أخبار عاجلة
الرئيسية / أخــبار / الفتح العربي: تحرير الأرض واستعادة الهوية – بقلم خورشيد الحسين

الفتح العربي: تحرير الأرض واستعادة الهوية – بقلم خورشيد الحسين

تغييرات
حدودية
الفتوحات الإسلامية:  في عهد النبي محمد ﷺ، 622–632  في عهد الخلفاء الراشدين، 632–661  في عهد الخلفاء الأمويين، 661–750

المقدمة

من أبرز السرديات الاستشراقية والصهيونية التي تم ترويجها أن الفتح العربي الإسلامي لبلاد الشام وفلسطين كان “غزوًا” لشعوب غير عربية. هذه الرواية تتجاهل حقائق التاريخ واللغة والجغرافيا التي تثبت أن الفينيقيين والكنعانيين واليبوسيين هم شعوب عربية سامية أصيلة، وأن بلاد الشام وفلسطين كانت عربية منذ آلاف السنين قبل الميلاد. وبالتالي، فإن الفتح العربي الإسلامي لم يكن سوى عملية تحرير لهذه البلاد وإعادتها إلى محيطها الطبيعي.

أولًا: الكنعانيون عرب ساميون في قلب الشام

الكنعانيون هم شعب سامي عربي قديم خرج من الجزيرة العربية واستوطن بلاد الشام منذ الألف الرابع قبل الميلاد.

توزعوا في فلسطين ولبنان وسوريا، وأسسوا مدنًا مزدهرة مثل أريحا وصيدا وصور.

لغتهم الكنعانية تنتمي إلى مجموعة اللغات السامية الغربية، وهي قريبة جدًا من العربية القديمة .

المؤرخون العرب القدماء نسبوهم إلى “العماليق”، وهم قبائل عربية قديمة .

ثانيًا: الفينيقيون – الكنعانيون الساحليون

الفينيقيون هم الكنعانيون الذين استقروا على الساحل الشرقي للبحر المتوسط.

اليونانيون أطلقوا عليهم هذا الاسم نسبةً إلى صبغة الأرجوان التي اشتهروا بها، لكنهم ظلوا جزءًا من الشعب الكنعاني العربي .

اللغة الفينيقية من اللغات السامية القريبة للعربية، وأبجديتهم كانت نواة لتطور الخطوط العربية لاحقًا.

مؤرخون حديثون وصفوهم بأنهم “العرب الأوائل الذين حملوا حضارة البحر إلى العالم” .

ثالثًا: اليبوسيون – بناة القدس الأوائل

اليبوسيون قبيلة كنعانية عربية استوطنت مدينة القدس (يبوس) قبل قدوم بني إسرائيل.

أسسوا المدينة وسمّوها “شاليم”، ومنها جاء اسم “أورشالم/أورشليم” أي مدينة السلام .

ملكهم “ملكي صادق” اشتهر كأول حاكم للقدس وكاهن أعظم .

أنجزوا حصونًا متينة وزراعة متقدمة، وحفروا أنفاقًا لنقل المياه (مثل نفق سلوان) .

هذا يثبت أن العرب الكنعانيين هم أول من بنى القدس، وأنها عربية منذ نشأتها .

رابعًا: معنى الفتح العربي الإسلامي

مع كل هذه المعطيات، يتضح أن العرب لم يدخلوا بلاد الشام وفلسطين كغرباء.

الفتح الإسلامي جاء في القرن السابع الميلادي ليحرر المنطقة من السيطرة البيزنطية الرومانية، ويعيدها إلى محيطها الطبيعي العربي.

لذلك، الفتح العربي ليس “احتلالًا” كما يروّج الاستشراق، بل تحرير واستعادة لهوية الأرض.

منذ ذلك الحين، بقيت المنطقة عربية الهوية والثقافة واللسان، مما يؤكد أن الوجود العربي أصيل ودائم، وليس طارئًا.

ختاما,الكنعانيون والفينيقيون واليبوسيون هم شعوب عربية سامية أصيلة، جذورهم ممتدة من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام. هذه الحقيقة التاريخية واللغوية تدحض السردية التي تصوّر الفتح الإسلامي كغزو أجنبي، وتثبت أنه كان عملية تحرير وإعادة الأرض إلى أهلها. ومن هنا، فإن أي ادعاء صهيوني أو استشراقي بكون العرب “طارئين” على فلسطين والشام، ليس سوى تشويه للتاريخ ومحو للهوية الأصلية.

عن admin

شاهد أيضاً

الحرب على غزة: من الإبادة المكانية إلى الإبادة الجماعية

ساري حنفيترجمة:علاء بريك هنيدي03 تشرين الثاني 2023 نحن نرى أنّ الاحتلال الإسرائيلي كان فظيعاً في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *