
تحقيق تكتبه: الاستاذه سهام الباشا في اليوم السابعالأربعاء، 27 أبريل 2011
لعلها المرة الأولى والوحيدة التى قُرأت فيها الفاتحة على أرواحهم فى مقابر أوروبا.. والتى دفنوا فيها منذ 94 عاما بعدما استشهدوا أثناء الحرب العالمية الأولى.. هم مصريون بسطاء من طبقة العمال والفلاحين توارت جثثهم فى قلب مساحة خضراء تفوح برائحة الورود والأزهار فى كل من فرنسا وإيطاليا ومالطا واليونان.. بعيدا عن بلدهم.. بعيدا عن أهليهم الذين لا يعرفون فى أغلب الظن أين توجد مقابر ذويهم، ولماذا دفنوا بعيدا هكذا؟ ولماذا أرسلوا إلى الخدمة والعمل فى بلاد قادت حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟ ولماذا يغفل العالم عن ذكراهم باستثناء مقابر فخمة محاطة بالورود،
أشرفت على تأسيسها هيئة الكومنولث المسؤولة عن رعاية مقابر ضحايا الحروب.حين تقترب قليلا من المقابر التى تحمل بداخلها حكايات بشر، وأسرار حروب، وصراعات قوى.. ستشعر بالحسرة عندما ترى أسماء مواطنين مصريين مكتوبة عليها وبجوارها باللغة العربية «إنا لله وإنا إليه راجعون» جندى فيلق عمال مصرى توفى 1917 فى الحرب العالمية الأولى.100 اسم لفيلق العمال المصرى الذين أرسلتهم إنجلترا للخدمة فى عدد من دول أوروبا أثناء الحرب العالمية الأولى، استطاعت «اليوم السابع» أن تحصل على أسمائهم وعناوين المقابر التى دفنوا فيها، من الدكتور أشرف صبرى الذى لم يمنعه تخصصه كاستشارى فى طب الأعماق وحوادث الغوص، من البحث فى كتب التاريخ التى قادته إلى معلومات مهمة حول أماكن مقابر المصريين فى أوروبا ، ، ، الدكتور اشرف صبرى ذهب للبحث عن كل المعلومات التى توضح العلاقة بين مصر وبريطانيا آنذاك، وكان من بينها ما جاء فى كتاب الدكتورة لطيفة سالم أستاذة التاريخ «مصر والحرب العالمية الأولى» أنه «لم يتوان القائد العام للجيوش البريطانية عن الإلحاح فى اتخاذ الإجراءات الفعالة للحصول على العدد اللازم من العمال»، وتقدر الدكتورة لطيفة عدد المصريين الذين شاركوا فى الحرب العالمية الأولى بأوامر من بريطانيا سواء كانوا من الجنود وفيلق العمال وفيلق الجمال بحوالى مليون ومائتى مصرى، على الرغم من أن تقديرات عدد من المؤرخين عن تلك الفترة، حصرت عددهم بين 80 90 ألف جندى فقط، وبصرف النظر عن ذلك ليس مهما كم عدد من شارك بقدر أهمية أن دماء مصرية سالت بالفعل فى حرب لا دخل لهم فيها .زيارة المقابرويقول صبرى: دفعنى الفضول عند قراءة هذه المعلومات إلى زيارة مقابر دول الكومنولث وبالفعل وجدت أسماء جنود مصريين محفورة على مقابر عدة دول أوروبية مكتوب عليها: «إنا لله وإنا إليه راجعون، الحرب العالمية الأولى، الجيش المصرى، اسم الجندى ورقم فرقته وموعد الدفن»، ويضيف صبرى: وقتها بكيت بشدة لأن من الصعب أن يموت أهلنا فى أرض غير أرضهم وبلاد غير بلدهم.. ووسط أناس لا يعرفونهم فتظل مقابرهم مهجورة ولا يتذكرهم أحد حتى بقراءة الفاتحة، التى رددتها فى كل مرة أدخل فيها مقابر جديدة لشهدائنا.1917 هو العام الذى دفن فيه أغلب الجنود فى مقابر أوروبا أثناء الحرب العالمية الأولى، وكان وقتها النفوذ الإنجليزى يفرض نفسه على مصر منذ إعلان الحرب العالمية الأولى فى عام 1914، والذى أصبحت فيه إنجلترا الحاكم الحقيقى للبلاد بعدما أعلنت الحماية على مصر، وجاءت هذه الحرب فرصة لعزل كل من يعارضها فى سياستها وعلى رأسهم الخديو عباس حلمى الثانى، وعينت حسين كامل بدلا منه ومنحته لقب سلطان البلاد فى إشارة منها لإنهاء تبعية مصر إلى الدولة العثمانية التى كانت ضدها فى الحرب، وتولى وقتها حسين رشدى باشا رئاسة الوزراء.الدكتورة لطيفة سالم قالت إن بريطانيا سعت إلى تدعيم موقعها فى مصر بشتى الطرق، لتكون معسكر لقواتها، نظرا لموقع مصر المتميز بين الشرق والغرب، وهو ما دفعها لإعلان الأحكام العرفية ولتكوين جيش من الجنود المصريين وكذلك الرديف، أو هو عبارة عن فرق تشكلت من الجمَّالة والعمال الذين تولوا مهمة بناء الجسور وحفر الآبار فى العديد من الأماكن منها شرق السويس ودول الشام ومنطقة السلوم وليبيا والسودان، وفرنسا اليونان، وحسب كلام الدكتوره لطيفة سالم فى كتابها «مصر والحرب العالمية الأولى» الذى يعد من المراجع القليلة التى تحدثت عن استعانة بريطانيا بالمصريين فى حربها ضد دول المحور، فإن الجيش المصرى كان له مجهوداته فى رجحان كفة إنجلترا وحلفائها، وليس الجيش فقط، وإنما كذلك الرديف.تلك المعلومات دفعت الدكتور أشرف صبرى إلى الذهاب إلى هيئة الكومنولث، وهى الهيئة التى تشرف على مقابر ضحايا الحروب فى العالم وتختص بالحفاظ عليها وصيانتها؛ كما تحتفظ بأسماء جميع الجنود التى تحتويهم هذه المقابر فى سجلات رسمية، هناك استطاع الحصول على الوثائق الخاصة بأسماء الشهداء المصريين مدفونين فى المقابر الأوروبية مدون فيها الأسماء بوضوح، والفيلق الذى ينتمى إليه الشهيد، واسم المقبرة، ومكانها بدقة، وتاريخ الاستشهاد، مع ملاحظة أن كل هذه البيانات مدونة على تلك المقابر فى هذه البلدان الأوروبية.و على الرغم من أهمية ما حصل عليه صبرى فإن مسؤولا مصريا لم يحرك ساكنا، ولم يقشعر بدنه عندما رأى بنفسه أسماء الشهداء، وهو ما أصابه بالإحباط، خاصة بعد أن قدم مستنداته إلى البرلمان المصرى فى عام 2009، وعقدت من أجله لجنة برئاسة الدكتور مصطفى الفقى حضرها مندوبون من وزارة الخارجية، ووزارة التعاون الدولى، ولجنة السياسات بالحزب الوطنى، وعدد من نواب مجلس الشعب.مستندات حبيسةظلت المستندات حبيسة الأدراج ولم يمنحها أحد منهم الاهتمام المطلوب، ويقول أشرف «كله اترمى فى الزبالة وما حدش سأل فى شهداءنا الموجودين هناك».قد يظن البعض أن إثارة قضية كهذه بعد كل تلك السنوات أمر بلا جدوى.. لأن هؤلاء الجنود أصبحوا مجرد رفات.. لكن يظل هناك سؤال مهم نستطيع من خلال الإجابة أن نرد لهؤلاء الشهداء جزءا بسيطا من حقهم، ألا وهو: هل يحق لمصر أن تطالب بعمل نصب تذكارى لشهدائها كما هو الحال بالنسبة للذين شاركوا فى الحروب من دول عدة وتم تخليد ذكراهم؟ معتز عامر المستشار بقسم المنازعات الخارجية بهيئة قضايا الدولة، جاءت إجابته لتؤكد أن مصر وأسر هؤلاء الشهداء لديها الحق فى المطالبة بالتعويض المناسب سواء ماديا أو معنويا قائلا
: «لابد من تكريم هؤلاء الجنود الذين فقدوا أروحهم بدون ذنب وعمل نصب تذكارى لهم ومحاولة تعويض أهلهم بالشكل المناسب»، معتز بادر بتقديم مذكرة إلى المستشار محمد الشيخ رئيس هيئة قضايا الدولة جاء فيها: «أن شهداء الجيش المصرى الذين استشهدوا فى أوروبا أثناء الحرب العالمية الأولى والمدفونين حاليا بمقابر فى بلغاريا بلجيكا وفرنسا، واليونان ، وأنه يحق لمصر ولأسر هؤلاء الشهداء المطالبة بالتعويضات المناسبة»، منتقدا عدم تحرك الأنظمة السابقة التى لم تسع للمطالبة بهذا الحق، وعلى رأسهم نظام الرئيس السابق محمد حسنى مبارك الذى قدم الدكتور أشرف صبرى لهم وثائق الكومنولث التى تضم أسماء الشهداء ولم تقم بعمل شىء من أجلها، .
المحامى خالد أبوبكر يؤكد أن حق أى من ورثة الشهداء هو حق أصيل وقائم، ويستطيع أن يتقدم أمام القضاء الأوروبى ويطلب من القاضى مباشرة التعويض المناسب لنتيجة الضرر الذى وقع فيه، كما يحق له التقدم للمحكمة الجنائية الأوروبية، ولكن بشرط رفض الدولة صاحبة المظلمة الاستجابة له واستنفاذه كل الإجراءات.ويعد تأريخ الواقعة وإثبات المسؤولية الجنائية فى أن أسباب الوفاة كانت نتيجة لتصرفات هذه الدول وحروبها الاستعمارية، من أهم الأسباب التى يراها أبوبكر والتى تمكن الورثة الحق فى التقدم بدعوى أمام قضاء الدولة، طالبين فيها إثبات الضرر أولا ثم التعويض عنه، خاصة أن هذه جرائم لا تسقط بالتقادم، ولو اقتنعت بقوة الأدلة فسأكون فى الفريق المطالب بالتعويضات.قسم المنازعات الخارجية بهيئة قضايا الدولة هى الجهة المختصة حسب كلام المستشار معتز عامر والمحامى خالد أبوبكر، للتحرك فى هاتين القضيتين معا، خاصة أن عام 2014 سيحتفل العالم أجمع بالذكرى المئوية الأولى للحرب العالمية الأولى، والتى سترفع فيها أعلام الدول التى شاركت فى الحرب، … تعليق الدكتوره لطيفه سالم تقول ان عدد المصريين الذين اشتركوا في الحروب في اوروبا حوالي مليون و 200 مصري وبعض المؤرخين يقولون حوالي 80 الى 90 الف جندي مصري اشتركوا في صراعات لا ناقه ولا جمل فيها لمصر الله يرحمهم جميعا.. الاستاذ خالد ابو بكر المحامي يقول ان اهالي هؤلاء الشهداء من حقهم رفع قضايا امام المحاكم الاوروبيه يا استاذ خالد اتكلم كلام واقعي اهالي هؤلاء الشهداء ناس بسطاء على باب الله كيف يستطيعون الوصول الى اوروبا ورفع قضايا وتوكيل المحامين عنهم شيء مش منطقي من سيادتك فين الدوله لماذا لم يطالب نظام مبارك بحقوق هؤلاء الشهداء النظام السياسي ايامها لم يطالب بذلك خوفا من اساءه العلاقات بين البلدين يعني يشتروا خاطر بريطانيا ويضحوا بالاف الشهداء وكما حدث في الطائره المصريه التي سقطت فوق الاراضي الامريكيه طائره المرحوم جميل البطوطي لم تطالب الدوله بتعويضات عن هؤلاء الضحايا
رابط التحميل
https://drive.google.com/file/d/1YZV4RscglElinQUtoyDQhIR2CEh9-ybs/view?usp=sharing