الرئيسية / أخــبار / في ذكرى العدوان الأمريكي الثلاثيني على العراق

في ذكرى العدوان الأمريكي الثلاثيني على العراق

   كربلاء 4 نيسان 2025         

  ونحن على أبواب اسوء يوم في حياة العراقيين الشرفاء وأبناء الامة العربية وتعتبر هذه المناسبة الأليمة يوم حزن عام في العراق وتبقى ذكراه المؤلمة في نفوس كل العراقيين وأبناء الامة العربية فالعراق المستهدف في هذا  العدوان حصن منيع من حصون العرب وقد نتج عن هذا العدوان الاجرامي تقويض دعائم الدولة العراقية واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة وحليفتها إنكلترا وبدون مسوغ قانوني وقرار أممي واستند العدوان الى ذرائع وأسباب ثبت بطلانها وهي ذريعة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل    وانتهاكه  لحقوق الانسان وتهديده للسلام العالمي وان العراق قد عطل عمل الخبراء والمفتشين الدوليين ويخفي أسلحة الدمار الشامل ومنها الأسلحة الكيمياوية في حوامات وشاحنات متنقلة بعيدا عن اعين خبراء التفتيش الدوليين الى غير ذلك من الأكاذيب رغم ان العراق قد تعاون الى حد بعيد مع وفود المفتيشن الدوليين واظهر نواياه الحسنة بالفعل لا بالقول فقد قام بتدمير مخزوناته من الصواريخ مع انها كانت تخدم اغراضه الدفاعية وكان عليه ان لا يفعل ذلك وما فعله العراق حتى يتحاشى الصدام مع الولايات المتحدة الامريكية رغم علم العراق ان العدوان قادم.  ويخطئ من يظن ان ذرائع أسلحة الدمار الشامل وتهديد السلم وقضايا حقوق الانسان وراء العدوان الأمريكي على العراق فهدف احتلال العراق والسيطرة على المنطقة العربية هدف امريكي قديم ففي عام 1957م ظهر مشروع  ايزنهاور وهو رئيس الولايات المتحدة في حينه وسمي بأسمه ( مشروع ايزنهاور لملئ الفراغ ) وذلك بعد هزيمه  العدوان الثلاثي على مصر الشقيقة في عام 1956م من قبل إنكلترا وفرنسا وإسرائيل وتراجع مركز الاستعمارالقديم إنكلترا وفرنسا كدول عظمى ما فسح المجال لامريكا للظهور كدولة اعظم على المسرح الدولي ومعها تطلعاتها لوراثة مصالح إنكلترا وفرنسا في منطقتنا العربية وسوق هذا المشروع بواسطة وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية  ( جون فوستردالاس ) وعرض هذا المشروع على الرئيس جمال عبد الناصر باعتباره زعيما للعرب في حينه وقد  رفض الرئيس جمال عبد الناصر المشروع الأمريكي وقال للوزير الأمريكي : اذا كان هناك فراغ فالعرب موجودون لملئ الفراغ واذا كان هدفكم استبدال استعمار بأستعمار فنحن نرفض الاستعمار القديم ونرفض الاستعمار الجديد وضلت أمريكا تتحين الفرص لاحتواء منطقتنا العربية والسيطرة عليها ولم تجد الى ذلك سبيلا لوجود أنظمة عربية  ممانعة وقوية حتى قامت حرب – 6 تشرين 1973 – واوقف العرب ضخ النفط ما أدى الى تعطيل الحياة في الغرب لذا قرر صانع القرار الأمريكي وبناء على اقتراح وزير الخارجية الأمريكي كسنجر بتشكيل قوات المارينز لاحتلال ابار النفط العربية وبقيام الحرب  العراقية الإيرانية 1980م تعطل تنفيذ هذه المهمة وبخروج العراق منتصرا بالحرب وامتلاكه اقوى قوة عسكرية في المنطقة ما يهدد امن إسرائيل ووجودها لانه في حال قيام حرب عربية إسرائيلية فالجيش العراقي سيكون الظهير القوي للجيش السوري في هذه الحرب ويخل بموازين القوى ولمصلحه الطرف العربي فكان لابد من التخطيط لتدمير هذه القوة الهائلة وكانت ازمة الكويت المناسبة لتدمير القدرة العسكرية العراقية وزادت العراق ضعفا القرارات المؤلمة من مجلس الامن والأمم المتحدة والتي فرضت حصارا قاتلا علىالعراق ومنع من تصدير نفطه ولهذا لم يكن العراق قادرا على إعادة تسليح الجيش العراقي وتعويض مافقده في حرب الخليج الثانية مع استمرار الولايات المتحدة الامريكية بين فترة وأخرى بتوجيه ضربات صاروخية الى اهداف منتخبه للجيش العراقي وصولا للمعركة الأخيرة في نيسان 2003 ورغم اختلال موازين القوى وبصورة كبيرة بين قدرات الجيش العراق وقدرات جيوش العدوان الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية واستخدام هذه الأخيرة لاسلحه محرمة دوليا خاصة في معركة المطار التي وقف الجيش العراقي بشجاعة نادرة ارعبت الامريكان وكان قرارهم بضرب القوات العراقية باسلحه الدمار الشامل ولابد ان نقف باعتزاز امام استبسال القوات العراقية في معركة البصرة وصدها لكافة هجمات القوات البريطانية التي عجزت عن تحقيق أي تقدم في هذه المنطقة الا بعد ان حصلت على العون من الجانب الإيراني وفتح اجوائه  لخدمة القوات المعتديه ضد الجيش العراقي الباسل والالتفاف خلف خطوطه .

وان الولايات المتحدة التي كانت تدين العراق بامتلاكه أسلحة الدمار الشامل وعند ما اقتضت مصالح الحرب هي من استعملت أسلحة الدمار الشامل ضد الجيش العراقي واليورانيوم المنظب وهذا ما اثر على سلامة البيئة العراقية الى يومنا هذا وهناك مناطق كثيرة من وطننا ملوثة بالاشعاعات النووية الناتجة عن الأسلحة التي استخدمتها الولايات المتحدة  الامريكية كما وانها قد أتت على جميع محطات الطاقة والبنى التحتية والمصانع والمعامل ومراكز الاتصالات بقصفها بالصواريخ والطائرات ومن المفيد ان نذكر انه وبعد وقف اطلاق النار بقية الطائرات الامريكية مستمرة في التدمير واستهداف ما بناه العراقيون .

 ولقد ارتكب النظام الحالي الذي نصبه الاحتلال الأمريكي وسلمه إدارة الحكم في وطننا جريمة كبرى عندما وقع على الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الامريكية حيث ابرأ ذمة الولايات المتحدة من كل ما احدثته في وطننا من  تدمير وتلوث بالاشعاعات النووية ولم يطالب المفاوض العراقي من الولايات المتحدة الامريكية تعويض العراق عن الاضرار التي احدثه عدوانها على العراق ولم يطالبها باجراء مسح شامل للمناطق الموبوءة بالاشعاعات النووية  وتنظيف هذه المناطق لان بقائها خطر على البيئة العراقية والانسان العراقي .  

 ولازال العراقيون يدفعون ثمن العدوان الأمريكي على العراق حيث لا صناعة ولا زراعة ولابنى تحتية والكهرباء  عصب الحياة لم يتم إصلاحه وبعد مضي اكثر من عشرين عاما على العدوان والنظام الديمقراطي التي زعمت الولايات المتحدة قيامه بالعراق مجرد اكذوبة فالدستور ومجلس النواب ونظام الحكم كلها قامت على أساس المحاصصة الطائفية والعرقية والميليشيات المسلحة الطائفية هي التي تتحكم في حياة العراقيين هذا حصادنا المر من الاحتلال الأمريكي .                                                                  

                                                                                                    كربلاء

                                                                                                       المحامي محمد علي السعدي

                                                                                                     ناشط سياسي قومي عربي ناصري

عن admin

شاهد أيضاً

“ذا إنترسبت”: ترامب يستهدف الطلاب المسلمين والأفارقة والآسيويين بالترحيل

في الولايات المتحدة، يتم إلغاء تأشيرات الطلاب من الدول ذات الأغلبية المسلمة وكذلك من آسيا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *