Gamal Abdel Nasser ..The Story and Myth by Samy Sharaf

أمل وحلم الوحدة

حرية . اشتراكية . وحدة

سامي شرف

ـ 1 ـ

                   

عندما أعلنت ثورة23يوليو عن مبادئها والتزامها بالوقوف إلى جانب الشعب العربى من أجل التحرير لم تكن ترفع شعارات جوفاء أو تنادى بالعنترية ـ كما يحلو للبعض أن يقول الآن ـ بل كانت شعاراتها ملتزمة بجدية ما يتطلبه الموقف من تضحيات وما يفرضه من إقدام على تحمل المسئولية وتقديم الدعم بلا تردد أو حساب لمكسب هنا أو خسارة هناك .، وبقناعة بأن حرية مصر تظل قاصرة ما لم يتحرر كل شبر فى الوطن العربى من المحيط إلى الخليج . وبالرغم من ما واجهته ثورة يوليو وزعامتها من تحديات وعقبات وصلت إلى حد التآمر السافر من الاستعمار الذى تمثل فى العدوان الثلاثى على مصر سنة 1956 على أثر تأميم شركة قناة السويس ، ثم فى العدوان الثانى الصهيوأمريكى عام 1967 على أثر تحرير اليمن فالخليج العربى والسيطرة على البحر الأحمر وبداية التفرغ للتنمية الشاملة فى مصر ، فلم تتخلى مصر عن مبادئها ولم تتراجع عن مواصلة دعمها لنضال حركات التحرير فى كل مكان من الأرض العربية وفى القارة الإفريقية حتى أثناء معارك الصمود والتصدى وحربالاستنزاف .

وفى الوقت الذى كانت كل الأنظمة العربية على اختلاف توجهاتها ترى فى موقف مصر الثورة أنه تهور واندفاع ، واعتقادهم باستحالة زحزحة الاستعمار البريطانى أو الفرنسى عن المنطقة ، لكن الرياح أتت بما لا تشتهى السفن حيث تأكد صدق وعمق تقديرات الرئيس جمال عبد الناصر ـ ومنذ البداية ـ على تحقيق ما كان يتصوره الكل خيالا ، وكان أسلوبه فى المصارحة وسرعة المعالجة دائما يعيد البوصلة لاتجاهها الصحيح نحو التحرير عند كل محاولة تعويق أو نكسة تحل باستراتيجية التحرير .

إن الإرادة الشعبية القائمة على الإيمان بحق الشعب فى تقرير مصيره وتحرير أرضه والقدرة على العطاء مهما كانت التضحيات أمر حيوى ومن ثم يتعذر على أى قوة أن تقهر هذه الإرادة لتجهض نضالها المشروع مهما طال أمد النضال . وإن تجربة الشعب فى الجزائر فى تحقيق أهدافه رغم ضخامة التضحيات لخير دليل على صحة هذه الرؤية والتى ترتب عليها أن بدأت بعدها كل الشعوب المستعمرة فى التطلع إلى اليوم الذى تنتزع فيه حريتها وبدا العديد منها فى إفريقيا وآسيا وحتى فى أمريكا اللاتينية نضالهم على كافة الجبهات لإزاحة الاستعمار والتخلص منه مما دفع بالدول الاستعمارية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لتغيير سياستها حفاظا على مصالحها المادية والاستراتيجية واستخدمت أساليب جديدة للتدخل والسيطرة منها مثلا نظريات ملء الفراغ والأحلاف . . . الخ .

وعندما حل يوم 4 فبراير 1971 ونطق الرئيس أنور السادات بمبادرته المشئومة التى تلاها الانقلاب على مسيرة ثورة عبد الناصر وختم مسيرته بخروج مصر من المعركة ومن دورها وواجبها التحررى رأينا ونرى الآن ما يحدث من الاستعمار الصهيوأمريكى من ضرب الأمم المتحدة والمجتمع الدولى والشرعية الدولية عرض الحائط حيث يفتقد العالم العربى ـ بشكل خاص ـ الإرادة والإدارة .

هذا العرض الموجز السريع ـ الذى قد يتفق معى البعض أو يختلف ـ لكن ما أريد أن أصل إليه أنه يتحتم على كل القوى القومية والناصرية بالذات أن تتواصل لتتفق و لتتحد مهما كلف ذلك من جهد وعرق تضحيات مادية ومعنوية .

إن هذه الدعوة ليس من ورائها أى مغنم أو مأرب شخصى لأننى شخص بلغ من العمر أرذله علاوة على أن ظروفى الصحية ليست كما ينبغى ، ولا أملك إلا لسانى وقلمى وتجربتى فى التشرف بمصاحبة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ـ وهذا لا يضعنى فى موقع متميز أبدا بل أنا أعتبر نفسى وأعلنها عالية صريحة أننى مجرد جندى عادى فى التيار القومى الناصرى ـ مما يكون ذا نفع لشرح أو الرد على أى استفسارات بالنسبة للتجربة الثورية وفى الرؤية الآنية أو المستقبلية للأحداث . وارجو ألا يحملنى أحد ما لا أستطيع تحمله .

إن التوحد أو السعى إلى التوحد ليس عيبا أو هدف صعب المنال ، بل إنى أرى أن الوضع الحالى على الساحة العربية بالرغم من بعض مظاهر التشرذم هو الوضع المناسب والتوقيت الأنسب للم الشمل ، فنحن جميعا لا نختلف على الثوابت ، إذن ماذا يعوق التنسيق والاتحاد ؟

إذا كانت القواعد وأكرر القواعد ترى أن الثوابت لا خلاف عليها فما الذى يمنعها من الإلتقاء والاتفاق والتوحد مع باقى الروافد الشريفة المؤمنة الصادقة . وهنا أقولها صريحة وبدون ما أخشى إلا الله ، أن كل من يعرف انه ليس ناصريا حقيقيا وكل من حامت حوله أى شبهة ـ ولن أزيد ـ عليه أن يبتعد عن الطريق الجديد وإن القواعد تعرف تماما ما أعنى وعليها أن تبدأ الحركة نحو التوحد على المستوى الوطنى تمهيدا للقيام بنفس الشىء على المستوى القومى عندما يتيسر ويتاح هذا الأمل والحلم الكبير .

لن نستطيع الآن وفى ظل الظروف الحالية أن نتحرك على المستوى القومى مرة واحدة ولكن على القوميين الثوريين على المستويات الوطنية وفى المهجر ، وكذا العناصر النظيفة والذين ينكرون أنفسهم وذاتهم أن يتحملوا المسئولية ليعلنوا وحدتهم على أسس واضحة سليمة ليس فيها دخيل أو مندس أو ملوث أو مخرب .

إن الثورات مهما كانت تضحياتها فإن الشعوب هى الباقية ما بقيت الحياة .

وليكن شعارنا منذ الآن :

حرية . اشتراكية . وحدة

سامي شرف


Graphic by Martin

Back to Index & proceed
الــــرجوع الى الفهـــرس للمتابعة والمواصلة

You are my today's

Web guest

Thank you for your visit






© 2007 Yahia Al Shaer. All rights reserved.

This web site is maintained by

ICCT, International Computer Consulting & Training, Germany, US