
,.رموز الوطن والاخوان :
*حتي يتبين شبابنا الحقيقة ..وحتي لاتتوه وسط الازمات الاقتصادية والسياسية وطوفان غزة الوثائق وصدق التاريخ ولكي لا تعيد الامة قصة التجربة الفاشلة والخطرة للاخوان في حكم مصر ..دعونا دأئما نتسلح ب(الحق ) ونعرف رجاله من خلاله الذين خضعوا له وأكدوا معانيه عبر تاريخنا المعاصر ..ففي ذلك منجاة للوطن وكشفا للخوارج الجدد الذين في مقدمتهم يأتي ( الاخوان ) كخيمة تضم بمزاجها ومواقفه وتاريخها خاصة بعد يناير 2011 (القاعدة – داعش – النصرة – وغيرها ) هي (الخيمة الجامعة ..فإنتبهوا !) ******* *في هذا السياق التاريخي العام تأتي مواقف وكتابات قمم الامة الفكرية والسياسية التي لايشق لها غبار …قمم تقول قصة حياتها بالمصداقية ويقول موروثهم الفكري العظيم بالوفاء والاستقامة الكاملة ..نقدم اليوم بعضا من (رموز الوطن ومواقفهم الملتزمة ) تجاه جماعة الاخوان وكيف أنها كانت – ولا تزال خطرا ليس علي الأوطان فقط بل وعلي الدين الإسلامي الحنيف ذاته – نقدم اليوم واحد من تلك القمم الفكرية التي نعتز بها ونصدقها تماما ..إنه (عباس حمود العقاد ) والذي كتب يوم 2/1/1949 عن جماعة الإخوان المسلمين في (مجلة الأساس) مقالا كاشفا فضح فيه وبعمق (الفتنة الاخوانية ) وأسمها ب(الفتنة الإسرائيلية أو اليهودية) مبكرا جدا كشف الرجل حقيقتهم ..فليس الإسلام هو الهدف بل الوصول للحكم وليس ( الامة الإسلامية ) هي الغاية والاستراتيجية الكبرى ..بل خلق (دويلة إخوانية وظيفية ) –مثل إسرائيل تماما ! لخدمة الأجهزة والغرب منذ نشأتها عام 1928 بمنحة شركة إنجليزية في قناة السويس ، متوسلة في تحقيق ذلك بالفتن والدم وشذوذ فتوي الدين وإسرائيلية الهوي والعقيدة ..هؤلاء هم الاخوان كما عرفهم وكشفهم بحدة الكاتب الكبير عباس محمود العقاد منذ 77عاما )… ولكن من هو ( العقاد ) ؟
***** * (العقاد) الذي نتحدث عنه ليس شخصا عاديا بل هو عملاق الادب والفكر الإسلامي العربي في القرن العشرين كله .ولد في أسوان عام 1889م، وهو عضو سابق في مجلس النواب المصري، وعضو في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، لم يتوقف إنتاجه الأدبي بالرغم من الظروف القاسية التي مر بها؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة (فصول)، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات، ويعد العقاد أحد أهم كتاب القرن العشرين في مصر، وقد ساهم بشكل كبير في الحياة الأدبية والسياسية، وأضاف للمكتبة العربية أكثر من مائة كتاب في مختلف المجالات، نجح العقاد في الصحافة، ويرجع ذلك إلى ثقافته الموسوعية، فقد كان يكتب شعراً ونثراً على السواء، وظل معروفآ عنه أنه موسوعي المعرفة يقرأ في التاريخ الإنساني والفلسفة والأدب وعلم الاجتماع(توفي في 12 مارس1964)..
*********
والان ماذا يقول (العقاد) فتن الاخوان وكيف أن هذه الفتن لاتزال تجري في مثصر وبلادنا الهعربية محققةمؤكدة نفسها بواقعائها المتكررة وبذات الأداء وكأنهم لايتعلمون من ( التجارب ) ..دائما هم أهل فتن وخوارج هذا العصر .زودائما كانوا هم ولايزالون أصحاب ( الفتنة الإسرائيلية ) كما أسمي بحق (العقاد ) مقاله وعنونه ..فماذ يقول المقال الكاشف البديع والتاريخي ؟****** يقول العقاد في مقدمة مقاله :الفتنة التي ابتُليت بها مصر على يد العصابة التي كانت تسمي نفسها بالإخوان المسلمين هي أقرب الفتن في نظامها إلى دعوات الإسرائيليين والمجوس، وهذه المشابهة في التنظيم هي التي توحي إلى الذهن أن يسأل: لمصلحة مَن تثار الفتن في مصر وهي تحارب الصهيونيين؟!
السؤال والجواب كلاهما موضع نظر صحيح، ويزداد تأملنا في موضع النظر هذا عندما نرجع إلى الرجل الذي أنشأ تلك الجماعة فنسأل: من هو جده؟ إن أحدًا في مصر لا يعرف مَن هو جده؟ على التحديد، وكما يقال عنه إنه من المغرب، وإن والده كان «ساعاتي»، والمعروف أن اليهود في المغرب كثيرون، وأن صناعة الساعات من صناعاتهم المألوفة، وأننا هنا في مصر لا نكاد نعرف «ساعاتي» كان يعمل بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود، ونظرة إلى ملامح الرجل تعيد النظر طويلاً في هذا الموضوع، ونظرة إلى أعماله وأعمال جماعته تغني عن النظر إلى ملامحه وتدعو إلى العجب من الاتفاق في هذه الخطة بين الحركات الإسرائيلية الهدامة وأعمال هذه الجماعة.
ثم يقول العقاد :ويكفي من ذلك كله أن نسجل حقائق لا شك فيها، وهي أننا أمام رجل مجهول الأصل مهيب النشأة، يثير الفتنة في بلد إسلامي والبلد مشغولة بحرب الصهيونيين، ويَجِدُّ الرجل في حركته على النهج الذي اتبعه دخلاء اليهود والمجوس لهدم الدولة الإسلامية من داخلها بظاهرة من ظواهر الدين، وليس مما يحجب الشبهة قليلاً أو كثيرًا أن هناك من أعضاء جماعته مَن يحاربون في ميدان فلسطين.
*******
*ويقول العقاد :فليس من المفروض أن الأتباع جميعًا يطلعون على حقائق النيات، ويكفي لمقابلة تلك الشبهة أن نذكر أن مشاركة أولئك في الطلائع الفلسطينية تفيد في كسب الثقة، وفي الحصول على السلاح والتدرب على استخدامه وفي أمور أخرى قد تؤجَّل إلى يوم الوقت المعلوم هنا أو هناك، فأغلب الظن أننا أمام فتنة إسرائيلية في نهجها وأسلوبها، إن لم تكن فتنة إسرائيلية أصيلة في صميم نيتها.
*******
ثم يتجه(العقاد)في مقاله المثير الي قضية أخري حين يقول :أمة مصرية مشغولة بفتنة هنا وجريمة هناك وحريق يُشعل في هذه المدرسة ومؤامرات في الخفاء، وتقوم هذه العناصر المفسدة بالتحريض والتهييج وتزودها بالذخيرة والسلاح، هل هذه هي محاربة الصهيونية والغيرة على الإسلام؟ إن يهود الأرض لو جمعوا جموعهم ورصدوا أموالهم وأحكموا تدبيرهم لينصروا قضيتهم، في تدبير أنفع لهم من هذا التدبير لما استطاعوا، وإلا فكيف يكون التدبير الذي ينفع الصهيونية في مصر في هذا الموقف الحرج؟.
******
*ثم يقول العقاد :إن العقول إذا ران عليها الغباء كانت كتلك العقول التي وصفها القرآن لأصحاب الهاوية ﴿الذين لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يُبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون﴾، هؤلاء الغافلون يمكن أن يقال لهم إنها هي الفرصة السانحة للانقلاب أولئك هم الغافلون، فرصة لمَن؟، فرصة للصهيونية نعم، أما فرصة لمصر، فمتى وقع في التاريخ انقلاب ودفاع في وقت واحد؟!! ما استطاع أناس أن يوطدوا انقلابًا ويهيئوا أسبابَ الدفاع في أسبوع واحد أو شهر واحد أو سنة واحدة، أبتِ الرؤوس الآدمية أن تنفتح لضلالة كمثل هذه الضلالة لو كان الأمر أمر عبث ومجون وإنما هي مطالع خبيثة تتطلع وغرور صبياني يهاجم وشر كمين في الخفاء يستثار) وهنا ينتهي مقال العقاد ولا تنتهي القضية ..وتظل شهادته نبراسا وهديا للأجيال القادمة وأننا أمام ( فتن متحركة ) وجماعة وظيفيفة ) للأجهزة والدول وبخاصة ( الإسرائيلية ) فإنتبهوا وإحذزوا !