Gamal Abdel Nasser ..The Story and Myth by Samy Sharaf

سـنوات وأيام مع جمال عبدالناصر

لا يـصـح إلا الـصـحـيـح

ـ 6 ـ

ولقد قامت الجمهورية العربية المتحدة من جانبها بإبلاغ السفير يارنج بقبولها للقرار، واستعدادها لتنفيذه، وذلك أكثر من مرة .. وفى أكثر من وثيقة. كما أنها أعلنت ذلك رسمياً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم تترك الجمهورية العربية المتحدة أى فرصة دون أن تعلن التزامها بهذا الموقف . وقد تعاونت الجمهورية العربية المتحدة تعاوناً كاملاً مع السفير يارنج، وبذلت كل جهد ممكن لإنجاح مهمته .

هذا ويهمنى أن أشير إلى أنه فى 9 مايو سنة 1968 تسلمت من الدكتور يارنج مقترحات شبيهة بمقترحاتكم - والتى جاءت فى رسالتكم - وقد سلمته فى نفس اليوم رسالة أعربت فيها من جديد عن قبول الجمهورية العربية المتحدة لقرار مجلس الأمن واستعدادها لتنفيذه. كما أننى وافقت - تلبيةً لطلبه - على إرسال التعليمات اللازمة لممثل الجمهورية العربية المتحدة الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، ليجتمع بالممثل الخاص بالسكرتير العام لاستئناف الاتصالات طبقاً لقرار مجلس الأمن، وبغرض تنفيذه .

وقد اقترحت فى هذه الرسالة على السفير يارنج أن يضع جدولا زمنيا لتنفيذ القرار. ولقد كان من الواضح أنه لكى يستمر السفير يارنج فى تنفيذ مهمته .. فإنه كان على إسرائيل أن تعلن قبولها لقرار مجلس الأمن، واستعدادها لتنفيذه، وهو الأمر الذى لم يتحقق، بل رفضت إسرائيل إبلاغ السفير يارنج استعدادها لتنفيذ القرار، مما أدى إلى توقفه عن مزاولة نشاطه. ومن ذلك يتضح أن مسئولية عدم تمكين السفير يارنج حتى الآن من تنفيذ مهمته التى نص عليها قرار مجلس الأمن تقع على عاتق إسرائيل . وعندما وجدت فرنسا أن الموقف يتدهور، وأن السفير يارنج لم يعد فى استطاعته إنجاز مهمته، تقدمت باقتراحها الخاص باجتماع الدول الأربع الكبرى للعمل من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن، ومعاونة ممثل السكرتير العام على أداء مهمته، إلاَّ أن إسرائيل استمرت فى معارضتها، مما أدى إلى عرقلة أعمال الاجتماعات الرباعية .

أما بالنسبة لقرار وقف إطلاق النار الذى أصدره مجلس الأمن فى يونيو 1967 فقد عملنا على احترامه منذ البداية، إلاَّ أن إسرائيل لم تحترم هذا القرار فى أى وقت، وواصلت اعتداءاتها علـى منطقة قناة السويس .. وأغارت على مدنها .. ودمرت المنشآت الصناعية بها .

وبصدور قرار مجلس الأمن فى 22 نوفمبر سنة 1967 الذى تضمن التسوية السلمية، أصبح قرار وقف إطلاق النار مرتبط بتنفيذ قرار مجلس الأمن، وهو ما أوضحناه فى رسائلنا إلى الأمم المتحدة، إلاَّ أن رفض إسرائيل تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 أدى إلى مواصلة القتال، وعرقلة التسوية السلمية. لذلك فإنـه مـن الواضـح أن قيام السفير يارنج باستئناف مهمته بنجاح يستدعى أن تعلن إسرائيل - بطريقة لا لبس فيها - عن قبولها لقرار مجلس الأمن واستعدادها لتنفيذه . كما نرى أنه حتى يمكن للسفير يارنج أن يحرز تقدماً سريعاً فى المرحلة الأولى من عمله، فإن ذلك يستدعى قيام الـدول الأربع بإعطائه توجيهـات محددة من أجل تنفيذ بنود قرار مجلس الأمن، وخاصة بالنسبة للانسحاب وضمانات السلام .

وإننا على استعداد لأن نؤكد من جديد للسفير يارنج استعدادنا لتنفيذ كافة بنود قرار مجلس الأمن، وتعيين مندوب عنا للتباحث معه لتنفيذ هـذا القرار. ولإمكان تحقيق ذلك فإننا على استعداد لقبول وقف إطلاق النار لفترة محددة بثلاثة شهور وفق اقتراحكم، مع اعتقادنا بأن المنهاج الصحيح الذى يجب البدء به - فى هذه الحالة- هـو المبادرة بوضع جدول زمنى لانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضى المحتلة، وقد كانت هذه هى النقطة التى توقفت عندها جهوده فى محاولاته السابقة، وكان ذلك بسبب العراقيل التى وضعتها إسرائيل أمامه، بعدم قبولها تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 " .

هذه هى الرسالة أصلاً، ثم بعد هذا أبلغته رسالة شفوية بان احنا قبلنا تنفيذ الاقتراحات التى عرضتها الولايات المتحدة . الحقيقة أنا طلبت عقد هذه الجلسة .. أيضاً امبارح عقدت جلسة مع قادة القوات المسلحة فى مجلس الوزراء ، لأن لأول مرة منذ سنة 1967 يمكن الناس تتصور اننا قبلنا حاجة جديدة .. ان احنا من سنة 1967 قبلنا قرار مجلس الأمن ويارنج وكذا .

الحقيقة ان العملية الموجودة النهارده .. أعتقد انها كلام كله احنا وافقنا عليه، لكن من الإذاعات ومن مختلف الدول الغربية .. من راديو لندن .. ومن وكالات الأنباء، حاولوا انهم يبينوا ان فيه مبادرة جديدة، بل حاول البعض انهم يقولوا إن فيه اقتراح أن تنسحب قواتنا غرب القنال بحوالى 20 كيلو متراً . كان فيه تحفظ بالنسبة لأمريكا بُلِّغ لنا شفوياً فى الأول عند تسليم هذا الخطاب وهو أن وقف إطلاق النار مرتبط بعدم إقامة قواعد للصواريخ فى منطقة قنـاة السويـس، ويجب ألاَّ نستفيد احنا ولاَ تستفيد إسرائيل من وقف إطلاق النار / طبعاً اللى كانوا هُمّ يِعْنُوه فى هذا ان الصواريخ ماتروحش منطقة قناة السويس، واعتبر أنا النهارده ان هذا الموضوع انتفى، لأن الصواريخ .. ومواقع الصواريخ مقامة فى منطقة قناة السويس .

الحقيقة فى كلامى بكرة .. يعنى احنا اتكلمنا النهارده على أساس ماحدش يقدر يشوه الموضوع.. نشرنا خطاب روجرز أيضاً علشان هُمّ طالبين سريته، وبعدين فى كلامى بكرة مع المواضيع الأخرى حاتكلم فى هذا الموضوع . وبهـذا،ونحن نتعرض-الحقيقة- لحرب نفسية عنيفـة، يجب ألاَّ نتخلَّى عن أن نواجه أى موقف من المـواقف .. حتى نحـافظ على جبهتنا الداخلية .. وحتى نحافظ أيضاً على العرب المؤيدين لنا فى البلاد العربية .

الدول العربية كلها رافضة قرار مجلس الأمن .. كل الدول العربية، ما عدا احنا والأردن . بعدين الدول العربية رفضت المبادرة الأمريكية .. من غير ما يعرفوا إيه هى المبادرة الأمريكيـة.. لأن هذه الرسالة سلمت لنا احنا والأردن بس.. ولكن حتى العراق أعلنت انهـا رافضـة، والسودان أعلنت انها رافضة، وكلهم رفضوا على أساس الأخبار التى أذاعها راديو لندن، وهى لا تمثل بأى شكل من الأشكال كلام جديد .

وزير الخارجية شاف السفراء العرب وأبلغهم وجهة نظرنا بالنسبة لهذا العرض . / الحقيقة أنا برضه بدى أكرر نقطة سبق أن قيلت - فى هذه القاعة - ان احنا عايزين حل عسكرى .. الحقيقة أنا لازلت عاوز حل سلمى، لأن الحل العسكرى عملية أبعادها كبيرة جداً . قد يتصور البعض إن أنا باقول هذا لأن الاتحاد السوفييتى تقاعس فى انه يدينا طلباتنا .. جميع طلباتنا اللى احنا طلبناها من الاتحـاد السوفييتى - وأنا هناك - 95% منها أُجيب.. على أساس حتى الحاجات اللى احنا طالبينها حنستلمها فى أسرع وقت .

حيتقال - وابتدوا يقولوا النهارده – إن فيه اتفاق مع الاتحـاد السوفييتى علشان وقف تسليحنا، هذا الكلام غير حقيقى . حيتقال حاجات كثيرة جداً .. حيقولوا: فيه اتفاق بين روسيا وأمريكا، هذا كلام غير حقيقى .. الاتحاد السوفييتى لم يقدم أى مشروع إلاَّ بعد احنا ما وافقنا على الكلام اللى هـو قَدِّمه .

الحقيقة الموضوع ده أساساً هو ما دفعنى إلى طلب عقد هذا الاجتماع، وقد يتصور البعض ان فيه شىء جديد غير قرار مجلس الأمن . فيه نقطة طبعاً برضه نحب نقولها .. الأمل فى نجاح هذا الموضوع بعيد جداً، قد يتصور البعض ان العملية دى حتنجح .. أنا رأيى ان الحل السلمى عملية صعبة جداً .. ومش ممكن يدونا حل سلمى ونطلع ماندفعش الثمن . أنا رأيى كده من الأول .. ورغم قبولى لقرار مجلس الأمن .. مش ممكن الأمريكان يسيبونا من غير ما ندفع الثمن، ولكن لغاية دلوقت ما قدروش . سنة 1967 كانوا معتبرين أن العرب هزموا إلى ما لا نهاية .. وأن جميع الحروب انتهت .. النهارده الحقيقة الوضع عندنا فيه تضامن وصمود .. أما فى داخل إسرائيل فباستمرار اليأس عندهم بيزيد .. والأمل فى السلام بيقل . السيد / أحمد العماوى :

سبق لسيادتكم أن صرحتم - فى هـذه القاعة - أن الحل السلمى لا يمكن أن تقبلـه أمريكا بما يحقق الكرامة العربية .. ونحن ملتزمون - بما أعلنته سيادتك - فى أن الحل السياسى إذا كان يحقق الكرامة، ويتم على أساس قرار مجلس الأمن فنحن نقبله، وإذا كان لا يحقق الكرامة .. أو سنفقد جزءاً من أرضنا فسوف نرفضه ونطلب الحل العسكرى، وهذا هو الخط الأساسى الذى أعلنته سيادتكم . وبخصوص البنود المحددة التى جاءت فى اقتراح الأمريكيين .. هل هم - فى تقدير سيادتك - يقدمون هذه الورقة تكتيك لكشفنا فقط، أم أنهم فعلاً جادين ، وتوجد اتصالات بينهم وبين إسرائيل لتنفيذ هذه البنود المحددة ؟ .. لأن هناك نواحى محددة .. نواحى أخرى أشرت سيادتك إليها .. بخصوص الأراضى المحتلة .. وبخصوص تنفيذ الانسحاب، فهل هناك شعور منهم بأن إسرائيل سوف تنفذ، أم لا ؟ ثانياً : هل الاتحاد السوفييتى له رأى فى هذه الاقتراحات المحددة ؟ .. رأى سياسى، أو نظرته للموضوع كدولة كبرى . - يتبع -

..............."

إنتهى نقل هذا الجزء

يحى الشاعر

- يتبع -


Graphic by Martin

Back to Index & proceed
الــــرجوع الى الفهـــرس للمتابعة والمواصلة

You are my today's

Web guest

Thank you for your visit






© 2007 Yahia Al Shaer. All rights reserved.

This web site is maintained by

ICCT, International Computer Consulting & Training, Germany, US