Gamal Abdel Nasser ..The Story and Myth by Samy Sharaf

سـنوات وأيام مع جمال عبدالناصر

لا يـصـح إلا الـصـحـيـح

ـ 5 ـ

إذاً معنى هذا ان احنا ممكن نأخذ صواريخ سام 3، ولكن حنقعد 7 أو 8 أشهر بننضرب لغاية ما يتدرب أولادنا على استعمالها. وكان هناك إلحاح أيضاً على أساس ان احنا عندنا طيارات أكثر من الطيارين.. وعلى أساس ان الاتحاد السوفييتى يشترك معنا بطيارات - بعلامات مصرية - فى الدفاع عن العمق . وافق الاتحاد السوفييتى على هذا الموضوع .. هذا الموضوع - الحقيقة - من الناحية الاستراتيجية يعتبر نقطة تحول كبيرة احنا قلنا لهم : احنا مش عايزين تحاربوا لنا، احنا اللى حنقوم بالتحرير، والعمل السوفييتى كلـه هو عمل غرب قناة السويس، على أساس ان أول أولادنا ما يتموا التدريب يأخذوا الصواريخ من الجنود السوفييت ونقوم احنا بالدفاع كله .

هنا فيه عامل جديد ظهر فى أزمة الشرق الأوسط، وأظن بتتبعكم لِماَ يُنْشَرْ .. سيتبين لكم أن هناك أبعاداً جديدة ظهرت فى الموقف. هناك أيضاً قلق فى أوروبا الغربية .. وهناك قلق فى أمريكا.. وهناك أيضاً قلـق فى إسرائيـل لسبب بسيط جداً هو أن الاتحاد السوفييتى طالما تحرك بهـذا الشكل لا يمكن إنه حيسلم أو يقبل أن يُهْزَم أمام إسرائيل .. ومساعدات أمريكا لإسرائيل، حتى ولو حصلت مواجهة مع أمريكا . طبعاً فيه ناس حاولوا يمثلوا هذا بكوبا، ولكن فيه فرق كبير بين كوبا والعملية دى .. فى كوبا كان موجود صواريخ ذرية تهدد أمريكا، أما كل الأسلحة الموجودة عندنا عادية .. هو كل الاتفاق اللى تم مع الاتحاد السوفييتى كان على أساس عملية دفاعية، ومن هنا ظهر العامل الجديد . النهارده رَدِّى - لَمَّا قالوا الأسلحة الروسية اللى عندنا - ان كل الاتفاق اللى تم مع الاتحاد السوفييتى على أساس عملية دفاعية .

فى مايو اللى فات انكشف موضوع الطيارين الروس، لأن طبعاً الطيارين الروس لَمَّا بيطلعوا فى الجو بيتكلموا مع بعضهم روسى، وسهل قوى عند إسرائيل انهم يسجلوا الأصوات .. ويعرفوا من اختلاف الأصوات فيه كام طيار موجودين فى مصر .

وحصلت الحملة الدعائية الكبيرة اللى كانت قبل أول مايو، وعلى هذا الأساس فى أول مايو كان الخطاب اللى أنا قلته كان مُوَجَّه للتهدئة .. وماكانش فيه تهديدات، لكن كان الخطاب ان احنا مستعدين ننفذ قرار مجلس الأمن، فهل إسرائيل مستعدة تنفذ قرار مجلس الأمـن ؟ .. والرسالة كانت موجهة لمستر نيكسون، وانتم عارفين كل هذا الموضوع . حصلت اتصالات بعد هذا الخطاب وقالوا إنهم بيدرسوا، وبعد كده بعتوا الرد اللى هو موجود اليوم .. ونشر اليوم فى جريدة الأهرام .

الحقيقة كان لازم نأخذ موقف فى المواجهة ، هل نرد على أمريكا.. أو مانردش زى الدور اللى فات ؟ كان من الواضح أنه لابد أن نرد فى هذا .. لأن العملية النهارده بتنقلب عالمياً على أساس ان احنا عايزين الحرب، بدل ما كانوا بيقولوا: إن إسرائيل هِىَّ اللى انتصرت الانتصار الكبير فى حرب الأيام الستة .. بدل ماكانوا بيقولوا : إن الحرب اللى أنهت جميع الحروب فى سنة 1967، أخيرا بيقولوا : إن إسرائيل مهددة .. رَمْى إسرائيل إلى البحر.. نيكسون طلع بنفسه اتكلم على ان العرب بيهددوا إسرائيل وبيرموها إلى البحر . وعلى هذا الأساس كان من الواضح أن نرد على روجرز رد موضوعى . إيه اللى جد فى جواب روجرز ؟ .. هو مقترح عدة اقتراحات : الاقتراح الأول: هـو وقف إطلاق النار بين مصـر وإسرائيل لمـدة 3 أشهر .. بين مصر بس وإسرائيل، لأن الأردن لم تلغ وقف إطلاق النار..وسوريا لم تلغ وقف إطلاق النار. احنا اللى أعلنّا فى مايو اللى قبل اللى فات بدء حرب الاستنـزاف .. وإنهاء وقف إطلاق النار، إلاَّ إذا كان هناك نص على الانسحاب الكلام اللى فى النقطة الثانية : تنفيذ قرار مجلس الأمن بكل أجزائه . النقطة الثالثة : عودة يارنج للاتصال بالأطراف كما كان فى الماضى .. اللى هو إقـرار الأطراف بسلامة، واستقلال، ووحدة الأراضى الموجودة . النقطة الرابعة : هى أن تعلن إسرائيل الانسحاب وفقاً لقرار مجلس الأمن من الأراضى المحتلة. ترجمتنا احنا بتقول من الأراضى المحتلة، الكلام الانجليزى بيقـول from occupied territories يعنى بيقولوا: "من أراضٍ محتلة"، لكن المقدمة بتاعة قرار مجلس الأمـن هـى :"عـدم الموافقة على احتلال أى أرض بالقوة " .

بعد دراسة هذا الموضوع وجدنا ان موقف إسرائيل .. والتزاماتها .. وموقفها الداخلى اللى هو يمثل وحدة وطنية بين جميع الأحزاب .. والخلافات الموجودة فى داخل مجلس الوزراء الإسرائيلى.. موضوع يستحق أن نضعه فى الحسبان . فيه ست وزراء - داخل مجلس الوزراء الإسرائيلى - ضد أى كلام عن الانسحاب، اللى يمثـلوا حزب يمينى ، وحزب جاحال .. فيه أيضاً الحزب الدينى .. فيه منهـم اثنين ، أعتقد أيضاً انهم بيرفضوا أى شىء عن الانسحاب . الحكومة الإسرائيلية نفسها حتى الآن لم تتفق على طريقة تنفيذ قرار مجلس الأمن، لأن للاتفاق على طريقة تنفيذ قرار مجلس الأمن لابد ان الحكومة تنفك، ويبقى فيه ناس فى المعارضة وناس فى الحكم .

فإذا أعلنت إسرائيل أنها توافق على الانسحاب من الأراضى المحتلة وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 242 لسنة 1967، معنى هذا أن فيه تحرك جديد من جانب إسـرائيل، لأن إسـرائيل رفضت دائماً أن تفسر قرار مجلس الأمن ، وقالت : قرار مجلس الأمن ليس إلاَّ نوع من جدول أعمال بنحطّه.. ونتفاوض مفاوضات مباشرة . حينما يقبل العرب التفاوض مفاوضات مباشرة مع إسرائيل يبقى الوضع مختلف ، المعلومات اللى عندنا انهم مايقدروش يعملوا خطة، لأن لا يمكن للحكومة انها تتفق .. ولا يمكن للأحزاب انها تتفق .

إذاً أسهل حاجة بالنسبة لإسرائيل هو رفض الاقتراحات، ولكـن كان فى رأينا ان الأمـريكان حيستنّوا .. على أساس ان احنا مش مستعدين نعمل حوار معاهم، ويعلنوا ان مصر هى اللى رفضت المقترحات .. وده أصلح لإسرائيل، ويبقى لهم مبرر قدام الرأى العام العالمى .

الحقيقـة لَمَّا بحثنا هـذه المبادرة بالنسبة لنا .. لقينا ان مافيهاش أى جديد بالنسبة لنا، فهو ، أى روجرز، يطالب بتنفيذ قـرار مجلس الأمن، وان يارنج يستأنف مهمته، ووقف إطلاق النار لمدة محددة . واحنا فى الحقيقة سبق أن وافقنا على تنفيذ قـرار مجلس الأمـن، ووافقنا على يارنج، ونرحب به على الدوام . /

بالنسبة لوقف إطلاق النار، قلنا: إن قرار وقف إطلاق النار مرهون بقبول إسرائيل قرار مجلس الأمن، اللى يتلخص فى الانسحاب . أما وقف إطلاق النار لـ 3 شهور بالنسبة لإسرائيل .. ففى الحقيقة يبقى قرار صعب، لأن إسرائيل عندها قرار مجلس الأمن كان بينص على وقف إطلاق النار إلى مدى غير محدد، ده اللى إسرائيل بتطالب به النهارده . لو نوافق على وقف إطلاق النار لمدة 3 شهور وفقاً لهذا الكلام، يبقى معناه أن إعادة استئناف القتال بعد انتهاء الثلاثة شهور ليس انتهاكاً لقرار مجلس الأمن ، زى ما كانوا أيضاً بيقولوا على القرار اللى فات .

طبعاً هذا القرار علشان يُنفذ لازم نوافق عليه .. ولازم إسرائيل أيضاً توافق عليه . إذا إسرائيل وافقت .. معنى هذا أنها تتراجع فى بعض نقط معينة - وخصوصاً إعلانها للانسحاب - وهذا يعتبر مكسب سياسى لنا .. ويعتبر تحرك فى الموقف من أجل الحل السياسى، ويكون بداية تراجع لإسرائيل، لأن لغاية دلوقتِ مافيش أى تراجع . فإسرائيل من سنة 1967 لغاية دلوقتِ .. معروف من تصريحات قادة إسرائيل .. وتصريحات الوزراء ورئيسة الوزراء انهم لا يمكن يتكلموا فى موضوع الانسحاب بأى شكل من الأشكال، ولكن هُمّ لَمَّا كانوا بيتكلموا مع يارنج كانوا لا يشيروا إلى موضوع الانسحاب، وكنا نقول له : ما رأى إسرائيل بالنسبة للانسحـاب ؟ .. يـرد ويقول انهم بيقولوا: إن إعادة وضع القوات هو تعبير إنجليزى .. حنحطّه ونطرحه حينما نجلس للتفاوض المباشر .

نيكسون لغاية امبارح بيقول إنـه مِأَخّر تزويد إسرائيل بالطيارات فى انتظار رَدِّنا ، وقال لأن إذا مارديناش عليهم .. زى ما عملنا فى روجـرز.. ليس أمامهم إلاَّ انهم يدوا إسرائيل الطيارات، وده معناه ان احنا مش عايزين حل سلمى أو سياسى، وإقامة سلام فى المنطقة، وحق كل دولة فى الحياة داخل حـدود آمنـة معترف بهـا، وقالوا: إن هناك صعوبة أن تقبل - أو تستجيب - إسرائيل لكل ما يُطلب منها. وأضاف [ روجرز ] إن المشروعات التى قُـدِّمت لا تستبعد سوريا .. وهـذا تعليق على خُطبتى فى بنغـازى، ويكفـى أن تعلـن سوريـا قبولهـا للقـرار، عندئذ يمكـن إدخـالها فى موضوع التسوية . أشار بعد هذا إلى [ ما ذكرته ] عن حقوق الفلسطينيين ، وقال: إنهم فى الواقع أقوى مما كانوا عليه فى الماضى، وقد ترون التشاور معهم فى شأن حل المشكلة، أو أن يدخل الفلسطينيون فى إجراءات الحل بأى وسيلة، وأضاف إنهم مستعدون لسماع أى رأى لهم .

وأشار إلى أنه يريد أن يغطى موضوعاً يتعلق بالمباحثات الرباعية [بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى وبريطانيا وفرنسا ] بأنه إذا قُبِلَتْ هذه المبادأة فسوف يدعم ذلك المباحثات الرباعية الجارية، وقد تصل بها إلى تحقيق الأهداف المرجـوة. وفى حالة رفض المبادأة الأمريكية، فإن ذلك قد يدفع الولايات المتحدة إلى إعادة النظر فى موقفها من المحادثات الرباعية، وذكر بأنه لا يمكن تحقيق اتفاق دون أن تمارس الولايات المتحدة ضغطاً على إسرائيل .. وهى تفعل ذلك الآن .

تحدث بعد ذلك عن رأى الولايات المتحدة فى الانسحاب .. فى أنه يستند أساساً إلى مبدأ عدم اكتساب أراضٍ عن طريق الحرب . دى أول مرة هُمّ الحقيقة بيتكلموا كلام بهذا الشكل - كما جاء فى القرار - وهم يبحثون عن صيغة تحقق تنفيذ هذا المبدأ، وقَدَّموا عدة مشاريع لحل المشكلة التى لازال يشملها التعقيد . وأضاف أنه لا يمكن استبعاد إسرائيل عن تسوية الأوضاع فى غزة والقدس، لأن موضوع السيادة عليهما لم يُحَلّ بعد، وسبق أن أعلنوا آراءهم - فى المستندات التى قَدَّموها - بأن تظل غير مقسمة - هذا فى مشروع روجرز - على أن يكون لكل من إسرائيل والأردن دور فى إدارتها، وأن يكون هناك تعديلات طفيفة . وتفسيرهم لهذه التعديلات أنها تمس النواحى الإدارية ، فمثلاً إذا كان فيه طريق .. وطلع منه حتة فى البلد دى .. أو حتة فى البلد الأخرى، يمكن يحصل تعديل، على أساس أن تكون هذه التعديلات تعديلات متبادلة . أما سوريا، فإنهم يرون النظر فى شأنها بعد إعلان قبولها لقرار مجلس الأمن .

قـرار مجلس الأمن بتاع سنة 1967 بيقول : إن مجلس الأمن وهو يعرب عن الاهتمام المستمر بالموقف الخطير فى الشرق الأوسط، ويؤكد عدم إمكانية الحصول على أراضٍ بواسطة الحرب، وضرورة العمل من أجل إقامة سلام عادل ودائم ، يمكن لكل دولة فى المنطقة أن تعيش فى ظله فى أمان، ويؤكد أيضا أن جميع الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة قد أخذت على عاتقها .. وفقاً للمادة الثانية من الميثاق : أولاً : يؤكد أن تنفيذ مبادئ الميثاق يتطلب إيجاد سلام دائم وعادل فى الشرق الأوسط ، على أساس انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضى التى احتلتها فى الصراع الأخير (1). ثانياً : إنهاء كل … الحرب … (2) وحدة أراضيها .. وحقها فى أن تعيش فى سلام داخل حدود معترف بها. وكمان حرية الملاحة، وتحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين، وضمان عدم انتهاك أراضـى أى دولة، ويطلب من السكرتير العام أن يعين ممثل .

إذاً كل - الحقيقة - الكلام الموجود فى هذه المبادرة الأمريكية وافقنا عليه قبل كده ، ولكن كان حيبقى الموضوع موضوع مبدأ، هل سنرد على أمريكا .. أم لا نرد على أمريكا ؟ .. احنا عملنا الرد.. وردِّينا على أمريكا بالنسبة للموضوع، على أساس اننا لا نعطى فرصة بأى شكل من الأشكال للولايات المتحدة علشان تعطى سلاح لإسرائيل . الرد أننا نقبل وقف إطلاق النار لمدة 3 أشهر .. وأننا نقبل تنفيذ قرار الأمم المتحدة .. وأننا نقبل أن يارنج ييجى المنطقة ونتكلم معاه ، أو فى نيويورك يمكن مندوبنا هناك يتكلم معاه . والنقطتين الأخيرتين اللى هما الإقرار والاعتراف بحق كل دولة فى الحياة … إلى آخر هذا الموضوع .. أيضاً نقبله، وهذا موجود فى قرار مجلس الأمن، وأيضاً انسحاب القوات الإسرائيلية . إيـه رد الفعل اللى حيبقى بعد كده؟.. فى تقديرنا أن الموقف يكون صعب جداً لإسرائيل .. فى تقديرنا أن إسرائيل لا تستطيع أن تقبل وقف إطلاق النار لمدة ثلاث أشهر .. فى تقديرنا انهم كانوا مستنيين ان احنا اللى نرفض . بعدين فى تقديرنا أنه سيكون من الصعب على إسرائيل أن تعلن مسبقاً عن الانسحاب، وإذا أعلنت عن الانسحاب .. فستحاول أن تشوه فكرة الانسحاب .

____________________

الترجمة العربية تختلف عن الترجمة الإنجليزية . فى تقديرنا أيضاً - يمكن بنرجع دلوقت للمشكلة من الأول، لأن هذا الكلام كله ابتدأناه سنة 1967.. ودلوقت احنا سنة 1970- هل يارنج حيقدر يصل إلى نتيجة سريعة .. ولاّ لأ؟ .. فى رأينا أن العملية ستكون فى منتهى الصعوبة . كان ردنا على وزير الخارجية الأمريكى هو :

" عزيزى السيد وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، لقد تلقيت رسالتكم المؤرخة 19 يونيو، والتى أشرتم فيها إلى خطورة الوضع، وإلى أن مصلحتنا المشتركة تقضى بأن تحتفظ الولايات المتحدة وتنمّى علاقات الصداقة مع كل شعوب ودول المنطقة، وأبديتم استعدادكم للقيام بدوركم فى هذا الشأن، كما طالبتم الآخرين بضرورة التحرك معكم واغتنام هذه الفرصة . وقد أشرتم كذلك فى رسالتكم إلى الوسيلة الأكثر فعالية للتوصل إلى تسوية، وهى أن تبدأ الأطراف العمل تحت إشراف السفير يارنج، للتوصل إلى الخطوات التفصيلية اللازمة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242، الصادر فى 22 نوفمبر سنة 1967. /

وجدير بالذكر أننا كنا نطالب دائماً - كما كان يطالـب جميـع أصدقاؤنا، وفى مقدمتهم الاتحاد السوفييتى - بضرورة العمل على إنجاح مهمة السفير يارنج فى تنفيذ قرار مجلس الأمن، وكنا.. وكان جميع أصدقاؤنا معنا نبذل - ولازلنا نبذل - كل الجهود من أجل تحقيق ذلك، وأن خطورة الوضع فى منطقة الشرق الأوسط ترجع إلى قيام إسرائيل بعدوانها واحتلالها الأراضى العربية، وأن استمرار احتلال إسرائيل للأراضى العربية، وإصرارها على اعتداءاتها على الشعوب العربية ، أمر يدفع الموقف إلى مزيد من التدهور . وأن انسحاب إسرائيل من كافة الأراضى العربية التى احتلتها - نتيجة لعدوانها على الدول العربية فى 5 يونيو سنة 1967 - أمر أساسى لتحقيق السلام فى المنطقة

. وأن تحرير الأراضى العربية ليس فقط حق طبيعى .. بل هو واجب وطنى، وقد أكد هذا الحق ميثاق الأمم المتحدة الذى ارتبطنا به جميعاً، كما عززه قرار مجلس الأمن الذى أكد عدم شرعية ضم الأراضى عن طريق الحرب، والذى أشار كذلك إلى وجوب احترام السيادة والسلام لجميع دول المنطقة . وأن شعب الجمهورية العربية المتحدة الذى يعمل من أجل التنمية والبناء لرفع مستوى معيشته، يهمه فى الدرجة الأولى تحقيق السلام، إذ أن الحرب تعرقل خطوات البناء والتعمير . هـذا وإننى أود أن أؤكد لكم أن الجمهورية العربية المتحدة لا يوجد لديها أى أهداف توسعية، وذلك على عكس إسرائيل التى تسعى للتوسع وضم الأراضى العربية، وقد أعلن قادتها أنهم جميعا فى حربهم من أجل التوسع، ولازالوا يعلنون حتى اليوم فى تصريحاتهم المتتالية عن نيتهم لضم الأراضى العربية لإسرائيل . كما أنه ولاشك من المهم أن يتحقق ما ذكرتموه عن رغبة الولايات المتحدة فى تنمية علاقات الصداقة مع كل شعوب ودول المنطقة، ونحن نعتقد أن ذلك يساعد على توطيد السلام فى المنطقة، وكان من الممكن أن يتحقق ذلك لو أن الولايات المتحدة الأمريكية اتبعت سياسة متوازنة تماماً . وإننى لعلى يقين من أنكم تدركون أن استمرار تجاهلكم لحقوق شعب فلسطين - الذى شردته إسرائيل من وطنه ودياره - لا يمكن أن يساعد على إقرار السلام فى المنطقة، وإنه من الضرورى الاعتراف بحقوق شعب فلسطين العادلة المشروعة وفق قرارات الأمم المتحدة ، حتى يمكن أن يسـود السلام فى منطقة الشرق الأوسط .

وعندما أصدر مجلس الأمن بالإجماع قراره فى 22 نوفمبر سنة 1967 ، أتاح للمجتمع الدولى بذلك فرصة لإحلال السلام فى المنطقة، إلاَّ أن إسرائيل رفضت هذا القرار، وحالت بذلك دون تحقيق السلام فى ذلك الحين، الأمر الذى نتج عنه استمرار الحرب حتى وقتنا هذا . ولذا فقد كان موضع اهتمامنا قولكم : ضرورة اغتنام الفرصة المتاحة الآن، وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن، وهو ما كنا ننادى به منذ نوفمبر عام 1967، وكنا نأمل أن يتم إقرار السلام منذ ذلك الحين. /

وإننى أود أن أؤكد لكم أننا مازلنا نؤمن بأن السلام يمكن أن يتحقق بتطبيق الحل الذى أقره مجلس الأمن فى 22 نوفمبر سنة 1967. وقد حرصنا دائماً - منذ بدأ السفير يارنج مهمته فى ديسمبر سنة 1967 - أن نوضح أهمية إعلان أطراف النـزاع - بادئ ذى بدء - قبولهم لقرار مجلس الأمن، واستعدادهم لتنفيذه بكافة بنوده .

- يتبع -

..............."

يحى الشاعر

- يتبع -


Graphic by Martin

Back to Index & proceed
الــــرجوع الى الفهـــرس للمتابعة والمواصلة

You are my today's

Web guest

Thank you for your visit






© 2007 Yahia Al Shaer. All rights reserved.

This web site is maintained by

ICCT, International Computer Consulting & Training, Germany, US