.........."

طبعا أنا اعتبر نفسى جندى من أجل تحقيق هذا الحلم الكبير وكل ما أملكه بأمانة وبشجاعة أدبية هو لسانى وقلمى فقط ، أما غير ذلك من الإمكانيات فهى ليست لدى ، واعتقد انه بدونها سوف لا نستطيع تحقيق شىء إلا اصدار نداءات وبيانات وورق .

فهل هذا هو المرجو ؟ وهل هذا هو ما نريد؟
أعتقد أن الإجابة هى . . لأ .
طيب . . كيف نفعل ؟
وكيف نبدأ ؟
ومتى ؟
ومن أين ؟
وما هى الوسائل والامكانيات المادية المتاحة ؟ بمعنى من سيمول هذه العملية الكبرى وكيف ؟
هل سيكون العمل فردى أم جماعى ؟ بمعنى أن تشكل لجنة قومية مصغرة فى البداية لوضع اللبنات الأولى لتنفيذ المطلوب ؟

ومن الذى سيختار هذه اللجنة مثلا ؟

وهل سنبدأ بقرار فردى من شخصى مثلا وبذلك نفتح صفحة خلافات ومعارضة على الشخص أو الأسلوب ؟

الحقيقة هناك أسئلة كثيرة جدا تحتاج لإجابة حتى تبدأ
أولى الخطوات .
وما أقترحه لكى نبدأ فإنى أطلق من الآن نداء :
" يا أيها الناصريون اتحدوا . .
يا أيها الناصريون أفيقوا . .
يا أيها الناصريون تكتلوا على قلب رجل واحد وانبذوا
خلافاتكم ، فليس هناك خلافات بيننا على الثوابت . .
الحرية والاشتراكية والوحدة . . "

العزيز الدكتور جمال والاخوة الذين تفضلوا ووجهوا لى النداء بتبنى تجميع القوى الناصرية هذا ما أردت أن أضعه تحت أنظاركم من رأى ووجهة نظر ، وسأعتبر نفسى من هذه اللحظة مجند لتحقيق ما استطيع وبقدر طاقتى وصحتى فأنا جندى ومقاتل فى صفوف التيار الناصرى ، ولن ألقى سلاحى أو اغير جلدى ما حييت ، والله على ما أقول شهيد .

اخوكم المحب
سامى شرف
مواطن مصرى قومى عربى


ديسمبر 2004


أرسل الأستاذ العزيز سامي شرف الرسالة التالية إلى موقع الفكر القومي العربي , وها أنا أعرضها أمامكم وأعرض تعقيبي عليها المنشور أيضا في ذلك الموقع .
د. خالد الناصر

الأخ الكبير الأستاذ سامي شرف المحترم
تحية المحبة والتقدير
لست أدري لماذا أعادتني كلمات رسالتك الحارة النبيلة إلى رسالة أخرى قرأتها لك قبل أربع وثلاثين سنة لاتزال كلماتها محفورة في ذهني وقلبي رغم غبار السنين العجاف التي مرت بما يسر العدو ويغيظ الصديق ؛

كانت تلك سطورك التي كتبتها في وداع أغلى الرجال وقائد الأمة العظيم , وكنا – ثلة من الشباب الناصري الغض المفجوع من سوريا التي أحبته كما لم يحبه أحد – نقرأها في الأهرام ونناديه كما ناديته : يا قائدي ومعلمي !..

ونعاهده كما عاهدته :
جنديا وفيا على درب مبادئه .. ربما للمعاني المشتركة العابقة فيهما :

الإحساس المفجع بوطأة الغياب ؛ غياب القائد العملاق في تلك وغياب الحركة التي يفترض أن تسد فراغه في هذه , الإحساس بالخطر الذي يتهدد الأمة وضرورة
رص الصفوف لمواجهته , الوفاء الذي لم يفتر رغم المحن التي مرت بصاحب الرسالتين والعهد الذي لايني يجدده في كل حين في الاستمرار مناضلا في سبيل قضايا الأمة فكأنه المقصود بالآية الكريمة : " ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " .

ولقد سعدت جدا بالخبر الذي زففته في رسالتك عن اكتمال كتابك الذي كنا ننتظره بصبر نافد لأهمية توثيق تجربة ثورة يوليو الرائدة لاسيما إذا كان من يقوم بذلك فارس نبيل وأمين من فرسانها الأوفياء , وفوق ذلك ألصقهم بقائدها ومجمع أسراره ومستقر معلوماته . ولقد كنت قد قرأت الحلقات التي نشرت منه على صفحات جريدة الخليج فتشوقت لاستكماله لما فيه من وقائع ومعلومات هامة لم تنشر من قبل ستكون بالغة الفائدة في إطلاع الأجيال الجديدة على عظمة هذه التجربة الفذة , كما ستكون ردا بليغا على محاولات التشويه وقلب الحقائق التي تعرضت له من قبل المغرضين وأبواق أعداء الأمة الذين تكاثروا كتكاثر الفطر السام حتى كاد صوت الحق يغيب .

لهذا أهيب بكل شاب عربي أن يبادر للاطلاع على هذا العمل القيم فور صدوره ليطلع على الحقائق من مصدرها ويرد الماء من معينه دون أن تعكره الدلاء .

ولقد قرأت باهتمام بالغ دعوتك الناصريين إلى الاتحاد , وهي دعوة لاعذر لأحد في التلكؤ عن تلبيتها بعد هذا الدرك الذي هوت إليه الأمة واستفحال الغزو الأمريكي الصهيوني الذي قضم أجزاء منها وبسط نفوذه على باقيها أو يكاد .

وأنا أوافقك الرأي في المخاوف والعقبات التي ذكرت والتي تحول فعلا دون تحقق هذه الخطوة البالغة الأهمية والمطلوبة بإلحاح , وللحقيقة هي عقبات شائكة وبالغة
الصعوبة ؛ بعضها موضوعي يتعلق بالإمكانات المادية الهائلة المطلوبة لتغطية التحرك القومي ومصاريف لقاءاته ونشاطاته وتنقلات أفراده الباهظة الخ .. وبعد المسافات الشاسعة بين أرجاء الوطن الكبير , وعراقيل النظم القطرية وموانعها القانونية , وغير ذلك من عقبات خارجة عن الإرادة ؛ وبعضها ذاتي يتعلق بالأنانيات والحساسيات التي تراكمت لدى القيادات الناصرية فخلقت بينها جبال من من الارتياب وعدم الثقة عطلت كل المحاولات السابقة لاسيما – نقولها بألم وأسف – في مصر مهد التجربة وقاعدتها !..

ومع ذلك فإن الإصرار على استمرار الحوار وخلق الأطر الملائمة لهذا الغرض مثل تجربة المؤتمر الناصري الذي عقد في القاهرة في يوليو الماضي الذي عقد لمناقشة الوثيقة الفكرية الناصرية يمكن أن تقرب هذا الأمل الطموح , خاصة إذا تحول إلى برلمان قومي تسير أعماله إدارة عملية – وليس قيادة - تدير الحوار وتوثقه وتنسق الجهود وتبلور المواقف والرؤى السياسية حتى تنضج الظروف لخروج العمل القومي المأمول . كذلك فإن تطوير موقع الفكر القومي العربي وتكثيف المساهمة فيه ودعوة الشباب العربي للتفاعل عبره سيزيل تلك الرواسب التي خلقتها ظروف الابتعاد وانقطاع الحوار , وسيحقق الوحدة الفكرية بين الوحدويين العرب ويؤمن الأساس المطلوب لوحدتهم .

إنني أتفق مع الإخوة الذين عقبوا على الرسالة في أن البداية فعلا تكمن في امتلاك الإرادة للوصول إلى هذا الهدف العظيم , وتوحيد الفكر والرؤية بداية الطريق ,
ولكنني لست معهم في الاستهانة بالعقبات العملية ؛ فنحن يجب أن نكون واقعيين ونحاول أن نجد الحلول التي تفتح الطريق أمام العمل القومي فهذا درس قاس تعلمناه من تجاربنا السابقة .

علينا فعلا أن نفكر في معضلة التمويل وأيضا في ضمانته فلقد لدغنا في هذا المجال مرارا وتكرارا . وأنا تلح علي فكرة منذ زمن لست أدري كيف كيف نجسدها
عمليا ؛ وهي أن نقوم باكتتاب عام يساهم فيه كل الشباب القومي وأنصار الدعوة الوحدوية , كل بما يستطيع أن يقدمه , يضاف إليها تبرعات الميسورين ورجال الأعمال من هذا التيار , ليصب ذلك كله في وقفية استثمارية تشرف على إدارتها مؤسسة قومية ذات شخصية اعتبارية تؤمن لها الضمانات القانونية بحيث لايستطيع شخص بعينه التحكم بها أو استخدامها لأغراضه الشخصية , ومن ريع هذه الوقفية يتم الصرف على نشاطات العمل القومي وفق أصول محاسبية واضحة ومحددة .

وفي الختام أضم صوتي إلى صوتك آملا أن تنضم إلينا كل أصوات الشباب العربي لتصبح عاصفة مدوية تنادي :
يا شباب هذه الأمة اتحد !
يا مناضلي هذه الأمة اتحدوا !
يا أيها الناصريون في كل أرجاء الوطن العربي اتحدوا !
أليس من العار أن نشهد كل هذه الكوارث ونظل متخندقين وراء معاركنا الهامشية التافهة ؟!
أليس مفجعا أن يصرخ شاعر النهضة العربية قبل أكثر من قرن:
هيا استفيقوا وهبوا أيها العرب / لقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
وتظل صرخته بلا استجابة حتى هذه اللحظة ؟!!
يا أستاذي الكبير العزيز ؛ لقد أثرت فينا الشجون , فعسى تصحى منا العيون .
لك من أخيك المحب كل التحية والتقدير مع أملي الكبير أن
نسعد بوجودك معنا دائما .
د. خالد الناصر
_________________