![]() |
من أقلام الأصدقـاء والاضـيوف
الإسلام السياسي .. والإسلام المالي
بقلم
فـائز البرازى
إعتدنا في معظمنا – مع الرفض – على إصطلاح " الإسلام السياسي " .. وطالما أن الحياة ومتطلباتها تتطور ، فإن هذا المفهوم – الإسلام السياسي – قد أفرز مفهومآ جديدآ وهو ( الإسلام المالي ) . وفي الحيرة التي تتشكل لدينا ، بين رفض لمفاهيم طائفية وفئوية ، وبين واقع يشدنا لإنسياق ولو رافض إلى تداول مفاهيم على الأرض أصبحت من " الأساسيات الآنية " لتداول مفهوم السياسة ، في ظل غياب ( للمشروع القومي العربي ) . لقد إستطاع مفهوم " الإسلام السياسي " في إنتشاره على الساحة العربية والإسلامية ، من فرض مفاهيم مرفوضة سابقآ ، والآن وفي المستقبل . ومنها مايظهر الآن على الساحة العربية والإسلامية ، وهو ( الإسلام المالي ) . لقد بدأ هذا المفهوم يتجلى داخل شريحة واسعة من المسلمين والعرب . وكان من أوضح تجلياتها الآن ، ما إرتبط في الساحة الفلسطينية بمحاربة الطليعة المسلمة المقاومة " بالقهر المالي " الخارجي ، وفي لبنان .. وحيث أن الساحتين تعاني إقتصاديآ ومجتمعيآ ، فهو أكثر المشاريع للمقاربة في تلك الساحتين . مع إتجاهي هنا لتناول الساحة اللبنانية . فالمذهب الديني / السني ، في لبنان هو ومع توجهه الديني ، إلا أنه يشكل حاملآ للعروبة ، ولمعاداة المشاريع الأمروصهيونية ، وحمل ويحمل الكثير من ذلك التوجه . ومن أسف .. وفي ظل الإنهيار الإقتصادي والمجتمعي المادي – وهذه طبيعة إنسانية – فقد إستغل الفريق الممتلئ ماديآ نتيجة فساده وسرقاته وإختلاساته ومشاريعه المشبوهه ، إستغل ذلك لتجيير وتسخير ( الحاجة ألإنسانية ) لتخدم حالة سياسية ما .. فالمال الحريري .. في الساحة السنية يفعل فعله . والشعب المحتاج بحق لتسيير أمور حياته ، إنجر في قسم منه إلى " الحريرية الجديدة " . والقسم الآخر إستخدم أموال الحريرية الجديدة لتسيير أمور حياته في حالة تكاذب بينه وبين الأموال الحريرية . فمن عبوات الزيت ، إلى المساعدات العينية والمادية ، حاول ( الحريريون الجدد ) شراء ذمة وكرامة ووطنية وتوجهات الطبقة المسحوقة ، وخاصة في بعض الشمال اللبناني . والأمر الذاتي وإن كان لايعمم .. فإن هناك من أدلى بدلوه بكل صراحة ووضوح في ذلك .. فقال : يريدون أن يدفعوا مالآ لشرائنا .. فليكن . فنحن بحاجة ماسة إليه لإستمرارية حياتنا في أدنى صورها والتي دمروها هم ونهبوها . لكن .. لن يشتروا بهذه الأموال ( دواخلنا ) .. مال الحريريون الجدد يستطيع شراء بعض الذمم عن حاجة ، عن تدليس ، أو حتى عن قناعة .. لكن السؤال الكبير : أهو حقآ .. وإلى متى ؟ .. وحتى في أوضح العفونة الدينية ذات المقام الرفيع !! فالقباني أتى على موجة دم الخالد . فهل هناك رابط ؟ وان إعتقد ( الحريريون الجدد ) أن السنة .. العروبيون القوميون ، رافضي أمريكا وإسرائيل ، هم جماهيرهم ، فإنهم مخطؤون تمامآ وبالمطلق .. وهناك من قد يرد على هذا ويقول : - وهو من حقه التعبيري - : أن الشيعة مدعومين ماليآ أيضآ من إيران .. وإن إعترفت أن هذا حقه الجدلي : فلا بد من النظر في الحالتين ، إلى " الوظيفة " . وظيفة هذا المال .. ( الوظيفة ) لابد أن تندرج ، وخاصة في ظل غياب " المشروع الوطني القومي " تحت أحد بندين : 1- ( وظيفة ) رأس المال لصالح المقاومة . 2- ( وظيفة ) رأس المال الرجعي المتآمر على الوطن ، وعلى المقاومة ، وعلى مشروع التحرر العربي . أهناك تفسير أو إصطفاف آخر ؟؟ . -------------------------------------------------- فائز البرازي / كاتب سوري 12/12/2006
![]() |
الــــرجوع الى الفهـــرس للمتابعة والمواصلة
شـكرا لزيارتكم للموقع
أنتم الضيف
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |