Gamal Abdel Nasser ..The Story and Myth by Samy Sharaf

المحضر السرى 

للجلسة السابعة للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى

بتاريخ 6 نوفمبر 1968 
 

 

عقدت اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى بعد انتخابها من المؤتمر القومى العام واحد وثلاثين جلسة اعتبارا من 2أكتوبر 1968 حتى يناير 1971 ، وقد تم تسجيلها كلها وتحرر لهذه التسجيلات محاضر فيما عدا جلسة واحدة حفظ التسجيل فى مكتبى بمبنى الاتحاد الاشتراكى بالدور الحادى عشر وكان مخصص لرؤية الرئيس جمال عبد الناصر بالنسبة لعملية تحرير الأرض وتمت فيه مناقشات على جانب كبير من الأهمية بين الأعضاء من ناحية والرئيس من جهة أخرى .

وفى الجلسات السابعة والرابعة عشر والثانية والعشرين تخللها مناقشات هامة رؤى أن يحرر لها جزء سرى من المحضر لم يتم توزيعه على الأعضاء ولكن رؤى الاحتفاظ به مسجلا على الشرائط فقط .

وفيما يلى نص الجزء السرى من محضر الجلسة السابعة بتاريخ الأربعاء 15 من شعبان 1388 الموافق 6 نوفمبر 1968 ـ وهذا الجزء من المحضر لم يوزع على الأعضاء ـ .

* * * * *

الاتحاد الاشتراكى العربى

اللجنة المركزية سرى للغاية

محضر الجلسة السابعة

اجتمعت اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى برئاسة السيد الرئيس جمال عبد الناصر وحضور السادة أعضاء اللجنة التنفيذية العليا ، وذلك فى الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الأربعاء 15شعبان سنة1388 الموافق 6 من نوفمبر1968 .

حضر السادة الأعضاء عدا :

السادة الأعضاء الأصليين :

إبراهيم محمد عبد الله الخولى

أحمد فهيم

حسن عباس زكى

خالد محيى الدين

سيد مرعى

مصطفى أبو زيد فهمى

نصر الدين أحمد مصطفى 

ومن السادة الاحتياطيين :

صلاح الدين أبو المجد طه

عبد الرحمن عبد الهادى خضر 

السيد الرئيس :

السلام عليكم . .

جدول الأعمال ، افتتاح الجلسة ، مناقشة الموقف السياسى والعسكرى بصفة عامة على ضوء التحركات السياسية والعسكرية .

حاتكلم بتوسع شوية عن التطورات السياسية اللى حصلت فى المرحلة الأخيرة كلنا عارفين قرار مجلس الأمن اللى صدر فى نوفمبر 1967 ، وأنا اتكلمت عن هذا القرار فى جلسة سابقة وعن قبولنا لهذا القرار ، وابتداء الاتصالات مع يارينج بهذا الخصوص ، وفى نفس الوقت كانت إسرائيل رافضة تنفيذ هذا القرار أو تفسير القرار بطريقة تبعد كلية عن محتوى القرار .

فى الفترة اللى فاتت أثناء وجود وزير الخارجية محمود رياض فى نيويورك اتقابل مع يارينج وحصل كلام بينهم ، واتقابل مع راسك وزير خارجية أمريكا وحصل كلام بينهم ، أثناء وجود محمود رياض فى أمريكا كان هناك أبا إيبان اللى سلم مذكرة ليارينج عن وجهة نظرهم بخصوص قرار مجلس الأمن .

و قرأ الرئيس ما جاء فى هذه المذكرة من النوتة الخاصة به كما يلى : 

" يوم 15أكتوبر 1968 ملخص ملاحظات وزير خارجية إسرائيل إيبان للسفير يارينج

إستمرارا لمحادثاتنا السابقة وخطابى فى الجمعية العامة فى 8أكتوبر نرغب فى أن نجد مزيدا من الاكتشاف فى إمكانية تشجيع عقد اتفاق بين الجمهورية العربية المتحدة وإسرائيل حول إقامة سلام دائم وعادل . .

طبعا بيبان هنا أيضا أنه بيحاول يدى تفسير لأن مافيش فى قرار مجلس الأمن كلمة عقد اتفاق ، وينبغى الآن بذل مسعى للإعراب عن وجهة النظر المحددة لحكومتى الجمهورية العربية المتحدة وإسرائيل فى مسائل معينة ينطوى عليها إحلال سلام نهائى محل حالة حرب دامت عشرين عاما ، كانت هناك عقبة رئيسية فى سبيل تقدم المناقشة بين الجمهورية العربة المتحدة وإسرائيل ، هى أنه لم يكن هناك حتى الآن لقاء بين الأطراف من النوع الذى كان متصورا فى تقرير السكرتير العام بتاريخ 29مارس سنة 1968 ، ولكن كما قلت فى الجمعية العامة فى 8أكتوبر ، نحن على استعداد فى هذه الأثناء لتبادل الآراء والتوضيحات عن طريقكم حول مسائل ملموسة معينة مع الجمهورية العربية المتحدة ، ففى هذه المرحلة الأولية ليس أمام حكومتى صيغة دقيقة وجازمة لوجهة نظر الجمهورية العربية المتحدة فى المسائل المحددة التى هى محل الخلاف .

وفى مناسبات مختلفة تلقينا شفويا منكم وعن طريق مسالك أخرى ، انطباعات عن السياسة المصرية ، لم تكن دائما على نمط واحد وأنه ليكون أمرا له قيمته إذا استطاعت حكوماتنا أن تدرس كل منها سياسات الأخرى بالدقة التى لا يمكن أن تأتى إلا من بياناتهم الصادرة من جهة مسئولة ، والآن أخذ فى شرح وجهات النظر التى كونتها إسرائيل حول المسائل التى هى موضع خلاف بين الأطراف :

  1. إقامة سلام عادل ودائم ، نحن نعتقد أن سلام عادل ودائم هو شىء أكثر من انتقاء القتال أو من تصريح بعدم وجود حالة حرب أو أكثر من تسوية سياسية ، عندما نستخدم كلمة سلام فى وثيقة دولية يكون لها المعنى الدقيق الذى يعلق بها فى القانون الدولى وفى السياق الدولى الحالى ، تنطوى الكلمة بصورة واضحة على تغيير جذرى فى جميع العلاقات السابقة بين الجمهورية العربية المتحدة وإسرائيل ، ذلك أنه ما من شىء من تلك قد فسر من جانب الأطراف أو أى شخص آخر على أنه سلام ، إن عبارة إقامة سلام عادل ودائم الواردة فى قرار مجلس الأمن لهى النص الفعلى الذى ينبغى أن تندرج تحته المبادىء الأخرى ، فالمبادىء المنصوص عليها فى الفقرتين 1و2 من ذلك القرار تخضع لإقامة السلام ، هذه النقطة أساسية جدا بحيث يجب فى رأى إسرائيل ، على أنه إقامة السلام وإنهاء صراع عاش عشرين عاما وذلك بشكل رسمى كالسلام والمرحلة التى تحل محل وقف إطلاق النار .
  2. الاتفاق ـ يجب أن يرتكز السلام نفسه وكل ما يتضمنه من نصوص على اتفاق الأطراف المعنية ، هذا المفهوم وارد بصفة محددة فى القرار الذى تستمدون منه مهمتكم وشدد عليه مرارا . إنه على كل حال ينبثق من سيادة الأطراف المتعاقدة ومن حقوقها وبمسئولياتها الواردة بالميثاق ، إن القرار لا يعفى الأطراف من واجبها وحقها فى السعى من أجل اتفاق حول كل جوانب عملية صنع السلام ، إن البيانات التى تصدرها الأطراف من جانب واحد لا تصلح ، لا هى ، ولا مقترحات أو تأكيدات الحكومات والهيئات الخارجية بديلا عن الاتفاق فيما بينها ، وعندما تصل الأطراف إلى اتفاق سيكون من الطبيعى أن يلقى اتفاقها الموافقة والتأييد الدوليين ، ولكن تقع مسئولية إقامة السلام على عاتق الحكومات التى يعنيها الأمر بشكل مباشر . وفى رأينا ينبغى أن يعبّر على الانتقال من الحرب إلى السلام بطريقة تعاقدية فى شكل معاهدة ، كما ينبغى أن تقرر الوثيقة الموقعة التى تتضمن إقامة سلام عادل ودائم أوجه تفاهم حكوماتنا بالتفصيل وأن تشتمل على خريطة للحدود الإقليمية والسياسية المتفق عليها بين مصر وإسرائيل ، وأن تعلن إنهاء النزاع وحالة الحرب بصفة نهائية وأن تحدد أن التزامات الدول الأعضاء تجاه كل منها الأخرى فى ظل الميثاق ، تنطبق على العلاقات بين الجمهورية العربية المتحدة وإسرائيل
  3. حدود آمنة ومعترف بها وتنظيم القوات المسلحة . إن الحدود الآمنة والمعترف بها ليست خطوط الهدنة السابقة ، وكان هذا واضحا عندما وقعت مصر وإسرائيل اتفاقية رودس عام 1949 التى أوضحت مادتها الخامسة ، لا ينبغى تفسير خط الهدنة بأى معنى على أنه خط سياسى أو إقليمى وأنه مخطط دون المساس بحقوق ومطالب ومراكز أى من الأطراف فيما يتعلق بالتسوية النهائية للمشكاة الفلسطينية ، إن عبارة حدود آمنة ومعترف بها جاءت أولا فى مناقشات مجلس الأمن عام 1967 وفى مشروع قرار مقدم من الولايات المتحدة الأمريكية التى أوضح بخصوصها ممثل الولايات المتحدة من بين أشياء أخرى وقال من الوجهة التاريخية لم تكن هناك مطلقا أى حدود آمنة أو معترف بها فى المنطقة ، " ده ممثل أمريكا " . تلت خطوط الهدنة عام 1949 ولا خطوط وقف إطلاق النار عام 1967 ينطبق عليها ذلك الوصف . إن الحدود الآمنة لا يمكن تقريرها بعمل من طرف واحد ، لأى من الدول ولا يمكن فرضها من الخارج ، وينبغى وضع الحدود الآمنة بالتبادل ويعترف بها الأطراف أنفسهم كجزء من عملية صنع السلام .

" انتهى كلام ممثل أمريكا اللى بيستشهد به " .

إننا نرغب فى السعى وراء اتفاق مع الجمهورية العربية المتحدة على حدود آمنة ومعترف بها ضمن إطار سلام دائم ، وسوف نرحب بإيضاح الرسم لرغبة الجمهورية العربية المتحدة ، فى البحث عن مثل هذا للاتفاق وضمن إطار السلام ، يجب استبدال خطوط وقف إطلاق النار بحدود آمنة ومعترف بها . وعندئذ يجرى تنظيم وضع القوات بما يتفق تماما مع الحدود التى يتفق عليها فى ظل السلام النهائى ، والواضح أن أى اتفاق يجب أن يأخذ فى حسبانه الخاص مشاكل الأمن والحاجة إلى تدابير دائمة وفعالة من أجل حرية الملاحة الإسرائيلية .

  1. اتفاقيات الأمن . إن السلام ينبغى أن يكون من نوع يمكن كل دولة فى المنطقة من العيش فى أمان ، وبالإضافة إلى إقامة حدود إقليمية متفق عليها يجب أن نناقش اتفاقيات أمن أخرى متفق عليها تهدف إلى تفادى نوع الموقف المعرض للتهديد والذى سبب انهيار السلام فى صيف عام 1967 ويجب أن تشتمل وثيقة إقامة السلام على تعهد متبادل بعدم الاعتداء .
  2. حرية الملاحة فى المياه الدولية . يجب أن تعلن حكوماتنا أنه لو كانت قناة السويس وخليج العقبة طرقا مائية دولية ، فإن سياستهما هى أنهما وكافة الدول الأخرى سوف تضمن حرية المرور لملاحتهم ، و يجب أن تؤمن حرية العبور بوسائل مناسبة ودائمة تستطيع ضمان عدم تجدد الحصار والتدخل .

  إن البقاء على حالة الحرب البحرية ، حتى بعد قرار مجلس الأمن الصادر فى أول سبتمبر عام 1951 كان إلى حد كبير مسئول عن الأعمال العدائية التى حدثت من بعد ذلك ، وعن انهيار نظام الهدنة ومن ثم من الجوهرى أن يكون اتفاقنا على هذه النقطة ، واضحا وصريحا الآن ، وبوجه خاص ، كان هناك فى الآونة القريبة العهد غموض بشأن موقف الجمهورية العربية المتحدة من موضوع حرية الملاحة فى قناة السويس ، إن الموضوع الدولى هو أنه عندما تفتح القناة يجب أن تفتح فورا وبلا قيد أو شرط ، وبدون تمييز لسفن كافة الدول بما فى ذلك سفن إسرائيل ، ليس ثمة صلة لها ما يبررها بين هذه المسألة الخلافية ومشكلة اللاجئين التى لابد على أفضل تقدير أن يستغرق حلها عدة سنوات ، وقد رفض مجلس الأمن عام 1951 الزعم بأن هذه المشكلات مترابطة . وبالمثل ليس ثمة أساس للتفرقة بين أعلام إسرائيل وشحناتها.

  1. اللاجئون .أوضحنا موقفنا فى بيانى أمام الجمعية العامة والذى يقول من بين أشياء أخرى ، يجب عقد مؤتمر من دول الشرق الأوسط ومع الحكومات التى تساهم فى إغاثة اللاجئين والوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة من أجل وضع خطة لحل مشكلة اللاجئين فى إطار السلام الدائم واندماج اللاجئين فى حياة منتجة ويمكن دعوة هذا المؤتمر قبل مفاوضات السلام ، فى ظل تسوية السلام يجب أن ينشىء الموقعون لجانا مشتركة لاندماج اللاجئين فى الشرق الأوسط بمساعدة دولية إقليمية ودولية ، وسيكون من المفيد لنا معرفة ما إذا كانت حكومة الجمهورية العربية المتحدة على استعداد للاشتراك فى مناقشات حول مشكلة اللاجئين الآن ضمن الإطار المذكور فى البند سالف الذكر .
  2. إنهاء المزاعم الخاصة بحالات الحرب والاحترام والاعتراف بالسيادة . . . إلى آخره ، يشير هذا البند فى القرار رقم 242 لمجلس الأمن إلى واحد من المواضيع الهامة التى ينبغى تنفيذها فى إقامة السلام أن إنهاء حالة الحرب ليس فى حد ذاته بديلا عن إقامة السلام ، وطالما لم تكن هناك علاقات سلام بين حكومتينا قبل أن نبدأ حالة الحرب ، فليس هناك حالة قائمة قبل الحرب يمكن أن تصبح فعالة عندما تنتهى حالة الحرب ، لذلك يجب أن تحدد علاقاتنا إيجابا وليس سلبا فقط . إن إقامة السلام والاعتراف المتبادل بالسيادة ، يقتضى وقف كافة أشكال التدخل البحرى وإجراءات المقاطعة والضغوط على أطراف ثالثة ، كما أنه يتطلب أيضا إلغاء التحفظات التى أبدتها الجمهورية العربية المتحدة بشأن عدم انطباق التزاماتهم طبقا للاتفاقات الدولية التى التحقوا بها على إسرائيل بنفس الطريقة لن تكون الأطراف المتعاقدة حرة فى تشجيع أو السماح باستخدام أراضيها لجماعات أو منظمات مسلحة ستهدد أمن وسيادة كل منهما الأخرى .

إن الاعتراف بالسيادة واحترامها . . . إلى آخره ينبغى أن يعلن بالتبادل وبالتحديد ، أن تعترف الجمهورية العربية المتحدة وتحترم سيادة إسرائيل . . الخ ، والعكس صحيح . وهذا أمر ضرورى حيث أن الجمهورية العربية المتحدة أصدرت فى الماضى بيانات عامة بشأن كل دولة بينما تبدى تحفظات صريحة أو ضمنية بشأن إسرائيل .

  1. قرار مجلس الأمن الصادر فى 22 نوفمبر1967 . فى الثامن من أكتوبر ذكرت إسرائيل فى الجمعية العامة ، لقد قبلت إسرائيل قرار مجلس الأمن من اجل إقامة سلام عادل ودائم ، وأعلنت عن استعدادها للتفاوض فى اتفاقيات بشأن كافة المبادىء التى ذكرت فيها . وتعتقد أنه يجب تنفيذ القرار عن طريق المفاوضات والاتفاق والتوقيع والتطبيق المشترك لالتزامات معاهدة مناسبة ، وتتفق الصيغة التى استخدمت تمام الاتفاق مع شروط القرار نفسه وتعتقد كما يعتقد الذين تبنوا القرار ، أن القرار لا ينفذ نفسه بنفسه ولذلك فهو يعتمد على الوصول إلى اتفاق . وقد أصبح من الضرورى جدا صدور بيان إسرائيلى واضح فى هذا الصدد ، منذ 10امتوبر عندما وصف وزير خارجية الجمهورية العربية المتحدة القرار بالألفاظ الآتية : وافق مجلس الأمن فى 22نوفمبر سنة1967 على أنه يجب على إسرائيل أن تسحب قواتها من الأراضى التى احتلتها نتيجة لعدوانها فى 5 يونيوسنة1967 .

" انتهى كلام وزير خارجية الجمهورية العربية المتحدة "

إن الكلمات التى تحتها خط اللى هى الأراضى وعدوانها فى 5 يونية سنة67 لم ترد فى القرار وكانت فى الحقيقة موضع اقتراح رفضها مجلس الأمن والجمعية العامة .

إن إسرائيل لا تستطيع وهى مطمئنة أن تصدر أو تسمح بصدور تصريحات تدع مجالا للاعتقاد بأنها إذ تقبل القرار من أجل المفاوضات قبلت مثل هذه التفسيرات التى لا وجود لها . إن تاريخ العلاقة المصرية الإسرائيلية يقدم أمثلة على الأخطار الناشئة عن تعهدات غير محددة ، فعلى سبيل المثال افترضنا عند توقيع اتفاقية 1949 كما افترض ممثلو الأمم المتحدة الذين اشتركوا فى المفاوضات أنه ستكون هناك ملاحة حرة لإسرائيل فى الممرات المائية الدولية ، ولكن نظرا لأن هذا لم يذكر صراحة ، نشأت تفسيرات خاطئة كان لها أثر قوى فى الحروب اللاحقة ، وحدث نفس الشىء فى سنة 1957 بالنسبة للعبارة غير المحددة ، الآمال والتوقعات . وفى لوزان فى1949 تم توقيع بروتوكول كأساس للمناقشات وبعد ذلك بأيام قليلة طالبت الدول العربية بالجزء الأكبر من الأراضى الإسرائيلية . لذلك يجب على ضوء هذا التاريخ وعلى أسس أخرى ألا نوقع على وثائق أو تصريحات لها تفسيرات متعارضة وغير محددة .

إن التفسير الصحيح والمسئول للقرار هو أنه إطار من مبادىء موصى بها طبقا للفصل السادس من الميثاق لتسترشد بها الأطراف فى الجهود التى تبذلها للتوصل إلى اتفاق وفى هذه الجهود ينبغى على الأطراف أيضا أن تخضع لالتزاماتها طبقا للميثاق وطبقا لمبادىء القانون الدولى .

  1. عملية صنع السلام . هذه المواقف فى محاولة جديدة لتقديم التوضيح المتبادل للآراء والقضايا وعندما تسجل الجمهورية العربية المتحدة موقفها من هذه المشاكل المحددة فسوف يصبح فى الإمكان وبمقارنات دقيقة تقييم طبيعة خلافاتنا ومداها والنظر فى كيفية احتمال تقدم الجهود لصنع السلام عندئذ ، لأنه حتى لو كانت مواقفنا الخاصة متباعدة الآن إلا أن إعلانها بالتحديد قد يساعد على اقترابنا من التقدم الفعلى وبهذه الروح فإنى على استعداد لأن أظل تحت تصرفكم لإجراء اتصالات أخرى معكم فى السعى من اجل تنفيذ مهمتكم " .

دهـ كلام وزير خارجية إسرائيل إيبان ليارنج ، طبعا المعروف أن يارنج فى مهمته بيتصل بالأطراف المعنية وفقا للقرار وبيقول وجهات النظر المختلفة .

الرد بتاعنا كان الحقيقة محبناش أيضا إن إحنا ندخل فى مناقشات لأن دهـ بيتلافى كلية عملية الانسحاب وعملية الجلاء وعملية 5 يونية ، وبيركز على عملية اتفاقيات وتعاقدات ، العملية اللى طبعا فى مؤتمر الخرطوم إحنا رفضناها وهمّة بيعرفوا إن إحنا رفضناها .

كان كلامنا برضه ، ملخص الرد أن موقف الجمهورية العربية المتحدة إزاء التسوية السلمية التى اقرها مجلس الأمن فى 22نوفمبرسنة1967 هو موقف معروف لديكم ، كما أننى قد أعلنته فى خطابى أمام الجمعية العامة يوم 10أكتوبر وأعود وألخصه فيما يلى :

أ – أن الجمهورية العربية المتحدة تقبل قرار مجلس الأمن الصادر فى 22نوفمبر1967

ب- أن الجمهورية العربية المتحدة على استعداد لتنفيذ التزاماتها الناشئة عن هذا القرار .

ج- نرى أن تقوموا بوضع برنامج زمنى لتنفيذ كافة بنود القرار .

د- أننا نرى أن يكون تنفيذ القرار تحت إشراف وضمان مجلس الأمن .

  وتذكرون أننى فى كل اجتماعاتنا السابقة قد أبلغتكم الصورة التى يمكن بها تنفيذ هذه البنود فى نطاق الجدول الزمنى .

  إن ما سبق أن أبديته فى طلبى أمام الجمعية العامة فى 10اكتوبر عن عدوان إسرائيل على ثلاث دول عربية وعن موقفها من قرار مجلس الأمن ما زال قائما حتى الآن .

  وإننا نعتبر أن استمرار احتلال القوات الإسرائيلية للأراضى العربية يشكل عدوانا متواصلا على سيادة وسلامة أراضى ثلاث دول أعضاء فى الأمم المتحدة وأن كل يوم يمر دون انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضى العربية ، لهو عدوان جديد وإهدار مستمر لحكم الميثاق ، ويشكل فى نفس الوقت موقفا ينطوى على أخطر الاحتمالات بالنسبة للسلام والأمن فى منطقة الشرق الأوسط .

  ولقد اتضح لنا من اتصالاتكم الأخيرة مع إسرائيل ، أنها ما زالت ترفض قبول وتنفيذ قرار مجلس الأمن وتمتنع عن تنفيذ التزاماتها الناشئة عن هذا القرار ، كما إسرائيل ترفض حتى الآن الإجابة على الأسئلة المتكررة التى وجهتموها لها بالنسبة للحدود الآمنة ، وقد أصبح واضحا أن السبب فى رفض إسرائيل الإجابة على سؤالكم يكمن فى سياستها التوسعية التى تستهدف ضم أراض عربية عن طريق عدوانها فى الخامس من يونية67 وفى السياسة التى يحرمها ميثاق الأمم المتحدة والتى تتعارض مع قرار مجلس الأمن الذى ينص على تأكيد عدم شرعية الاستيلاء على الأراضى عن طريق الحرب .

  كما أننا نعرف أيضا أن إسرائيل لا زالت تتجاهل تماما حقوق اللاجئين الفلسطينيين كما أقرتها الأمم المتحدة ، وترفض تنفيذ قرارات الجمعية العامة الخاصة باللاجئين ، وأود أن أؤكد مرة أخرى أن تحقيق السلام فى الشرق الأوسط يستدعى أن تنهى إسرائيل عدوانها على الدول العربية ، وأن تنبذ نهائيا سياستها التوسعية وأن تعلن عن استعدادها لتنفيذ الحل السلمى الذى أقره مجلس الأمن فى 22 نوفمبرسنة1967 .

  وإننا لا زلنا نرجو أن توضحوا لنا موقف إسرائيل بالنسبة للأمور التالية :

  أ – هل ستنفذ إسرائيل قرار مجلس الأمن الصادر فى 22 نوفمبر سنة1967 .

  ب- هل ستسحب إسرائيل قواتها من كافة الأراضى العربية التى احتلتها نتيجة لعدوان 5 يونية1967

  إن إعلان إسرائيل استعدادها لتنفيذ قرار مجلس الأمن وإعلان استعدادها لسحب قواتها من كافة الأراضى العربية التى احتلتها نتيجة لعدوانها على الدول العربية فى 5 يونية67 سوف يؤدى إلى تحقيق السلام فى منطقة الشرق الأوسط ، وأود أن أؤكد لكم أن الجمهورية العربية المتحدة ستستمر فى التعاون معكم فى أداء مهمتكم كما أننا نتوقع منكم إجابات على الأسئلة السابقة .

  فى يوم الإثنين بالليل بعد مقابلة إيبان ليارنج قابل يارنج الوزير محمود رياض وقال أنه استمع لإيبان واستمع لوجهة نظره وقال أنه حايستلم منه مذكرة يسجل فيها وجهة النظر وأنه حايقدم لنا صورة من هذه المذكرة .

  تتلخص وجهة نظر إيبان بصفة مبدئية فيما يلى :

  إسرائيل تقبل القرار حسب الصيغة التى قدمت لنا فى 10مارس أما بالنسبة لتنفيذ القرار : ـ

  دى هى صيغة إسرائيل ، تفسير إسرائيل للقرار اللى قدم لنا فى عشرة مارس مافيهش حاجة عن الانسحاب ولا اللاجئين ولا شىء من هذا القبيل .

  أما بالنسبة لتنفيذ القرار فإن إسرائيل على استعداد لمناقشة طرق ووسائل التنفيذ مع الجمهورية العربية المتحدة وعلق يارنج أن المناقشة تكون عن طريقه .

  يربط إيبان بين الانسحاب والاتفاق على الحدود الآمنة .

  ليس لإسرائيل أهداف توسعية وأن الذى سيحكم موقفها فى مباحثاتها مع الجمهورية العربية المتحدة هو الأمن ومن ذلك تأمين مرور سفنها فى مضيق تيران .

  ذكر إيبان أنه إذا أعلنت مصر تأكيدها عن نياتها عن إقامة سلام عادل دائم فإن إسرائيل تكون مستعدة لبحث موضوع الحدود الآمنة بشكل فاصل .

  طلب إيبان أن يحصل على المزيد من المعلومات بالنسبة لموقفنا إزاء المذكرة التى سبق وقدمها ليارنج

  طلب إيبان معرفة الوقت الذى ستسمح فيه الجمهورية العربية المتحدة للبواخر الإسرائيلية بعبور القناة عندما تفتح للملاحة .

  طبعا لغاية دلوقت كان تعليق رياض ن الموضوع الأساسى لم تعلن صراحة استعدادها لتنفيذ القرار ، ترفض الإعلان عن انسحابها من الأراضى العربية ، ويعنى الكلام دهـ جالى النهاردة ، والتفصيل لسة ماجاش .

  بالنسبة للكلام اللى حصل مع وزير خارجية أمريكا ، واللى باين من كلام إيبان فى الاتجاهات الجديدة أهم حاجة إن وزير خارجية أمريكا راح نيويورك وقابل الوزير رياض وقال له أنه حضر من أجل تحقيق السلام قبل أن يترك منصبه فى يناير ، وإيضاح سياسة الولايات المتحدة ن وأهم حاجة قالها :

  أن كل دولة عربية تستقل فى مناقشة موقفها بدون ربط موقفها مع الدول ، يعنى قال معالجة المشكلة بين إسرائيل وكل دولة عربية على حدة ، بحجة أنه فى النهاية يجمع تجمع القطع بجانب بعضها لتحصل على صورة متكاملة لحل كلى ولذا بدأ حديثه عن إنسحاب إسرائيل من سيناء ، لأن إسرائيل لا ترغب فى الاحتفاظ بالأراضى المصرية . وأشار إلى على أن الأردن قادرة على التكفل بنفسها وأضاف أن الأردن كان من الممكن ألا يواجه المشكلة الحالية لو كان قد امتنع عن التدخل فى يونية1967 . ورد عليه رياض وقال له : إنه يكون عمل لا اخلاقى ! لو أننا ركزنا الحل على انسحاب إسرائيل من سيناء وتركنا وراء ظهورنا باقى الراضى العربية المحتلة ، وأضاف أن هذه الدول العربية تدخلت فى الحرب بعد عدوان إسرائيل علينا ، ولذا فإنه من غير المقبول أن نسعى لإيجاد حل مع إسرائيل مع ترك الآخرين ، وأننا لو فعلنا ذلك فإنه يعتبر خيانة منا لأشقائنا العرب . ثم قال له أيضا أننا أوضحنا هذا للملك حسين وقلنا له أنه يستطيع أن يحل مشكلته إذا شاء دون أن يقيد نفسه بنا . ولكننا فى نفس الوقت لا نستطيع أن نحل أنفسنا من التزاماتنا إزاء الدول العربية .

  والكلام دهـ حصل من بعد العدوان مباشرة ، واحنا كنا طلبنا من الملك حسين أنه ما يقطعشى علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وبعد زيارته الأولى لنا هنا قلنا له أنه يستطيع إنه يتخذ أى خطوة من الخطوات مع أمريكا فى سبيل مشكلته والجلاء عن الضفة الغربية ، وقلنا له إن إحنا حا نؤيده فى هذه الخطوات ولن نقف ضده .

  وسافر الملك حسين إلى الولايات المتحدة الأمريكية وقابل جونسون مرتين واتكلم معاه وبين له أنهم هم ماشيين مع الغرب ومع السياسة الغربية ولكن كل هذا لم ينفع بأى شىء وأمريكا مشيت فى سياستها اللى هى تبنى كامل لسياسة إسرائيل .

  دهـ أهم شىء حصل فى الكلام بين وزير الخارجية الأمريكى واللى باين الحقيقة النهاردة إن طبعا الحكومة حا تمشى ، اللى هى الحكومة الأمريكية وحا تيجى حكومة جديدة فى يناير واللى باين إن الإثنين اللى مرشحين لرياسة الجمهورية كانوا بيأيدوا إسرائيل بشكل سافر .

  هذا هو الموقف النهاردة .

  الحقيقة بالنسبة للاتصالات مع جونار يارنج واحنا تقديرنا من الأول أن الاتصالات والحل السلمى لن ينجح ، وأنا برضه اتكلمت معاكم هنا فى مرة سابقة وقلت إن إحنا من الأول أخذنا تبعة قبول الحل السلمى وقرار مجلس الأمن رغم أنه كان أضعف من قرارات قبل كدة ورفضناها لأننا كنا فى حاجة إلى الوقت لتسليح أنفسنا .

  ولكن إسرائيل اللى وصلت إلى هذه النتيجة لابد أن تحقق سياستها أو استراتيجيتها الدائمة وهى فرض السلم بالقوة ودى أصلا استراتيجية بن جوريون من الأول ، فهم بالقوة هزموا الجيوش العربية واحتلوا الأراضى العربية يبقى فاضل عندهم فرض السلام . . وفرض السلام لا يمكن أن يتم إلا بتوقيع اتفاقية سلام .

  الحقيقة قرار مجلس الأمن ما بينصش على هذا ولو أن أمريكا تفسر قرار مجلس الأمن على أنه فى وقت من الأوقات لابد أن يلتقى الطرفين ويوقعوا اتفاقية . ولكن إحنا قلنا إن إحنا بنقول إلتزاماتنا بالنسبة للقرار ونتعهد بها أمام مجلس الأمن ولا نلتقى مع إسرائيل ، وحاولت أمريكا أيضا إن إحنا نلتقى ولو بالتقاء غير مباشر زى ما حصل سنة 1949 ، ولكننا رفضنا هذا وصممنا على أن يكون السلام عن طريق يارنج . . والحقيقة لغاية الآن مافيش إمكانية لتحقيق السلام بهذا الشكل . . والحقيقة المطلوب منا حسب كلام آبا إيبان وحسب التصريحات المعلنة ، وأكثر منها التصريحات الغير معلنة اللى بتتقال فى إسرائيل أنهم بيطلبوا منا استسلام كامل . فى الحقيقة إن إحنا ملتزمين على أساس أننا لا يمكن أن ننهى حالة الحرب ، طالما هناك شبر من الأراضى العربية محتل بإسرائيل ، وحتى لو تعهدنا أمام مجلس الأمن بإنهاء حالة الحرب فإن إنهاء حالة الحرب سيكون معلقا بالجلاء الكامل أو الانسحاب الكامل الإسرائيلى من كافة الأراضى العربية بما فى ذلك القدس . طبعا هذا الكلام تعرفه إسرائيل لأن إحنا قلناه ليارنج .

  وبالنسبة لحق أى دولة أن تعيش . .

  إحنا قلنا حق أى دولة أن تعيش . . الحقيقة إحنا النهاردة بقى حقنا هو اللى مهدد ، ماهواش حق إسرائيل بالنسبة لتأييد أمريكا لإسرائيل المستمر بالسلاح والمال وأيضا فى المحافل الدولية . .

  وقلنا لابد من الانسحاب الكامل من الأراضى العربية ، وقلنا إن إحنا بنقبل قرار مجلس الأمن فى حرية الملاحة فى الممرات المائية فى قنال السويس ولكن بنربط هذا باللاجئين وخصوصا إن الإثنين جايين فى فقرة واحدة ، فإذا حلت مشكلة اللاجئين تحل مشكلة قنال السويس ، تبقى المشكلة كلها إتحلت ويبقى الفلسطينيين أصبح لهم الحق إنهم يعودوا إلى بلدهم .

  فى الاتصال مع السوفيت قالوا لنا السوفيت إنهم اتصلوا بالأمريكان فى هذا الموضوع بخصوص تنفيذ البرنامج الزمنى ، وان الأمريكان قالوا لهم أن إسرائيل لا تريد التوسع وأنها مستعدة لإخلاء كل الأراضى العربية ولكن المشكلة المعلقة فى هذا هى القدس وأن أمريكا تقترح على هذا الأساس تدويل القدس .

  وقال وزير الخارجية الأمريكى للسفير السوفيتى فى الولايات المتحدة الأمريكية أن أمريكا ترى أنه من الممكن ربط موضوع قنال السويس بموضوع اللاجئين ولكن يجرى استفتاء للاجئين ليقرروا هل يريدون العودة إلى إسرائيل أو لا يريدون العودة ، وحينما يبدأ الاستفتاء تفتح قنال السويس .

  طبعا إحنا شجعنا أيضا الروس فى إنهم يتكلموا فى هذا الموضوع مع أمريكا ، ولكن عبرنا عن وجهة نظرنا مرة أخرى ، أننا لا يمكن أن نتنازل عن أى شبر من الأراضى العربية والانسحاب الإسرائيلى معناه الانسحاب إلى الخطوط التى كانت موجودة فيها قبل 5 يونيو1967 .

  النقطة الثانية إن إحنا لا يمكن نقبل التفاوض أو إ ن إحنا نقعد مباشرة مع إسرائيل .

  دى الحقيقة كل النواحى السياسية اللى حصلت فى الموضوع بعد الكلام اللى اتكلمته حينما سألنى أحد الاخوة فى أول الجلسات عن الموقف السياسى وأنا إتكلمت فيه فى هذه المرحلة .

  طبعا بالنسبة للموقف العسكرى ، بالإضافة إلى الكلام اللى حصل بين الفريق فوزى معاكم فى المؤتمر القومى . . .

  اللى أنا بدّى أقوله إن إحنا إستكملنا الدفاع ، ولكن لم نستكمل مقومات الهجوم ودهـ حا يعوز مننا وقت . . فيه نواحى عسكرية مختلفة وإمدادات إحنا فى حاجة إليها ولكن اللى حصل إن إحنا يعنى بنقدر نرد على العدوان رد مؤثر . طبعا إسرائيل ستحاول باستمرار إنها ترد برد أيضا مؤثر وهما قاموا بالعملية اللى قاموا بها فى قنا ونجع حمادى ، والحقيقة طبعا سببوا خسائر فى هذا الموضوع ولكن الغرض الحقيقة النهاردة هو رفع الروح المعنوية فى إسرائيل وتهبط الروح المعنوية فى الدول العربية .

  معلوماتنا الحقيقة عن إسرائيل يتقول بعد العدوان مباشرة وبعد نجاح إسرائيل فى احتلال هذه الأراضى فى الدول العربية ، ارتفعت الروح المعنوية فى إسرائيل ، واعتبر الجميع أنه حل السلام ن وليلة إعلان التنحى كانت إسرائيل وفى تل أبيب الرقص للفجر فى الشوارع ، واعتبروا أن أمن إسرائيل وهو الموضوع الأساسى الحقيقة اللى هما بيفكروا فيه قد تحقق وتوفر .

  النهاردة بيشعروا فى داخل إسرائيل أن الأمن أبعد مما كان فى 5 يونيوسنة1967 لأسباب كثيرة منها الفدائيين ، ومناه بناء القوات العربية مرة أخرى .

  إسرائيل بتدارى خسائرها ، وفى المعركة اللى حصلت من عدة أيام يمكن يوم الأحد ، فعلا إنضربت طيارة ، ووقعت وشافوها الناس اللى كانوا فى القنطرة ، طيارة إسرائيلية وطيارة ثانية كانت ويحتمل أنها تكون وقعت قبل المطار ودخلت داوريات من عندنا وشافت الطيارة واقعة فى الملّاحة ، لكن إسرائيل قالت إن طياراتها عادت بدون أى خدش .

  فى المرة الأولى أما انضرب عدد من الطيارات ويمكن كان ثلاث طيارات وبلغونى ، وأنا طلبت من بعض الناس فى الإسماعيلية إنهم يقولوا اللى شافوا المعركة . . هل شافوا أو لا . . وقالوا أنه شافوا المعركة وشافوا أن طيارة دمرت فوق الإسماعيلية .

  بعد هذا إسرائيل أعلنت أن طياراتها لم تصب .

  إيه الغرض من هذا ؟

  الغرض من هذا هو الروح المعنوية . . الغرض من عملية قنا ونجع حمادى أنهم يؤثروا على الروح المعنوية علينا .

  الحقيقة إن إحنا السنة اللى فاتت عملنا خطة تعبوية بالنسبة لكل المرافق الحيوية فى البلد وحصرنا هذه المرافق .

  وأنا قلت إن إحنا ما كانش عندنا سلاح ، وأثناء وجودى فى الاتحاد السوفيتى أخيرا تكلمت مع القادة السوفيت على موضوع إنشاء الجيش الشعبى وعلى حاجتنا للسلاح لإنشاء الجيش الشعبى وإن إحنا مش قادرين لأن ماعندناش السلاح وهمّا وعدونى إنهم يدّونا سلاح ، وحتى إذا كونّا جيش شعبى يصل إلى مليون ، هما مستعدين يدونا أسلحة لهذا الجيش ، والحقيقة على هذا الأساس بدأنا فى التكوين وبدأنا فى استلام أسلحة ، لكن برضه لسة ماعندناش الأسلحة الكفاية ، ماعندناش الأسلحة الكفاية المضادة للطائرات ولكل حاجة . . وبعدين ماعندناش القوات اللى نقدر نشرها على المرافق الحيوية .

  فى سنة 1939 أول ما دخلنا الجيش متوزع على الكبارى والمرافق الحيوية فى كل حتة وفى كل مكان .

  والحقيقة هدف إسرائيل النهاردة هو الآتى : بالعملية اللى اتعملت فى قنا ونجع حمادى إن إحنا نوزع الجيش ونفتته فى الأماكن المختلفة وبهذا لا تكون قوات الجيش الصامدة اللى موجودة عند القنال ، أيضا نوزع الأسلحة المضادة للطائرات ، إحنا حاطين الأسلحة المضادة للطائرات أساسا بالنسبة للمطارات وبالنسبة للموانىء وبالنسبة للحاجات الأساسية وعندنا بالنسبة للدلتا لغاية بنى سويف فيه دفاع كامل مضاد للطائرات . . وبنجيب وبنشترى أسلحة ثانية مضادة للطائرات ، والحقيقة إذا وزعنا هذه الأسلحة المضادة للطيارات تبقى عديمة القيمة وعديمة التأثير .

  إسرائيل بتهدف إلى أننا نقوم بهذا العمل ، طبعا من الحاجات الأساسية اللى كنا مدافعين عنها القناطر الخيرية وأيضا أسوان الخزان ومحطات الكهرباء إلى آخر هذا الموضوع ، فيه مناطق عندنا مافيش رادارات بتغطيها وإسرائيل بتقدر تعرف هذا واحنا الحقيقة لغاية دلوقتى ما نقدرش نغطى البلد كلها بالدفاع الجوى . تقدر تعرف هذا بإنها بتمشى طيارة وبيتعرف إن الطيارة دى ماحدش اعترضها بيعرفوا الحتت اللى مافيهاش رادارات ، لكن إحنا بنحاول نحط ناس بيدونا خبر باللاسلكى فى الحال إذا طيارة عدّت لغاية ما نغطى هذه المناطق .

  اللى بدّى أقوله إنه مهما عملنا من احتياطيات إحنا الحقيقة كبلد أيضا مفتوح ، وكل الناس بتتكلم على كل حاجة ممكن لإسرائيل بتاخد عنا معلومات واحنا الحقيقة ما بنقدرش ناخد عنها معلومات بنفس القيمة ويقدروا يعرفوا حتة ما فيهاش دفاع ويضربونا فيها ضربة .

  نرجو إن هذا لا يؤثر على روحنا المعنوية وبنقول إن فيه مهما كان الدفاع فإن الطيارات المعادية بتخترق .

  إحنا بندخل كل يوم إلى سيناء وإلى داخل المناطق الإسرائيلية ، وهم بيرجعوا ورانا واحنا بنرجع ، بنرجع بطياراتنا كل يوم فيه طيارات بتدخل . . . الصين ، والصين بتقول كدة . . طيارات أمريكانى بتدخل وبتصور سواء بطيارين أو بغير طيارين . . وأيضا حصل فى الاتحاد السوفيتى .

  اللى بدّى أقوله مهما كان الدفاع الجوى ، فلابد أن يحصل فجوة من الفجوات أو ثغرة من الثغرات ، ولكن هى العملية النهاردة عملية الروح المعنوية فى البلد . إنهم بيقولوا إحنا رحنا وعملنا وسوّينا كذا بحيث يؤثروا على الروح المعنوية فى البلد ، إنهم ينكروا خسائرهم علشان ما يأثروش على الروح المعنوية فى بلدهم .

  نحن أيضا لازم نرفع الروح المعنوية فى البلد ، دلوقتى بالنسبة للمرافق الحيوية كلها إحنا عملنا أسبقيات بالنسبة للمحافظات ، والجيش الشعبى صدر بيه قانون . . والقانون دهـ ما صدرش بعد عمليات قنا ، القانون دهـ كان عندى قبل كدة بخمس أيام أو بستة أيام ، وكنت عاوز أناقشه أولا مع الناس المختصين . . والقانون دهـ بناء على التوصية اللى حصلت فى المؤتمر ، وأكثر من هذا بناء على ورود أسلحة لنا تمكننا من إن إحنا نسلح الجيش الشعبى والمثل على هذا أيضا فى إنجلترا فى سنة 1939 بعد دنكرك عملوا حاجة اللى هو بيسموه بالإنجليزى HOME GUARD “ " ، زى هو تمام الجيش الشعبى إحنا بنعمله وكان هذا الجيش واقف على السواحل ، وما كانش الرادارات عندهم متقدمة ، وكانوا بيدّوا إنذار بالطيارات وإنذار عن الصواريخ الموجهة ، بل أكثر من هذا كانوا مستعدين يدّوا إنذار ضد غزو بريطانيا

  وطبعا ليس أمامنا إلا سبيل من سبيلين :

  إما إن إحنا نسلم للكلام اللى بيقولوه اليهود . . اللى بتقوله إسرائيل ، أو نصد ونقاوم .

  وإذا كان موضوع السلام أو الاستسلام بهذه الطريقة ، الحقيقة لا يمكن لنا أن نقبله ، فيه ناس ، يمكن فيه بعض الناس بيتكلموا معاكم ليقولوا ليه إحنا نعادى أمريكا ، وإن إحنا لو كنا على علاقات طيبة مع أمريكا كانت أمريكا ضغطت على إسرائيل وخلّت إسرائيل تنسحب . . أنا بأقول أبدا . . هذا كلام غير حقيقى . . وهذا الكلام كله مغالطات . وأنا لما جاء لى هنا الملك حسين قلت له إنت بتحافظ على علاقاتنا مع الغرب ، ولو أرادت أمريكا إنها تعمل معاك إتفاقية دفاع متبادل ، أنا بأقول لك أننا سنؤيدك فى هذا ، ولن أعارضك على أساس إنهم يخرجوا ، يضغطوا على إسرائيل لتخرج من الضفة الغربية والقدس . . وإن الضفة الغربية والقدس لها أهمية أكثر من سيناء على أساس أن عدد سكان سيناء عدد قليل لا يقاس من هذه العملية ، ونحن نرسل لهم معونات ، أما أهالى الضفة الغربية فعددهم كبير جدا .

  وراح الملك حسين وحاول مع أمريكا . . لكن أمريكا لم تستجب ! .

  إذن مافيش أبدا علاقة بين إقامة علاقات دبلوماسية مع أمريكا أو عدم إقامة علاقات أو حسن العلاقات مع أمريكا ، أو عدم حسن العلاقات فى قضية إسرائيل لأن حسن العلاقات مع أمريكا قائم بين الملك حسين وأمريكا وقائم من زمان وغير مفتعل ! ورغم هذا لم تفعل أمريكا شىء بحيث تخلّى إسرائيل تتخلى عن إحتلالها للضفة الغربية .

  فيه ناس بيقولوا إن إحنا نستطيع أن نحقق السلام بهذا الشكل .

  وأنا أقول هذه مغالطة . .

  ومافيش فايدة أبدا . . . 

  بالعكس إحنا فى مركز أقوى . . إحنا من فبراير وأمريكا تطالبنا بأن نعيد العلاقات معاها ، وهما بعثوا لنا ببيان عن عودة العلاقات . . قلنا لهم بس قولوا إنكم تؤيدوا الحق بانسحاب إسرائيل إلى الأوضاع ما قبل 5 يونيو واحنا نعيد العلاقات . . رفضوا . . قلنا لهم إن موقفكم فى مجلس الأمن يؤيد إسرائيل ومع هذا لا نستطيع أن نعيد العلاقات . . وضغطوا كثيرا علشان نعيد العلاقات ، وطبعا باين لا تستطيع أى دولة عربية أن تعيد العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية إلا إذا أعدنا إحنا العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية .

  إذن ليس أمامنا إلا الاستسلام أو الصمود .

  وفى رأيى إن إحنا لن نستسلم أبدا . . وإذا كان فيه إستسلام يبقوا ناس غيرنا هما اللى حايستسلوا . . إذن ليس أمامنا إلا الصمود ، وفى صمودنا الحقيقة لازم نعرف إن كل شىء له ثمن .

  هذه القضية فرضت علينا فرضا وورثناها من أيام وعد بلفور لغاية الآن .

  وحينما انتهت الحرب بالهدنة سنة 1948 . . بن جوريون قايل فى أحد كتبه أنه تحدث مع زملاؤه وتكلموا هل يحددوا حدود إسرائيل أو لا يحددوا حدود لإسرائيل ؟

  وقال بن جوريون فى الكتاب أنه كان رأيه ألآّ يحددوا حدود لإسرائيل لأن المستقبل قد يمكنهم من أن يحصلوا على حدود أوسع وأحسن من الحدود التى كانت تمثل خطوط الهدنة فى سنة 1948 و1949 ، وفعلا باين النهاردة فى كلام الحدود الآمنة والمطمئنة إنهم عايزين حدود غير حدود 5 يونيو1967 . . معنى هذا أنهم يريدون التوسع .

  إذا كنا لن نقبل الاستسلام ، حا نقبل المقاومة ، وحا نخسر ، حا نخسر فى هذا طبعا خسارة لأن هناك مواجهة بيننا وبين دولة تساندها الولايات المتحدة الأمريكية ، ولازم حا ندفع الثمن ، ولكن كلما صبرنا وكلما زاد صمودنا سنقترب من تحقيق أهدافنا .

  الواضح فى العملية الأخيرة إنهم ماقدروش يعملوا عملية فى مواجهة القوات المسلحة لأن يوم معركة المدفعية إحنا عندنا ثلاث دوريات دخلت جوة فى إسرائيل من الفدائيين وواحدة منم وصلت لغاية ممر متلا وكانت لسّة مارجعتش وعلشان كدة رفضنا طلب إيقاف ضرب النار وما رديناش عليه بسرعة لغاية ما الدورية دى ترجع واشتبكت هذه الدورية وكانت ضابط وعشرين عسكرى وضربت عربيتين قيادة ودمرت مواقع صواريخ ماكانتش دمرت بالمدفعية ورجعت بخسائر واحد بس اللى هو الضابط بتاع العملية هو نقيب جت له رصاصة واستشهد . . الدوريتين الثانيين دخلوا وحطوا ألغام ودمروا مواقع الصواريخ اللى كانت ما اتمدرتش بالمدفعية ورجعوا بدون أى خسائر ، إحنا دخلنا فى وسط خطوط إسرائيل .

  إسرائيل لما أرادت تنتقم ما عملوش العملية فى وسط خطوطنا فى منطقة السويس ولا فى منطقة الإسماعيلية . . كانوا الأول حتى إما بينتقموا بيضربوا السويس أو بيضربوا الإسماعيلية ويموتوا عدد من المدنيين أو يضربوا على مواقعنا وجابو الطيارات فى الأول وضربوا بورسعيد وضربوا على قواتنا . . ما عملوش حاجة بهذا الشكل . . عملوا العملية بتاعة قنا ونجع حمادى .

  طبعا النهاردة يمكن حا نصرف أكثر فى الجيش الشعبى ، وفى الحصول على أسلحة ويمكن فى عمل قوات خاصة جديدة بحيث إن إحنا ندافع عن كل المواقع الحيوية . والحرب ، المعركة ، المعركة لسّة بدرى عليها لأنه لا نستطيع إن إحنا ندخل المعركة إلا بعد أن نتأكد كل التأكيد أن عندنا تفوق .

  اللى باين أيضا من كلام الأمريكان أنهم بيقولوا لن يسمحوا للعرب بأنهم يتفوقوا على إسرائيل ودهـ بيحطنا فى مشكلة كبيرة لازم نحلها بوسائل استراتيجية كيف نتفوق على الأسلحة اللى حا تديها أمريكا ، واحنا عندنا القوة البشرية وبها نستطيع أن نتفوق ، وبإمكانية أن نخللى الحرب حرب طويلة الأجل مش حرب خاطفة .

  لن نستطيع أن نعمل حرب خاطفة زى اللى حصلت فى 5 يونيو فإسرائيل لا تستطيع الحقيقة أن تواجه حرب طويلة الأجل ، ولكن إذا كنا نريد ألاّ نستسلم ونريد أن نصمد ، فعلينا أن ندفع ثمن صمودنا و ثمن عدم إستسلامنا . إسرائيل لا تريد حتى فى كلامها تنفيذ قرار مجلس الأمن ، هى تريد اعتراف وتبادل اقتصادى ، المذكرة اللى بيقولوا عليها انهم قدموها فى 10مارس بتتكلم أول نقطة عن التبادل الاقتصادى بين إسرائيل والبلاد العربية وعلى الأخص الجمهورية العربية المتحدة . 

  بالنسبة للمعونة اللى بناخدها من الدول العربية اللى هى تمثل 109 مليون جنيه . . الدول العربية مستمرة فى صرف هذه المعونة حسب قرار مؤتمر الخرطوم واعتقد أنها ملتزمة بهذا أمام الرأى العام العربى لأن هذه المعونة تمثل إمكانية من إمكانيات الصمود فى هذه المعركة .

  بالنسبة للأوضاع الاقتصادية إحنا الحقيقة كنا خايفين من الأوضاع الاقتصادية لأننا كنا خايفين من انهيار اقتصادى ، ولذلك كنا حريصين أكثر من اللازم فى السنة اللى فاتت . . عندنا احتياطى كبير من الدقيق واحتياطى من القمح ، واحتياطى كبير من الذرة . . وحتى السنة اللى فاتت والسنة دى كل المحصولات كانت محصولات كويسة . هى دى العمليات الأساسية الحقيقة المطلوبة بالنسبة للاقتصاد . . السنة دى زودنا التنمية عن السنة اللى فاتت وهدفنا رغم المعركة اللى إحنا فيها أن نزود معدل الإنتاج القومى والدخل القومى ب 5 % .

  دهـ الحقيقة باختصار ملخص الموضوع كله بالنسبة للناحية السياسية وبالنسبة للناحية العسكرية .

  وأنا مستعد أن أجيب على أى أسئلة من حضراتكم .

  السيد صالح الحسينى :

  أرجو أن يتفضل السيد الرئيس أن يعطينا فكرة موجزة عن الوضع الراهن فى الأردن وموقف حكومته من الفدائيين ؟ وشكرا .

  الرئيس جمال عبد الناصر :

  بالنسبة للموقف فى الأردن . . أثناء زيارة الملك حسين الأخيرة للقاهرة هو طلب منى أن أساعده فى التدخل لإيجاد تنسيق بين الحكومة والفدائيين و" فتح " بالذات ، وهو يعلم أن فيه علاقة بيننا وبين " فتح " بالذات ، وهذه العلاقة قوية ، وأنا قلت له فعلا فيه علاقة بيننا وبينهم ولكن إحنا بنساعدهم ، ولكن ما بنحاولش نفرض عليهم أى شرط من الشروط وهما ناس شكّاكين وبيفتكروا إن كل واحد عاوز يسيطر عليهم ، وإحنا بنراعى هذه المسألة فى علاقتنا معاهم ، ونصحته بأنه يتصل بيهم بواسطة ناس يثقوا فيهم لأن الاتصالات اللى بتحصل فى الأردن يمكن بتكون بواسطة ناس هما ما بيثقوش فيهم . . فهو قال لى إنه هو حايتصل بيهم على أساس أن الاتصال يكون بواسطته هو شخصيا .

  بالنسبة لجماعة " فتح " .

  بالنسبة لجماعة " فتح " فيه اتصال بيننا وبينهم بالنسبة للتدريب وبالنسبة للتسليح ، وطبعا معروف إن الصواريخ اللى بيستخدموها من عندنا ، ومعروف للملك حسين ، ومعروف أيضا للأمريكان ، بل يمكن اكثر من هذا معروف إن ياسر عرفات سافر معايا لما رحت الاتحاد السوفيتى ، وكلهم عارفين على أنه أساس انه يطلب أسلحة لمنظمة " فتح " . . الأمريكان بيضغطوا ضغط شديد على الملك حسين علشان تصفية الفدائيين ، هذه معلومات مؤكدة عندنا . هو الحقيقة عاوز يبقى هو المهيمن على كل الأمور وشايف إن الفدائيين يمثلوا دولة داخل الدولة عنده فى الأردن ، فهو بيتمنى إنه ينسق معاهم أو إنه يسيطر عليهم . . .

  فيه بقى منظمات كثيرة موجودة منها منظمة كتائب النصر وهذه المنظمة عاملاها المخابرات الأردنية وعاملها الأمير محمد اللى هو أخ الملك حسين ، ودى المعلومات اللى عندنا عن هذه المنظمات ، والمنظمات الأخرى الكبيرة زى " فتح " و" التحرير " و" الشعبية " كانوا تملّى بيشكّوا فى هذه المنظمة . 

  حصل الخلاف اللى حصل أول إمبارح وقريتم عنه فى الجرايد هذا الكلام حقيقى . . اللى كان منشور إمبارح واللى هو منشور النهاردة وحصل اللى حصل فى عمان وطلع الحرس الملكى وضرب فى المخيمات وحصلت خسائر كثيرة ، الكلام أيضا مكتوب فى الجرايد النهاردة والموضوع ده حصل ، جابوا قادة الفدائيين وطلبوا منهم تسليم الأسلحة الخ ن والفدائيين رفضوا وطلعوا إلى منطقة الأغوار واعتصموا هناك ، وامبارح من بعد الظهر كانوا بيبعتوا لى من منظمة " فتح " وبيقولوا لى إن الوضع خطير جدا ولازم تتدخل ، والحقيقة أنا كنت فى وضع حرج إن أنا إذا تدخلت بطريقة مكشوفة لحماية الفدائيين قد أزيد العملية ضد الفدائيين لأنه إذا كان الأمريكان لهم دور كبير فى العملية حا ياخدوا هذا الكلام معناه أنه هناك علاقة وثيقة بيننا وبين الفدائيين .

  وعلى المساء فكرت إنى أبعت البرقية اللى أذيعت النهاردة للملك حسين وأسأله ـ ما كانش برقية مفتوحة ـ كانت برقية للسفير ، وراح السفير سلمها للملك حسين . حصل إجتماع بالليل بين الملك حسين وبين الفدائيين اللى كانوا قرروا رفض شروط الملك والمقاومة واستطاعوا إنهم يصفوا الموقف .

  الصبح النهاردة بدرى صحّوا السفير عندنا وقالوا له إن الملك حسين بيستأذن فى إذاعة الرسالة اللى راحت له وإذاعة الرد عليها ، والسفير قال لهم مافيش مانع ، وهما أذاعوا الرد قبل ما يصلنى هذا الرد .

  كلام السفير إن الملك رحب جدا بالرسالة وإن يمكن دى كانت بيقول حلقة نجاة بالنسبة للموقف .

  تقدير الأمريكان إن الفدائيين بعد كمان ستة شهور لن تستطيع أى قوة إنها تصفّيها ، لذلك هما عايزين يصفوهم ن وأنا باعتبر إن العملية اللى حصلت أول إمبارح قد تكون عملية مفتعلة ، يا إما بعلم الملك حسين أو بدون علم الملك حسين ، ولكن كان الغرض منها مواجهة بين الفدائيين وبين الجيش ، طبعا فيه جيش عراقى موجود فى منطقة الأغوار ، موقفه حا يكون إيه إذا راحوا الفدائيين لمنطقة الأغوار ؟ بعدين معلوماتنا إن فيه جزء كبير من جيش الأردن أيضا يؤيد الفدائيين والرأى العام العربى كله يؤيد الفدائيين .

  النقطة الحقيقة الحاسمة فى الموضوع إن إحنا إذا حصلت معركة بهذا الشكل ، إحنا فى هذا بنؤيد العمل الفدائى لأن معركة لتصفية الفدائيين بتكون دائما أو مقدمة لتصفية الموقف سياسيا كله وتحقيق رغبة أمريكا ، وأظن كان واضح من جرايدنا إمبارح والنهاردة إن إحنا واخدين جانب الفدائيين ولكن فى نفس الوقت أنا أرى إن إحنا أيضا نحافظ على الملك حسين بقدر الإمكان ونتجنب أى حاجة تخلق تصادم بين القوات المسلحة الأردنية والفدائيين لأن ده لا يخدم إلا إسرائيل وأمريكا . بيهمنا جدا إن الجبهة الشرقية تكون جبهة متماسكة ، واحنا بذلنا جهد كبير جدا فى سبيل تماسك الجبهة الشرقية وإنشاء قيادة عسكرية ليها بين سوريا والأردن والعراق ، وطبعا كلكم عارفين إيه الأوضاع فى هذه البلاد ، سوريا لا تقبل إنها تقعد مع الأردن ولا تقبل التفاهم مع العراق النهاردة لأن البعث اللى فى العراق غير البعث اللى فى سوريا والإثنين ده بيحاول يقلب ده وده بيحاول يقلب ده ، والعراق مستعد إنه يساهم مع الأردن ولكن فيه خلاف بينه وبين سوريا . العملية من الناحية السياسية عملية صعبة جدا تدخلنا إحنا هوا اللى ماسك العملية من إنها تمشى .

  الخطة الأردنية صدق عليها المسئول الأول عن هذه العملية عن القيادة الشرقية والغربية هو الفريق فوزى ، وهوه اللى بيصدق على الخطط بالنسبة للقيادة الشرقية وماشية بالنسبة للقوات الأردنية ، وهوه راح عدة مرات إلى العراق وإلى سوريا ولم ينشر ، وده قبل الانقلاب اللى حصل فى العراق ن ولكن بعد الانقلاب العراقيين قالوا إنهم مستعدين ينفذوا كل الكلام اللى حصل ، وإنهم بينزلوا ثلاث فرق إلى الجبهة الأردنية وينزلوا قوتهم الجوية وبيعملوا مطارات بحيث تكون هذه القوة العراقية ـ وهى قوة كبيرة ـ فى المعركة . ده الحقيقة بيهمّنا ، لكن إذا خرج الأردن من العملية تبقى . . . الأردن هو بيمثل الحقيقة مواجهة كبيرة جدا ، يبقى العراق لن نستطيع أن نستفيد بيه فى المعركة لأن السوريين لن يسمحوا للجيش العراقى إنه يدخل سوريا لأنهم فيه تار كبير بينهم وبين البعث العراقى ، إذن الأساس إن إحنا نحافظ على الوئام وعدم التصادم بين الملك حسين وبين الفدائيين ، واللى بان إمبارح إنه هوه فى آخر وقت أثر بعدما هاجموه لأن فتح طلعت بيان هاجمته والجبهة الشعبية طلعت بيان هاجمته ، وهذا الكلام أذيع من راديو صوت العاصفة اللى هوه موجود عندنا هنا فى القاهرة ، وهو طلب بالليل ياسر عرفات وطلب منه إنه يتكلم بالتليفون مع الناس اللى هنا فى القاهرة علشان يمنعوا الإذاعة ضده واتفق معاهم على إنهاء الموضوع . . ده المعلومات الحقيقة العاجلة اللى جت لنا النهاردة ولكن الوضع طبعا بيستمر باستمرار وضع حساس وهناك أزمة لعدم الثقة ، وتستمر فى الأردن محاولات لتغيير الوزارة الأردنية على أساس إنه يمكن إن رئيس الوزارة الحالى اللى هو بهجت التلهونى يتبنى فكرة التعاون مع القاهرة وسعد جمعة ووصفى التل ضد هذا بيحاولوا بأى وسيلة من الوسائل إنهم يغيروا الوزارة وحد منهم ييجى ، والإثنين بالذات بيعتبروا عملاء لل CIA اللى هى المخابرات الأمريكية .

  ده الوضع فى الأردن ، الحقيقة الوضع باستمرار حساس جدا .

  الوضع فى الضفة الغربية ، وأنا باشوف ناس من الضفة الغربية ، قوى جدا وصامد جدا ، وهمة الأردنيين كانوا باستمرار بيضغطوا علينا ويقولوا لنا إنهم خايفين الضفة الغربية تتفق مع إسرائيل على أساس اتحاد فيدرالى بين دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية كالمشروع اللى جه فى سنة 1947 ، واحنا بدأنا نعمل إتصالات مع الناس فى الضفة الغربية كل الناس فى الضفة الغربية كلامهم أنهم صامدين وانهم مستعدين لكل شىء ، ومستعدين يقاوموا مقاومة سلبية ومقاومة مسلحة ومقاومة إيجابية بس على أساس واحد ، عايزين يعرفوه ، هل إحنا حا نصمد أو مش حا نصمد ؟ الحقيقة كانوا هما اللى بعتوا أولا وعاوزين يسمعوا الإجابة منى ، وأنا قلت لهم إن إحنا طبعا حانصمد واحنا معاكم فى المعركة ولن نتخلى عنكم وبأن فى الأيام الأخيرة إذا فى قطاع غزة وفى الضفة الغربية فيه صمود كامل وفيه مقاومة مدنية وسلبية إبتدوها . . حتى النساء والبنات والإضراب وتحدى لإسرائيل وتحدى لموسى ديان نفسه أو المحادثات اللى حصلت بينه وبينهم . . موسى ديان يعنى بيتكلم عربى كويس ، وأصله متربى فى فلسطين وبيقابلهم وبيحاول يقنعهم ، كل يوم بيتنقل من بلد إلى بلد إلى بلد ولكن كل هذه المجهودات راحت سدى .

  بعتوا لنا همة مرة بواسطة أشكول ، بعتوا واحد من هناك اسمه حكمت المصرى وجه هنا وقال إن إسرائيل عايزة السلام مع مصر وعايزين رأينا فى هذا الموضوع وكلام بهذا الشكل ، واحنا قلنا لهم إن إحنا قرار الأمم المتحدة بننفذه ، ورجع حكمت المصرى هناك وسألته إيه موقف الشعب فى الضفة الغربية قال إنه صامد ، أيضا بتيجى لى رسائل من المواطنين هناك والقادة هناك وكلهم بيقولوا إنهم صامدين وأنهم مش حايتركوا الضفة الغربية ومش حا يستسلموا ، إذن مشروع إقامة دولة فلسطينية تعمل إتحاد فيدرالى مع إسرائيل مشروع فشل . . فشل كامل ولا يمكن بأى حال من الأحوال إن أحد يتبناه بل العملية السائدة والمسيطرة على جميع الناس فى الضفة الغربية وقطاع غزة هى مواجهة إسرائيل ومواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية واستطاعوا رغم منع التجول أيام ، يعنى غزة قعدت سبعة أيام منع تجول استطاعوا أن يقوموا بحوادث عسكرية وانهم يطلعوا ويتصدوا للقوات الإسرائيلية ـ بالنسبة لينا ، للبدو فى سيناء ، جمعوهم وجمعوا القادة بتوعهم وهددوهم ولكن مافيش حد منم قبل إنه يمشى مع إسرائيل ، وطلبوا منهم أن يرشدوهم عن أى دوريات من عندنا تكون موجودة فى داخل سيناء ولكن لم يرشدوهم لغاية النهاردة وماحدش قال على أى من دورياتنا الموجودة فى سيناء .

  ده الموقف بالنسبة للأردن وبالنسبة للضفة الغربية ، بالنسبة لقطاع غزة ، بالنسبة لسوريا والكلام اللى حصل الآخر هو الخلاف الأساسى بينهم بين فكرة الجبهة الشرقية وتدعيمها أو عدم تدعيمها ، واللى إحنا شايفينه إن فكرة تدعيم الجبهة الشرقية هى الفكرة اللى انتصرت . . .

  ده تقريبا كل الكلام .

  السيد أحمد العماوى :

  لقد أوضح لنا السيد الرئيس حقيقة الموقف وخاصة ما يتعلق بالموقف الأخلاقى ، والواقع أن موقفنا الأخلاقى يمثل المقام الأول منذ سنة1948 حتى الآن ، فلقد تحملنا أعباء جمة فى هذا المجال وإنى أتساءل عن الموقف الأخلاقى للدول العربية وعما إذا كان هناك تبادل فى هذه الأخلاقيات حتى نحقق الصمود ، ولكى نتفادى ما قد يحدث من حرج فى الساعات الحاسمة كأن تتخلى الدول العربية عنا فى الوقت العصيب ، ذلك أن الجبهة الشرقية تمثل أمرا هاما يهدد إسرائيل ، ومن ثم فيجب الاحتياط من ظهور موقف لا أخلاقى قد يؤدى إلى كشف هذه الجبهة ، وقد تكون هذه الصورة واضحة فى الخلافات القائمة فى الأردن وتلك القائمة بين العراق وسوريا ، فهذه الخلافات تدعو الشعب المصرى إلى التخوف من نتائجها باعتبار أنه يحمل عبء قضية فلسطين قبل سنة 1948 حتى يومنا هذا .

  إن الدول العربية اليوم تحملنا عبء قضية فلسطين بالكامل ، وإنى أرى أنه يجب أن نتحمل نصيبنا فقط من هذه القضية وليست كلها ، ويجب على كل الدول العربية أن تتحمل نصيبها أيضا لأن ما نشعر به أن الدول العربية كلها تلقى العبء كله عى كاهل الشعب المصرى ، ونحن بدورنا نتحمل كافة التضحيات هذا ما أردت أن أقوله بالنسبة لموضوع الموقف الأخلاقى الذى أشرت إليه سيادتكم عند الكلام عن رد وزير خارجيتنا على يارنج .

  إننا نريد تأكيدا واضحا ومحددا لموقف الدول العربية حتى نحدد بدورنا الهدف الذى نسعى إليه والأسلوب الذى سنتبعه إذا ما تخلت بعض الدول العربية عن موقفها إزاء القضية الفلسطينية .

  

  الرئيس جمال عبد الناصر :

  فى الحقيقة أنا أعتقد أن هذا الدور هو قدرنا لعدة أسباب .

  لأن مصر هى أكبر دولة عربية ، وبدون مصر ـ الحقيقة ـ يبقى الدول العربية لا تساوى شىء .

  والناحية الأخلاقية ، يعنى يمكن الكلام اللى إنت قلته دلوقتى أنا قلته للفريق فوزى ، إن إحنا عايزين نكون مستعدين إلى درجة إن إحنا لما نحارب يمكن نحارب لوحدنا ! . وما أقدرش أعرف هل الجبهة الشرقية حا تحارب أو ما تحاربش ؟ ! يمكن همة فى القوات المسلحة تحت تفكير إن فيه القوات الشرقية حا تكون موجودة ، وده حتقسم قوات إسرائيل . أنا كان تفكيرى إن لأ . . ممكن فى هذا لوقت . . ففيه قوة كبيرة فى العالم اشتغلت ، فيه أمريكا ، ما بتعرفش أمريكا بتبقى قادرة إنها تعمل ، بتخلينا لوحدنا فى المعركة . إذن يجب أن تكون قواتنا المسلحة من ناحية الحجم قادرة إنها تواجه إسرائيل ، الواضح إن إسرائيل قواتها أكثر من قواتنا وطيرانها أكثر من طيارانا إلى آخر هذا الموضوع ، ومشينا فى سياسة إن إحنا زودنا من قواتنا المسلحة ، فى نفس الوقت أيضا مع الاتحاد السوفيتى والكلام معاهم على أساس إن إحنا لازم نواجه إسرائيل ، همة قالوا الجبهة الشرقية ، وكان الرد نفس الشىء ، وعلى هذا الأساس اقتنعوا إنهم يدّونا أسلحة للقوات الإضافية .

  ولكن الحقيقة كلامك ، كان هنا أنتونى ناتنج الجمعة اللى فاتت وقابلته وكان بيتكلم معايا وبيقول لى إنت مش ملاحظ إن دوركم النهاردة بيتقلص بعد كذا ، وانكم ما بتتكلموش ، ما أصبحتوش المتكلمين باسم العالم العربى زى ما كنتم قبل كدة المتكلم باسم العالم العربى ، فقلت له : والله إحنا دلوقتى وضعنا كالشخص اللى إتجرح قاعد لغاية ما جرحه يخف ، وأفضل النهاردة كل واحد يكون مسئول عن نفسه ، اليمن مسئولين عن نفسهم والخليج مسئول عن نفسه ، وما حدش بيعتمد علينا ، ولكن العملية هى مش وجود حدث بالذات هو اللى بيخللى مصر هى المتكلمة باسم الدول العربية , لأ . . قبل الثورة أيضا كانت مصر المتكلمة باسم الدول العربية والجامعة العربية عملوها فى القاهرة لأن ده دور مصر التاريخى منذ اعتبرت نفسها جزء من الأمة العربية . فالحقيقة هذا الموضوع هو قدرنا ودورنا باعتبارنا إحنا الشعب الموحد والشعب الكبير والدولة الكبيرة . 

  النقطة الثانية الشعوب العربية . الشعوب العربية الحقيقة موقفها مننا موقف واضح ، حتى شعب فلسطين إزاى تحدى اليهود ومنع التجول بالهتاف للجمهورية العربية ، يعنى ده بيبين أن قد تأخذ حكومة شىء ، ولكن الشعوب العربية هى هى ، أيضا عندها موقف أخلاقى يتساوى مع الموقف الأخلاقى بتاعنا وأن بأدّى مثل . . الحقيقة يوم ما رحت السودان ، يعنى أنا يوم ما رحت السودان ما عينتش ميعاد الوصول ، ووصلت فى المغرب ، وكانت الخرطوم كلها موجودة من الصبح قاعدة على الطريق ، برضه ففى الحقيقة موقف أخلاقى . وطلعت مجلة " نيوز ويك " بتقول HAIL TO THE CONQUERED " " ، يعنى بيحيّوا المهزوم ، تحية للمهزوم ، برضه هذا الشعب العربى رغم اللى والنكسة وكذا . . الحقيقة واقف معانا فى كل بلد عربى ن حتى فى تونس بعتوا وقفوا وتصدوا لبورقيبة وبيحاكموا فيهم لغاية دلوقتى الطلبة ، الحقيقة من الناحية الأخلاقية الشعب العربى فى مجموعه وفى أغلبيته عنده هذه الناحية الأخلاقية .

  الناحية الثانية الحقيقة برضه هل نقبل إن إحنا نتفاهم على الجلاء عن سيناء ونسيب القدس والضفة الغربية وننهى حالة الحرب فى الوقت اللى تكون فيه . . ؟ هل حتى هذا الشعب يقبل أن تكون الضفة الغربية محتلة والقدس محتلة وهضبة الجولان محتلة وهما بيسيبوا سيناء واحنا ننهى حالة الحرب ونقول إن إحنا بننفذ قرار مجلس الأمن ؟ ! 

  النقطة الثانية اللى أنا بدّى اقولها إحنا قلنا للملك حسين تستطيع أن تتصرف . . الحقيقة الملك حسين مش قادر طبعا إنه ينفصل عنا لأنه هو فيه شبهات حواليه ، ضياع هذه الشبهات بأنه يكون ماشى جنبنا وبيقول إحنا قبلنا هذا الموضوع وقبلته مصر ، وإنه الحقيقة جه هنا وضغط علينا ضغط كبير جدا لنقبل بعض نقاط وتعديلات واحنا قبلنا ، وأنا على ثقة أن إسرائيل لن تنفذ الكلام ، وأنا قلت له أن إسرائيل لن تنفذ لأن إسرائيل عايزة معاهدة سلام ، هذا الكلام مهواش موجود فى قرار مجلس الأمن وقبلنا . وجه مرة ثانية وقال طيب ، وقبلنا وكان بيقول لنا خوفا من انهيار الأوضاع فى الضفة الغربية دلوقتى بان أن الأوضاع فى الضفة الغربية قوية لدرجة أن إسرائيل منعت التجول فى جميع مدن الضفة الغربية ، بل فى بعض قرى الضفة الغربية ولدرجة إن موسى ديان بيجيبهم ، بيجيب الناس القادة ويكلمهم ، وأنا جاى لى رسالة برضه من القدس إنه جاب طوقان اللى كان وزير خارجية وفدوى طوقان الشاعرة وقال لهم إنه عاوز يتكلم معاهم فى الأدب ، وبعدين إتكلم معاهم فى السلام وقال : هل عبد الناصر بيضمن السلام لإسرائيل وأمنه ؟ إتصلوا به وشوفوا . . هما قالوا له إنهم همه مهماش أداة إتصال ، إذا كان عايز يتصل يتصل بيارنج . فقال لهم ، ليه إنتم بتكرهوا إسرائيل وليه الشعر بتاع فدوى طوقان موجه بهذا الشكل ؟ . . .

  فالحقيقة بيحاولوا بكل الوسائل وباين إنهم بيحاولوا بكل الطرق وبكل الإغراءات ، بل بالعكس هما بالنسبة للضفة الغربية ، ويوم ما انفجرت القنابل فى تل أبيب وفى القدس صدوا الإسرائيليين إنهم ياخذوا عمل معادى للعرب علشان ما يخللوا هذه العملية بين العرب وإسرائيل .

  فى الحقيقة الناحية الأخلاقية هى أساسا باعتبر أنها قدرنا ، وإن إحنا ملتزمين بيها ، بعدين فيه حاجة ، ماهى الدول العربية ما دخلتش الحرب إلا بعد ما إسرائيل اعتدت علينا ، وده اللى حصل يوم خمسة ، العدوان أساسا كان على مصر .

  أى أسئلة ثانية ؟

  الدكتورة حكمت أبو زيد :

  بعد التعبير الصادق الذى تفضل به السيد الرئيس ن فإنى أعتقد أننا كشعب على استعداد لأن نصبح عشرين مليونا بدلا من ثلاثين ، وذلك فى سبيل معركة التحرير والنصر وما بعد النصر ، وإنى أرى أنه لكى تكمل صورة الموقف العربى أن يتفضل السيد الرئيس ويحدثنا عن الكتاب الأخير الذى أصدره الملك حسين ، حيث أنه يحمل السم فى الدسم ، وأرجو أيضا أن يزيدنا سيادته إيضاحا عن موقف حكومة الجزائر من طائرة شركة " العال " الإسرائيلية لأن هذين الموضوعين يكملان لنا صورة الموقف العربى . وشكرا .

  الرئيس جمال عبد الناصر :

  هو بالنسبة للكتاب أنا ما قريتوش ، أنا قريت بعض تعليقات عن الكتاب ، ولكن اللى بدّى أقوله إن الملك حسين هو الملك كحسين . . ما إتغيرش ، يعنى ده موضوع لازم نعرفه ، واحنا ظروف المرحلة اللى إحنا فيها لازم نلم نفسنا مع كل الناس . . مع الملك حسين ومع الملك فيصل وحتى مع بورقيبة . . واحنا بورقيبة بيشتمنا كل يوم واحنا ما بنردش عليه ، هذه المرحلة تستدعى مننا إن إحنا نبذل جهد كبير جدا لنعبىء بكل وسيلة من الوسائل الطاقة العربية ولا نفتتها ، ولا نكون سبب فى تفتيتها .

  فيه كتاب ثانى طلّعه سعد جمعة ، أنا عرفت عن كتاب سعد جمعة إن فيه يعنى أكاذيب كثيرة خصوصا أنهم لما جم هنا ، برضه كتاب الملك حسين أنا ما قريتوش لكن سمعت إن فيه بعض حاجات ، ما أعرفش يعنى الحقيقة هذه الحاجات .

  بالنسبة للجزائر إحنا عندنا هنا لواء جزائرى موجود مع قواتنا فى القنال ، اللى همه بعتوه فى المراحل الأولى ، بعدين لما كان الفريق فوزى هناك ، همه اتفقوا على إنهم حا يبعتوا لنا أسلحة وجرارات ومدافع ذاتية الحركة وسرب طيارات ، وافقوا على إنهم بيعتوا لنا كل الحاجات اللى إحنا طلبناها ، وأظن يمكن أول شحنة حا تصل قريبا . واستجابوا . ولما كان هناك الأخ لبيب شقير واتكلم معاهم فى الموضوع همه مستعدين إنهم يمشوا معانا ، وهما قالوا لما نيجى ندخل المعركة همه مستعدين يبعتوا كل القوات الجزائرية لتشترك معانا ، يمكن الحقيقة فى الأول كانوا متضايقين لأن إحنا قبلنا وقف القتال .

  بالنسبة لموضوع الطيارة ، الحقيقة هذا الموضوع حساس ، وحصل توسط من إيطاليا وقرينا عن هذا الكلام فى الجرائد حايفرجوا عن الركاب وحا يفرج عن عدد مماثل لهم من الفدائيين ، وأنا ما أعرفش الحقيقة تفاصيل هذا الموضوع ، وبرضه أنا فى رأيى ما نحاولش إن إحنا نحرج الجزائر بأى شكل من الأشكال ، طبعا تهديد إتحاد الطيارين إنه يقاطع الجزائر والطيارات الجزائرية ده برضه موضوع له اعتباره ولكن برضه فى رأيى ما نحاولش بأى وسيلة من الوسائل إن إحنا نشكك فى الجزائر أو إن إحنا نحرج الجزائر.

  السيد أحمد حبشى :

  أرجو أن يتفضل السيد الرئيس ويقدم لنا إيضاحات عن واقعة نجع حمادى ، حيث أن إسرائيل قد ادعت أن طائرة هيليكوبتر قد قامت بنقل بعض جنودها إلى الأراضى المصرية وقاموا بنسف محطة محولات الكهرباء وإيقاع بعض الخسائر فى كوبرى نجع حمادى .

  إن الرأى العام يتساءل عن هذا الموضوع ، لذلك نحب أن نتزود بإيضاحات عن هذا الموضوع . وشكرا .

  الرئيس جمال عبد الناصر :

  هوه فى الحقيقة بالنسبة لموضوع نجع حمادى ، إسرائيل قالت كلام واحنا قلنا كلام ، هما يقصدوا بهذا الناحية المعنوية عندنا ، واحنا أيضا بنقصد بهذا الناحية المعنوية عندنا ، يعنى هما بيقولوا لأ ما كانتشى غارة جوية . . ليه ؟ لأن إحنا الحقيقة لما نثبت إنها غارة جوية ، معنى هذا إن إحنا بندخل فى ميدان جديد ، لأن إحنا نستطيع إن إحنا نقوم بغارة جوية على إسرائيل .

  الحقيقة بقى ، تفصيلات هذه المواضيع ما فيش داعى إن إحنا ندخل فيها حتى فى مجلس الوزراء ما بيدخلوش فى التفصيلات بالنسبة لمثل هذه المواضيع . . ليه ؟ يعنى فى أى مجلس وزراء بيعملوا مجلس حرب ، وهوه ده اللى بيدخل فى تفصيلات هذه المواضيع ، فى البرلمانات حتى أما بيسألوا عن هذه المواضيع ، ونفتكر حتى فى أيام حرب السويس ، لما كانوا بيسألوا إيدن فى البرلمان ، وكان بيقول إن هذا الكلام بيمس سلامة قواتنا وبيمس خططنا الاستراتيجية ، الحقيقة إحنا بنقول إن حصل هجوم على قنا ونجع حمادى وحصل إستخدام طيران فى هذه العملية ، وبهذا بنقول إن إحنا نستطيع نقوم بنفس العمل بالنسبة لإسرائيل ، مافيش داعى إن إحنا ندخل فى التفصيلات أزاى إنضرب ده . . وإزاى إنضرب ده .

  السيد فريد عبد الكريم :

  أود أن أعود إلى النقطة الخاصة بتمسكنا بضرورة إيجاد حل للقضية من كافة النواحى ، سواء المتعلقة بسيناء أو مرتفعات الجولان ، أو القدس ، أو الضفة الغربية . فموقفنا لا يتعلق فقط بالناحية الأخلاقية ، بل يتعلق أيضا بالمصلحة العامة ، فالقضية بالنسبة لنا لها وجه مصرى ووجه عربى ، وكل منهما يرتبط بالآخر ارتباطا لا يقبل التجزئة ، فلو أننا قبلنا انسحاب إسرائيل من سيناء واتخذنا موقفا سلبيا إزاء القدس والضفة الغربية ومرتفعات الجولان ، لكانت نتيجة ذلك أن نسقط عربيا . . وسقوطنا عربيا معناه أن شعار الوحدة العربية الذى نرفعه ، شعار زائف قصدنا به تحقيق مصلحة ذاتية ، وبذلك نساعد أعداءنا على بلبلة الأفكار وزعزعة الثقة فى مواقفنا العربية الوطنية لأنهم سيفسرونها على أنها مجرد تصرفات غير واقعية ، وقد عانينا من هذا الكثير .

  فى رأيى أن موقفنا أخلاقى ووجدانى وعربى ، وفى نفس الوقت يرتبط بمصلحة الجمهورية العربية المتحدة ، ولهذا أرى أن يكون موقفنا موقفا متسقا مع موقف باقى الدول العربية لأنه إذا تخلينا عن العرب فى هذا الوقت بالذات وهذه الظروف ، لن تتمكن الجمهورية من الاستمرار فى قيادتها للقضية العربية . ولقد أردت أن أؤكد على هذا الموضوع حتى نذهب للجماهير بفكر موحد فنقطع السبيل أمام أية محاولة للبلبلة تتعلق بهذا الموضوع . وشكرا .

  الرئيس جمال عبد الناصر :

  هو اللى أنا قلته فى هذا الموضوع ، كان رد محمود رياض على " راسك " ، فقال له أخلاقى ، ولو قال له وحدة عربية وموش فاهم إيه طبعا المواضيع دى كلها إحنا عارفينها كلها ، لكن رد رياض على " راسك " قال له أن الموضوع ده اللى إنت بتطلبه منّى إن إحنا نفصل قضيتنا عن باقى الدول العربية يبقى موقف لا أخلاقى . . ده رد رياض على " راسك " ، أما باقى العوامل فهى عوامل معروفة .

  السيد فهمى منصور يوسف :

  أود الاستفسار عن بعض الأمور التى تتعلق بالجيش الشعبى من ناحية نوعية الأشخاص الذين سيقومون بحراسة المنشآت ، وفى تصورى أن الجيش الشعبى سيتولاه من الناحية العسكرية أفراد من الشعب فما نوعيتهم ؟

  فى رأيى أن الأشخاص الذين سيكلفون بهذا الأمر الهام جدا ، لابد وان يكونوا على مستوى كبير من الوعى حتى يقدروا أهمية العمل الذى سيناط بهم ، بمعنى أنهم لابد وأن يكونوا على درجة كبيرة من الثقافة والوعى وتقدير المسئولية . . هذه المواقف ، فمن أين نأتى بهؤلاء الأشخاص ؟

  إنى أرى أن الخريجين الذين تتولى الدولة تعيينهم سنويا ، يمكن أن يكونوا المصدر الصالح لهؤلاء الأشخاص الذين يقومون بهذه المهمة ، وطبيعى أن جزء من هؤلاء يجند ولا داعى لمناقشة هذا الأمر لأنهم سيعملون فى ميدان القتال الفعلى ، أما الخريجين الذين يتم تعيينهم فيمكن الاستعانة ببعضهم ، فالمكتب الذى يعمل به عشرة خريجين يمكن أن يختار من بينهم العناصر القادرة على حمل السلاح لتنخرط فى الجيش الشعبى ، ويقوم الباقى بعمل المكتب ، وأرى أن فى هذا تخفيضا للأعباء المالية لأنهم جميعا يتقاضون مرتباتهم من الدولة ، ومن ثم لن يضيفوا أعباء مالية جديدة .

  هل كل الذين سينخرطون فى الجيش الشعبى سيعملون على المدافع المضادة للطائرات ؟ طبيعى لأ ، لأن من يعمل على هذه المدافع ـ فى رأيى ـ يحتاج إلى دراسة كافية فى هذه الناحية ، أما بخصوص الأسلحة الخفيفة فإنى لا أعرف الوضع بالنسبة لها ، لذلك أرجو أن يتفضل السيد الرئيس بالإيضاح . وشكرا .

  الرئيس جمال عبد الناصر :

  هوه إحنا فى اجتماع مجلس الوزراء الأخير إتكلمنا فى هذا الموضوع وقلنا الأساس لتكوين الجيش الشعبى هو الوعى والفكرة والعقيدة ، وبالنسبة لتكوين الجيش الشعبى . . فيتنام ، أساسا إتكونت خلايا بفكرة و عقيدة ، وبعدين فضل يكبر الجيش ده من عدد قليل جدا لغاية النهاردة ما هزم أمريكا ، إحنا الحقيقة ما إحناش عايزين نتحمل مصاريف ثانية لأن ميزانية الجيش السنة دى حوالى 300 مليون جنيه ، الحقيقة مش عايزين نتحمل مصاريف ، ولهذا العملية هى عملية التطوع وكل واحد فى المحافظة بتاعته ، فيه مجلس دفاع ، السؤال الحقيقة اللى تسأله لنفسك كعضو مثلا هناك . . حا تدى السلاح لمين ؟ وده برضه سؤال قلناه ، السلاح حا تحطّه فى إيد مين ؟

  أولا ، لازم نحطه فى إيدين عناصر موالية للثورة والبلد ، ولا نضعه فى يد عناصر مضادة . وبعدين لازم حا نبتدى بداية صغيرة مش حا نبتدى بداية كبيرة ، حا نعمل مركز تدريب فى كل محافظة ، حا نبتدى بأسلحة صغيرة ورشاشات صغيرة ، وأنا طلبت إنهم يدّوا لكل فصيلة رشاش متوسط وده ينفع فى الضرب ضد الطيران الواطى أو ضد الهيليوكوبتر أو حاجات بهذا الشكل ، وبعدين كل ما حا تيجى لنا أسلحة حا نوزعها ، الحقيقة بالنسبة للأسلحة المضادة للطيارات إحنا عايزين أسلحة مضادة للطيارات علشان المنطقة ما بين بنى سويف وأسوان ، وقررنا إن إحنا نعمل قوة تتحرك يوم هنا ويوم هنا ويوم هنا بحيث إن إسرائيل ما يبقوش عارفين أى يوم القوة دى موجودة فين ، لأنهم همه ما بيعملوش عملية إلا إذا كانوا متأكدين منها تأكد كامل .

  الحقيقة الجيش لازم يكون جيش محلى فى كل حتة ، فى كل محافظة ، وحا ييجى الجيش حا يبقى واخد مسئولية حوالى 17 منشأة ، الباقى بقى عندنا حا يطلع فى المحافظات عشرات ومئات المنشآت ، بالتدريب بنعمل دفاع عنها ، وبعدين بنعمل وقاية ، حتى إنشاء الله بنعمل وقاية ترابية ، وبعدين إذا إتوجد أسلاك شايكة بنعمل ، لأن الدفاع ما بيتمش فى يوم وليلة ، ولكن بيتم فى وقت طويل شوية ، وبعدين مراكز التدريب حا تدرب الناس ، والحقيقة الناس دول لازم يتدربوا كل يوم ، فى وقت غير الوقت اللى بياخدوا فيه الحراسة ، لأن الحراسة لازم حا تكون على نوبات متعددة ، ولكن الحقيقة إحنا مش عايزين نعمل جيش وننقل ناس من القاهرة لسوهاج ، لأ ، عايزين الناس اللى فى سوهاج همه اللى يدافعوا عن سوهاج ، وانتم بتبتدوا باختيار الناس المتعلمين الفاهمين وبتعملوا لهم توعية ومن كل النواحى ، وبالتدريب بنزود كل شهر ، وأظن فيه خطة يوم الخميس حا يكون فيه وزير الحربية والداخلية والحكم المحلى مع المحافظين ، أظن ، ومع سكرتيرين الاتحاد وتعملوا اجتماع ثانى حا نبحث فيه كل هذه الموضوعات .

  أى حاجة فى هذه الموضوعات ؟

  ( لم تقدم استفسارات أخرى ) .

.

..............."

إنتهى نقل هذا الجزء

يحى الشاعر

 

Graphic by Martin
A Man ... A Nation ...


الـرجوع الى الفهـرس للمتابعة والمواصلة


 

شـكرا لزيارتكم للموقع

أنتم الضيف

 




© 2007  جميع الحقوق محفوظة لكل من سامى شرف ويحى الشاعر.

© 2007 Yahia Al Shaer. All rights reserved.

This web site is maintained by

ICCT, International Computer Consulting & Training, Germany, US