![]() |
سـنوات وأيام مع جمال عبدالناصر
من هنا كان الصعود الى الهاوية
لهذه الأسباب حصلت مصر على صفر
من هنا كان الصعود إلى الهاوية لهذه الأسباب حصلت مصر على صفر * * * * * قال الرئيس جمال عبد الناصر : " الخائفون لا يصنعون الحرية ،والمترددون لن تقوى أياديهم المرتعشة على البناء " . وقال عبد الرحمن الكواكبى : " ومن أين لأسير الاستبداد أن يكون صاحب ناموس وهو كالحيوان المملوك العنان ، يقاد حيث يراد له ، ويعيش كالريش فى مهب الريح ، ولا نظام ولا إرادة . والإرادة هى أم الأخلاق ، هى تلك الصفة التى تميز الحيوان عن النبات فى تعريف الحيوان بأنه متحرك الإرادة ، فالأسير إذن دون الحيوان لأنه يتحرك بإرادة غيره لا بإرادته الشخصية " . * * * * * طيب خليهم صفرين . . فى أحد مشاهد مسرحية للأستاذ فؤاد المهندس قال والد أحد التلاميذ ( جزار أمى ) لفؤاد المهندس ( المدرس ) ، معترضا على أن التقدير فى شهادة ابنه أصفار متكررة وتبادل مع المهندس الحوار التالى : انت اديت له صفر واحد بس ليه ؟ ! طيب خليهم صفرين ! خليهم ثلاثة ، احنا مش بندفع المصاريف ؟ ! * * * * * افتكرت هذا الحوار وأنا استمع لقرارات الفيفا حول دورة 2010 وفى الحقيقة لم استغرب النتيجة لأنى كنت واثق اننا لن نكون الفائزين ، لكن لم اكن أتخيل أبدا أننا وصلنا فعلا إلى الصفر . . إلى القاع . وبعد أن هدأ تفكيرى استعرضت شريط الأحداث الذى بدأ من يوم 4 فبراير 1971 ، بداية الصعود إلى الهاوية بمبادرة التسليم للعدو دون مقابل . اصبحت الانحيازات المضادة لتوجهاتوثوابت ثورة يوليو 52 ومبادئها هى السائدة فى المجتمع المصرى وسرعان ما انتقلت للمجتمع العربى تطبيقا لنظرية الأوانى المستطرقة العربية . . بدأت الصور تجرى أمام عينى . . فهذه راقصة تتحدث عن تحرير فلسطين . . وهناك ستة ملايين عامل اجبنى . . وثلاثة ملايين عاطل عربى . . ناكل هامبورجر ونشرب الكولا وندخن المارلبورو . . ونطالب بمقاطعة المنتجات الأمريكية . لا تتم ترقية ولا تعيين ولا نقل ولا تعيين ولا تحصل على درجة علمية إلا بالواسطة أو بتفتيح الدماغ . . لا تحصل على حقك إلا بالواسطة . . شركات الاتصالات تشفط ما فى الجيوب . . فواتير الكهرباء والزبالة فوق البيعة . . طوابير رغيف العيش . . نواب القروض . . تجار الصنف . . نواب النقوط . . تجار الحديد . . سماسرة المبيدات المسرطنة . . مافيا الأدوية . . الهاربين بأموال ومدخرات الشعب وأذكر بكلام الدكتور عزيز صدقى رئيس وزراء مصر الأسبق من أن الأموال المهربة تجاوزت المائتي مليار جنيه وأن لديه بعض الأسماء ! . . أموال التامينات ، أين ؟ . . المتهربون من الخدمة الوطنية . . ترزية القوانين سيئة السمعة والانتخابات . . مسئولين يفرطون فى حق الدولة والناس فى الوقت الذى ينتحر فيه الشريف . . مستشفى الآمراض العقلية لمن يقول كلمة حق . . أحكام على قضاة مرتشون ! . . أكل الشعب لحم الكلاب والقطط والحمير وأكل الناس اللى فوق الفواجراه والسومون فيميه والوجبات الطائرة من مكسيم باريس . . مراكز ضعف ونفاق وكذب . . شارع سايب . . الشواذ . . لا ثواب ولا عقاب ولا قدوة . . مراكز ضعف سياسى واقتصادى واستغلال نفوذ . .وانفتاح النفخ . . طائرات خاصة وشركات أمن خاصة لتحمى البعض من غضب الباحثين فى زبالة الأغنياء عن بقايا طعام . . بيع بحيرة ناصر . . والله أعلم فيما يقال عن رهن مواقع أخرى للأجانب . . بيع قلاع النسيج وصناعات الخشب والورق والألومينيوم والمواد الغذائية ، إغلاق 400 مصنع من بين 700 . . تشييد دول السواحل والشواطىء والمارينا . . حفلات الليالى الملاح والمهرجانات . . مواكب الحراسات والسيارات الفارهة . . الكلاب البوليسية . . الإنفاق الترفى والتسيب والمشروعات الخاسرة أو الغير مدروسة . . أرباح لا تتحقق . . تجاوزات فى صرف المرتبات والحوافز والمكافآت وصلت لمستوى الوزراء وبعض كبار المسئولين فى وزارات بعينها . . وتجاوزات فى التكاليف . . وارتفاع فى سعر الفائدة للقروض إلى ما يقرب من 25% عمليا . . ماذا لو تمت المقارنة بسعر الصرف للعملة بين سنوات 52 ثم 65 ثم 1970 وبعد ذلك خلال الثمانينات فالتسعينات واليوم ، و ماذا عن أثر ذلك على المواطن العادى الذى يشكل ما يقارب من التسعين بالمائة من المجتمع منهم حوالى 60% من الشباب . . شباب لا يستطيع أن يعمل أو يسكن أو يتزوج فى الوقت نفسه تتعدى حالات الزواج العرفى المليونين علاوة على ازدياد حالات الطلاق نتيجة لهذه الظاهرة وآثارها المستقبلية ، ويضاف إلى هذا ازدياد عدد ساكنى القبور فى قاهرة المعز . . كنا نصدر القطن والغزل و الأرز والبصل والفول والعدس فى ظل زيادة سكانية تقترب من 9ر2% ومعدل نمو حقيقى وصل إلى 6ر6% حسب تقرير البنك الدولى الرسمي رقمA870 فى 5يناير 1976 ، أصبحنا نستورد هذه المنتجات الزراعية الأساسية ، ومصيبة اقتلاع حقول قصب السكر فى صعيد مصر و الذى كان يدر على البلاد عائد ضخم تحت حجج أمنية قاصرة وقصيرة النظر . . تجفيف البحيرات الكبرى . . المنزلة والبرلس لمصلحة قلة وللاتجار فى الأراضى والتضحية بعائد ضخم من الثروة السمكية النادرة . . سلق استجوابات مجلس الشعب ـ قل ما تريد وسأفعل ما أريد ـ . . ولن أتحدث عن الأمراض التى تعم الريف والقصور فى حجم ونوع وطريقة العلاج أو معاملة المرضى أو كفاية الدواء وفى بعض الأحيان أدوات العمليات الجراحية ، يتولى المريض شراؤه بمعرفته . . بعد ما يدفع دم قلبه فى الدروس الخصوصية . . أحزاب ورقية . . كارتونية . . لا تستطيع أن تجند كوادر شبابية ( 60% من المجتمع والمستقبل ) لأنه ممنوع العمل الحزبى فى الجامعات والمدارس ، أما العمال فكلهم أعضاء فى الحزب الوطنى فقط ومن ينتمى لأى حزب آخر يحرم من المكافآت والحوافز والترقيات إن لم ينقل لجهة نائية . . لا يستطيع أى حزب عمل مؤتمر جماهيرى أو القيام بمسيرة وإلا سيطبق قانون الطوارىء ( اعتقال أى تجمع لأكثر من خمسة أفراد . . ! ) ، جرائد الأحزاب مدينة بديون خيالية تصل إلى الملايين من الجنيهات ولا تستطيع أن تغطى تكاليفها بالإعلانات مثلا لاحتكار هذه الوسيلة بواسطة المؤسسات الصحفية الرسمية وبذلك تصبح جرائد الأحزاب تحت رحمة هذه المؤسسات . . كلام كثير فى هذا الشأن . . الخلاصة أن الأحزاب خلاف الحزب الوطنى أصبحت قوة طاردة . . مجرد اسم وجريدة ورئيس حزب وأربعة جدران ويافطة . . لذلك اعتزلت العمل الحزبى . . وحيث أن الأرقام لا تكذب فإن آخر تقرير تقدم به الجهاز المركزى للمحاسبات لمجلس الشعب يوم 18إبريل 2004 جاء فيه : انفقت الحكومة 4ر134 مليار جنيه فى سنة 2001 / 2002 والموارد لم تتجاوز 89 مليار جنيه بسبب زيادة النفقات غير الضرورية وعدم ترشيد الإنفاق الحكومى وعدم ضبط النفقات وزيادة الإنفاق الترفى علاوة على عدم تحقيق الأهداف الاقتصادية لزيادة موارد الدولة واخيرا فشل تحصيل الإيرادات والمتأخرات ( 45 مليار جنيه ) . حجم الديون 460 مليار حنيه منها 7ر28 مليار دولار تمثل الدين الخارجى . اما الدين الداخلى فيبلغ 9ر329 مليار جنيه بزيادة 141 مليار جنيه بنسبة 8ر74 % فى السنوات الخمسة الماضية بالرغم من أن 50 % من ديون مصر لخارجية سقط تماما فى مؤتمر باريس ، وكذا الديون العربية . الأموال المستثمرة فى الهيئات الاقتصادية حتى 30/6/2002 بلغ 4ر338 مليار جنيه والعائد 8 مليارات فقط . 29 هيئة حكومية حققت 500 مليون جنيه وقناة السويس وحدها حققت 6ر3 مليار جنيه ولمن لا يعلم فإن هذه القناة هى التى أممها الرئيس جمال عبد الناصر سنة 1956 وفتح بذلك بنكا يتضاعف دخله للشعب المصرى بدأ بمليون جنيه واليوم يدر أكثر من ثلاثة مليارات من الدولارات أى حوالى 18 مليار جنيه سنويا . هل تعرفون لماذا وصل بنا الحال إلى هذا التدنى فى كل شىء ؟ إنها لعنة اولاد الكامب . . نهج كامب دافيد اللعين الذى نسف المد العربى والتنمية المصرية وقهر الإرادة المصرية لنستسلم برضا وقناعة للصهيو أمريكية وللشرق أوسطية ، وأصبح الحكام العرب يقولون أنهم يحبون القدس ويفدونها بالأرواح وهم يعتبرون القدس المسجد القصى فقط ويريدون إدارة عربية للمسجد ، أما القدس المدينة والناس فلتبقى عاصمة موحدة وللأبد للعدو الصهيونى هذا فى الوقت الذى يشترون فيه نصف لندن ونصف باريس ومدريد ويمتلكون ناطحات السحاب فى نيويورك وشيكاغو وتكساس ويستثمرون مالا يقل عن تسعمائة مليار دولار فى أوربا والولايات المتحدة الأمريكية ، ويتسلحون بمليارات الدولارات من أجل حماية أنظمتهم وعائلاتهم ثم يسمحون بعد ذلك بإقامة القواعد والقيادات العسكرية الأمريكية على الأرض العربية الطاهرة ليتم الاستيلاء على الوطن العربى بما يحوى من ثروات تاريخية و علمية ومعنوية وبشرية وطبيعية ، بأقل تكلفة وفى بعض الأحيان بلا مقابل ، للمستعمر الجديد . . ويريدون بعد ذلك أن يدخلوا الجنة . . سلام لك وعليك يا مظفر يا نواب . ليس أمامنا الآن إلا أن . . يعدل الدستور بواسطة تجمع يشمل جميع القوى والتيارات السياسية والنقابية والمجتمع المدنى . . أهم المعالم . . تفعيل التغيير بطريقة ديموقراطية من القمة حتى القاعدة . . إلغاء كل القوانين المقيدة للحريات . . عدم السماح بأى شكل و مهما كانت الظروف بتعديل مدد تولى المسئولين فى المستويات القيادية من رئيس الدولة ونوابه والوزراء وقادة القوات المسلحة والشرطة ، تلك المدد التى يحددها الدستور الجديد ومنها مدتين فقط لرئيس الدولة . . وهكذا . . ضبط المرتبات والبدلات والمكافآت للجميع بدون استثناء ولا يسمح بتجاوز ما تحدده القوانين فى هذا الشان . . نفس الشىء بالنسبة للكادرات الخاصة ايضا . يفعّل المجتمع المدنى بسياسة تعليمية جديد ، و إعادة إحياء الثقافة والفنون العربية الأصيلة من أجل خلق إرادة عربية حرة مستقلة من جديد ، إرادة ليست عوراء ، إرادة متحررة من كل القيود والعوائق التى فرضتها أسباب أمنية وتقليد أعمى لأسوأ ما فى الغرب من تقاليد وعادات تحت مسمى الحضارة . . إرادة ليست مرتعشة أو مترددة . . مرادفا لهذا لن يستطيع هذا المجتمع المدنى أن يخطو خطوة واحدة للأمام ما لم يعمل إرادة التغيير بدأ من قمة الهرم ، ثم إتاحة الفرص لعناصر قدوة . . قادرة . . نظيفة . . تؤمن بوطنها وبعروبتها وبحريتها واستقلالها ، رافضة التبعية ، تدافع عن الأرض وتحمى العرض مهما كان الثمن ، ومهما كانت التضحيات لأنه فى النهاية لن يصح إلا الصحيح . مصر كبيرة جدا وسوف تظل كبيرة ، وليس هناك أى تناقض بين المصرية والعروبة أو بين الوطنية والقومية التى لا يضيرها أبدا أن يكون لكل قطر داخل إطارها شخصيته ، بل بالعكس فإن هذا التوجه سيثرى التجربة ويجعلها متعددة التنوع والأبعاد . بعد كل ذلك نعود فنسأل لماذ حصلنا على الصفر ؟ لقد ذهب المرشحين الاخرين حاملين معهم تاريخهم وقضاياهم الوطنية التى أكسبتهم احترام العالم . . ونحن ذهبنا حاملين معنا كل ألوان الدعاية التى لا تستند إلى حقيقة ولا تقنع أحدا . 20مايو 2004 نشرت هذه المقالة فى عدد العربى رقم 910 بتاريخ 23مايو 2004
مقال لجريدة العربى
الــــرجوع الى الفهـــرس للمتابعة والمواصلة
You are my today's
Web guest
Thank you for your visit
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
© 2007 Yahia Al Shaer. All rights reserved.
This web site is maintained by
ICCT, International Computer Consulting & Training, Germany, US