Gamal Abdel Nasser ..The Story and Myth by Samy Sharaf

الـحـــديث الصـــحــفـى

ـ 1 ـ

الشعور بالمسئولية

بقلم

 سامي شرف

 

http://www.al-araby.com

الشعور بالمسئولية

اعتدت مع الصديق المرحوم شعراوى جمعة نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية أن نفاجىء سويا أقسام الشرطة فى القاهرة الكبرى دون أن نخطر أحدا من المسئولين مسبقا .
تكررت هذه الزيارات بالذات فى أقسام الأزبكية حيث كانت تجربة أول دفعة من خريجى أمناء الشرطة ، هذا علاوة على أن هذا القسم كان يشمل بعض المؤسسات الهامة والحساسة فى مدينة القاهرة . وكانت أقسام مصرالجديدة والوايلى وحلوان والدقى وشبرا الخيمة من بين الأقسام التى نهتم بالمرور عليها أيضا .
كان المرحوم شعراوى جمعة بما لديه من حس سياسى علاوة على كونه المسئول الأول عن الأمن الداخلى يقوم بإبداء الملاحظات والعمل على حل المشاكل أو تطبيق مبدأ الثواب أو العقاب ونحن فى الموقع فكان بهذا السلوك يعطى المثل كقدوة فى القيادة .
وفى أحد ليالى صيف سنة 1966 كنا فى طريقنا لمفاجئة قسم شرطة الدقى ، وكان يلحق به قوة من جنود الأمن المركزى كاحتياط لأى طارىء أمنى ، وعندما اقتربنا من مبنى القسم لاحظنا بعض الجنود يجلسون خارج المبنى وعلى قارعة الطريق وبعضهم يخلع لباس الرأس والبعض الآخر بدون حذاء ، فتوجهنا تلقائيا نحو هؤلاء الجنود وسألهم شعراوى عن سبب تواجدهم بهذا الشكل المنافى للضبط والربط ويخالف التعليمات ، فكان الجواب المفاجئة ـ وكانوا حتى هذه اللحظة لم يكتشفوا أن الذى يحدثهم هو وزير الداخلية ـ قال بعضهم :
احنا ماكلناش من الصبح . . والضابط بتاعنا سابنا من امبارح بالليل ولغاية دلوقتى ما رجعش . . فاحنا اضطرينا للخروج إلى الشارع علشان نلفت نظر الناس . .
وهنا كشف شعراوى جمعة عن شخصيته وأمر الجنود بأن يعودوا فورا إلى داخل قسم الشرطة ، واستدعى المأمور وكلفه بأن يتولى مسئولية هؤلاء الجنود واحضار طعام فورا وفى نفس الوقت اتصل بقائد الأمن المركزى وبعد تأنيبه بشدة أمره بإيفاد ضابط يتولى قيادة الجنود وأن ينقل الضابط المتغيب إلى منطقة نائية على أن ينفذ النقل الليلة تمهيدا لمساءلته قانونيا .
عدنا بعد ذلك إلى مكتبى بمنشية البكرى وسحب الصديق شعراوى جمعة ورقة وبدأ يكتب . . لم يتكلم . .
سلمنى الورقة بعد أن طواها وقال :
أرجوك يا سامى تبعث بالورقة دى لسيادة الرئيس . .
فتحت الورقة وقرأت ما سطره فيها ، وخلاصته أنه يضع نفسه تحت تصرف الرئيس ـ أى مستقيلا ـ حيث أنه يعتبر نفسه فشل فى أداء واجبه كوزير للداخلية . وحكى ما حدث باختصار .
ناقشته فى هذه الرغبة محاولا إثناؤه واقترحت عليه أن يتحدث مع الرئيس أو يقابله وينقد نفسه ذاتيا ، إلا أنه أصر . .
بعثت بالورقة للرئيس جمال عبد الناصر الذى اتصل تليفونيا وطلب التحدث مع شعراوى ، وكنت قد أرفقت ورقة منى للرئيس تفيد بأن شعراوى معى فى مكتبى . .
سأله الرئيس مستوضحا منه عما حدث تفصيلا وسأله عن الإجراءات التى اتخذها فى هذا الحادث وكيف سيتفادى تكراره مستقبلا ، وبعد المناقشة قرر الرئيس :
أن يبقى شعراوى جمعة فى مكانه ورفض قبول الاستقالة . .
أحب أن ألفت النظر إلى أن الضابط الذى كان مسئولا عن هذه الواقعة كان برتبة الملازم أول وكان والده مديرا لأمن محافظة كبرى فى هذا الوقت ، ولكن هذا الضابط الصغير استفاد من الدرس واجتهد وشغل مناصب حساسة بعد تلك الحادثة ووصل إلى منصب مدير أمن إحدى المحافظات .

سامى شرف

23 مايو 2004 
 

..............."

إنتهى نقل هذا الجزء

يحى الشاعر

- يتبع -


Graphic by Martin

Back to Index & proceed
الــــرجوع الى الفهـــرس للمتابعة والمواصلة

You are my today's
زيارتكم هى رقم

Web guest

Thank you for your visit
شـــكرا لزيارتكم الكريمة






© 2007 Yahia Al Shaer. All rights reserved.

This web site is maintained by

ICCT, International Computer Consulting & Training, Germany, US