الرئيسية / أخــبار / هل نشاهد بداية نهاية المشروع الصهيوني؟

هل نشاهد بداية نهاية المشروع الصهيوني؟

سمير جبّور

يطالعنا  بعض وسائل الإعلام وبعض الكتاب والمعلقين والمحللين والخبراء  بسيناريوهات عناوينها:” هل تقف اسرائيل على حافة ألإنهيار”؟ وهل نرى بداية نهاية المشروع الصهيوني”؟ وذلك في ضوء أنعكاسات نتائج الحرب العدوانية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة والضفة الغربية منذ نحو 18 شهرا. وهي تستنزف مواردها المادية والبشرية.. ويستند هؤلاء الكتاب الى ما تتكبده اسرائيل من خسائرناجمة عن حربها المتواصلة على جميع الصعد. وفي مقدمتها الصعيد أٌلإقتصادي. وسنحاول عبر مقالين عرض بعض هذه السيناريوهات  والمجالات التي تتكبد فيها اسرائيل خسائر فادحة، نستهلها بالخسائرألإقتصادية. ونستند في هذه المعلومات والسيناريوهات الى  المصادر  المنشورة باللغة العبرية حصرا، وذلك  نقلا عن خبراء اقتصاديين  اسرائيليين. وفي نهاية المقال الثاني سنناقش بعض هذه السيناريوهات . وسوف نحاول   ألإجابة على السؤال: هل تقف اسرائيل او المشروع الصهيوني على حافة الإنهيار بالفعل؟.

تأثير الحرب على الإقتصاد ألإسرائيلي

تحت عنوان: “ألإنعكاسات الإقتصادية للحرب: كم تكلفنا وكم ستكلفنا؟ “ما هي الأنعكاسات الإقتصادية للحرب ؟ وهل بإمكان المعركة الإقتصادية الأسرائيلية ان تخرج قوية  من ألأزمة على المدى البعيد؟” يقوم البروفيسور إيلان الون عميد مدرسة الإقتصاد  ومحاضر في الأقتصاد  في عديد من الجامعات الأميركية . بتحليل الوضع.

والبروفسور ألون هو احد 300 خبير من كبار الخبراء الإقتصاديين  الذي وجهوا رسالة  الى بنيامين نتنياهو  رئيس الحكومة ، والى بتسلئيل سموتريش وزير المالية  ،طالبوا فيها بالغاء جميع النفقات المالية في ميزانية 2023، والتي هي غير حيوية في هذا الوقت العصيب ، واقترحوا فتح ميزانية سنة 2024 وتحديثها  بموجب سلم اولويات  يعكس حاجات الإقتصاد باسره  في ضوء متطلبات الحرب.  ويضيف اليروفيسور ألون :  ان “اسرائيل تعيش حالة حرب منذ بضعة اسابيع ، وليس من الواضح  حتى متى سيستمر هذا الوضع . وللحرب انعكاسات كثيرة – خسائر في ألأرواح ، اضرار للبنية التحتية ، اضرار تلحق بالمستوطنات ، اضرار لمصادر العيش  واضرار نفسية  تلحق بالمواطنين وما الى ذلك.. ولجميع هذه ألأضرار  انعكاسات اقتصادية بعيدة المدى”.

يحاول البروفيسور  ألون تقييم الإنعكاسات الإقتصادية للحرب على المدى القصيرفٍٍيقول :

إن” للحرب تكاليف اقتصادية عالية جدا على عدة أصعدة “. ويضيف “عندما تجنّد الدولة اعدادا غفيرة  من رجال الإحتياط ، بموجب ألإحصائيات العلنية ، 350 ألف، فان القوى العاملة تتقلص بصورة كبيرة . اذ ان معظم رجال ألإحتياط  هم شبان صغار السن ، وهم جزء من القوى العاملة ،ولخروج اعداد كبيرة من العمال  لفترة غير محددة ، إنعكاسات سلبية .. فالشركات لا تستطيع ان تعمل  كما كانت تعمل قبل الحرب”.

وبحسب تقدير  شعبة الميزانيات في وزارة المالية  والتي نشرت في بداية شهر تشرين الثاني / نوفمبر ، فان تكاليف الحرب تقدر بـ 10 مليارات شيكل  لكل اسبوع من القتال .

   علاوة على ذلك ، ثمة تكاليف كثيرة ناجمة عن استخدام الطاقة , يقول البروفيسور ألون ، اذ  ان استهلاك مصادر الطاقة (من نفط وغاز طبيعي ) تبلغ نحو 20%، يستهلكها تحريك آليات الحرب من مكان الى أخ،ر  كما ان استخدام الطائرات ( الحربية) يستهلك كميات كبيرة من الوقود  وغير ذلك . هذا علاوة على التكاليف الباهظة ألأخرى  المتعلقة مباشرة بالمؤسسة الأمنية .. اضافة الى تكاليف الترميم  وألإنخفاض  في جباية الضرائب .وغيرها .

ويستطرد البروفيسور ألون قائلا: “في ظل انعدام اليقين الكبير ، كما هو خلال الحرب ، نشاهد تراجع قيمة الشيكل  بالمقارنة مع العملات الأجنبية ألأخرى . وفي هذه الأثناء ، فان بنك اسرائيل يتصدى لهذا  التراجع بواسطة بيع دولارات  من احتياطي العملات الأجنبية، إذ باع دولارات بحجم  8،2 مليار دولار  …وفي حال استمرار الحرب سيحدث انخفاض في حجم الإستثمارات  وهروبها الى الخارج.

 وتحت عنوان :”مليار شيكل في الأسبوع: مسؤولو وزارة المالية  يقدرون كلفة الحرب  ويخشون من ارتفاع العجز” ، عرض غاد ليئور (يديعوت أحرونوت 2/4/2025 ) بعض المعلومات  عن تكاليف الحرب من زوايا مختلفة . ويقول:

“قد تصل كلفة  النشاط المتزايد  للجيش الإسرائيلي في غزة  منذ منتصف آذار /مارس 2025 الى نحو 150-200 مليون شيكل( 40- 54 مليون دولار أميركي)  في اليوم . والمقصود مبالغ لم يتم  التنبؤ بها  في ميزانية الدولة في سنة 2025 . ويتخوف احد كبار المسؤولين في وزارة المالية  ان هذا التصعيد سيؤدي الى ارتفاع العجز ليصل الى % 4،9 واشار آخرون الى 5،1 %. ومعنى ذلك هناك حاجة الى المزيد من تقليص ميزانيات وزارات الحكومة … ومعنى تهديدات وزير الدفاع  بزيادة القتال في غزة .. وهذا يتطلب ادخال آلاف الجنود الى القطاع  وزيادة عمليات القصف الجوي بصورة مكثفة” .

حذر البروفيسور تسفي اكشتاين (عميد  الإقتصاد المؤسس لمدرسة الإقتصاد في جامعة ر ايخمان ) في آب/اغسطس 2024 من استمرار القتال وتصاعده، وهذا من شانه ان يؤدي الى المزيد من ألإنعكاسات البعيدة المدى على اقتصاد اسرائيل وعلى الدين الخارجي ، والعجز في الميزانية  لجهة النمو الإقتصادي وجميع نواحي الأقتصاد والعمالة ووضع  التكنولوجيا المتقدمة .

وأما بالنسبة الى تاثير نفقات الحرب على ا العجز في الميزانية بلغ في آب/أغسطس 2024 نسبة 8،4 % مقارنة بنسبة 1،3 %  في ايلول /سبتمبر 2023.

ان آخر تحديث لكلفة الحرب بحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي هي 140-150 مليار شيكل( بما يساوي نحو 38- 41 مليار دولار أميركي ). وكان هذا التقدير قبل  اسبوع من ذلك هو 129 مليار شيكل ( 35 مليار دولا) واستمرار الحرب سيزيد  من الفجوات  بين وزراتي المالية والدفاع.

خلال  ايلول/ سبتمبر2024 نشر المكنب المركزي للإحصاء ان النمو السنوي  المتوقع لسنة      0242 هو 0.7% نتيجة لتأثيرات الحرب  على الناتج وانخفاض الصادرات . وتعتبر نسبة النمو هذه سلبية  وتعكس انخفاضا  في الناتج الفردي ، وذلك بسبب حقيقة ان عدد سكان اسرائيل  ازداد بنسبة نحو 2% في السنة .

خلال شهر تشرين ألأول /أكتوبر 2023 تغيب عن العمل نحو 764 ألف شخص -نحو17،6 % من مجموع العاملين ،  مقارنة بـ 17 ألف غائب عن  العمل  خلال شهر ايلول /سبتمبر الذي سبق الحرب . اذ تغيّب عن العمل 280 ألف شخص بسبب انخفاض حجم ألأعمال التجارية  ونحو 140 ألف بسبب التجنيد  في الخدمة العسكرية و 345 ألف نتيجة لأسباب تتعلق  بتجنيد ألإحتياط.

وكتب نيتسان كوهن  في صحيفة “يسرائيل هايوم” تحت عنوان “ثمن الجبهة الإقتصادية : هذهي كلفة يوم من الحرب لدافع الضرائب “.

“اننا نشعر جميعا بتاثيرات (ألأعباء الأقتصادية): التكاليف المباشرة الشاملة : تكاليف التعويض عن ايام ألإحتياط ، التسليح والوقود  وغيرها -علاوة على فقدان الناتج  وتكاليف اضطراب الحياة العادية تحصلون على اقتصاد محلي معلق بشعرة …”

وحتى شهر حزيران / يونيو 2024  اغلق 46،000  شركة تجارية ابوابها في اسرائيل ، وخصوصا في فرع البناء  والفروع الأخرى   المرتبطة بها ، بما في ذلك فروع بلاط السراميك وألألومونيوم وغيرها من فروع البناء . كما تضررت القطاعات التجارية  والخدمات نتيجة لتراجع السياحة الواردة …. كما تضرر قطاع الزراعة لأن معظمه يقع  في مناطق القتال في الجنوب والشمال ، ناهيك بالنقص  في القوى العاملة البشرية .

هذا عرض عام عن الخسائر الإقتصادية  ، وسوف ننشر في المقال الثاني بعض السيناريوهات  التي تتنبأ ببداية نهاية المشروع الصهيوني .

عن admin

شاهد أيضاً

“ذا إنترسبت”: ترامب يستهدف الطلاب المسلمين والأفارقة والآسيويين بالترحيل

في الولايات المتحدة، يتم إلغاء تأشيرات الطلاب من الدول ذات الأغلبية المسلمة وكذلك من آسيا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *