![]() |
سـنوات وأيام مع جمال عبدالناصر
ـ الإنسان و المكان ـ
بقلم
فــائز الــبرازى
يحتفي الناصريون والقوميون ، والشعوب العربية صاحبة المصلحة الحقيقية بالوطن ، حتى بأحلامها وذكرياتها بكل مناسبة يكون فيها للزعيم القائد جمال عبد الناصر بصمة فيها . يحتفون ليس فقط من نظرة شخصانية لهذا القائد والرمز الكبير ، بل بما يمثله إنعكاسآ على أرض واقع الإنسان والوطن .. من تثبيت وتفعيل للهوية العربية ، إلى رفض ومقاومة كل أشكال الإستعمار وهيمناته المختلفة ، إلى العزة والكرامة : [ إرفع رأسك يا أخي فقد ولى عهد الإستعباد ] ، إلى طريق العدالة والكفاية والبناء ، إلى رفع الإستغلال والعبودية ، إلى نصرة جميع الشعوب العربية في محنها المختلفة ومعارك تحررها ، إلى أول تجسيد لفكرة الوحدة العربية .. الآن .. كل هذا ، يشكل المفقود فينا ومنا ، آمالآ وتطلعات وأمنيات لم تستطع هذه الأمة وأنظمتها وقواها السياسية ، من إنارة ضوء أمل وعمل في حياة هذه الأمة ، إلا ماندر من إرهاصات لهذا الضوء . ومعظم الجميع يحتفي كل عام .. بيوم مولده ووفاته ، بيوم ثورته ورفاقه ، بتأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي ، بذكرى الوحدة والإنفصال ، بحرب 1967 وحرب الإستنزاف وإرهاصات حرب 1973 المسروق إنتصارنا فيها ، بجميع الأحداث التي كان فاعلآ في مجرياتها والتي أكثر من أن تعدد. ومع كل ذلك .. ومع كل عظمة وعطاء جمال عبد الناصر وطموحاته وإنجازاته ، أقف هنا لأتساءل في ذكرى مولده : لو ولد وعاش جمال عبد الناصر ، في أي قطر عربي آخر غير مصر ، أكان هو ذات عبد الناصر/ مصر ؟ .. وأبيح لنفسي أن أجيب .. لا .. في مطلق الواقع .. مصر عبد الناصر ، وعبد الناصر مصر الأمة العربية .. إن مانحتفي به ، هو مصر / عبد الناصر .. مصر المركز حاملة الإشعاع ، أو حاملة الهزيمة والردة .. عبر التاريخ وحتى اللحظة ، في حضارة ماقبل الإسلام والقومية ، ومع الإسلام ، ومع العروبة ، لاأحد يستطيع إنكار دور مصر / المركز ، بكل إستنطاقات التاريخ ، ودراسات الأحداث . ( شخصية مصر ) .. في رأي الدكتور الباحث / جمال حمدان / : [ أما الموقع فقد ظل هو قلب العالم المعمور المتوسع .. ولقد أكدت الآفاق الجديدة ، خطورة موقع مصر ، ومع التوسع في المعمورة ، زادت من توسطها وجعلها ركن الزاوية بحق بين عوالم وقارات ، أكثر منها مجرد نواة في حلقة أو دائرة مغلقة ] . [ إنتهى عصر الإستعمار القديم وصفيت الإمبراطورية . وكانت مصر بالذات بكفاحها وتضحياتها وفدائها ، أحد أبرز عوامل هذه النهاية وتلك التصفية . وبسبب هذا الدور بالتحديد عوقبت بأشد مراحل ومظاهر الإستعمار عنفآ وبطشآ . لقد كان لها القياد ، وكان للآخرين الإقتداء . كانت هي التي وضعت السابقة وضربت المثل ورسمت النموذج ، وسار الآخرون على خطاها ، وترسموا طريقها ] . ومصر / عبد الناصر .. في التاريخ العربي الحديث ، هي : · الدافعة الرئيسية لضريبة الدم في جميع معارك التحرير والصمود والبناء . · الدافعة الرئيسية للضريبة المادية من إقتصادها ولقمة عيش أبنائها . · المتصدية الرئيسية ورأس الحربة في مشروع التحرر والبناء العربي . · المتلقية لمعظم السهام الحاقدة دوليآ وإقليميآ ، لإغتيال المشروع الحضاري القومي العربي . مصر / عبد الناصر .. هي قائدة مشروع الشعوب والأمة العربية . مصر / مابعد عبد الناصر .. هي مشروع سلطوي مضاد للثورة العربية . وأعود لجمال عبد الناصر .. الإنسان المتفاعل مع المكان .. عبد الناصر لم يتفاعل مع الجغرافيا والتاريخ فقط . بل كان أساسآ وأساسيآ ، مضافآ تفاعله مع الإنسان المظلوم والمسحوق وصاحب المصلحة الحقيقية في وطنه . تعامل مع الجغرافيا بتلاحم تلك الجغرافيا مع الأمة / العامل البشري . وتعامل مع التاريخ ليس كمدونات وأحداث ، بل ومع من خلق وفعل التاريخ وجعله مسار أمة متفاعلة مع أحداثها ، وإستمد منه الدروس والأحكام والحكمة الثورية . وعندما نحتفي بعبد الناصر بكلمات .. فإنه متوجبآ علينا ، أن نتمثل مقولة الدكتور / جمال الأتاسي / : [ إنها ليست كلمات نقولها ومواقف نعلنها ونمضي ونعود ونلتقي بعد عام ونكررها أو نقول غيرها ، ونتركها تفعل فعلها في الناس ، ونقول .. ها .. نحن قد بلغنا .. والعاقبة للمتقين ] .. عبد الناصر الإنسان .. مات ككل البشر .. والواجب والحق ، وخدمة لنا ولأمتنا ولكرامتنا وعزتنا وتقدمنا ، أن نتابع النهج الضرورة . ======================= فائز البرازي 10/1/2007
..............."
إنتهى نقل هذا الجزء
يحى الشاعر
- يتبع -
الــــرجوع الى الفهـــرس للمتابعة والمواصلة
شـكرا لزيارتكم للموقع
أنتم الضيف
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |