
١١:٢٧ ١٦-٠٢-٢٠٢٥

رفعت رشاد
- لا يعيش الاستعمار الغربى بدون عدو يحاربه. متعة الاستعماريين فى صنع العدو والقضاء عليه. بعد انهيار الاتحاد السوفييتى بفعل فاعل وجد الاستعماريون أنهم صاروا بدون عدو، فخرج منظروهم ليخلقوا عدوا جديدا هو الإسلام. احتلت أمريكا أفغانستان والعراق وبذرت قواعدها فى مناطق الشرق الأوسط لتحزيم المنطقة طمعا فى ثرواتها وسعيا للسيطرة عليها وعلى الممرات البحرية الاستراتيجية، البحر الأحمر والخليج العربى وغيرها.
يجيد الاستعماريون شيطنة الآخر من الوطنيين الأحرار فى بلادهم، فهذا النوع من القيادات لا يروق لهم. فعلوا ذلك مع كل من عارض مخططاتهم ودافع عن بلاده. لم يفرقوا فى سبيل تحقيق أهدافهم بين حاكم وآخر، فالمهم ألا يعارض أحد الغرب الاستعماري. يستخدمون فى ذلك آلتهم الإعلامية الضخمة التى لا يدانيها إعلام فى أى دول أخرى، يطلقون على الحاكم أو الزعيم المراد شيطنته كل ما يجعله شيطانا أمام الرأى العام العالمى والمحلى فى بلادهم.
عندما اتجه الزعيم جمال عبد الناصر لبناء مشروع السد العالى لتحقيق التنمية فى مصر أرادت أمريكا أن تضمن ولاءه وخضوعه لمصالحها فى المنطقة، منعت عنه قروض البنك الدولى الذى تسيطر عليه ومعها أذنابها الاستعمارية الغربية. لم يستسلم ناصر وقام بضربته المدوية، أمم قناة السويس الشركة الاستعمارية المزروعة فى بلادنا وصارت القناة حقا وملكا لأصحابها الأصليين. لكن الاستعمار لم يسكت، كان العدوان الثلاثى وكانت العقوبات الأمريكية.
فى مواجهة قوة الاستعمار العاتية وقف الشعب المصرى خلف قائده وزعيمه، قام الفدائيون يقودهم ضباط الجيش وأعضاء مجلس قيادة الثورة بمواجهة العدو فى مدن القناة.
استطاع ناصر حشد دول العالم فى المعسكر الشرقى وفى العالم الثالث وكسب الرأى العام العالمى وانتهى العدوان بخروج مذل لقوات إنجلترا وفرنسا وإسرائيل، لكن استمر العداء مع أمريكا لأنها لا تتوانى عن مساندة إسرائيل فى مقابل الحق العربى الشرعى للشعب الفلسطينى. لكن سجل التاريخ نصر مصر وقائدها فى 1956، والآن فى 2025 يبحثون عن مسألة وعن قائد ليمارسوا لعبتهم الكريهة.
مازالت أمريكا وأذنابها يقومون بنفس الدور.