود النهارده هو الخطوة اللى أخذها الاتحاد السوفييتى .

الحقيقة الخطوة اللى أخذها الاتحاد السوفييتى فى يناير ماأخدهاش مع أى دولـة.. يعنى ماطَلَّعُوش قوات لهم علشان تحارب بَـرَّه .. معنى هذا إيه ؟ .. ان احنا كان عندنا معلومات عن كلام لديان.. كان بيقول إنهم لا يمكن حيعملوا أى تنازلات بأى شكل من الأشكال إلاّ فى حالة من اثنين : الحالة الأولى : إذا تدخل الاتحاد السوفييتى عسكرياً، وأستبعد 100% أن يتدخل الاتحاد السوفييتى عسكرياً .

الحالة الثانية : إن أمريكا تضغط عليهم ، وقال إنهم متفاهمين مع أمريكا .. ولا يمكن لأمريكا انها تضغـط عليهم، وعلـى هذا هم عندهم يمكن عشر سنين يقدروا يفرضوا الأمر الواقع فى هذه المنطقة .

إيه سبب تحرك الأمريكان النهارده .. هل هم جادين ؟ .. أنا لا أثق فيهم أبداً .. يعنى ده موضوع أساسى . هل الغرض كشفنا ؟ .. ممكن !! باعتبر يمكن 70% أو 80% كانـوا يعتقدوا ان احنا حنرفض هذه المقترحات .. على طول الصبح بيدُّوا 125 طيـارة لإسرائيل.. الطيارة الفانتوم - زى مابيقولوا - بتساوى 6 طائرات

ميراج، لأنها بتشيل قد الميراج 6 مرات . هل إسرائيل حتنفذ، أو مش حتنفذ ؟ .. الحقيقة أنا باعتبر ان ردنا بالنسبة للأمريكان حيسبب مشاكل عندهم .. وبالنسبة لإسرائيل حيسبب مشاكل عند إسرائيل . وقد تكون هناك مشاكل بين أمريكا وإسرائيل .. إذا كانت أمريكا جادة فى حل هذا الموضوع .

بالنسبة للاتحاد السوفييتى ورأيـه..طبعاً احنا فى هذه المواضيع.. هو الاتحاد السوفييتى كلامه معنا إن هو ينفذ اللى احنا نطلبه منه فى هـذه العملية.. هُمَّ ممكن يقترحوا علينا أى اقتراحات، إذا قبلناها بيتبنُّوها .. إذا ماقبلنهاش يبقى هم لايمكن أن يتبنوها . وموقفهم فى محادثاتهم مع أمريكا أو مـع الدول الرباعية هو تعبير عن موقف المصريين ، وعلى هذا الأساس بالنسبة لهذا الرد احنا تشاورنا مع الاتحاد السوفييتى فى هذا .. وهُمَّ رأيهم أيضاً فيه الثقة يعنى، ولكن رأيهم ان بنمشى فى الحل السياسى فى نفس الوقت اللى نبنى فيه الجيش الهجومى .

السيد / أحمد طلعت عزيز : فى اعتقادى أن المبادرة الأمريكية .. والمقترحات الأمريكية قدمت على الأساس الذى ذكرته سيادتكم الآن، وهو صمود الشعب، ونمو قدرته الذاتية. إنما مشهور عن العرب الوفاء بالعهد والالتزام به، ومشهور عن اليهود الغدر والخيانة، فبالنسبة لقرار وقف إطلاق النار لمدة 3 شهور -كما ذكرت سيادتك - كان لأمريكا تحفظ شفوى عليه، وأخشى ما أخشاه أن يتكرر ما حدث فى سنة 1948 عند طلب الهدنة .. لكى تستعد إسرائيل لمهاجمة العرب .. فرصة الثلاثة شهور قد تك

ون كافية لإسرائيل لكى تتسلح، وتمدها أمريكا بمزيد من السلاح، وتضع من العتاد ما يكفى للهجوم على الجمهورية العربية المتحدة . وهذه نقطة تدور فى ذهنى منذ ذكرتها سيادتك، لأنه - كما ذكرت سيادتك - لابد أن نلجأ إلى كل الأساليب السياسية، وفى نفس الوقت نكون على يقظة وحذر، ونستعد ونكمل كل قوانا، لأجل إذا نكثت إسرائيل بالعهد نكون مستعدين، وشكراً .

السيد / الرئيس : هُوَّ الهجوم علينا الحقيقة منتظر فى أى وقت .. إذا كان فى إمكانهم انهم يهجموا علينا . من كلام ديان ان أمريكا مِدِّياهم حرية يتصرفوا معانا زى ماهم عاوزين .. ويضربونا زى ماهم عايزين .. وحتى احنا الأمريكان إدُّونا إنذار يوم 2 فبراير قالوا لنا: إذا لم تقبلوا بقـرار وقف إطلاق النار إلى الأبد - اللى هو قرار سنة 1967 - فإن الضرب فى العمق حيزداد .. والحجم حيزداد.. والغارات

بتزيد، واحنا كنا فى هذا الوقت عارفين الاتفاق اللى بيننا وبين الاتحاد السوفييتى حيتنفذ فى مارس، وقلنا لهم: حنبحث هذا الموضوع وحنرد عليكم .. ماردِّيناش على أساس ان احنا مانستفزهمش .. بحيث يبتدوا يتوسعوا فى الغارات فى العمق قبل ماييجى الدعم السوفييتى، فعملية الهجوم عملية منتظرة فى أى وقت . ومن كلام ديان أيضاً ان الهجوم على الأردن مقيد .. حتى ضرب الأردن بالطيران مقيد، وقال: إن الهجوم على لبنان أيضاً مقيد من الولايات المتحدة الأمريكية .. عنده حدود معينة لايتعداها فى العمليات الانتقامية . إنما قال بالنسبة لمصر فهو غير مقيد .. يعنى يستطيع أن يعمل ما يشاء، لأن مصر مافيش تحفظات أمريكية بالنسبة لها . حسن النية طبعاً .. أو حسن الظن فى هذه الأمور قد يكون فعلاً عملية يجب ألاَّ نلتزم بها أبداً، لكن احنا مش زى سنة 1948 .. لأن أنا كنت هناك سنة 1948، أول ما دخلنا سنة 1948 .. اليهود كانوا بيحاربوا ببنادق رش .. ماكانش عندهم سلاح . فى أول معركة أنا كتيبتى دخلت ..

كان معاهم بنادق رصاص وبنادق رش، وجابوا بعد كده أسلحة وطيارين وطيارات. / من 67 لغاية النهارده إسرائيل - الحقيقة - دججت بالأسلحة بطريقة يمكن سرية وعلنية .. ففى الوقت اللى احنا كنا بنقول فيه إن احنا عاوزين نعيد بناء قواتنا المسلحة علشان نبقى زى سنة 1967 .. هم جالهم 150 طيارة : 100 سكاى هوك، و 50 طيارة فانتوم، والفانتوم دى من الواضح انهم جايبينها لنا احنا، مين حيضربوه بالفانتوم غيرنا .. ودايماً الأمريكان مِدِّياهم الطيارات لهذا السبب .

بالنسبة للدبابات أخذوا دبابات سنتوريون من إنجلترا .. وأخذوا دبابات باتون من أمريكا من الموجودة فى ألمانيا، وغيروا مدافع .. وعملوا معدات .. وخدوا - الحقيقة - كل اللى عايزينه . بالنسبة للحرب الإلكترونية هم عندهم كل حاجة لكن احنا لسه مابقيناش زيهم، لكن لَمَّا حصلت عمليات [ سقوط ] الفانتوم فعلاً بعتوا لهم.. الطيار الأسير الأخير قال إن جت لهم معدات إلكترونية جديدة بالنسبة للصواريخ . هم حيستعدوا، واحنا أيضاً حنستعد فى الثلاثة شهور . هو فيه حاجة برضه بِدِّى انكم تعرفوها، فيه تصريحات إسرائيلية .. كل سنة بييجوا يقولوا : إن عبد الناصر بيخطط علشان يعدى القناة فى الصيف، وبعدين بييجوا بعد الصيف يقولوا : ان احنا هزمنا التخطيط المصرى . الحقيقة احنا مانقدرش نعدى القناة .. قواتنا المسلحة تستطيع انها تُعْبُر وتنجح وتقيم رأس كوبرى وتمشى .. لكن المشكلة اللى عندنا لازالت هى مشكلة الطيران والدفاع الجوى .

الحقيقة إذا قررنا نعمل دفاع جوى سليم على القناة ونمنـع أى طائـرات إسرائيلية .. نقدر نروح إلى الشرق .. الوضع ده وضع طبيعى معروف ، لازم نحط صواريخ فى القناة .. ونقوى الدفاع الجـوى. لازم قواتنا الجوية تستطيع انها يبقى لها حتى تعادل فى شرق القناة .. علشان نقدر بعد كده نعدى. فعملية الهجوم الإسرائيلى علينا عملية الحقيقة - من سنة 1967 لغاية النهارده - احنا بننتظرها فى كل وقت

ولكن هل تستطيع إسرائيل انها تهجم ؟ .. أعتبر ان العملية بالنسبة لهم عملية صعبة .. هى مستعدة انها تعمل عملية فى الصالحية .. فى مش فاهم إيـه.. لكن عملية هجوم بشكل هجوم .. عملية صعبة، لأن الهجوم حيكون الغرض منه تدمير قواتنا المسلحـة ، ولكن فى الكلام مع القوات المسلحة والقادة ان المرحلة دى يجب أن نعبئ فيها .. لأن النهارده احنا فى معركة مستمرة ، وده بيعبأ تعبئة طبيعية ، لكن فى فترة وقف إطلاق النار .. إذا حصل وقف إطلاق النار يعنى .. أنا مش متصور إزاى إسرائيل حتقبل وقف إطلاق النار، إلاّ إذا ووجهت بضغط كبير من أمريكا .

الدكتور / مصطفى أبو زيد فهمى : الدكتور مصطفى أبو زيد من الإسكندرية .

السيد / الرئيس : من بيروت ولاّ الإسكندرية ؟

الدكتور / مصطفى أبو زيد فهمى : من بيروت .. لكن باحضر اللجنة المركزية . السيد الرئيس .. لاشك أنه من الواضح أن الحل العسكرى رغم أنه شاق إلاَّ أنه الممكن الوحيد، ولعلى أعتقد أنه يوم يكون الحل العسكرى ممكناً .. سيكون الحل السلمى ممكناً أيضاً . النقطة الثانية : إننا لاشك فى الوقت الحاضر مطالبون - أو البديهيات تطالبنا - بأن نمضى إلى أقصى حد فى بناء قواتنا العسكرية، والصورة الخارجية المأخوذة عنا - لاشك فى هذه الناحية - أننا تقدمنا كثيراً .. والعدو قبل الصديق يجمع على أن هنالك جدية هائلة فى بناء قواتنا المسلحة، ولاشك أنه يكون

من حقك أنت علينا أن نعترف بأن خلف هذه الجدية الهائلة نلمح آثار يديك .. ونلمح أنك قد توليت المسئولية الفعلية فعلاً فى بناء القوات المسلحة، وهذه المسألة تجعلنا نتفاءل ونعترف لك دائماً بالجميل . بعد ذلك تبقى لى نقطة صغيرة أود أن أبرزها ، وهى أن إسرائيل الآن تتكلم عن حرب نووية .. أو أسلحة نووية ، وقد أعطاهم الأمريكان أخيراً مدافع - وسط ضجة

ضخمة جداً - وقالوا: إن هذه المدافع تستطيع أن تستعمل أسلحة لها رءوس نووية .. لأن المدفعية المصرية قوية . وقالوا بعد ذلك إنهم لابد أن يكسبوا الحرب الجديدة بسرعة خاطفة، وسوف يجدون وسيلة لذلك .. ولوحوا بالحرب النووية، وكيف أن إسرائيل لديها كذا .. وكذا ..

وكذا، وتستطيع أن تفعل كل ذلك، والصحافة المصرية - وعلى رأسها الأهرام - نشرت كل هذا الكلام .. ونوهت إلى أن هذه تعتبر حرب أعصاب . فى الواقع أن هذا الكلام يمثل نصف طمأنينة فقط، فبفرض أنها حرب أعصاب فيجب ألاَّ نهتز ، إنما مع ذلك يظل هناك تخوف صغير أضعه تحت أنظار سيادتكم . إسرائيل بدأت دائماً بغرور شديد جداً.. إلى حد أن موشى ديان سُئِل مـرة كيف يمكنك أن تنشر آراءك العسكرية وخططك ، وتقول : إننى سأعمل كـذا وكـذا، وتعمله فعلاً ؟ .. فقال لهم بغـرور شديد جداً : إن العرب لا يقرأون!! وإذا قرأوا لا يفهمون .

وهذا نوع من الغرور الشديد جداً طبعاً، وهى بداية للتهلكة والانهيار من غير شك، ولكن فى اعتقادى أنه يتكلم عن حرب نووية .. ونحن بطبيعة الحال قلنا : إنها حرب أعصاب .. لو قلنا: إنها حرب أعصاب ثم سكتنا .. ربما نفاجأ فعلاً بأشياء لها رءوس نووية، أو نفاجأ فعلاً باستعمال أسلحة نووية . ولذلك فأعتقد - وهذا مجرد رأى- أن من المصلحة فى هذه الناحية .. ما دام أصدقاؤنا السوفييت متضامنين معنا - ومقدرين لوضعهم فى هذه المنطقة - نستطيع أن نطلب منهم أسلحة نووية . وليس من الضرورى أن تكون تحت تصرفنا نحن بل ستظل تحت تصرفهم هم، وأنا متأكد أننا لن نستعملها، إنما مجرد التأكد من وجود القوة يغنى فى كثير من الأحيان عن استخدامها .. وهذه حكمة معروفة، فلو أنهم متأكدون أننا نملك أسلحة لها رءوس نووية .. فإنهم سيترددون كثيراً قبل أن يضربونا بنفس السلاح . النقطة الثانية : هم يقولون إن عندهم فانتوم، والفانتوم لها خواص ضخمة جداً، والروس عندهم أسلحة أقوى من ميج 21، فهل من الممكن أن يعطونا هذه الأسلحة، أم لا ؟ وشكراً .

..............."

إنتهى نقل هذا الجزء

يحى الشاعر

- يتبع -


Graphic by Martin

Back to Index & proceed
الــــرجوع الى الفهـــرس للمتابعة والمواصلة

You are my today's

Web guest

Thank you for your visit






© 2007 Yahia Al Shaer. All rights reserved.

This web site is maintained by

ICCT, International Computer Consulting & Training, Germany, US