Gamal Abdel Nasser ..The Story and Myth by Samy Sharaf

سـنوات وأيام مع جمال عبدالناصر

صراحة ووضوح ونقد ذاتى خطير للغاية وغير مسبوق 

 فى ظل اوضاع غاية فى الدقة والخطورة

محاضر اجتماعات الرئيس جمال عبد الناصر

 مع المؤسسات السياسية والدستورية

بعض النماذج

نص المحضر

رئاسة

الجمهورية العربية المتحدة

سكرتير الرئيس للمعلومات

محضر جلسة اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى العربى 

المنعقدة فى مقر الاتحاد الاشتراكى بكورنيش النيل ـ القاعة الرئيسية بالدور الحادى عشر

سعت 1930 يوم الخميس 3 أغسطس1967 

الحاضرون السادة :

الرئيس جمال عبد الناصر

زكريا محى الدين

محمد أنور السادات 

حسين الشافعى

على صبرى

المهندس محمد صدقى سليمان

السيد عبد المحسن أبو النور 

ــــــــــــــــــــــــــ

قام بأعمال السكرتارية : السيد عبد المجيد فريد

ــــــــــــــــــــــــــ

الرئيس جمال عبد الناصر :

إحنا حا نبحث النهاردة موضوع من أهم الموضوعات . . علشان كدة أنا طلبت من عبد المجيد فريد انه ما يعملش جدول أعمال لهذه الجلسة . . وما سنناقشه أهم بكثير من جميع الموضوعات التى سبق بحثها من قبل ، اللى عايز أقوله أننا لازم نقيم نظام الحكم الذى نتبعه ، لأنى اعتقد انه من متابعة الأحداث اللى جرت أخيرا وبعد تحليلها بدقة يتبين لنا انه لم يكن لدينا نظام سليم .

لم يكن عندنا نظام SYSTEM” " سليم . وعلشان أوضح كلامى اكثر لازم أتعرض للأحداث اللى مرت بنا فى بلدنا مؤخرا بشىء من التفصيل ومزيد من الشرح ، ونضع النقاط على الحروف .

تذكرون جميعا أننا حضرنا اجتماعا فى القيادة العامة للقوات المسلحة فى مدينة نصر قبل بدء العمليات بقليل ، وقلت للقيادات العسكرية اللى حضروا الاجتماع ان المعلومات السياسية المتوافرة لدينا تؤكد ان العدو سيبدأ هجومه الكبير بالاستيلاء على شرم الشيخ وفصل قطاع غزة . . لكن القيادة العامة للقوات المسلحة فى ذلك الوقت قدرت موقفها على أساس انهم يستبعدون قيام العدو بهجوم شامل على الجبهة ، وقدروا أيضا انه لو حدث مثل هذا الهجوم فهم يستبعدون تماما الطريق الساحلى كمحور رئيسى للهجوم . . وبناء على ذلك فقد ركزوا قواتهم فى الجنوب وتركوا القطاع الشمالى عند رفح وغزة ضعيف .

السيد زكريا محى الدين :

فعلا نذكر هذه المناقشة التى تمت مع هيئة عمليات القيادة العامة فى مدينة نصر فى ذلك اليوم بعدما تبين من خطة القيادة ضعف منطقة العريش وما حولها ، وانهم وافقوا بعد مناقشات منا وإلحاح منك يا ريس على تعزيز منطقة العريش بلواء مدرع وتقوية منطقة الاختراق المحتمل عند الشيخ زويد بقوة سعد الشاذلى المدرعة .

الرئيس جمال عبد الناصر :

للأسف ، اللى حصل انى عرفت من عبد الحكيم عامر يوم الجمعة انه أمر بإعادة اللواء المدرع إلى نخل وأنه أعاد قوة سعد الشاذلى إلى الجنوب مرة أخرى على أساس ان تقديرهم مبنى على أن المعركة الرئيسية حا تكون فى الجنوب !

وقلت أيضا للقيادة العامة للقوات المسلحة فى نفس الاجتماع وقدام قادة الجيش والطيران انه فى تقديرى أن الحرب حا تبدأ يوم الاثنين اللى جاى ( 5يونيو) ، وغالبا ما ستوجه الضربة الأولى لقواتنا الجوية . . . فانزعج الفريق صدقى محمود لذلك وقال ان هذا الاحتمال سيسبب لنا إرباكا كبيرا !

وكما تعلمون بدأت الحرب فعلا يوم الاثنين وبدأت العمليات بالضربة الجوية على جميع قواعدنا الجوية ومطاراتنا . . وكان برضه الهجوم الرئيسى للعدو على القطاع الشمالى وسقطت العريش . . وبعد كدة تحرك العدو على ثلاثة محاور أحدها الطريق الساحلى الذى لم يجدوا قدامهم أى وحدات مقاتلة تعترضهم على أساس أن القيادة العامة استبعدت أى تحرك للعدو على هذا المحور .

أعود الى الأيام الأولى للحرب وكنت أتابعها من مكتبى حيث لم أدخل القيادة العامة أو أتدخل فى توجيه المعركة العسكرية من يوم الاثنين 5يونيو حتى الخميس 8يونيو . . اتصل بى شمس بدران وطلب منى ضرورة الحضور فورا إلى مبنى القيادة العامة لأن عبد الحكيم عامر فى حالة انهيار تام ، وانه طلب من سكرتيره حبوب سيانور وهى حبوب للانتحار .

رحت القيادة ولقيت عبد الحكيم فعلا فى حالة انهيار تام وحاولت أن اهدّيه وقلت له أنى المسئول شخصيا عن ما حدث وأنا لهذا سوف أتنحى عن الرئاسة ثم سألته عن الشخص الذى يراه صالحا لتولى رئاسة الجمهورية من بعدى فقال أنه يرى أن أصلح واحد لتولى الرياسة هو شمس بدران !

وعرفت بعد أيام من لقائى بعبد الحكيم أنه بعد ما غادرت مبنى القيادة العامة عقد عبد الحكيم وشمس بدران اجتماعا طويلا لإعادة تنظيم الدولة وقياداتها المدنية ، وأنهم اتصلوا ببعض الشخصيات السياسية وبعض الوزراء وطلبوا منهم أن لا يعلنوا استقالاتهم بعد تنحيتى ليتعاونوا مع رئيس الجمهورية الجديد ‍‍ .

بعد ظهر اليوم التالى يوم 9يونيو اتصلت بعبد الحكيم تليفونيا قبل إذاعة بيان التنحى وقلت له إن أنا فكرت كثير فى الكلام اللى اتكلمنا فيه إمبارح والحقيقة أنا شايف إن زكريا هو أصلح من يتولى رئاسة الجمهورية من بعدى . . وهنا بدأت مشكلة شمس بدران لأنه إعتبر نفسه رئيسا للجمهورية من الساعة حداشر من مساء يوم الخميس لغاية ما أذعت بيان التنحى مساء يوم الجمعة 9يونيو. . . وكمان إعتبر أنى بترشيح زكريا محى الدين رئيسا للجمهورية قد اعتديت على منصبه الشرعى وعزلته . . وحدث أثناء إلقائى بيان التنحى من مكتبى بالقبة أن طلب شمس بدران سكرتيرى محمد أحمد علشان يبلغنى بأنه علىّ أن لا أستمر فى تكملة باقى البيان وطبعا ده كان كلام خيالى ‍.

وبعد يومين طلبنى شمس بدران تليفونيا ليبلغنى بأن هناك تجمع من بعض الضباط يقدر عددهم بحوالى خمسمائة ضابط يحيطون بمنزل المشير فى حلمية الزيتون وغيرهم بمبنى القيادة العامة وهم يصرون على عودة عبد الحكيم عامر قائدا عاما ويطلبون منى أن أبت فى هذا المطلب فورا . . فقلت له أنى سأبت فى المطالب دى بكرة الصبح ، فطلبنى فى اليوم التالى وكرر كلامه . . فقلت له إنت ياشمس تعرف رأيى فى القيادة العامة . . وإذا كنا عايزين بصدق نصلح الحال فعلينا أن نختار قائدا عاما محترفا للعسكرية وأن يبقى عبد الحكيم نائبا أول لرئيس الجمهورية فقط .

وحاولت شخصيا إحضار عبد الحكيم إلى مكتبى فى منشية البكرى فى محاولة لأن يستوعب ويفهم الأوضاع . . واستعنت بصلاح نصر لإحضاره لأنه ماكانشى مقيم فى بيته وإنما كان قاعد فى شقة أحد الضباط المواليين له ولكنه مارضيش يحضر . . وفى نشرة أخبار الإذاعة الساعة الثانية ونص فى نفس اليوم أذعت خبر تعيين فوزى قائدا عاما . . ثم أمرته بأن يعتقل الضباط المعتصمين فى القيادة وكذلك الضباط المعترضين .

بعد كدة قابلت عبد الحكيم وحاولت إقناعه بأنه ليس من المنطق ولا المعقول أن يبقى بعد هذه الهزيمة قائدا عاما للجيش ولكن بدون أى فائدة ولم يقتنع بأن يكون نائبا اول لرئيس الجمهورية ورفض كلامى رفضا باتا وسافر غضبان لبلدته بالمنيا راح اسطال . . ومن هناك اتصل بهيكل وأبلغه استنكاره التام لجميع تصرفاتى .

بعدها حضر إلىّ فى منشية البكرى شمس بدران وبلغنى أن الموقف العام بيزيد سوء يوما بعد يوم كما قال لى أن البلد كلها ضدى ، وأن الجيش ضدى ، وأن الحل الوحيد هو أن عبد الحكيم يرجع قائد عام للقوات المسلحة من جديد وقال أن هذا هو الحل الذى سيترتب عليه الاستقرار فى البلد وفى الجيش .

وبعد يومين تانيين قابلت شمس بدران مرة ثانية وكنت قد أصدرت أوامر باعتقال ضباط التنظيم السرى اللى أقامه شمس بدران داخل القوات المسلحة وكان أغلبهم من دفعته العسكرية خريجى سنة1948 . . وقلت له :

"يا شمس أنا منحتك ثقتى بالكامل ولكنك للأسف اشتغلت لمصلحتك ومصلحة المشير من وراء ظهرى . . وإنت يا شمس لو كنت مخلص بصحيح ونيتك صادقة فى تكوين تنظيم داخل الجيش لكنت أبلغتنى بهذا الأمر فى حينه . . كان مفروض عليك لو إنت مخلص بجد إنك كنت تحطنى فى الصورة بالنسبة لشكل التنظيم وأسماء أعضاء هذا التنظيم ، لكنك لم تكن أمينا . . عموما أنا أمرت باعتقال جميع أفراد تنظيمك السرى . . فارتجف وارتبك . .

يوم الإثنين الماضى حضر المشير إلى المنزل واتعشينا سويا وكان حديثنا العام ودى ولكنه قال أنه يقترح أن يسافر أمريكا للتفاهم معاهم . . وأن الروس خونة . . ولم أعلق على هذا الكلام غير المتزن ولكنى قلت له :

      " نبقى نفكر . . " .

      السيد زكريا محى الدين :

      ده تفكير ساذج ولا يستند إلى أى أساس وغير قابل للمناقشة .

الرئيس جمال عبد الناصر :

سبب عرضى لهذه القصة بالتفصيل هو أنى أريد أن أبرز موضوع فى غاية الأهمية ، وهو إذا كان جميع هذه التصرفات قد صدرت عن ومن اقرب الناس إلىّ وأقرب القيادات إلى النظام، فماذ1 يحدث من غيره ؟

اللى حصل يحتاج فعلا إلى بحث وتفكير عميقين . . ليه ؟ ده أنا وعبد الحكيم كنا أكثر الناس إرتباطا ببعض ، ورغم كدة عبد الحكيم تصرف تلك التصرفات . . مجموعة شمس بدران من دفعة48 وغيرهم كانوا بيجهزوا نفسهم لاستلام البلد . . نطلع من القصة كلها أن النظام المقفول سيؤدى بنا فى النهاية إلى نظام توريث . . وبناء عليه فأنا أرى أن علينا واجبين :

      الأول هو أن نبحث عن نظام YSTEM S جديد لنا .

الثانى هو أن نحدد الأخطاء الرئيسية الموجودة فى البلد دلوقتى ونشوف إزاى نصلحها . . اللى بيتقال فى البلد دلوقتى إن إحنا بناكل بعضنا . . النظام بياكل نفسه . . والمستقبل بهذا الشكل حا يكون خطير جدا . . لذلك أنا من رأيى إننا نعمل على تغيير النظام SYSTEM اللى إحنا ماشيين عليه لأنه لازم فيه غلط والمعروف إن نظام الحزب الواحد تحدث فيه دايما صراعات فى قمته على السلطة وعندنا الكثير من الأمثلة فى العالم آخرها ، ما حدث فى الصين مثلا . . وهو مثال واضح .

أنا شايف إنه لم يبقى فى عمر معظمنا أكثر من عشر سنين وخصوصا لى مع المرض اللى عندى ومع الضغط والجهد اللى باتعرّض له . . لذلك أنا شايف ضرورة تغيير نظامنا بحيث لا يسمح النظام الجديد لشخص واحد أو لشلة غير واعية أو جاهلة سياسيا أن تحكم البلد . . البلد إللى أعطيتنا ثقتها المطلقة بلا حدود .

طبعا التغيير إللى أقصده لا يمس اتجاهنا الاشتراكى لأننا فى الحقيقة إحنا نكاد نكون قد انتهينا من التطبيق الاشتراكى فى أغلب القطاعات باستثناء قطاع المقاولات وقطاع التجارة . . بعد كدة يبقى عملنا مركّز أساسا على خطط التنمية إللى بنحطها وعلى متابعة تنفيذها بعد كدة .

      السيد على صبرى :

      المهم فى حركتنا اللى جاية إننا نحافظ على ما حققناه من مكاسب ومنجزات .

السيد محمد صدقى سليمان :

أرجو أيضا فى هذا الاجتماع طالما إننا بنقيم كل الأمور أن نوضح الصورة كويس بشأن القطاع العام والقطاع الخاص ومجالات كل منهم والعلاقة بينهم .

السيد زكريا محى الدين :

أنا عايز أعرض رأيى بشىء من التفصيل . . وخاصة أنى حسّيت من حديث الريس النهاردة أن الصورة قد تبلورت فى ذهنه أكثر من أى مرة سابقة . أنا باعتبر أن يوم 9يونيو يوم تاريخى وفى نفس الوقت يوم تحول رئيسى لثورة 23يوليو . . واللى قاله الرئيس دلوقت يعتبر بعد نظر وتفكير عميق يوصلنا إلى طريق السلام اللى بننشده لهذا البلد وفى نفس الوقت ماحدش ينكر أن الثورة حققت واتمت فى خلال الخمستاشر سنة اللى فاتت منجزات ومكاسب كثيرة .

أما موضوع النظام SYSTEM اللى أشار له الريس . . فالمعروف أن النظام المقفول له أسلوب معين فى الحكم كما أن للنظام المفتوح له أسلوب آخر خاص به . . وأعتقد أن ممارستنا للحكم لم تكن على أسلوب النظام المفتوح أو على أسلوب النظام المقفول وإنما كانت على طريق بين النظامين ولكن بدون SYSTEM . أنجزنا الكثير فى الجهاز الحكومى ولكن لم ننجح فى اتخاذ خطوات رئيسية فى الجهاز الشعبى .

ولو أعدنا النظر فى ظروف بلدنا حا نلاقى أنه من الصعب علينا حتى من الناحية الجغرافية أن نتنبع النظام المقفول . . إذن فالنظام المفتوح هو الأنسب لنا والأصلح لنا ولاسيما أن النظام المفتوح يسمح للفرد بأن يكون شخصيته التى هى أساس المجتمع وعندما نقر إتباع النظام المفتوح يمكن أن نحدد أسلوب تامين الفرد فى هذا النظام سواء كان هناك حزب واحد أو حزبين أو أكثر ويمكن أيضا أن نضع حدود لأمن المجتمع يتضمنه الدستور فى نصوصه .

وفيه كمان نقطة أخرى خاصة بالناحية الاقتصادية وهى أنه لن يمكننا فى القطاع العام أن نوفر العمالة الكاملة لجميع الأفراد فلذلك يجب أن نسمح للقطاع الخاص بأن يمارس نشاطه بقدر أكبر ليشارك فى تحمل مسئولية تشغيل العمالة فى المجتمع المصرى كما سيكون مكانا احتياطيا يعمل فيه من قد يفصلوا من القطاع العام .

      أما عن نظام الشلل فهو أمر حتمى فى جميع المجتمعات سواء كان نظام مفتوح أو نظام مقفول 

وبالنسبة لقوى الشعب العامل يجب ألا تشعر أى فئة من فئاته أنها غير متساوية فى الحقوق والواجبات كالفئات الأخرى وأقصد بذلك فئة الرأسمالية الوطنية إذ أنها تتعرض لهجوم مستمر من قيادات الاتحاد الاشتراكى مما يجعلها غير مستقرة وبالتالى يصبح المجتمع أيضا غير مستقر .

نقطة أخيرة عن الإنتاج وأهمية استمراره وهى أنه يجب أن نوفر له كل الضمانات من أجل أن ينطلق بكل الإمكانيات ولابد أن نؤكد على أن مقياس العمل الثورى هو الإنتاج وزيادة الإنتاج .

      خلاصة كلامى أنى أرى أن يكون نظامنا هو النظام المفتوح وأن تكون انتخاباتنا مفتوحة وغير موجهة .

      الرئيس جمال عبد الناصر : 

طبعا كلنا بنذكر انتخابات 1964 . . كانت الانتخابات مفتوحة بالكامل . . وكانت إجراءات الأمن للجميع . . لجميع الأفراد مؤمنة . . وحتى ماكانشى فيه معتقل واحد أيامها . . حتى الإخوان المسلمين المحكوم عليهم أخرجناهم كلهم من السجن ورغم هذا إنت عارف إيه اللى حصل !

      السيد على صبرى :

أعتقد أن مشكلة الديموقراطية لا تنحصر فى إجراءات الأمن فقط ، إذا لم تكن إجراءات الأمن القومى فى أى بلد مانعة من تحقيق الديموقراطية .

      السيد زكريا محى الدين :

أنا ما أقصدشى من حديثى إجراءات الأمن اللى بتتحدث عنها – للسيد على صبرى – إنما أنا أقصد الإجراءات الإدارية اللى بتمس لقمة العيش للفرد . . زى التصرفات الإدارية الخاطئة وأوامر الحراسات وإجراءات لجنة تصفية الإقطاع .

      السيد على صبرى :

ما هى الإجراءات دى ما اتخذتشى إلا مراعاة لمقاييس اجتماعية لثورتنا . . والشىء الثانى إن الغلط اللى حدث فى لجنة تصفية الإقطاع أنه لم يراعى عند التطبيق فى بعض حالات ما قررناه من مبادىء وقواعد لعمل اللجنة . . وفيه حاجة ثالثة إنى شايف إن فيه مسئولية كمان على مجلس الأمة إذ كان من الممكن أن يكون فايدته أكثر من كدة . .

      السيد أنور السادات :

فى الحقيقة لا يمكن إننا نقول أن إجراءات الحراسات وإجراءات لجنة تصفية الإقطاع كانت غلط . . إنما أنا رأيى أن الغلط كان فقط فى بعض الحالات الفردية وليس فى كل عمل اللجنة . . وللأسف فالغلط اللى حصل بالنسبة للحالات دى وهى محدودة عكس شعور عام بالخوف .

      السيد حسين الشافعى :

الموضوع ده فعلا حساس وارتبط الغلط فيه بثقة الناس فى النظام ككل . . وأنا أعرف أمثلة معينة انتهكت فيها حرمات عند تطبيق قرارات لجنة تصفية الإقطاع . . وكمان صدرت عن قوة الأمن اللى خصصت لتنفيذ القرارات غلطات سفيهة لدرجة أنها أثارت ردود فعل عكسية ونقد لاذع للسلطة .

      الرئيس جمال عبد الناصر :

للتسجيل وللتاريخ . . ماحدش منكم سبق أنه ذكر لى أى ملاحظات أو نقد للجنة تصفية الإقطاع أو بالنسبة لتصرفات عبد الحكيم عامر باستثناء صدقى رئيس الوزراء فقط .

      السيد زكريا محى الدين :

عن نفسى أنا اكتفيت بأنى كنت باقول لعبد الحكيم كل ملاحظاتى أول بأول والحقيقة لم أكن أحب أن أزعجك يا ريس بها . . عامة إحنا كلنا نعتبر مسئولين عن الأخطاء اللى حصلت فى تلك الفترة . .

      الرئيس جمال عبد الناصر :

إذن إحنا كلنا غلطتنا . . وياريت . . زى ما جاء فى الحكاية الروسى المشهورة . . إننا نقول الحقيقة ولو لمدة ثلاث دقائق بس . . تصوروا يا حضرات إحنا أكبر هيئة سياسية فى البلد وكان عددنا سبعة أعضاء فقط ولم نتكلم وما قلناشى الحقيقة فى وقتها بينما كان عبد الحكيم عامر رئيس لجنة الإقطاع قاعد معانا هنا على الكرسى ده . . طبعا ده يعنى أن النظام تدهور وتدرج فى السقوط إلى الحد اللى إحنا شعرنا فيه بالخوف من أن نتكلم وخفنا نقول الحقيقة . . وأنا من جانبى أنا أعترف إنى أخطأت لما سيبت الإشراف على الجيش من سنة 1962 بحيث لم أعد أعرف اللى بيحصل فيه . . وأنا كان قصدى فى الوقت ده أن أطمئن عبد الحكيم منى شخصيا . . لكنى أعتبر إن ده كان خطأ منى .

      السيد زكريا محى الدين :

للتاريخ أيضا أحب أن أقول أن ملاحظاتى إللى قلتها للمشير ما كانتش تمس الأسس او المبادىء . . وكمان ماحدش مننا اعترض على ما اتخذته الثورة من إجراءات ثورية . . والحراسة تقررت سنة 1962 واحنا النهاردة سنة 1967 . . كل الملاحظات اللى قلتها له كانت تخص الخطأ فى التطبيق فقط . . تسألنى ليه ماقلتش الأخطاء دى من شهرين أو ثلاثة . . طبعا غلط . . والسبب إنه للأسف كانت العلاقات الشخصية بيننا لها تأثير كبير ولها حساسية خاصة . . .

      السيد محمد صدقى سليمان :

المهم دلوقت هو الأمر الواقع . . وأنا بأقترح أن نوفر حق التظلم من قرارات لجنة تصفية الإقطاع أمام محكمة خاصة . . فمثل هذا الإجراء حايريح الناس كثير وبرضه باقترح إدخال بعض التعديلات فى النظام الحالى بحيث يظهر لنا دايما الرأى الحر الصريح بدون خوف أو نفاق .

      الرئيس جمال عبد الناصر :

أنا فى رأيى ان النظام الحالى استنفذ كل مداه ولابد من نظام جديد وأنا شخصيا عندى اقتراحات محددة فى الموضوع ده :

أولا : أننا كأعلى سلطة سياسية فى البلد علينا أن نتحرر من الخوف وبعد كدة نبقى نحرر البلد كلها من الخوف .

ثانيا : إذا كنا عايزين حقا توفير الأمن والسلام زى ما قلتم فلنسمح بوجود معارضة فى البلد . . وطبعا لا أتصور عند تكوين المعارضة دى أننا نقول أن زكريا يمثل اتجاه معين وعلى صبرى يمثل اتجاه آخر . . وبكدة يبقى فيه معارضة وفيه حكم . . ده إحنا لو عملنا كدة يبقى بنعمل مسرحية المعارضة . . أنا أعرف أن المعارضة الحقيقية هى أننا نجيب الذين يعارضوننا فعلا فى الوقت الحاضر . . مثل بغدادى وكمال حسين وكلاهما أصلا مننا وسبق أن وافقوا على الميثاق ونسمح لهم بتكوين حزب معارض ونسمح لهم بجريدة تعبر عن رأى الحزب . . ومن ناحيتنا إحنا نعيد تنظيم صفوفنا ونعمل حزب الاتحاد الاشتراكى ثم ننهى الدورة البرلمانية الحالية وتجرى انتخابات جديدة فى شهر ديسمبر السنة دى على أساس قائمتين للحزبين 00 واللى يكسب الانتخابات يستلم الحكم والثانى يشكل المعارضة . . على أساس أن يبقى الجيش كجهاز محترف وكذلك البوليس .

أنا شايف أننا لو نفذنا الاقتراح ده سنشفى من كل الأمراض الموجودة بيننا دلوقت . . وسيتحرر كل واحد فينا من الخوف اللى تفشى بيننا من أكبر هيئة إلى أصغر هيئة . . أنا ضد نظام الحزب الواحد لأن الحزب الواحد بيؤدى غالبا إلى قيام ديكتاتورية مجموعة معينة من الأفراد .

آخر كلامى فى الموضوع ده . . أننا إذا ماغيرناش نظامنا الحالى حانمشى فى طريق مجهول ولن نعلم مين اللى حايستلم البلد من بعدنا واللى وصلنا إلى أننا أصبحنا نستحى إننا نتكلم ونقول الحقيقة أو نقبل النقد . . سيؤدى بنا إلى مستقبل مظلم . والنظام الحالى لن يمكننا إصلاحه عن طريق إدخال تعديلات أو القيام بعمليات ترقيع وإعطاء مسكنات – أسبرين – كما أن الناس مش حاتصدقنا لما نقوم بعملية رتوش . . . 

      ( همهمات وكلام متداخل من الحضور بشكل غير واضح )

      الرئيس جمال عبد الناصر :

الساعة دلوقتى الواحدة صباحا تقريبا وأنا شايف إنكم تفكروا فى الاقتراحات اللى قلتها بهدوء . . والسؤال هو كيف تحكم البلد فى المستقبل القريب ؟ وتاخدوا وقتكم فى التفكير لغاية بكرة الجمعة نبقى نعيد الاجتماع زى النهاردة .

      انتهى الاجتماع سعت 045 من صباح الجمعة 4أغسطس1967 


    

رئاسة

الجمهورية العربية المتحدة

سكرتير الرئيس للمعلومات

    محضر اجتماع اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى العربى

المنعقدة فى مقر الاتحاد الاشتراكى العربى بكورنيش النيل - بالقاعة الرئيسية بالدور الحادى عشر

      سعت 1900 يوم الجمعة الرابع من أغسطس1967

      الحاضرون :

الرئيس جمال عبد الناصر

السيد زكريا محى الدين

السيد أنور السادات

السيد حسين الشافعى

السيد على صبرى 

السيد محمد صدقى سليمان 

السيد عبد المحسن أبو النور

      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      وقام بأعمال السكرتارية السيد عبد المجيد فريد 

      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      الرئيس جمال عبد الناصر :

    أعتقد أننا قد فكرنا فيما ناقشناه إمبارح لتحويل النظام إلى نظام مفتوح يسمح بمعارضة حقيقية ويقضى على الشلل وأحب أن أضيف إلى ما قلته أن العلاقات الشخصية بين القيادات وبينى وبين عبد الحكيم بالذات قد أثرت بشكل ما على نظام الحكم هذا بخلاف العلاقات التى سادت بين القيادات المختلفة وبعضها البعض أيضا .

    وفى رأيى أن يشكل الاتحاد الاشتراكى حزب . . على أن يسمح بتكوين حزب آخر يمثل المعارضة وأنا شايف إن هذا الشكل مش حايمنع حدوث صراعات داخل تنظيمنا الاتحاد الاشتراكى ولكنها حا تكون صراعات لها طبيعة ثانية لاعتبار وجود حزب منافس أمامهم . . و زى ما قلنا إمبارح نسمح لبغدادى وكمال حسين إنهم يشكلوا حزب معارض على أن نوفر له نفس الإمكانيات والتسهيلات اللى واخدها الاتحاد الاشتراكى بما فى ذلك حقهم فى إصدار جريدة باسم حزبهم وأنا من رأيى إنهم رجالة وحا يتصرفوا كرجال لأنهم معنا من أول الثورة . .

    أما بالنسبة للمفهوم الاجتماعى للحكم . . فطبعا حايكون طبقا لمفهوم الحزب اللى حايكسب الانتخابات القادمة اللى باعتقد أنه من الممكن أن تجرى خلال شهر ديسمبر اللى جاى بعد فض الدورة البرلمانية الحالية لمجلس الأمة خلال نوفمبر . . .

    السيد زكريا محى الدين :

    أنا فكرت كثير فى الكلام اللى قاله الرئيس إمبارح وحا أحاول إنى أستعين بما حضرته ليلة إمبارح وكتبته كدراسة عاجلة أن أعلق على الاقتراح اللى قدمه الرئيس .

    فهمت إمبارح وكذلك مما كرره الرئيس النهاردة إنه حا يكون هناك حزبين ، أحدهما الاتحاد الاشتراكى ، و أن كلاهما ملتزم بما جاء فى الميثاق . . هنا يبرز لنا بعض الموضوعات اللى حا تتأثر بوجود حزبين متناقسين يحاول كل منهما تصّيد الأخطاء للآخر خصوصا فى المجالات التالية0:

    المجال الأول الجانب الإقتصادى لنظامنا اللى تبلور تدريجيا فى شكل خاص خلال عشر سنوات من النمو والتطوير وبرزت خلال الممارسة شوية مشاكل تحتاج الآن إلى علاج جذرى ومطلوب إعادة النظر فى بعض المشروعات الاقتصادية وخاصة من ناحية الإنتاج والعائد منها . . وكذلك العمالة الزائدة المستخدمة فيها وفى تقديرى أنه لابد من التصرف مع هذه المشروعات فى إطار الأسس الاقتصادية ولابد من العمل على كل ما يوفر الاستقرار للإدارة العليا لهذه المشروعات .

    جانب اقتصادى آخر وهو ضرورة زيادة المدخرات لتصل إلى 25% على الأقل حيث أنها لم تتعدى ال13% حتى الآن وهذا يعتبر غير كاف لمواجهة الزيادة السكانية السنوية فى بلدنا .

    جانب آخر وهو عدم زيادة حجم صادراتنا بالقدر الكافى اللى يغطى المطالب الكبيرة المطلوبة من الواردات.

    المجال الثانى : وهو سياستنا الخارجية بعد العدوان . . وأفضل السياسات اللى يجب أن نتبعها لنحقق أكبر قدر من أهدافنا الداخلية . . فهل نسمح بمشروعات مشتركة مع رأس المال الأجنبى أم بدونه ؟ 

    هل نشجع مساهمة رأس المال العربى من أجل أن يزيد حجم التنمية السنوى ليصل من 6% إلى 8% مع تحديد الزيادة فى الأجور بحيث لا تتعدى 2% ؟ 

    كل هذه الموضوعات سواء فى المجال السياسى أو المجال الاقتصادى تحتاج إلى أن نبت فيها بسرعة والبعض الآخر يحتاج لعلاج جذرى . . وأنا أخشى أن العوامل السياسية الداخلية والمزايدات الحزبية فى حالة وجود الحزبين قد تؤثر على اختيار الحلول الصحيحة والسليمة . . ويبرز هنا رأى جديد بشأن المشروعات الاقتصادية الرئيسية :

    فهل يمكن أن نجعل لتلك المشروعات صفة الاسقلالية بعيدا عن إشراف الوزراء الحزبيين وتدخلاتهم ؟ 

    ولكن فى الحالة دى . . مين اللى حا يحاسب هذه المشروعات ومؤسساتها ؟ هل مجلس الأمة أم الحكومة أم هيئة خاصة مشكلة من الحزبين ؟ 

    الرئيس جمال عبد الناصر :

    يا زكريا . . اللى يتولى الحكم هو بالتالى ومن الطبيعى إنه المسئول عن نجاح جميع المؤسسات وهو المسئول أيضا عن أى فشل لها . . بمعنى آخر إن أى فشل فى إدارة المؤسسات سيؤدى إلى سقوط الحكم . . أما أن تشكل هيئة خاصة من الحزبين للإشراف على المؤسسات فهو موضوع خيالى ! 

    ولا تنسى أن هدف أى حزب دائما هو الوصول إلى الحكم ويقف الحزب الآخر أمامه ليتصيد له الأخطاء فى ممارساته . . إذن كيف تقول أن حزب المعارضة يشترك مع حزب الحكومة فى هيئة واحدة للإشراف على المشروعات الاقتصادية ؟ 

    يا زكريا . . اللى معاه الحكم هو المسئول . . وهو اللى حا يشرف ويوجه جميع المجالات بما فى ذلك المشروعات الاقتصادية .

    السيد زكريا محى الدين :

    أنا ياريس ما قصدتش بكلامى أن أقدم عرضا خياليا وإنما حبّيت أن أبرز بعض المشاكل اللى حا تواجهنا من مزايدات ومهاترات نتيجة لوجود الحزببن . . وطبعا زى ما قلت سيقف كل حزب للتانى بالمرصاد يتصيد له الأخطاء بغض النظر عن أثرها على المصلحة العامة للبلد هادفا أساسا إلى إثارة الجماهير لجانبه مثل موضوع الاستغناء عن الزيادة فى العمالة ومثل موضوع تحديد زيادة الأجور . . الخ .

    وكمان أتوقع من الحزب الآخر أن يقوم بنبش الماضى وما يتلو ذلك من تجريح للهيئة القيادية للبلد ولرئاسة الدولة .

    الرئيس جمال عبد الناصر :

    معنى كدة إننا نخاف ولا نتحرك . . ليه ؟ 

    إن قيادات الحزب الآخر كانت مشتركة معانا فى الماضى فى جميع خطوات الحكم . . أما عن تجريح القيادات فهو يتم حاليا ولكن داخل المنازل وداخل الأربع جدران ومن الأفضل أن يتم هذا خارجها وفى العلن . .

    السيد زكريا محى الدين :

    هناك موضوعات تانية كثيرة تترتب على تغيير شكل النظام .

    أولها ضرورة تعديل الدستور . . وهل ستصبح الدولة جمهورية رئاسية أم جمهورية برلمانية أم رئاسية مع بعض التعديلات ؟ 

    هل سيجرى تغيير للقيادات الرئيسية دائما بتغيير الحزب الحاكم مثل المحافظين ومديرى المؤسسات ووكلاء الوزارات ورؤساء الشركات ؟ 

    ثم أسأل نفسى ما هو أهم من ذلك . . ما هى الأهداف السياسية المنتظرة و التى سيختلف عليها الحزبين ؟

    وما هو التكوين الاجتماعى لمؤيدى كل حزب ؟ 

    وهل يمكن للحزب الحاكم أن يعدل الميثاق ؟ أم يشترط إتفاق الحزبين ولو فى حدود نسبة معينة ؟ 

    الرئيس جمال عبد الناصر :

    المفروض إن جميع كل التساؤلات دى حايرد عليها عند مناقشة الدستور الجديد وحاتكون واضحة تماما فى أبوابه وفقراته . .

    السيد زكريا محى الدين :

    تساؤلى الأخير هو : هل يصح تعديل الهيكل السياسى للبلد واليهود ما زالوا يحتلون البر الشرقى لقناة السويس ؟ 

    الرئيس جمال عبد الناصر :

    إذا كان زكريا انتهى من عرضه ومن كل تساؤلاته ممكن نسمع رأى آخر .

    السيد محمد صدقى سليمان :

    بالنسبة الاقتراح الرئيس اللى شرحه أنا رأيى هو أنه هناك إستحالة قيام حزب معارض فى بلدنا فى الوقت الحاضر لأن الحزب المعارض حا يكون هدفه فقط الوصول للحكم . . ومن البديهى أننا سنجد أيضا أن جميع المنحرفين والانتهازيين حايتكتلوا حول الحزب الآخر . . فهل إحنا مستعدين نفسيا فى هذه الحالة أن نتقبل المهاترات الحزبية؟ 

    ومن ناحية تانية ما أثر هذه المهاترات على أجهزة الدولة الرئيسية وخاصة على القوات المسلحة ؟ 

    نقطة رئيسية تانية فى الموضوع . . . إن وجود رئيس الجمهورية على قمة الحزب الحاكم يجعل من إستحالة العملية أن يصل الحزب المعارض إلى الحكم وبالذات وجود الرئيس عبد الناصر ومعه هذا الرصيد الشعبى سيجعل من المستحيل فعلا أن يصل الحزب الآخر إلى الحكم .

    السيد حسين الشافعى :

    (متدخلا ومقاطعا الحديث ) . . . أنا باقترح أن يكون الرئيس فوق الحزبين وغير محسوب لأحدهم . . . ثم أردف قائلا طيب وكيف يكون ذلك فى نظام رئاسى ؟ 

    السيد محمد صدقى سليمان :

    ( مستأنفا لحديثه ). . .

    أعتقد أن ما يمكن عمله دلوقت هو أن ندخل بعض التعديلات والرتوش على النظام الحالى . . مثل تقبل النقد وإزالة الخوف وإتاحة التظلم من أى حكم أمام جهة قضائية ثم تحديد العلاقة بين الاتحاد الاشتراكى والحكومة تحديدا واضحا . . وأخير تعليق أخير هو أن أى شخص يقبل أن يكون رئيسا لحزب معارض فى هذه الظروف الحالية يكون راجل مجنون . . . ! ! 

    السيد حسين الشافعى :

    فى الحقيقة بعد ما بلور الرئيس حديثه فى هيئة اقتراح محدد عن تغيير النظام يصبح الموضوع بأبعاده المختلفة صعب . . فمن السهل الحديث عن السلبيات اللى حصلت خلال الممارسة لكن الوصول من واقع هذه السلبيات إلى نظام جديد أمر فى غاية الصعوبة . . قد يكون الوصول إلى نظام تتوفر فيه المعارضة هو أمر أساسى . . لكن هذا الموضوع يفتح علينا العديد من التساؤلات وردود الفعل . .

    أولها إذا كان الاتحاد الاشتراكى يمثل تحالف قوى الشعب العامل فماذا يمثل الحزب الآخر ؟ 

    علما بأن أى حزب لابد وأن يمثل فكرة أو طبقة معينة . .

    وإذا كان الحزبين متفقين على الميثاق فما هى أهداف كل منهما ؟ 

    أما إذا سمح لهم بتعديل الميثاق فستكون الفرصة أقل بالنسبة للاتحاد الاشتراكى عن الحزب الآخر . . وكلنا نذكر أن أعضاء المؤتمر القومى الأخير صفقوا كثيرا عندما ذكرت عبارات استرجاع فلسطين والنواحى الدينية وإلغاء الامتيازات الممنوحة لبعض القيادات . . الخ ، ولهذا سيحاول الحزب الآخر أن يلعب بالشعارات من أجل المزايدة على مبادىء وأسس الاتحاد الاشتراكى . .

    وأنا أوافق الأخ زكريا محى الدين فيما يخص التساؤلات الاقتصادية اللى أثارها نتيجة لوجود الحزبين . . وأنهى كلامى بأنى لا أتصور أن يغير نظامنا قبل إزالة آثار العدوان . .

    السيد أنور السادات :

    أعود بحديثى إلى يومى 9و10يونيو عندما خرج الشعب المصرى بإحساسه الوطنى العميق وصمم على التمسك بالوضع الحالى . . وكان أكيد فى ذهن كل واحد منهم إن عبد الناصر هو تعبير لصورة النضال . . وأن عبد الناصر هو تعبير لرغبته فى الصمود 00 وفى تقديرى أيضا عن يومى 9و10يونيو أن النظام كله قد سقط . . ولكن أعادته الجماهير مطالبة فقط بعودة عبد الناصر رأيى . . أى أن باقى أجهزة النظام بما في ذلك مجلس الأمة قد سقطت . . ولهذا أعتبر أن المهاترات والمناقشات التى جرت فى مجلس الأمة فى الأسبوعين الماضيين لا قيمة لها . . ولكنها تعطينا مؤشرا كيف ستكون المهاترات أثناء وجود الحزبين بينما العدو ما زال رابضا فوق أراضينا وما زالت قواته متمركزة على بعد ميت متر من قواتنا . . بالإضافة إلى الصورة السودا اللى تركتها تصرفات عبد الحكيم عامر الشاذة.

    أعود وأقول : هل من المعقول أن نعدل نظامنا ونعمل حزبين وما زال العدو موجود على أراضينا ؟ أنا شايف إن الأهم من كدة هو تعبئة البلد كلها ضد العدو . . لهذا فأنا لا أوافق الرئيس على اقتراحه بتشكيل الحزبين إلا بعد إزالة آثار العدوان . . ولا مانع من ان نترك جميعا الحكم وييجى بدلنا قيادات جديدة لكن تفسيخ البلد فى الظروف دى بواسطة المعارضة التى اقترحت أمر غير مقبول لأن شعبنا بخير ووفى ويثق فى هذا الرجل ( الرئيس جمال عبد الناصر – مشيرا إليه بعصبية ) وكلنا على ثقة أن عبد الناصر الزعيم القادر على توصيلنا لبر الأمان . . .

    ويجوز الفتح مطلوب . . لكن هناك الآن أمور يمكن تنفيذها بسرعة لنغير من نظامنا ولو القليل من التغيير فى الوقت الحاضر . . فلنبحث عن جميع الأخطاء الموجودة ونحاول نصلحها ونعمل انتخابات جديدة لمجلس الأمة على أسس ومفاهيم جديدة . . أما أن نسمح بالمعارضة للنظام قبل إزالة آثار العدوان ونفتت البلد فهذا أمر مستحيل . . أنا لى ثقة كاملة فى جما ل عبد الناصر ولا أوافق على عملية الفتح عن طريق الحزبين لأنها حاتكون فتح للكلاب اللى عايزة تنهش فى الحكم . . نعمل مجلس أمة جديد ونسمح من داخله بالنقد . . لكنى لا أوافق أبدا على قيام المعارضة إلا بعد أن ننتهى من إزالة آثار العدوان . . وعلينا كلنا أن نركز جميع جهودنا الآن فيما تحتاجه المعركة . . المعركة هى مصيرنا أيا كان المصير . . وكم من شعوب ناضلت وكسبت معارك صعبة مثل ما حصل فى لينينجراد الباسلة . .

    ختاما لكلامى أنا بأكرر . . هناك ثقة مطلقة فى الرئيس جمال عبد الناصر أما موضوع الحزبين فهو غير مناسب لأن الحزب الجديد سيعتمد على المزايدات . . فمثلا سيقف رئيس الحزب الجديد ويرفع شعار " أن نسلم اليمن للأعداء بغض النظر عن المصلحة العامة للبلد . . لهذا فأنا لا أوافق على الحزبين . .

    السيد على صبرى :

    رأيى بالنسبة للماضى أن نظامنا لم يكن نظاما مغلقا كنظام الحزب الشيوعى وفى نفس الوقت لم يكن مفتوحا كما هو موجود فى النظم الأوروبية المفتوحة . . أما عن اقتراح الرئيس بتشكيل حزبين فالمعروف أن الأحزاب أصلا تقوم على انتماءات طبقية ولهذا إذا كان الاتحاد الاشتراكى سيقوم على أساس المفهوم الاشتراكى فلابد أن يقوم الحزب الآخر على أساس فلسفة مخالفة وعلى أساس طبقة جديدة . . وحتى إذا قلنا أن الالتزام بالميثاق شرط أساسى فهو شرط غير كافى . . إذ من الممكن دائما الخروج عن روح الميثاق عند التطبيق التفصيلى وتتجه البلد إلى اتجاه آخر.

    وفى رأيى أنه ليس هناك خوف من التجربة الجديدة طوال وجود جمال عبد الناصر . . لكن الخطر كل الخطر فى ما هو بعد جمال عبد الناصر . . إذ سينشأ فى هذه الحالة صراع طبقى يظل لفترة طويلة . . كما ستظهر قوى مع التحول الاشتراكى وقوى معارضة لهذا التحول . . لهذا فإنى أرى أن يكون هناك انفتاح وأن يكون هناك مزيد من الديموقراطية ولكن ليس بطريقة الحزبين .

    السيد عبد المحسن أبو النور :

    يجب أن نراعى عند بحثنا عن النظام الجديد أن لا يأتى شخص أو شكل من التنظيم يمسخ هذا البناء الضخم الذى بناه جمال عبد الناصر ويخليه بلا أثر . . لاشك أننا لابد أن نسير فى طريق تكوين المعارضة لكننا نريد المعارضة التى تبنى ولا تهدم . . المعارضة اللى تقوم الانحراف مهما كان . . وفى نفس الوقت أرى أن نسير فى طريق المعارضة على مراحل فمثلا نبدأ الآن بالمعارضة داخل الاتحاد الاشتراكى على أن تظل قيادة الاتحاد مع جمال عبد الناصر . . لأن النظام فعلا سقط يوم 9يونيو لكن أصرت الجماهير على قيادة عبد الناصر ليبقى كصمام أمان لنا جميعا . . لهذا فأنا أقترح أن تكون هناك أجنحة داخل الاتحاد الاشتراكى . . جناح مؤيد وجناح معارض ولكن لا أوافق على تكوين الحزبين لأننا لن نزيل آثار العدوان بنظام الحزبين بل سيكون هناك فى هذه الحالة معركة حامية بين الحزبين يتابع الشعب أخبارها فينشغل عن المعركة الأساسية .

    الرئيس جمال عبد الناصر :

    أنا بأختلف معاكم كلكم . . لأن المعارضة لا يمكن أن تختلق وإلا تصبح معارضة ممسوخة . . والسبب الرئيسى اللى خللانى أرشح كمال حسين للمعارضة هو أنه حاليا معارض لنا . . أما عن المعارضة داخل الحزب فهى دائما موجودة ولكنها معارضة داخلية بين قيادات الحزب ولا يشترك فيها الناس . . خدوا مثلا الحزب الصينى . . ظهر لنا أخيرا أنه كانت فيه معارضة بين مجموعة ماوتسى تونج ومجموعة ليو تشاوتشى . . لكنها معارضة داخل الحزب . . وحتى فى اجتماعنا اللى احنا فيه دلوقت توجد اتجاهات مختلفة ومتعارضة . . فمثلا زكريا محى الدين له رأيه ويعارضه على صبرى برأى آخر . . مافيش مانع لكن المهم أن لا تتكلم هذه القيادات على بعضها من خلف ظهرها لأنى بأحس أننا الكبار فى النظام إحنا اللى فسخناه طالما كان كل منا بيهدم عمل الآخر فى الوقت اللى يجب أن نشعر فيه كلنا وجميعا بوحدة المصير على جميع المستويات .

    أنا بأسأل نفسى دلوقت : إلى أين المسير بهذا النظام القديم ؟

    أنا قبل عدوان يونيو67 اجتمعت مع رئيس مجلس الأمة أنور السادات ، وقلت له أن هناك موضوعات كثيرة يصعب حلها فى إطار هذا النظام وقلت له أنه لابد من أن يكون نظامنا مفتوحا وكمان لازم يكون فيه معارضة وقلت أنه يجب أن نفتح الباب للجرايد علشان تكتب بالمفتوح . .

    ليه الكلام ده ؟ . . لأنى أعتقد أن الطهارة الثورية بعد خمستاشر سنة أصيبت كثيرا . . وحتى الوحدة الفكرية بيننا أصبحت غير موجودة . . فلو أن هناك فيه حزب تانى وهناك معارضة حقيقية لكان هناك تحديات قدامنا وقدام كل زميل مننا بحيث يمتنع عن الكلام على زملاؤه ويتجنب هدم أعمالهم . . ليه ؟ . . لأنه فى الحالة دى كمال الدين حسين أو الحزب الآخر واقف له بالمرصاد ومستعد انه ينقض عليه وعلى زملاء حزب. . الحقيقة أنا بأِشعر أننا قصرنا حميعا فى المسئوليات اللى كلفنا بيها . . وكمان وصلت الحساسية بيننا إلى حد أننا أصبحنا نخاف ننقد بعض ونخاف أن ينقد بعضنا البعض فى الاجتماعات . . وأنا شايف إن الحل الوحيد الآن هو أن نخلق تحدّى حقيقى بالمفهوم الصحيح وعلينا أن نسارع إلى القيام بإصلاح الأخطاء اللى حصلت . . ونعيد تنظيم أجهزة وفروع الاتحاد الاشتراكى من أجل أن يكون قادرا على مواجهة التحدى الجديد له . .

    فالموضوع يتلخص بكل بساطة فى أن هناك طريقين لا ثالث لهم :

    الأول أن نعمل بنظام الحزب الواحد . . وأعتقد أنه فاتنا الوقت لعمل حزب واحد سليم نسير وفق مبادئه وبرامجه بانضباط شديد . .

    والثانى هو أن نعمل بنظام الصراعات السياسية والبقاء للأصلح وللأقوى . . لقد كان الجو السياسى لمجلس الثورة فى أول تكوينه جوا صحيا عندما كانت المناقشات بين الأعضاء على أشدها والقرار الأخير للأغلبية . . لكن تطورت الأمور بعد ذلك وتفككت الدولة لأحزاب عديدة غير معلنة . . حزب عبد الحكيم عامر . . حزب زكريا محى الدين . . حزب السادات . . حزب على صبرى . . الخ وحب عبد الحكيم إنه يبنى نفسه مستخدما الجيش . . وحب زكريا فى بناء نفسه مستخدما البوليس ورغب السادات فى بناء نفسه بمجلس الأمة . . ورغب على صبرى فى بناء نفسه بالاتحاد الاشتراكى . . بهذا الشكل تفسخت الدولة وحدث تفسخ فى النظام . . كل ربع فينا عايز يخلص على الربع التانى . . فلذلك كان اقتراحى بضرورة وجود تحديات حقيقية لنا حتى يصبح واضحا للجميع أن أى عملية هدم من داخل النظام ستسقط النظام كله على رؤوس الجميع . . ! 

    قد أكون مسئولا عن عدم التنسيق أو عدم المشاركة الجماعية فى بناء تنظيمنا السياسى . . الاتحاد الاشتراكى . . ولكن هذا ما حدث بحيث إن أعداءنا لم يستطيعوا – رغم الجهود اللى بذلوها – من هدم طوبة واحدة فى بنائنا الداخلى . . بينما إحنا المسئولين عن البناء مارسنا هدمه تدريجيا . . لذلك فالاستمرار فى ما كنا عليه قبل 67 مستحيل . . مستحيل . . مستحيل . . ! !

    وبصراحة كدة أنا أحب أقول لكم جميعا . . أنه إذا تبين لنا أن منافسينا الجداد أفضل مننا وأصلب مننا فلنعلن بكل شجاعة أدبية أننا ماشيين ليحل مكاننا الآخرين حرصا مننا على خدمة الناس وعلى مصلحة البلد . .

    اختيارنا للنظام المفتوح يحتاج للكثير من التغيير وإلا حايبقى مجرد ألفاظ والناس حا تبص له بعدم ثقة ويقولوا أننا رفعنا الشعار ده من أجل أن تتفتح الزهور فقط على طريقة المثل الصينى المعروف ليسهل تمييزها وقطفها . .

    أنا آسف إنى كنت صريح بعنف فى الجلسة دى . . لكن السبب إنى أقسمت على نفسى يوم 9يونيو أن لا أعالج المواضيع السياسية عن طريق المساومات أو عن طريق الموازنات . . كما أقسمت أيضا أن أقاتل فى سبيل مبدئى وأن أقول رأيى بكل صراحة ولو كان على رقبتى . .

    السيد محمد صدقى سليمان :

    أنا شايف يا ريس إننا بنبحث الموضوع تحت ضغوط نفسية للهزيمة العسكرية . . وبنشخص أمراضنا ونحدد علاجها فى فترة غير عادية . . وأنا باعتقد أننا لو كنا انتصرنا فى المعركة العسكرية لكان تعليقنا الآن أن نظامنا الحالى هو أفضل الأنظمة . . وفى رأيى أن جميع المشاكل الموجودة نتيجة نقص التنسيق . . فلنبدأ بتحديد واضح لحقوق وواجبات الجميع بدون استثناء ثم نحاسب الجميع أيضا بدون استثناء على مدى التزامهم .

    السيد عبد المحسن أبو النور :

    الواجبات والاختصاصات موجودة . . مثل اختصاصات كل من المحافظين وأمين الاتحاد الاشتراكى ومدير الأمن . . . ورغم ذلك فالصراعات بينهم مستمرة ومخربة لسبب بسيط وهو أن الثلاثة لا يشعرون أنهم جميعا فى خيمة واحدة . . وأن ما يصيب واحد منهم سيضر بالآخرين .

    السيد حسين الشافعى :

    أعتقد أنه من الصعب خلق " التحدى " والمعارضة المطلوبة قبل إزالة آثار العدوان . . لذلك أقترح أن تبنى المرحلة الحالية على أساس الرقابة الفعلية وتنظيم عملية النقد البناء على كافة المستويات 

    السيد على صبرى :

    أنا ما زلت أخشى أن يكون تكوين حزب آخر معناه فلسفة جديدة وطبقة جديدة . . وياريت كنا ننفذ فلسفتنا اللى سبق أعلناها وهى " ديموقراطية كل الشعب " .

    الرئيس جمال عبد الناصر :

    ديموقراطية كل الشعب معناها أن نكون مسئولين عن بناء كل فرد من أفراد الشعب بناء سليما . . ومعناها أيضا أن لا نجعل طبقة تتحكم فى طبقة أخرى مهما كانت وعلى جميع المستويات .

    السيد زكريا محى الدين :

    أعتقد أن هناك خطورة فى تنفيذ الاقتراح الجديد قبل إزالة آثار العدوان . . كما أن تجربة الاتحاد الاشتراكى حتى الآن تساوى الاستمرار فيها بشرط إعادة تنظيم الاتحاد وأجهزته . . أما عن تشكيل أجنحة سياسية داخل الاتحاد الاشتراكى فلا يصح الآن إلا بعد أن تتم الانتخابات من القاعدة إلى القمة . . وكمان نقطة أخرى . . لماذا ندخل جمال عبد الناصر فى صراع حزبى محلى إذا ما تقرر اقتراح الحزبين . . بينما أن جمال عبد الناصر له صفة قومية على مستوى الأمة العربية كلها ؟ 

    الرئيس جمال عبد الناصر :

    أنا ما زلت عند رأيى اللى عرضته فى أول الجلسة . .

    استمرت الجلسة بعد ذلك لمدة تزيد عن نصف الساعة ولم تأخذ شكل إبداء آراء منفصلة بل كانت تأخذ شكل حوار متداخل بين الحاضرين وكانت الخلاصة متبلورة فى النقاط التالية :

    1- لم تصل المناقشات خلال الجلستين إلى قرارات نهائية حول المواضيع المطروحة للمناقشة .

    2- لا يرحب الجميع باقتراح الرئيس جمال عبد الناصر وذلك من خلال الحوار الذى تم فى الجلستين .

    3- يرى الحاضرون أن المشروع المقترح من الرئيس جمال عبد الناصر يفتح الكثير من الثغرات أمام النظام .

    4- أجمع الحاضرون فيما عدا الرئيس جمال عبد الناصر على خطورة تعديل النظام قبل إزالة آثار العدوان وتحرير الأرض المحتلة .

    5- كان الرئيس جمال عبد الناصر هو الوحيد الذى رفض محاولات باقى الأعضاء سحبه أو تعديل اقتراحه . و رفض الاكتفاء بقيام معارضة من داخل التنظيم السياسى الاتحاد الاشتراكى . . ورفض افتعال معارضة شكلية ممسوخة .

    6- أقسم الرئيس جمال عبد الناصر يوم 9يونيو 1967 على أن يقول رأيه بصراحة و ألاّ يخادع الشعب مهما كانت الأسباب وألاّ يساوم أو يتبع سياسة التوازنات وأخيرا أن يقاتل فى سبيل مبدؤه 

    انتهى الاجتماع سعت 0130 يوم 5 أغسطس 1967


رئاسة

الجمهورية العربية المتحدة

سكرتير الرئيس للمعلومات

محضر اجتماع مجلس الوزراء 

قاعة الاجتماعات بالقصر الجمهورى بالقبة

سعت 1900 يوم الأحد الموافق 25فبراير1968

( هذا المحضر منقول من النوتة الشخصية التى كنت أدون فيها ما يدور فى الجلسة لمضاهاتها بتفريغ شريط التسجيل )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جدول الأعمال : " مناقشة تقرير لجنة الخطة عن المواصلات 0" 0

ولكن نظرا لتطور الأحداث فى هذه الفترة نتيجة صدور أحكام الطيران وقيام مظاهرات الطلبة فى الجامعات فقد دعى الرئيس جمال عبد الناصر ، الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية لعرض تقريره عن محاكمات الطيران

الفريق فوزى :

ثبت الإهمال ضد قائد الطيران 00 حكم المحكمة سليم 000 أبعد عقدة الذنب عن سلاح الطيران 00 وقع الحكم طيب على القوات المسلحة ، ولهذا صدقت على الحكم 00

الرئيس جمال عبد الناصر :

طيب نأخذ رأى المجلس 0

د0 لبيب شقير :

لقد تحركت مظاهرات الطلبة عقب صدور الحكم 0 الذين حركوها هم عناصر يمينية رجعية ولما تتبعنا زعماؤهم وجدناهم من الجمعية الشرعية ومن الأخوان المسلمين 0 موقف الشرطة عظيم 0 رأيى إعادة محاكمة صدقى محمود أمام محكمة ثورة أو محكمة شعبية ، لأن العقوبة الصادرة ضده لا تكفى 0

د0 محمد النبوى المهندس :

يجب تعليق صدقى محمود وزملاؤه على المشنقة فى ميدان عام 0 الطلبة المصابون فى المظاهرات أعربوا لى عن ولائهم للرئيس وقد حملونى رسالة 00 انهم يقبلون الرئيس 00 وقد زرتهم فى المستشفى مع الأخ سامى شرف 0

وتكلم بعض الوزراء فى نفس الخط والرأى من إعادة المحاكمة وإلغاء الحكم الذى أصدرته المحكمة العسكرية 0

السيد عصام الدين حسونة :

ثمة سؤال يجب طرحه بادىء ذى بدء قبل الكلام عن الحكم الصادر ضد الفريق صدقى محمود

السؤال هو : هل يجوز لمجلس الوزراء أن يناقش قضية صدر فيها حكم من محكمة مختصة قانونا بإصداره ؟ والجواب عندى لا يجوز 0

لن أتكلم إذن فى القضية لهذا السبب ، ولسبب آخر 000 أن هناك قضية أخرى هى قضية شمس بدران ينظرها السيد حسين الشافعى الذى يشاركنا فى حضور مجلس الوزراء ، وأخشى أن يشعر بالحرج من هذه المناقشة 0

أننى أسأل السادة الذين تحدثوا عن الحكم 00 هل ألموا بالتحقيقات ؟ هل عرفوا ظروف الاتهام ؟ هل قدروا مسئولية صدقى محمود 000 ومن هم فوقه !! ومن هم دونه ؟

أننى لا أعرف صدقى محمود معرفة شخصية ، وأخمن أن سنه نحو خمسة وخمسين سنة ، والحكم محل المناقشة قضى بمعاقبته 15 سنة ، فلو أعيدت محاكمته فان أقصى عقوبة يسمح بها القانون هى الأشغال الشاقة المؤبدة ، أى نحو عشرين عاما ، فما الفرق بالنسبة لصدقى محمود وسنه 55 سنة بين 15 سنة وعشرين سنة !! أما من حيث وقع العقوبة على الرأى العام 000 فأن الرأى العام لن يرضيه إلا الدم 000 إن الجمهور يريد الدم 00 دم النظام كله 00 أننى مندهش أن يطلب الدكتور لبيب شقير نقل القضية إلى محكمة ثورة أو ما أسماه بمحكمة شعبية لتحكم بعقوبة أشد 00 فهو يعرف كأستاذ قانون ، أن المحكمة الجديدة أيا كان أسمها لا يمكنها قانونا أن تحكم بأكثر مما يحكم به القانون 0

الرئيس جمال عبد الناصر :

أولا حسين الشافعى لا يشعر بالحرج من هذه المناقشة فى حضوره 0 أنا نفسى سألته عن حكم صدقى محمود فقال لى :" هاته وأنا أحكم عليه بالإعدام 00"

السيد عصام الدين حسونة :

على أية حال أننى أرى أن يركز المجلس مناقشته على مظاهرات الطلبة التى أعقبت صدور حكم الطيران ، وأن نستخرج منها ، كساسة ، لا كسلطة أمن ، الدلالات السياسية الصحيحة منها 0

أننى أرجو أن يتفضل السيد شعراوى جمعة وزير الداخلية أن يلقى بيان عن وقائعها ، وان أمكن أن يقدم تحليلا عن حوافزها 00 اتجاهاتها 00 مؤشراتها 0

كما أرجو من السيد الأمين العام للاتحاد الاشتراكى ن بوصفه المسئول عن التنظيم السياسى أن يلقى كل الأضواء الممكنة على هذه المظاهرات 00

وهناك نقاط يجب أن يتوقف عندها المجلس ، وأن ينظر إليها – لا بعين السلطة كما قلت – ولكن بعين الساسة ، ويجب أن يسهم المجلس جميعه فى مناقشتها 0

      هذه أول مظاهرة يمكن أن تسمى انتفاضة سواء من ناحية النوع أو الأهداف ، أو الشعارات 0

إن أمامى تقرير النيابة العامة عن هذه المظاهرات ، لقد اندلعت صباح يوم 21فبراير1968 فى بعض أسام لقاهرة والجيزة والإسكندرية

      (ملحوظة من المؤلف : استمرت هذه المظاهرات حتى يوم 28فبراير1968 )

      واسمحوا لى أن ألخص أمامكم أهم ما جاء به :

أولا : أن المظاهرات بدأت فى حلوان تحت إشراف الاتحاد الاشتراكى ، فالذى يؤخذ من أقوال عبد اللطيف مليجى بلطية المسئول السياسى لمنطقة جنوب القاهرة بالاتحاد الاشتراكى ، والسيد محمد وهدان عضو المكتب التنفيذى لقسم حلوان ، وآخرين من مسئولى الاتحاد الاشتراكى – وكما جاء بنص تقرير النيابة – " بأنه عقب اجتماع السيد عبد اللطيف بلطية مع السيد عبد المجيد فريد فى مساء يوم 20/2/1968 بمناسبة ما كان قد وصل العلم به من احتمال خروج عمال مصانع الطائرات فى مظاهرة فى اليوم التالى احتجاجا منهم على الأحكام الصادرة فى قضايا الطيران فقد كلفت قيادات الاتحاد الاشتراكى بالحضور إلى مقر المكتب التنفيذى فى الصباح لمنع خروج المظاهرة ( حسب أقوال السيد عبد اللطيف بلطية ) ، أو مواجهة التعبير الجماهيرى بأسلوب سياسى أى تنظيم حركة الجماهير ( حسب أقوال السيد محمد وهدان ) ، ولكن رجال الاتحاد الاشتراكى فشلوا فى السيطرة على المتظاهرين وتصدى رجال الشرطة لهم وأطلقوا النار عليهم فأصيب تسعة أشخاص من أعيرة نارية ، من بينهم أربعة كانوا مارين بالصدفة " 0

المظاهرات إذن بدأت تحت سيطرة الاتحاد الاشتراكى طبقا لخطة وضعها فى اليوم السابق، ثم خرجت عن السيطرة 0

ثانيا : أن المظاهرات ما لبثت أن انتشرت فى دائرة عدد من أقسام القاهرة والجيزة والإسكندرية ، وفى كلية الهندسة بجامعة القاهرة بالذات 0

ثالثا : أن الشرطة قد أطلقت الأعيرة النارية لفض المظاهرات وقد سقط اثنين من القتلى – كما أصيب – من غير الأعيرة النارية – من رجال الشرطة اثنان وعشرون ضابطا وخمسة وستون جنديا وأربعون من الطلبة والأهالى – كما حدثت تلفيات فى سيارات الشرطة وغيرها من الممتلكات الحكومية والأهلية

      رابعا : أن هتافات المتظاهرين وطلباتهم تجاوزت حدود قضية الطيران ، وتناولت النظام ذاته

ففى كلية الهندسة بجامعة القاهرة تظاهر طلبة الكلية صباح يوم 25فبراير1968 ومعهم طلبة من كليات أخرى ووزعوا منشورات تضمنت الطلبات الآتية :

  1. الإفراج عن جميع زملائهم المعتقلين
  2. حرية الرأى والصحافة 0
  3. مجلس حر يمارس الحياة النيابية الحقة السليمة 0
  4. إبعاد المخابرات والمباحث من الجامعات 0
  5. إصدار قانون الحريات والعمل به 0
  6. التحقيق الجدى فى حادث عمال فى حلوان 0
  7. توضيح حقيقة المسئولين فى قضية الطيران 0
  8. التحقيق فى انتهاك حرمة الجامعات ، واعتداء الشرطة على الطلبة 0

وقد ظل الاعتصام داخل كلية الهندسة حتى مساء 27/2/1968 إلى أن حضر بعض أعضاء مجلس الأمة واصطحبوا الطلبة المعتصمين إلى خارج الكلية 0

كما ثبت من تحقيقات النيابة أن الهتافات التى ترددت فى المظاهرات كانت :

" تسقط دولة المخابرات - تسقط دولة العسكريين - تسقط صحافة هيكل الكاذبة - لا حياة مع الإرهاب و لا علم بدون حرية - يا جمال الشعب هو هوة ، اضرب الخونة بقوة - يا سادات يا سادات فين قانون الحريات - يا شعراوى يا جبان راحوا فين عمال حلوان"

وتثير هذه المظاهرات أكثر من سؤال سياسى 00أكانت تلقائية أم غير تلقائية ؟ من حركها؟ ولحساب من ؟ أين مكان التنظيم السياسى فيما حدث ؟ 00 إن الأخ على صبرى أمين الاتحاد الاشتراكى يمكنه أن يرد على هذا السؤال 0

هل تلقى المظاهرات أضواء على تيارات الجبهة الداخلية ؟ وحدة أم تمزق ؟ سخط شعبى؟ والى أين يتجه ؟ أهى بداية لحركة شعبية ؟ ما لونها ؟ 00

لقد مضت على هزيمة يونيو ثمانية شهور ، فهل ينبغى أن نعاود مناقشتنا – كمجلس وزراء – فى أسباب الهزيمة والتزامات النظام فى تصحيح ما حدث ؟ أن نتحدث مرة أخرى عن أسلوب الحكم وعن نظام الحكم" .

لقد قلنا من قبل أن نظامنا اشتراكى ديموقراطى يقوم على سيادة الشعب وقيادة جماعية منتخبة وسيادة القانون 00 وقلنا أن الانحرافات التى شابته عندما ناقشنا أسباب النكسة ، هى انعدام القيادة الجماعية والافتئات على سيادة القانون والهوة السحيقة بين الشعار والسلوك ، وضعف النقاء فى بعض القادة

إن الشعب بعد ثمانية أشهر من الهزيمة لا يزال يطرح هذه الأسئلة 00 هذه المرة بصوت أعلى 0

هل هناك حكومة ؟ مجلس أمة ؟ تنظيم سياسى ؟ واسمحوا لى أن أضيف إلى هذه الأسئلة سؤال من هندى كعضو فى مجلس الوزراء 00 هل هناك وحدة فكر بيننا نحن أعضاء المجلس 0

إذا لم يكن هناك شىء من ذلك فلابد – -فى نظرى ـ من حلول جذرية ولا تكفى الحلول المؤقتة أو التوفيقية ، لابد من تغيير جذرى 0

لابد من حكومة جديدة تتمثل فيها القيادة الجماعية المسئولة ، لابد من صيغة جدة للعمل الوطنى وانتخابات جديدة لإعادة بناء التنظيم الشعبى 0

ثم هناك سؤال تطرحه الجماهير ، هل نحن ـ حقا ـ فى حالة الحرب ؟ هل ننوى الحرب؟ أم أننا نخدع الناس ؟ هل الوقت فى صالحنا ؟ ونحن نستخدمه على النحو الجارى؟ 0

وهنا اسمحوا لى السياسة الإعلامية والثقافية التى تسير عليها الوزارة 00 هل تخدم التعبئة للحرب ، أم تمهد للحل السلمى وتخدمه ؟ أم أنها منهجا وسطا ؟ ان الناس يقولون أن أفلام الجنس قد زادت لماذا ولحساب أى هدف ؟ والمسرحيات التى تملأ البلد 00 هل تخدم أهداف الدولة ؟ لقد دخلت مصادفة مسرحية تحية كاريوكا " البغل فى الأبريق " ، كلها إدانة لكل مستويات المسئولين عدا الرئيس 00 كل المسئولين لصوص ومرتشون وانتهازيون ماعدا واحد !!!

د0 ثروت عكاشة ـ ( مقاطعا فى غضب ) :

أنا لم أوافق على هذه المسرحية ( وكان قد سبق له أن أشاد بها فى إحدى الصحف ) 0

      السيد شعراوى جمعة :

      أوافق عصام على ما قاله عن المسرحية ، نحن نبحث وقفها

      الرئيس جمال عبد الناصر :

نعود إلى قضية الطيران ، لقد اطلعت على أقوال الشهود والغريب أن قائد القوات الجوية الجديد مدكور أبو العز شهد لصالحه

      ماذا يريد الطلبة ؟ ما رأيك يا أخ عصام فى إعادة محاكمة صدقى محمود ؟

      السيد عصام الدين حسونة :

      ليس هناك طريق لمحاكمه أخرى إلا بأسلوب ماو !

      الرئيس جمال عبد الناصر :

      ماو !!

      السيد عصام الدين حسونة :

أسلوب الثورة فى الصين 00 هناك ينفذون الحكم الذى تريده القيادة السياسية فى المتهم 000 ثم يسألون الجماهير فى ميدان عام هل يوافقون ؟ أما الأسباب فتكتب بعد أن يعلق المدان فى المشنقة 0

إننى اسأل الزملاء كيف نعلق صدقى محمود على المشنقة فى ميدان عام ؟ وأقصى عقوبة يسمح بها القانون هى الأشغال الشاقة 0

      الرئيس جمال عبد الناصر :

يبدو أن حكم صدقى محمود ليس له أولوية لدى الطلبة 000 انهم يطلبون حل الاتحاد الاشتراكى وإطلاق الحريات ، وإعادة تحقيق المسئولية عن النكسة 0

      أظن يكفينا هذا الليلة

وانتهى الاجتماع سعت 2300 يوم 25/2/1968


رئاسة

الجمهورية العربية المتحدة

سكرتير الرئيس للمعلومات

محضر اجتماع الرئيس جمال عبد الناصر وجلالة الملك حسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية

قاعة الاجتماعات الكبرى بقصر رأس التين بالإسكندرية .

سعت 1100 يوم 21أغسطس 1970

الرئيس جمال عبد الناصر :

رحب بالحاضرين ، ثم قال :

إننا فى الجمهورية العربية المتحدة لا ننسى موقف الأردن فى يونيو 1967 عندما دخلتم الحرب معنا . . ولو أننى كنت غير راغب فى نفس الوقت لإقحام الجيش الأردنى فى الحرب . . ولو كانت سمحت الظروف لى فى تلك الأيام لكنت رفضت إشراك قواتكم فى العمليات مثلما حدث خلال حرب 1956 عموما هذا التحرك منكم لا ننساه ونعيه فى مصر وعيا تاما . لقد اشترك الأردن فى الحرب من أجلنا مثلما اشتركنا فى هذه الحرب من أجل سوريا . . وبالتالى يصبح من الوجهة العملية أن الأردن دخل الحرب من اجل سوريا . . ولكن نؤكد أن شعبنا فى مصر لا ينسى ما تحمله شعب الأردن من أجله .

الملك حسين :

نحن لم ندخل الحرب إلا تلبية لواجبنا . . وما تمليه المسئولية العربية علينا ، وهى مسئولية واحدة ونحن فى الأردن نقدر زعامتك ومواقفك الوطنية التى تعبر عن شعور كل عربى أصيل تعبيرا صادقا ، والمهم الآن هو أن نبذل أقصى جهدنا ونزيد من تعاوننا ونزيد من ثقة كل منا فى الآخر .

وسأعرض عليكم مشاكلنا السياسية والعسكرية لنجد معا الحل المناسب لها .

السيد عبد المنعم الرفاعى :

( وزير خارجية الأردن ، بناء على إيماءة من الملك ليتكلم ) : نحن فى الأردن نفتقر إلى وضوح الرؤية بالنسبة للموقف السياسى فى الوقت الحاضر . ورغم أننا تقدمنا خطوات على الطريق إلا أننا لدينا بعض التساؤلات نريد قدرا من الوضوح بشأنها وهى :

هل حدث اتفاق سياسى أخيرا بين روسيا وأمريكا ؟ 

هل هناك تصور لدى الاتحاد السوفيتى عن كيفية حل المشكلة ؟ 

وعلى ضوء الإجابة على هذين السؤالين أعتقد أنه يمكننا كعرب تحديد خطواتنا السياسية المقبلة إذ أن الواضح لنا من سياسة ومواقف أمريكا والاتحاد السوفيتى أو حتى الدول الكبرى جميعها أنها غير جادة فى إيجاد الحل السياسى للقضية رغم مضى شهر من موافقتنا على مبادأة روجرز . . لهذا نحن فى الأردن أوقفنا أخيرا خطنا الإعلامى عن المبادأة . والواضح لنا أيضا أن المشكلة ليست رهن إرادتنا فقط وإنما رهن قوى أخرى عديدة بحيث أصبحنا غير قادرين على تحديد سياستنا العربية .

الرئيس جمال عبد الناصر :

طبعا الموضوع معقد كثيرا وليس سهل الحل ، وإنما أساس المشكلة هو أن هناك تفوقا عسكريا إسرائيليا وفى نفس الوقت هناك تفكك عربى . . فمثلا إذا حسبنا حجم وقوة جيوش الدول العربية نجد أنفسنا متفوقين على إسرائيل ولكن نحن عدة جيوش وعدة قيادات ، بينما هم جيش واحد وقيادة واحدة ، بالإضافة إلى أن هناك بيننا من يريد أن يتجاهل الاشتراك أو المساهمة الإيجابية فى المعركة بحجة أن فلسطين من مسئولية الفلسطينيين فقط ‍‍‍. . عامة ، إحنا خطتنا الإستراتيجية فى مصر الآن هى كما يلى :

  1. العمل على إزالة آثار العدوان وتحرير الأرض العربية المحتلة مع عدم التنازل عن أى شبر منها بما فى ذلك القدس .
  2. تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن فلسطين .
  3. بالنسبة للإعداد العسكرى ، فإننا نعمل على بناء قواتنا المسلحة لتصل إلى مليون مقاتل . . وفعلا ستصل قواتنا خلال شهر ديسمبر إلى ثلاثة أرباع مليون مقاتل .

من هنا كان عبور القناة وتحرير سيناء ليس هدفا وإنما واجبا علينا .

أما عن العمل السياسى فقد هاجمنى البعض فى تحركى السياسى الأخير متسائلين : كيف لنا أن نقبل وجود إسرائيل ؟ علما بأن الجميع يدركون تماما أننا كعرب سبق أن وافقنا على وجود إسرائيل فى اتفاقية عام 1949وقد سبق أن قلت لكم ( للملك حسين ) – أن تذهب لأمريكا وترجو جونسون أن يعيد الضفة الغربية ، ولكن أمريكا تجاهلتكم لأن لديها ما هو أهم من ذلك ، وهو رغبة حليفتها إسرائيل فى ضم أراضى عربية جديدة إليها . .

وفى رأيى أن نجاح الحل السلمى ما زال بعيدا ، والأمريكان ناس كدابين ، ولكن رغم ذلك قبلنا المبادأة السياسية الأخيرة لسبب رئيسى وهو أن نستكمل إعدادنا العسكرى ، وأن ننتهى من التحضيرات اللازمة لخطتنا العسكرية ، لأننا فى الآخر إحنا حا نحارب . . وقد وافقت على هذه المبادأة اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى ثم اللجنة المركزية ثم المؤتمر القومى بعد حوار طويل وعن قناعة تامة .

طبعا ثقتى فى الولايات المتحدة الأمريكية ضعيفة ، ولكن يحتمل ولو بنسبة نصف فى المائة أن تكون هناك لعبة دولية قد تؤثر على حل المشكلة لصالحنا ‍. .

أما عن سؤال الأخ عبد المنعم الرفاعى عن احتمال وجود اتفاق بين روسيا وأمريكا بشأن قضيتنا 00 فالإجابة لا . ليس هناك وجود لمثل هذا الاتفاق ، كما أننا نسجل بكل تقدير مساعدة الروس لنا ومشاركتهم العسكرية معنا بشكل إيجابى . ولهذا قررنا فى مصر أنه عندما نخرج من هذه الأزمة سنقيم للشعب السوفيتى نصبا تذكاريا تخليدا لمساعدتهم ووقوفهم الصريح معنا .

      وعن السؤال الثانى بتاع الأخ عبد المنعم الرفاعى ، وهو هل لدى الروس تصور ما لحل القضية ؟ 

فالإجابة أن الروس يتحركون الآن بناء على الحوار معنا ، وبعد موافقتنا على كل خطوة 0 كما أن الروس يرفضون ما نرفضه ويوافقون على ما نوافق عليه .

      أما عن السؤال الأخير ، هل هناك حل متفقون عليه مع الروس ؟ 

الإجابة أيضا لا . . قد نكون متفقين معهم على أهمية الحل السلمى ، ولكن كل واحد منا ينظر إلى هذا الحل من زاويته الخاصة . إننا نرى أن الحل السلمى بعيد جدا ، ولابد أن نصمد أكثر وأكثر ، ولابد أن يشعر الأمريكان أن يدهم ليست مطلقة الحركة فى الموقف العربى .

أما عن تحرير فلسطين فإنى أعتقد أنه لن يتم فى ستة أيام ولا فى ست سنين . . إذن مين اللى سيحرر من النهر إلى البحر ؟

وفى كام سنة ؟ 

هذه أمور لابد من توضيحها إلى جماهيرنا العربية بصراحة تامة .

أنا أعتقد أن علينا الآن واجب أن نزيل آثار العدوان ونعيد الأرض العربية التى احتلها اليهود ، ثم بعد ذلك من الممكن أن نناضل تحت الأرض لتحرير فلسطين . . لتحرير حيفا . . وتحرير يافا .

وعن موقف المقاومة الفلسطينية . . أنا قابلت قيادات المقاومة وقلت لهم أن من حقكم أن ترفضوا مبادأة روجرز وأن ترفضوا الحل السلمى ، حتى لو وافقت عليه جميع الدول العربية لأنه من حقكم كفلسطينيين أن ترفضوه . أما عن موضوع " إذاعة صوت فلسطين " فلم يكن فى نيتى أصلا قفله رغم هجومهم اليومى علينا بالإذاعة وخاصة إذاعة القاهرة . ولكن ما حدث هو أننا استمعنا إلى برقية مرسلة من قيادتهم لفرعهم فى القاهرة تطلب منهم التوسع فى مهاجمتنا من إذاعة القاهرة مع المزيد من سبنا وتوجيه الشتائم إلينا ، على أساس أنهم تصوروا أننا سنخاف من التعرض لهم . طبعا كان تصورهم خاطىء وتقديرا غير سليم . أعود لأقول أنه من حقهم أن يرفضوا المبادأة ، و أن يرفضوا أى تحرك سلمى ، ولهذا أرجو من الملك حسين أن لا يهاجمهم أو أن يعمل ضدهم ، كما أرجو أن يحول دون تشنج بعض المسئولين الأردنيين ضد المنظمات الفلسطينية لأن المستفيد فى هذه الحالة هو العدو . . إسرائيل .

جلالة الملك أرجو أن تأخذهم بالصبر حتى ولو غلطوا وذلك من أجل شعبكم ومن أجل الشعب الفلسطينى . . ولا تنسى أن سيدنا أيوب كان من سكان نهر الأردن . . ولهذا أنا باعتقد أنك حا تكون قدر على حسم الأمور باتزان وحكمة رغم وجود بعض المتطرفين الفلسطينيين ، وإنما فى نفس الوقت توجد بينهم أيضا عناصر كثيرة متزنة . . عامة أرجو أن نتشاور دائما فى هذا الموضوع لأنى باعتبره أهم موضوع عربى فى الوقت الحاضر .

كما عليكم أن تختاروا قيادات أردنية تحوز ثقة الفلسطينيين مثل الدكتور النابلسى والمهم أن نستمر فى التحاور بشأن هذا الموضوع ولا ننفعل أو نخطىء الخطوات وأنا مستعد دائما لأن أستقبل أى مندوب عنكم للتشاور معه بشأن موضوعات المقاومة .

وقد أبلغنى أخيرا الأخ فاروق أبو عيسى من ثورة السودان أنه اجتمع مع اللجنة المركزية لمجموعة حواتمة وكان حديثهم معه معقولا وبنّاء .

توصية أخيرة هى أن تتعاملوا فى هذا الموضوع بالعمل السياسى وليس بالعمل البوليسى وهذا ليس معناه عدم الوقوف سلبيا ضد العناصر الفلسطينية السيئة أو الانتهازية ، ولكن هذا يتطلب منكم القيام بتحرك سياسى ضخم . . . آسف أنى تحدثت معكم فى شئونكم الداخلية ، ولكن لسبب بسيط وهو أن أى ضربة عندكم ستكون لها ردود فعل عديدة على جبهتنا .

      الملك حسين :

سيادة الرئيس . . عن صبر أيوب فهذا شعار سياستنا منذ أمد طويل ، ولكن هناك ولا شك للصبر حدود . . . إن وجود منظمات المقاومة على أرضنا نقل إلينا كل التناقضات الموجودة فى العالم العربى ، كذلك فإن المتاجرة بشعار " من النهر إلى البحر " هو عملية مغرضة القصد منها نسف ما هو باق لدينا من إمكانيات عربية لتحرير أراضينا . والملاحظ أن العمل ضدنا من أفراد المقاومة يتزايد يوما بعد يوم محاولين إثارة الشك والبلبلة فى صفوفنا ، حتى داخل القوات المسلحة الأردنية . . ولكن الحمد لله فالوحدات العسكرية لازالت سليمة حتى الآن .

إن الاستفزازات من أفراد المقاومة للسلطة الأردنية لا حدود لها . . ومن الممكن إن سمح وقتكم أن أحكى لكم العديد من القصص والاستفزازات التى تتعرض لها سلطاتنا المحلية فى المدن والقرى يوميا . وعلى سبيل المثال وليس على سبيل الحصر ، تسير سيارات المقاومة فى المدن والطرقات دون أن تحمل أى أرقام أو علامات مميزة . . وبذلك يستحيل على السلطة المحلية أن تقوم بواجبها عند حدوث اصطدام أو وفاة أو إصابة لأى من المدنيين الأبرياء . . قصة أخرى حدثت أخيرا فقد أطلق بعض أفراد المقاومة رشاشاتهم داخل مخبز فى عمان لمجرد أن صاحب المخبز رفض أن يعطيهم الأسبقية على غيرهم فى توزيع الخبز . . الخ .

      الرئيس جمال عبد الناصر :

لقد سبق أن تحدثت كثيرا مع قيادات المقاومة بشان ضرورة الامتناع عن عمليات الاستفزاز للسلطات الأردنية المحلية. . وفى الحقيقة كانوا معى مدركين آثار هذا الاستفزاز وما ينجم عنه . . ولكن للأسف هناك بينهم من يريد فعلا الاستفزاز وقد تكون من بينهم أيضا قوى مضادة تخطط عن عمد بهدف تخريب الموقف السياسى فى الأردن . . عموما من الممكن أن يعاد بحث مثل هذه الأمور دون أن نصل إلى درجة التشنج ، على أن نراعى مصالح كافة الأطراف .

وقبل أن ننهى الجلسة . . أرجو أن أكرر ما طلبته خلال حديثى معك اليوم أن تتوخى الصبر والحكمة وإنى على ثقة من أن ربنا فى آخر الأمر سينصرنا فى معركتنا مع إسرائيل بعد ما صبرنا وعملنا بجد وعرق لمدة ثلاث سنوات متتالية . كما أنى أرى أن الموقف العسكرى بيننا وبينكم بيتحسن يوما بعد يوم ونحن على استعداد للمزيد من التنسيق العسكرى بيننا وبينكم وقد أبلغت الفريق فوزى كافة التوجيهات اللازمة لإتمام هذا التنسيق مباشرة بالقدر الذى تطلبونه .

      الملك حسين :

شكرا سيدى الرئيس ونحن من جانبنا سنعمل كل ما فى جهدنا لتنفيذ نصائحكم التى نقدرها ونعتز فيها .

وانتهى الاجتماع سعت 1230 يوم 21أغسطس1970


      

مشروع روجرز

هذا المشروع منسوب إلى وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ويليام روجرز سنة 1970

وقد قام بتسليمه لوزارة الخارجية المصرية دونالد بيرجيس المشرف على رعاية المصالح الأمريكية فى القاهرة إلى السفير صلاح جوهر وكيل وزارة الخارجية المصرية فى الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم 20يونيو1970 ، حيث كان محمود رياض وزير الخارجية مصاحبا للرئيس جمال عبد الناصر فى زيارة رسمية لليبيا فى ذلك الوقت وقد قمت بإرسال نص الرسالة التى كانت تحوى المبادرة إلى الرئيس جمال عبد الناصر فى طرابلس الغرب بليبيا بصحبة حامل حقيبة دبلوماسية خاص، وكان نص المبادرة كما يلى :

" عزيزى السيد وزير الخارجية

لقد اطلعت بعناية على تصريح الرئيس جمال عبد الناصر بتاريخ أول مايو ، وما أدليتم به من ملاحظات بعد ذلك للمستر بيرجيس ، كما قدم لى المستر سيسكو تقريرا كاملا عن الأحاديث التى أجراها مع الرئيس ناصر ومعكم ، وقد قمنا بالتفكير جديا فيما يمكن عمله بالنسبة للوضع فى الشرق الأوسط .

إننى أقر بأن الوضع قد بلغ نقطة خطيرة ، وأعتقد أن من مصلحتنا المشتركة أن تحتفظ الولايات المتحدة وتنمى علاقات صداقة مع كل شعوب ودول المنطقة ، ونأمل فى تبين أن ذلك يمكن تحقيقه ونحن على استعداد للقيام بدورنا ، وإننا ننظر إلى الأطراف الأخرى المعنية ، وبصفة خاصة لحكومتكم التى يقع عليها دور بالغ الأهمية ، وعلى أمل أن تتحرك معنا لانتهاز هذه الفرصة ، فإذا ضاعت هذه الفرصة فإننا سنعانى جميعا من النتائج وسنشعر حقا بالأسف على ذلك 0 ومن خلال هذه الروح ، فإننى أناشد حكومتكم أن تدرس بكل عناية الأفكار التى سوف أعرضها فيما يلى :

      إننا نهتم بالغ الاهتمام بالسلام الدائم ، ونود أن نساعد الأطراف المعنية للتوصل إلى هذا السلام

لقد قدمنا مقترحات جدية وعملية من أجل ذلك ، كما قدمنا النصح لكافة الأطراف بالحاجة إلى قبول حل وسط ولضرورة خلق الجو الذى يصبح السلام فيه ممكنا ، ونقصد بهذه النقطة الأخيرة تقليل حدة التوتر من ناحية وتوضيح المواقف من ناحية أخرى حتى تتوفر للعرب والإسرائيليين بعض الثقة من أن ما سيتم الانتهاء إليه سوف يحفظ لهم مصالحهم الأساسية .

وفى رأينا أن الوسيلة الأكثر فعالية للتوصل إلى تسوية تكون بأن تبدأ الأطراف فى العمل تحت إشراف السفير يارينج للتوصل إلى الخطوات التفصيلية اللازمة لتنفيذ قرار مجلس الأمن 242 .

وزير خارجية إسرائيل آبا ايبان قال أخيرا أن إسرائيل على استعداد لتقديم تنازلات عندما تبدأ المباحثات ، وفى نفس الوقت فإن المشاركة المصرية فى مثل هذه المحادثات ستؤدى بدرجة كبيرة إلى التغلب على التشكك الإسرائيلى فى أن حكومتكم تسعى بالفعل للتوصل إلى سلام معها .

إننى أدرك المشاكل التى تواجهكم بالنسبة للمفاوضات المباشرة ، وقد أوضحنا منذ البداية أننا لا نقترح وضع مثل هذه الترتيبات موضع التنفيذ منذ البداية ، وإن كنا نعتقد – ويتوقف ذلك على التقدم الذى يحرز فى المناقشات – أن الأطراف سيجدون أنه من الضرورى أن يتقابلوا فى مرحلة ما إذا كان السلام سيسود بينهم .

ومع مراعاة هذه الأفكار ، فإن الولايات المتحدة تتقدم بالمقترحات التالية لتقوم الجمهورية العربية المتحدة بدراستها :

  1. أن توافق كل من إسرائيل والجمهورية العربية المتحدة على العودة إلى وقف إطلاق النار ولو لفترة محدودة .
  2. أن توافق إسرائيل والجمهورية العربية المتحدة ( وإسرائيل والأردن أيضا ) ، على التصريح التالى على أساس أن يصدره السفير جونار يارينج فى شكل تقرير إلى السكرتير العام يوثانت :

" أبلغتنى الجمهورية العربية المتحدة ( والأردن ) وإسرائيل أنها توافق على :

أ – أنه بعد أن قبلت وأبدت رغبتها فى تنفيذ " carry out " القرار242 بكل أجزاؤه فإنها سوف تعين ممثلين لها فى المناقشات التى تعقد تحت إشرافى طبقا للإجراءات والمكان والزمان الذى قد أوصى به ، مع الأخذ فى الاعتبار – كلما كان ذلك مناسبا – ما يفضله الأطراف بالنسبة لأسلوب الإجراءات وبالنسبة للتجارب السابقة بينهم .

ب- أن الهدف من المناقشات المشار إليها أعلاه هو التوصل إلى اتفاق حول إقامة السلام العادل والدائم بينهم مستندا إلى :

  1. الإقرار المتبادل من الجمهورية العربية المتحدة ( والأردن ) وإسرائيل للسيادة وسلامة أراضى والإستقلال السياسى للطرف الآخر .
  2. الانسحاب الإسرائيلى من أراضى ( from territories " ") احتلت خلال نزاع عام 1967 وذلك طبقا للقرار242 .

ج- وإنه لتسهيل مهمتى للعمل من أجل التوصل إلى اتفاق كما تضمن القرار242 فإن الأطراف ستحترم بكل دقة ابتداء من أول يوليو حتى أول أكتوبر على الأقل قرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إطلاق النار " – نص تصريح الأمين العام المقترح –

إننا نأمل أن يلقى هذا الاقتراح قبولا من الجمهورية العربية المتحدة ، كما نأمل فى الحصول على موافقة إسرائيل ، وإلى حين ذلك فإننى واثق أنكم تشاركوننى الرأى لبذل كل الجهود من أجل الاحتفاظ بسرية هذه المقترحات حتى لا تؤثر على احتمالات قبولها .

      وإننى أوجه رسالة مماثلة إلى الوزير الرفاعى ( وزير خارجية الأردن ) ، وآمل أن أتلقى ردكم فى أقرب فرصة .

      مع أطيب التمنيات

      المخلص ويليام ب0 روجرز

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فى نفس الوقت سلم دونالد بيرجيس للسفير صلاح جوهر وكيل وزارة الخارجية تفسيرات للرسالة التى سلمها له من وزير الخارجية الأمريكى إلى وزير الخارجية المصرى السيد محمود رياض تضمنت النقاط التالية :

  1. أن إيقاف إطلاق النار يشمل الأرض والجو بحيث يمتنع كل من الجمهورية العربية المتحدة والاتحاد السوفيتى عن تغيير الوضع العسكرى القائم فى منطقة غرب قناة السويس بمعنى أن لا توضع فيها صواريخ أرض / جو ، أو أى منشآت عسكرية جديدة أى عدم السماح للصواريخ المصرية بالتحرك شمالا فى منطقة القناة ، على أن تلتزم إسرائيل التزاما مماثلا فى منطقة مماثلة شرق القناة .
  2. أن تضع الجمهورية العربية المتحدة فى اعتبارها أن الولايات المتحدة الأمريكية تطلب بناء على هذا المشروع من إسرائيل تنازلات سياسية هامة وخاصة فيما يتعلق بالآتى :

أ – بموافقتها على الدخول فى مفاوضات غير مباشرة .

ب- وموافقتها على مبدأ الانسحاب قبل المفاوضات إدراكا من الولايات المتحدة الأمريكية بأن لا انسحاب بدون سلام ولا سلام بدون انسحاب .

  1. بالنسبة لطلب إسرائيل المزيد من الطائرات الأمريكية فقد قررت الولايات المتحدة الأمريكية أن لا تتخطى الحد الذى تعهدت به فى العقود المبرمة أصلا مع إسرائيل فقط وذلك خلال الفترة التى تبحث فيها مبادأة السلام الأمريكية ، أى لا تتعدى تسليم الطائرات الفانتوم الخمسين المتعاقد عليها سنة 1968 والمائة طائرة سكاى هوك المتعاقد عليها سنة1969 .

وأضاف عن هذه النقطة تحذيرا من واشنطن فى حال رفض مصر للمبادأة أو عدم احترام وقف إطلاق النار بان حكومته قد أعدت فى نفس الوقت ترتيبات احتياطية تسمح بتعويض إسرائيل مستقبلا عما تفقده من طائرات لو تطلب الموقف ذلك وعبر عن رجاءه أن تبقى هذه النقطة غير معلنة لأن بلاده لا ترغب فى الوقت الحاضر مناقشة موضوع مساعداتها العسكرية لإسرائيل بشكل علنى .

  1. أن حكومته تتقدم بهذه المبادأة مباشرة إلى الجمهورية العربية المتحدة رغبة منها فى تلافى أى سوء فهم إذا ما تم نقلها بواسطة طرف آخر – المقصود الاتحاد السوفيتى –

ثم قدم دونالد بيرجيس بعد ذلك مذكرة مكتوبة بخصوص الفلسطينيين ورأى الإدارة الأمريكية بشأنهم فى إطار المبادأة المقترحة وكان نص هذه المذكرة كما يلى باللغة الإنجليزية :

‘” USA recognizes that the Palestinians are an interested party whose concerns must be taken into account in any settlement > Resolution 242 provides for a just solution for the problem of Palestine refugees .and their legitimate interests are protected by the language in our proposals according to which these parties would undertake to carry out resolution 242 in all its parts “ 

ملحوظة :

أرسلت المبادأة والتفسيرات التى قدمها بيرجس بعد ذلك إلى الرئيس فى ليبيا وقد نوقشت هناك

( يرجع للدراسة )

ثم بحثت فى موسكو بين الرئيس والقادة السوفيت .

( يرجع للدراسة )

ثم نوقشت فى اجتماع اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى .

( كلام الرئيس أساسا – كيف تصرف السادات ـ القرار ) .

بعد ذلك عرض المبادأة على المؤتمر القومى العام للاتحاد الاشتراكى .


رئاسة

الجمهورية العربية المتحدة

سكرتير الرئيس للمعلومات

ملخص لمحضر اجتماع اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى العربى المنعقدة بقاعة الاجتماعات فى قصر القبة سعت 1930 يوم 18يوليو 1970 

الحاضرون :

الرئيس جمال عبد الناصر 

السيد أنور السادات 

السيد حسين الشافعى 

على صبرى 

الدكتور محمود فوزى

السيد كمال رمزى استينو 

السيد عبد المحسن أبو النور 

الدكتور محمد لبيب شقير 

السيد ضياء الدين داود 

وقد حضر هذا الاجتماع من غير أعضاء اللجنة التنفيذية العليا كل من السيدين شعراوى جمعة وزير الداخلية وأمين التنظيم وسعد زايد وزير الإسكان والمشرف على الإدارة العامة للاتحاد الاشتراكى .

ــــــــــــ

الرئيس جمال عبد الناصر :

السوفيت وافقوا على 95% من طلباتنا من الطائرات والصواريخ من أنواع جديدة والطائرات الهيليكوبتر وسيارات النقل الثقيلة على أن نسدد ثمن بعضها مثل سيارات النقل بالعملة الصعبة . . أما باقى الأنواع فسيسدد ثمنها كالمعتاد بالأسلوب المريح بفترة سماح خمس سنين وعلى عشرين سنة بفائدة 2% زى ما انتوا عارفين .

وتمكنت من الحصول على موافقتهم الجزئية على اشتراك الطيارين الروس مع طيارينا المصريين فى الطلعات الجوية . كذلك بالنسبة للصواريخ ارض/جو وافقوا أيضا قبل ما أسافر بيوم واحد فقط ودى حاتتحرك مع مجموعات صواريخنا فى منطقة القناة ولو أنهم كانوا غير مرتاحين فى أول الأمر كثيرا لهذا الموضوع وده كان واضح من الجلسة الأولى للمباحثات ..

ووافقوا أيضا على إرسال معدات وأجهزة الكترونية حديثة للغاية تخص التشويش على رادارات اليهود الأرضية أو الموجودة فى طائرات الفانتوم . . وسيصل فى خلال أيام قليلة مجموعة من العلماء السوفيت لدراسة الجوانب العلمية الناتجة عن استخدام الأجهزة الجديدة على الطبيعة . . . هذا الكلام يعنى أنهم وافقوا تقريبا على 95% من طلباتنا وأكثرها حايصلنا السنة دى 1970 .

إحنا كدة فى تعاملنا مع الروس وأنا عارفهم بيحبوا يتحركوا ببطء ويقدمون المطلوب قطعة قطعة حتى يوكلّوها للأمريكان بالتدريج دون أن يشعروا ودون أن يتفجر الموقف . . ده بالنسبة للناحية العسكرية .

أما بالنسبة للناحية السياسية فأنا تحدثت معهم بكل صراحة وقلت لهم أنه من الأفضل سياسيا أن نوافق على المبادأة الأمريكية مبادرة روجرز ، الآن لأنها فى الحقيقة لا تتضمن شروطا جديدة كما أننا وأنتم معنا نتعرض فى الوقت الحاضر لضغط دولى كبير مبنى على أننا ناس عايزين الحرب فقط وأن اليهود عايزين الحل السلمى . . ولذلك فإننا عندما نوافق على المبادأة فكأننا نرد على كل هذه الحملة المخططة بالإضافة إلى أن نص إيقاف القتال لمدة ثلاثة شهور فقط يعنى إلغاء قرار إيقاف القتال بتاع1967 الذى ينص على إيقاف النيران إلى ما لا نهاية . . وبالتالى بعد ثلاثة شهور يصبح استئناف القتال عملية مشروعة .

كذلك فترة إيقاف إطلاق النار ستساعدنا على بناء المواقع الجديدة للصواريخ اللى بنحاول من شهر ديسمبر الماضى 1969 ان نبنيها تحت وطأة الغارات الجوية المستمرة دون جدوى مما جعل صواريخنا فى المناطق المتقدمة موجودة تقريبا فى العراء وليست داخل دشم أسمنت لتحميها من الغارات الجوية .

والحقيقة أنا لما عرضت المشروع على الروس فى أول جلسة اعترضوا وقالوا . . . ليه إنتم توافقوا على مشروع أمريكى بينما احنا سبق أن قدمنا لكم مشروع سلام ولم توافقوا عليه ؟ 

ثم قالوا أيضا أن هذا معناه ان العالم كله حايقول إن أمريكا هى إللى بتعمل من أجل السلام وبالتالى إحنا بندى أمريكا بهذه الموافقة مكانة دولية كبيرة . .

بعد هذا الكلام دار حوار طويل بينى وبينهم وانتهى بأنى قلت لهم :

إن الأمر الواقع فى الوقت الحاضر هو إما أن نوافق أو لا نوافق . . وليس هناك حل وسط . . كما يجب ألا يغفل عن بالنا أنه إذا رفضنا المبادأة الآن نعطى أمريكا المبرر المناسب ليمدوا إسرائيل بأعداد من الطائرات والأسلحة الحديثة . . كما أنى اعتقد أن موضوع الموافقة أو عدم الموافقة سيستوى فى نهاية الأمر من الناحية العملية وإنما موافقتنا على المبادأة أمام العالم ستضيق الخناق على أمريكا وعلى إسرائيل كمان .

وبعد ساعات طويلة من المناقشات وافق الروس ولكنهم طلبوا منى أن لا أعلن موافقتى على مشروع أمريكى ولكن على مشروع للحل السلمى . . ولم أوافق على هذا الرأى وشرحت لهم ليه أنا مش موافق لأنى سأقف يوم 23يوليو أمام أعضاء المؤتمر القومى وأمام الناس جميعا لأعلن الأسباب اللى من أجلها نوافق على المبادأة الأمريكية وده يستلزم منى شرحا وافيا للموضوع بالتفصيل حتى يمكن إقناعهم . 

وتحدثت مع الروس بعد ذلك عن الحملة الأمريكية الموجهة ضدنا والتى تزداد يوما بعد يوم . . نيكسون وبعده روجرز وبعده كيسينجر وبعده سيسكو وبعده فولبرايت وبعده مانسفيلد . . ثم التصريحات اليومية من إسرائيل بأنهم فى خطر حقيقى من التسليح الروسى فى مصر . . الخ ، كل الحاجات دى تحتاج لتحرك سياسى عاجل من جانبنا لمواجهته .

المسئول عن رعاية المصالح الأمريكية فى القاهرة بيرجيس طلب مقابلتى ليلة سفرى إلى موسكو يوم 28 يونيو لإبلاغى برسالة وردت من واشنطن ولكننى لم أقابله فاجتمع مع محمود رياض وزير الخارجية وأبلغه أن الوقت الآن مناسب جدا للبحث عن حل سلمى حقيقى ، وأن أمريكا هى الدولة الوحيدة اللى يمكنها أن تمارس ضغطا على إسرائيل ويرجو منا أن نترك لهم حرية اختيار الأسلوب المناسب . . كما قال أنه إذا ضاعت الفرصة المرة دى فستكون هناك مضاعفات على علاقاتهم بالمنطقة كلها . . وكذلك على علاقاتهم مع الاتحاد السوفيتى . . ثم أضاف أن خططهم لا تستبعد سوريا إذ يكفى أن تعلن سوريا قبولها لقرار مجلس الأمن وعندئذ يمكن إدخالها فى موضوع التسوية ، أما عن ما تثيره دائما بشأن حقوق الفلسطينيين فليس صعبا الوصول لمشروع ما يدخل الفلسطينيين فى إجراءات الحل بأى شكل .

أما عن موضوع الانسحاب من الأراضى المحتلة فان رأى الولايات المتحدة فى هذا الموضوع يستند أساسا إلى مبدأ عدم اكتساب أراض عن طريق الحرب كما نص بذلك قرار مجلس الأمن ولهذا يبحثون مع إسرائيل عن صيغة مناسبة لتحقيق هذا المبدأ بشكل ما مع عدم استبعاد إسرائيل عن تسوية الأوضاع فى غزة والقدس ، وقد سبق أن اقترحوا بشأن القدس أن تظل غير مقسمة على أن يكون لكل من إسرائيل والأردن نصيب فى إدارتها . . أما بالنسبة للضفة الغربية فإنهم يرون إجراء تعديلات طفيفة على حدودها .

وعلى ضوء كل هذه المعلومات أنا شايف أن أقف أمام الناس يوم 23يوليو أحلل لهم وللعرب جميعا الموقف السياسى بالكامل . . موضحا لهم أن قرار مجلس الأمن الذى وافقنا عليه سنة1967 يطلب الأمريكان النهاردة تنفيذه وأن الأمريكان يعلنون عدم موافقتهم على اغتصاب الأراضى عن طريق الحرب والعدوان وأن المبادأة لا تتضمن اقتراحات جديدة عن قرار مجلس الأمن الذى ينص على إقامة سلام عادل ودائم . . ثم أشير فى خطابى إلى أن ميثاقنا ينص أيضا على إ قامة سلام عادل ودائم فى الشرق الأوسط .

لهذا اقترح الموافقة على المبادأة مع عدم إغفال حقوق الشعب الفلسطينى بشرط أن يتضمن تطبيق المبادأة ما يلى :

  1. انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضى التى احتلتها فى الصراع الأخير .
  2. إنهاء كل دعاوى وحالات الحرب مع الاعتراف بسيادة كل دولة فى المنطقة ووحدة أراضيها واستقلالها .

الدكتور محمود فوزى :

أنا شايف إن المشروع مقدم فى شكل دعاية وليس بشكل موضوعى . . أما عن إيقاف إطلاق النار فلماذا نخاف من الموافقة عليه طالما أننا سنستغله لصالحنا .

الرئيس جمال عبد الناصر :

موضوع إيقاف إطلاق النار عايز مراقبين وده يستدعى وجود مراقبين ، مافيش مانع . . ولكن بعد أن تكون صواريخنا تحركت للأمام .

الدكتور محمود فوزى :

فى هذه الحالة سيادة الرئيس حايكون دفاعنا الجوى وصل إلى شاطىء القناة وبالتالى فى اليوم اللى يتوفر فيه لدينا العدد الكافى من الصواريخ والقدر الكافى من الأفراد المدربين عليها يصبح عبور القناة أمر ممكن .

الرئيس جمال عبد الناصر :

إحنا حايصلنا خلال فترة المبادأة وبالذات خلال شهر أغسطس اللى جاى صواريخ " سام 3 " الجديدة بمعداتها الكاملة . . ومعها أيضا الأطقم التى تم تدريبها فى الاتحاد السوفيتى .

الدكتور محمود فوزى :

إذن فمن الناحية العسكرية سنستفيد ونزيد من قدراتنا 000 نقطة أخرى سيادة الرئيس أود أن ألفت النظر إليها وهى أنه يجب أن لا يفهم من كلامنا اللى حانعلنه عن المبادأة أننا نوافق ونقول نعم . . وفى الوقت نفسه نقول : لا ! مثل هذا الأسلوب من الكلام يستغله هؤلاء الذين يرغبون فى أننا نرفض المبادأة ولاسيما أن هناك شعورا دوليا وفى أمريكا بوجه خاص أن الرئيس عبد الناصر ضد المبادأة الأمريكية .

الرئيس جمال عبد الناصر :

فى الحقيقة أنا شايف إن المشروع رموه أصلا فى المنطقة لكسب دعائى . . ولكننا سنفاجئهم ونوافق عليه . . وحا أوضح للناس وللعرب ليه إحنا وافقنا عليه . . خاصة أن هناك دول عربية حاتقول عنه : حلول تصفوية وحلول استسلامية . . وأنا فى رأيى إن كل هذا الكلام لن يوصلنا لأى نتيجة وإنما اللى حيرغمهم على حل إيجابى هو موضوع آخر وهو مدى اشتراك الروس مع قواتنا العسكرية فى مصر . . أى أن احتمال الوصول إلى حل سلمى عادل يتناسب دائما مع قدراتنا على إقحام الروس بالجبهة المصرية على مدى THEIR COMMITMENTS” " والآن أصبح الروس موجودين معانا وأصبحت صواريخهم مع صواريخنا وطيارينهم مع طياريننا . . وطبعا الروس مش حايقبلوا عسكريا أن يهزموا . . لهذا أنا بأشوف إن نجاحنا فى إشراك الجنود السوفيت معانا يعتبر أكبر من أى عملية ردع عسكرية لأن الأمريكان يخافون جدا من الوجود الروسى فى المنطقة بهذا الشكل ولهذا السبب فقط سيضطرون أن يفكروا جديا فى إيجاد حل سلمى صحيح دون أن يقدموا لإسرائيل تنازلات أو مكاسب رئيسية.

السيد عبد المحسن أبو النور:

فيه فعلا مزايا دولية كثيرة عند الموافقة على المبادأة ولكننى أعتقد انه بتواجهنا صعوبات كثيرة على المستوى العربى وعلى المستوى الداخلى .

الرئيس جمال عبد الناصر :

يجب أن لا ننسى أن فترة الثلاثة شهور اللى حايقف خلالها القتال ستساعدنا كثيرا على السيطرة العسكرية على منطقة القناة . . وذلك بفضل الأعداد الكبيرة من كتائب الصواريخ الجديدة مع استمرار بقاء وحدات الدفاع الجوى الروسية فى عمق البلاد ورغم أنه كان مقررا أن تعود الوحدات الروسية إلى بلادها فى آخر هذا الشهر بمجرد وصول الأطقم المصرية التى تم تدريبها هناك إلا أنى طلبت منهم إبقاء الوحدات الروسية فى مواقعها على أن تستلم الأطقم المصرية صواريخ أخرى إضافية لتتحرك بها سرا إلى ضفة القناة . . وقد وافق الروس على طلبى . .. وحا يكون عندنا ضعف عدد الكتائب الصاروخية الموجودة وحاتفضل الوحدات الروسية معانا لمدة ستة شهور أخرى . . وحيث أنه ليس من المتوقع الوصول إلى حل خلال هذه السنة فسيمكننا أيضا تبديل موتورات الطيارات الميج بموتورات جديدة اقوى .

وفى الوقت نفسه سنوضح للعالم أننا نريد السلام . . وأن إسرائيل تريد التوسع . . وسنقدم الدليل العملى على موقفنا بأن نقبل مبادأة السلام كما سبق أن قبلنا قرار مجلس الأمن .

السيد سعد زايد :

أنا بأسأل. . الموقف حا يكون إيه لو إسرائيل ترفض المبادرة الأمريكية يا سيادة الريس ؟ 

الرئيس جمال عبد الناصر :

فى هذه الحالة حا يكون من السهل الضغط على أمريكا سياسيا . . وأعتقد حينئذ أنه يمكن تحريك الدول العربية المنتجة للبترول لممارسة هذا الضغط . . وأذكر جيدا تصريح أخير لموسى ديان عندما قال :

" أنا مستعد أن أقوم بأى عمل عسكرى ضد الدول العربية إلا فى حالتين فقط . . الأولى وجود قوات روسية فى مصر . . والثانية فى حال ضغط أمريكى حقيقى علينا " 

السيد على صبرى :

أخشى يا سيادة الرئيس أن يتسلل للناس فى مصر بعد الموافقة على المبادأة شعور داخلى بالتقاعس عن المعركة . . وهنا يبرز دور الإعلام وعليه فلابد من مراجعة دقيقة لأسلوب النشر الداخلى وخاصة عن المبادأة .

الرئيس جمال عبد الناصر :

أولا سأوضح للناس أنه ليس هناك حل جديد . . وليس هناك مبادرة سلام وإنما المقدم إلينا هو مشروع إجراءات . . كما سأوضح لهم أنه إذا رفضناه سنواجه بمساعدات عسكرية ضخمة لإسرائيل . . عامة موافقتنا على المبادأة ستكون مفاجأة إعلامية كبرى . . وسيظهر فى جريدة الأهرام تحليل تفصيلى عن تحركنا السياسى موضحا أن المشروع المقدم ليس فيه جديد .

ومن رأيى أيضا بشأن النشر فى الصحف أنه ليس من المناسب نشر تفاصيل ما حصلنا عليه من الاتحاد السوفيتى، ويكفى أن نوضح بشكل عام أن كل ما طلبناه قد حصلنا عليه . . علما بأن هناك حداشر سفينة سوفيتية ستصلنا الشهر المقبل محملة بالجنود المصريين المدربين على الصواريخ الجديدة ومعهم كافة الصواريخ ومعداتها وقد طلب الروس إنزالهم من السفن أثناء الليل ولكنى أعتقد أنه من الأنسب لنا أن يتم إنزالهم أثناء النهار بحيث يراهم الناس.

الدكتور لبيب شقير :

ماذا سيكون الموقف بالنسبة للفلسطينيين يا سيادة الريس ؟ 

الرئيس جمال عبد الناصر :

قبولنا لهذا المشروع لا يعنى إطلاقا أية تنازلات عن الأرض المحتلة أو أى مساس بحقوق شعب فلسطين بحيث لا يكون هناك أى تراجع عن موقفنا ومبادئنا السابقة . . وكل ما هناك أنه طالما توجد محاولة للسلام فنحن مسالمون .

 

 


Graphic by Martin

Back to Index & proceed
الــــرجوع الى الفهـــرس للمتابعة والمواصلة


 

You are my today's

Web guest

Thank you for your visit




© 2007 Yahia Al Shaer. All rights reserved.

This web site is maintained by

ICCT, International Computer Consulting & Training, Germany, US