
افتتاح مصنع للغزل و النسيح بسوريا خلال الوحدة سنة 1959
Kamal Khalaf Al-tawil
١ س ·
توضيحات تاريخية سورية
المحامي فواز الخوجة معلّقاً، أدناه، على مقابلة بودكاست للدكتور سامي مبيض مع موقع سعودي.
بين الأقواس تصحيحات لي على تعليقه ؛ أضيف اليها:
أن ما ذكره د. مبيض عن تأميمات ٦١ بأنها شملت ٧٥ شركة، غير صحيح ؛ فما أُمم ١٠٠٪ كانت المصارف وشركات التأمين و٣ شركات صناعية ،،، وما أُمم ٥٠٪ كانت ١٥ شركة ،،، وما حُددت فيها ملكية الفرد من الأسهم ب١٠٠ ألف ل.س كانت ١٢ شركة ؛ أي المجموع لا يصل إلى أربعين.
صحيح أن ليست هناك ملفات مصرية حول لجنة البعث العسكرية، في القاهرة، لكن ذلك لا ينفي وجودها، والذي بدأ مطلع ١٩٦٠ إثر طلاق عبد الناصر والبعث، نهاية ٥٩، وكانت بغيتها لا حماية نظام الوحدة، وإلا لكان ذلك بعلم سلطاته، وإنما للحفاظ على رابطة البعث بين ضباطه “المبعدين” إلى اقليم الجنوب، غيظاً من حلّ قادة الحزب له استجابةً لرغبة عبد الناصر.. انفرط عقد التشكيل الأول للجنة بنقل أربعة من خمسة مؤسسين لها إلى الخارجية، لا لبعثيتهم فحسب بل لإبدائهم انتقادات علنية وهم في الخدمة، فقام الخامس الباقي، محمد عمران، بتأسيس لجنة جديدة برئاسته وضمت ستة غيره.. أما أن الأرشيف السوري حفل بنصوص حول تشكّل اللجنة، من عدمه، فغير معلوم بعد
إسم رئيس ديوان الرئاسة العراقي – وليس مدير مكتب الرئيس -، الذي نسيه د. مبيض، هو عدنان الحمداني
رواية أن صدام تحدث لربع ساعة فقط بينما تحدّث الأسد لاحد عشر وثلاثة أرباع الساعة، في قمة الجفر/نيسان ٨٧، أزعومة (من كاتبها) عصيّة على التصديق
**** سبق لي أن علّقت على كتاب د. سامي مبيض حول عبد الناصر والتأميم – أدناه -، وأعتبر أن تصدّيه لدور محامي الرأسمالية القديمة، والمغير على من خاصمها، متسّق مع رأيه وهواه.. لكن الانحياز، وهو حقّه، لا يُذهب ضرورة الموضوعية.. خصوصاً وقد أنبأنا بأن قناة سعودية قد وفّرت له منصةً يتناول منها تاريخ سوريا الحديث؛ ما اقتضى مزيداً من الالمام بما يحب وبما يكره، وبموضوعية.. على انحيازه
………………….
المحامي فواز بهاء الدين الخوجة … فرع محامي دمشق
الدكتور المؤرخ سامي المبيض
سمعت وشاهدت مقابلتك وحضرتها كاملة. من حقك دكتور أن لا تحب عبد الناصر. عبد الناصر ليس معصوماً، وهو أضحى جزءاً من تاريخ، ولكن عندما تحدثت حضرتك عما جرى في 8 آذار فهناك ملاحظات لم يكن يجب أن تختفي عنك: فخالد العظم لجأ الى السفارة التركية فوراً، أما قائد قوى الامن الداخلي، العميد مطيع السمان، فقد التجأ الى السفارة السعودية رغم تعهده، قبل أيام، أمام رئيس الجمهورية بالتصدي لأي محاولة انقلاب. وباقي الضباط انتظروا مصيرهم. اضافةًً وللعلم، فأهم صحيفة بقيت ولم تغلق، عدا البعث، هي صحيفة بردى، وهي من نشرت قرارات العزل المدني. وللعلم فالعزل المدني تم على دفعتين.. ثم:
أولاً، عندما قام انقلاب 8 اذار لم يستلم حافظ الاسد قيادة القوى الجوية، بل تسلّم قيادة مطار الضمير. وانقلاب آذار قامت به ثلاثة كيانات: _ جماعة زياد الحريري، والتي لم يكن لها أي ولاء سوى لشخصه، وقام بالانقلاب نتيجة قرار ارساله ملحقاً عسكرياً الى الجزائر (بالأحرى إلى العراق). _ الضباط الناصريين بقيادة جاسم علوان ورائف المعري (الأدق، راشد القطيني ومحمد الصوفي؛ وما قصده الخوجة هو انقلاب ١٨ تموز الفاشل)، وكان من أهم أسباب فشلهم سعيهم للمناصب العليا وإهمالهم القاعدة العسكرية. _ كتلة البعث، المؤلفة من الضباط الصغار (أضف أن معظمهم مسرّحون استدعوا للخدمة العاملة)، وكان أعلاهم رتبةً المقدم محمد عمران، والذي استدعى [الأدق، أن عمران وكل البعثيين المسرّحين – بل وضباط الاحتياط منهم – استدعوا] الرائد صلاح جديد وسلّمه منصب مدير (الأصح نائب مدير: كان غسان حداد, ثم أصبح مديرها في مايو) ادارة شؤون الضباط، وكانت الكتلة الأكثر تنظيماً وانضباطاً.
ثانياً، لم تتحدث عن أن حافظ الأسد كان برتبة النقيب، ورفّع في 9 آذار الى رائد، ورفّع في أواخر 1963 الى مقدم، وأخيرا وفي عام 1964 رفّع الى لواء، وهنا أضحى قائداً للطيران. وفي 23 شباط 1966 رفّع الى فريق (لا، هو رفّع إلى فريق في ١ تموز ١٩٦٨) وأضحى وزيراً للدفاع وقائداً للقوى الجوية والدفاع الجوي (الأدق، احتفظ بالأخير).
ثالثاً، من هدده حافظ الأسد ليس اللواء وديع مقعبري، والذي لم يتصدى للانقلاب، بل العقيد هيثم المهايني قائد قاعدة الضمير الذي هدد الانقلابيين بالقصف. ولكن للأسف تخاذَل ضباط نظام الانفصال مما أدى إلى تسليمه القاعدة للنقيب حافظ الأسد.
رابعاً، عذراً منك دكتور؛ الوحدة لا تتم بين دولة وشخص بل تتم بين دولتين، لذلك كانت الوحدة بين مصر وسورية، وليست مع عبد الناصر.
خامساً، عين لؤي الأتاسي رئيساً لمجلس قيادة الثورة، ليس لانه الأكبر سناً، بل لانه الأعلى رتبةً (لا، بل لأنه، سواء للبعث أم للحريري، كان الأقلّ ناصريةً منهما)، فقد كان برتبة العميد ورفّع فورا الى رتبة الفريق، ورفّع قائد الانقلاب الحقيقي (الأبرز، وليس الأوحد) زياد الحريري من العقيد الى اللواء وأضحى رئيس الأركان.
سادساً، ما جرى في 18 تموز 1963 لم تكن أمينا في روايته؛ نعم محاولة الانقلاب جرت بقيادة جاسم علوان، ولكنك تجاهلت أن تنظيم جاسم علوان كان مخترقاُ من قبل صلاح جديد، وعن طريق ابن ضيعته محمد نبهان (رواية غير مسنَدة، فضلاً عن أن نبهان من شرق حماة لا من ريف جبلة)، ما أدى الى مجزرة في ساحة الأمويين نتيجة كمين قوات أمين الحافظ، وأبيدت يومها كتيبة الفدائيين (الفلسطينيين)، والقتلى كانوا بالعشرات في الساحة والشوارع المجاورة.
سابعاً، الفريق لؤي الاتاسي لم يكن ناصريا بل كان مؤمناً بالوحدة؛ وإن كان كل مؤمن بالوحدة ناصرياً فلا بأس. ولكنه استقال من منصبه ليس لرفضه التوقيع على قرارات الاعدام (فحسب) بل احتجاجاً على الاعدامات الميدانية الفورية، وتم اعدام 36 (لا، هم ٢٢) ضابط، وعلى رأسهم العقيد هشام شبيب، قائد سلاح الاشارة، والذي أعدمه سليم حاطوم في مكتبه، وبحري كلش، وأعدم ايضا بيد سليم حاطوم.
ثامناً، يوم 18 تموز، كان اللواء أمين الحافظ وزيرا للداخلية ورئيساً للاركان (منذ اقالة زياد الحريري في ٨ تموز، وكذا من وزير الدفاع، فتولّاها الحافظ أيضاً) والحاكم العرفي، وبعدها أضحى رئيس مجلس قيادة الثورة.
عذرا دكتور، هذا للأمانة التاريخية.
………………… ….
تعليقي على كتاب د. سامي مبيض: عبد الناصر والتأميم
أهداني د. سامي مبيض مؤخراً كتابه: عبد الناصر والتأميم .. كان قد تكرم قبل أزيد من سنة وأطلعني على أجزاء من ملزمة الكتاب الأولية, وأبديت بضعة ملاحظات عليها
أول مأخذ لي على الكتاب أنه خالٍ من نصوص قرارات التأميم المتعددة: تموز 61 .. مايو 63 .. نيسان 64 .. ويناير 65 ؛ ناهيك بغياب مراسيم إلغاء التأميمات في شباط 62, وإعادة التأميمات في مايو 62 ؛؛ وإن كان لطبعة أو طبعات قادمة أن ترى النور, فتنصيص تلك القرارات ضرورة
السمة الواسمة للكتاب أنه بيان ثأر الرأسمالية السورية من “مؤمّميها”, بقلم الناطق الشرعي – وغير الوحيد – لها, صديقنا المبيض, ولا تثريب عليه في ذلك .. طالما لبيانه تبيان
لي جملة ملاحظات:
ص15 (لعبدالله الخاني): لا يليق بأحد سرد حواديت لا أساس لها من واقع: أن عزت الطرابلسي منع عبد الناصر من نقل الذهب السوري الى مصر!! الله!! يعني لو صحتّ الحدوتة, فهل يستطيع الطرابلسي أو سواه أن “يمنع”؟ ومن ؟ عبد الناصر؟؟ بعض من تواضع رجاءً! .. ثم يمضي ليكذّب السراج في واقعة محاولة رشوة الملك سعود له, في شباط 58 .. ولو يادكتور عبدالله ؟ أتكذّب التاريخ وشخوصه ووقائعه, لكون سعود وآله من أحبابك، أو لكون السراج من أخصامك؟؟ ولو!
ص27: شكري القوتلي مُنح قلادة النيل ومنح صبري العسلي قلادة الجمهورية, في شباط 58 .. والحديث عن تنازل دمشق للقاهرة كعاصمة غير واقعي البتة ؛؛ في المقابل, ما كان واجباً هو أن تكون دمشق عاصمة رديفة لشهور ثلاثة أو أربعة من العام .. وأنا غير واثق من عدم السماح للمصارف السورية بالعمل في مصر ومن عدم الاعتراف بشهادة الطب السورية: هذه النقاط تحتاج توثيقاً ؛ أما الغاء نشيد سوريا الوطني فأمر طبيعي, إذ ألغي المصري أيضاً, وتم تبني لحن “والله زمان ياسلاحي”, لكمال الطويل, نشيداً لجمهورية الوحدة .. ونفس القياس ينطبق على العلم
ص28: 17 نيسان 59 شهد عرضاً عسكرياً في دمشق .. بعدها اقتصر على استعراض شعبي, وعلى عرض عسكري واحد صباح 23 تموز في القاهرة
ص30: أذكر ان هشام عبدربه ومأمون تحسين, وربما آخرين, كانوا من حراس عبد الناصر في دمشق
ص31: لم يجرٍ أي بحث ولا أية مناقشة لموضوع التأميمات إلا في حزيران 61, وفي الاسكندرية, بين عبد الناصر وأعضاء مجلس الثورة القديم, وبعض الوزراء المصريين والسوريين .. قرارات التأميم/والحراسة للممتلكات البلجيكية صدرت في ديسمبر 60، وكان قد سبقها بقرابة عام تأميم بنكي مصر والأهلي: شباط 60
ص33: لم أفهم كيف أن الليرة السورية كانت أقوى من الجنيه المصري, فيما الدولار ساوى حوالي 4 ل.س, أما الجنيه فساوى قرابة 10 ل.س؟؟؟.. وأن حسني الصواف رفض توحيد النقد: هذا لا يحسب له بل عليه .. هو اشتغل وزيراً للاقتصاد لقرابة عام واحد: مطالع 60 الى مطالع 61, ثم انتقل حاكماً لمصرف سوريا المركزي, وخلفه – وزيراً للاقتصاد – أكرم ديري, أي قبل قرارات التأميم بشهور … وصحيح أنه, من هذا الموقع الجديد, قد اعترض على قرارات التأميم
ص34: غير منطقي أن عبد الناصر قد حاجج حسني الصواف بالقول إن التأميم سيجلب استثمارات من الدول الشيوعية … نمط التعامل مع هذه الدول هو قروض وخبرة, لا استثمارات
ص37: من ذُوب بالأسيد هو فرج الله الحلو, وفقط .. لا أحد سواه
ص39: لم يستقلّ السراج سفينةً من بيروت الى القاهرة, بل طائرة شركة الطيران العربية المتحدة … ثم هو زاول السياسة في القاهرة لقرابة أعوام خمسة, مكلفاً بالملفين السوري والعراقي, شراكةً مع عبد الحكيم عامر. فقط في ايلول 66, استنتج السراج أن عبد الناصر انتوى انتهاج مقاربة جديدة لسوريا, سمتها التقارب مع النيو- بعث, فطلب إعفاءه من العمل السياسي, وزاوج ذلك برفض ان يعامل كلاجئ سياسي, وأنه لذلك يريد وظيفة حكومية يعيش منها, فعُين – في يناير 67 – رئيساً للمؤسسة العامة للتأمين والادخار, وأمضى عشرين عاماً في منصبه, وخرج الى المعاش مطلع 87 … ثم ان النحلاوي يهرف بما لا يعرف: السراج وكحالة وحومد وكل الوزراء العسكريين السوريين استشيروا في مسألة التأميمات
ص66: تنهمر الحواديت ثانيةً: محاولة هدم قلعة دمشق, ورفض اقامة تمثال ليوسف العظمة .. أشك بهما وتحتاجان توثيقاً ؛؛ يأتي في البال ما أذكره جيداً من إعلامِ، ما يدعوه الصديق جمال باروت، “نظام الجمهورية الملعونة: الانفصال”
ص68: لا أذكر أن خروتشيف قد أشار في مذكراته السِفرية الى واقعة تحذيرٍ ارسله لعبد الناصر بخصوص التعامل عسكرياً مع انقلاب الانفصال .. هو لم يكن سعيداً بالوحدة – ومذكراته صريحة في هذا المفاد – لكن ليس غير
ص88-90: لم يصدر في مايو 63 إلا قرار تأميم المصارف (واستبدل حسني الصواف بنورالله نورالله, حاكماً للمصرف المركزي) .. ما صدر في نيسان 64, كانت قرارات تأميم لعدد محدود من الشركات – كثيرها جزئي: 25% -. المذكور في هذه الصفحات يتناسب أكثر مع قرارات تأميم يناير 65 الواسعة
ص93: أذكر أن اسم حمى السراج هو علي زلفو, وحدوتة إجبار السراج لهاني الجلاد على قبول ايجار منخفض من حماه لا تستقيم, فزلفو كان أكثر من ميسور
ص198: أشك في معلومة أمين دياب ان الخماسية كانت توزع 25% من أرباحها على عمالها .. أحسب انه يحاول ان يبزّ قرار التأميم, الذي نصّ على ذلك, بالقول اننا كنّا لذلك فاعلين
ص255: لم يكن في بال عبد الناصر تأميم شركات في مطالع 59, ولذا فقد شجع الرأسمالية المنتجة على الاستثمار وقتها .. ومن هنا حديثه الايجابي مع الدبس ومع صائم الدهر, بل وافتتاحه مصنع الأول (أبناء الدبس والنوري كانوا معي في ابتدائية نموذجية خاصة) .. أما نكتة أن عبد الناصر قد أضمر شراً لصائم الدهر لمّا رأى الملاعق الذهبية على مائدته فتصلح للحواديت لا لسواها .. لم يكن موقفه من الرأسمالية, بعجره وبجره, إلا وفق نواظم ثلاثة: ضرورة تنمية, فضرورة عدل, فضرورة أمن .. وليست المسألة انتقاماً طبقياً
ص301-303: أنا أتحرّج من الاستزادة في موضوعة لطفي الحفار؛ يكفي أن أقول ان اصطفافه السياسي: حلف بغداد والغرب, “استلزم مستلزمات مالية”, وفق تحقيقات العسكر السوري أنفسهم (“المؤامرة الكبرى”/56, وستون – كاسن – الدندشي/57), لا مخابرات عبد الناصر .. الأخير أغلق ملفّ ملاحقته. لا ينفع هنا استنكار عاطفي مكذِّب من دون برهان. ثم ان النحلاوي أعاده من السجن الى منزله مطالع 62, لا 61
- جيدٌ أن حوى الكتاب نصوصاً مضادة, كمقتطف دالٍ من خطاب عبد الناصر في شباط 62 .. برغم عدم اشتماله على الحيز الذي تحدث فيه عن اقتراض الشركات من البنوك, ثم زعمها تحقيق خسارات, فيما أرباحها تُهرّب الى الخارج
** عموماً, فكل ما اقتضى الأمر تأميمه سورياً – عندي – كانت المصارف وشركات التأمين, وبنسبة النصف فقط
Kamal Khalaf Al-tawil
@highlight