الرئيسية / أخــبار / سوريا : “غزوة الساحل”… لولادة إسرائيل الكبرى!

سوريا : “غزوة الساحل”… لولادة إسرائيل الكبرى!

،عناصر من الجيش السوري الجديد يتنقلون بين طرطوس واللاذقية في 7 مارس/آذار 2025


د. نسيب حطيط
يقع أغلب الناس في فخ الإلتباس والفهم الخاطئ والمنقوص ،لغزوة التكفيريين للساحل السوري ويظنون أنها معركة ضد “العلويين الكفّار” أو مطاردة “فلول النظام”، والحقيقة إنها معركة من معارك مشروع “إسرائيل الكبرى” التي يديرها التحالف “الأميركيالإسرائيليالتركي” لتفتيت سوريا وتقسيمها ومنع قيام دولة مركزية فيها وفق المصطلح القانوني للدولة.
إن النتائج الأولى “لغزوة للساحل” والتي ستؤسس للمرحلة القادمة في الداخل السوري وعلى المستوى الاقليمي وفق التالي:

  • سقوط خدعة تحوّل “جبهة تحرير الشام”-النُصرة من جماعة تكفيرية إلى سلطة تحكمها مفاهيم وموجبات الدولة.
  • نفي وجود جيش وطني سوري، بمفهوم الجيوش التابعة للدول وانما فصائل تكفيرية متعدّدة الأمراء والقادة من السوريين والاوزبك والشيشان والطاجيك والإيغور الصينين وغيرهم والتي تتصرف وفق أوامر أمرائها وقناعاتها وعقائدها.
    -تنفيذ أحكام “الردة” وقتل من تفترضهم الجماعات التكفيرية “كفاراً” وفي حال نجاحها سيتكرر الأمر مع الدروز “الكفار” والمسيحيين “المشركين” والشيعة” الكفار”!
  • بدء حراك مسلّح معارض، للسلطة الجديدة بعد مائة يوم فقط وسيتوسّع بسبب تجاوزاتها وإرهابها وخداعها ومع إنه انطلق من المناطق العلوية، لرفع المظلومية ومنع الإرهاب والتجاوزات بعد إعلانهم التأييد للسلطة الجديدة وتسليمهم السلاح، فكانوا ضحايا تصديق الوعود.
    إن ما جرى في الساحل من مجازر ،طالت العلويين والشيعة والمسيحيين والسنّة الذين عارضوا هذه الأعمال أم أنهم قُتلوا بالخطأ ،نتيجة عدم معرفة التكفيريين الأجانب بهم وعدم قدرتهم على التمييز بين “السنّي والعلوي” لإعتقادهم ان الساحل منطقة “للعلويين” ولا يعرفون ان فيها ثلاثة ملايين سوري “سنّي”استضافتهم المنطقة طوال الحرب في سوريا، بالإضافة” للسنّة” المقيمين أصلاً ،مما أخاف بقية السوريين خاصة الدروز والمسيحيين والسنّة المعارضين.
    ان غزوة التكفيريين للساحل تهدف الى ما يلي:
  • الضغط على “العلويين” ووضعهم بين خيارين ،إما الإبادة الجماعية والتهجير أو قبول الحماية الإسرائيلية كما هو الحال في المناطق الدرزية، مما يثبت السيطرة الإسرائيلية المباشرة على سوريا دون الحاجة، لإرسال قوات إسرائيلية لا تستطيع اسرائيل تأمينها.
  • بدء الفتنة المذهبية والحرب الأهلية السورية، حيث لا يمكن القضاء على المعارضة العلوية والتي ليست “فلول النظام” بل للدفاع عن النفس والعقيدة وتاريخ جبال العلويين يؤكد استحالة القضاء على المقاومين للمشروع التكفيري مما سيؤدي لإستنزاف الشعب السوري في حرب أهلية جديدة.
  • إطباق الحصار على المقاومة في لبنان من الشمال ومنع إمكانية استعادة “الممر الآمن “لإمداد المقاومة في حال استطاع “العلويون” السيطرة على مناطقهم وطرد “النصرة والجماعات التكفيرية” منها وبالتالي إفلات المقاومة من مشروع الحصار الأميركي-الإسرائيلي-العربي وإفشال مشروع الفتنة الداخلية في لبنان، بقطع “حبل السرة” بين طرابلس والداخل السوري وهي الساحة المهيأة ،لإشعال الفتنة العلوية_السنية ثم الفتنة الشيعية مع النازحين السوريين، بسبب استحالة الفتنة بين السُنّة والشيعة اللبنانيين.
    إن المجازر التي ترتكبها السلطة وجماعاتها التكفيرية في الساحل والإسراف في القتل والنهب وإحراق البيوت، فقتلوا حوالي 2000 علوياً وشيعياً ومسيحياً في يومين(بمعدّل 1000 شهيد في اليوم) وآلاف المخطوفين المجهولي المصير-ربما قُتلوا-(كما نشرت وسائل الإعلام) بينما قتلت إسرائيل 40 ألف فلسطيني في غزة على مدى 400 يوماً (بمعدّل 100 شهيد في اليوم) وقتلت في لبنان 6000 لبناني في 66 يوماً،(100شهيد في اليوم) مما أحرج رعاة “التكفيريين” وأرهب وأخاف السوريين، خاصة الدروز والمسيحيين لدفعهم للإحتماء بالخارج وسيستيقظ أهل السنّة في سوريا ومعظمهم غير متطرف ولا يؤمن بالتكفير وينتمي إلى المشروع القومي المقاوم مما سيضعف جبهه النصرة ويعرّيها من لباسها الرسمي المخادع ويُسقط مشروعها لتحويل سوريا من دولة الى “إمارة إدلب الكبرى”.
    إن سقوط الساحل السوري بيد الجماعات التكفيرية سيجعل إسرائيل على حدود العراق ويحقق اسرائيل الكبرى وإنْ استطاعت قوى المعارضة تحرير الساحل فإن مشروع المقاومة للأمة يستعيد زمام المبادرة، لأن معركة الساحل ليست معركة العلويين بل معركة المقاومين ضد المشروع الأمريكي وإنقاذ سوريا من أيدي التكفيريين وإسرائيل وإن حاولت تصويرها، بأنها فلول النظام او العلويين الكفّار!
    إن معركة الساحل، ليست معركة ضد العلويين فقط وإنما معركة ضد لبنان والعراق وفلسطين والأهم أنها معركة السوريين الوطنيين ومعركة الإسلام القرآني ضد الإسلام التكفيري الذي صنعته بريطانيا وأميركا، لتهديم الإسلام الحنيف.
    معركة الساحل…بداية سقوط “دولة الجولاني”…التي تفوّقت على العدو بالإسراف بالقتل والتوحّش.!

عن admin

شاهد أيضاً

“ذا إنترسبت”: ترامب يستهدف الطلاب المسلمين والأفارقة والآسيويين بالترحيل

في الولايات المتحدة، يتم إلغاء تأشيرات الطلاب من الدول ذات الأغلبية المسلمة وكذلك من آسيا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *