أحمد بهاء الدين
نشر مقال « موتوا بغيظكم « الذى واجه به حملة جريدة « الوفد « التى استمرت 16 يوما ضد جمال عبد الناصر فى الذكرى 20 لنكسة 1967 ، فكتب فى عموده اليومى الشهير» يوميات « « بالأهرام « يقول :
« سنذهب جميعا الى القبور، وسيأخذ كل رجل من رجال تاريخنا حجمه الطبيعى بعد أن تختفى أجيالنا التى تحركها الأهواء والأحقاد والميول المتباينة فى شتى الجهات ، وسيبقى اسم جمال عبد الناصر علامة فى تاريخ مصر والأمة العربية وثلاث قارات من العالم ، علامة لم يسبقه إليها عربى مصرى منذ قرون ، وستبقى ثورة 23 يوليو بخيرها وشرها ككل ثورة علامة ناصعة فى تاريخ كل المستضعفين فى الأرض شعوبا ودولا.. قولوا ألف مرة إن عبد الناصر كافر وانه زنديق ! وانه عسكرى زنيم وان اليهود تولوا تربيته فى حى السكاكينى صبيا واجروا له غسيل مخ فى الفالوجا ضابطا وان الامريكان تسلموه من اسرائيل ليحكم مصر باسمهم ..نعم هذا ماينص عليه التاريخ الذى يكتب الآن وفى هذه الأيام ، سنذهب جميعا ويأخذ كل واحد حجمه الحقيقى بعد سنة أو مائة سنة.. الذين يكتبون عن 5 يونيو بابتهاج شديد ! يزرفون دموع التماسيح على القتلى والجرحى ذلك انهم شربوا شمبانيا يوم غزو الإنجليز لمصر سنة 1956 ثم خاب ظنهم حتى حققت لهم 67 الأمل ، وهم يعتبرونه انتصارا لهم ، الذين يتاجرون بدم الشهداء ويكذبون على الأموات ويتهمونهم بالخيانة انهم لايرون مأساة
تناقضاتهم التى يسخر منها ابسط الناس ، ساعة يقولون إن كل واحد بطل وكان له فضل 23 يوليو ماعدا جمال عبد الناصر، وبعد سطور .. جمال عبد الناصر هو المسئول عن كل شىء فى نفس الصفحة ، هو جبان مذعور وهو وحش كاسر !!
عبد الناصر لم يترك لكم اهرامات ومعابد تبقى بلا بشر، انما ترك لكم سدا عاليا وكهرباء ومصانع كلها كائنات حية تحتاج الى مجهود متواصل ورعاية تجدد وتوسع ، تركها لكم ومات فهو ليس مسئولا عن الاهمال والهدم والتسيب بل والتدمير المتعمد الذى اوصلنا الى هذا الحال، ترك مصر فى حالة حرب ولكنها تبنى مجمع الألومنيوم فى نفس الوقت وديونها أقل من ألف مليون دولار والآن وبعد وفاته بهذا العمر من السنين كم بلغت الديون المصرية ؟.. لقد أخذ عبد الناصر من القادر وأعطى غير القادر، الآن يأخذ القادر ملايين الدولارات ويهرب مكرما الى أوروبا».