عادل حسين
باحث مصري، صدر له سنة 1981 “الاقتصاد المصري من الاستقلال إلى التبعية 1974 ـ 1979” في مجلدين، وله مقالات ودراسات في عدد من الدوريات العربية.
من الكتاب
أول موازنه لمصر عام 1974 بعد حرب 1973 تحقق فيها فائض سببه كما أورد صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للانشاء والتعمير
1 وجود قطاع عام قوي وقادر قام بسد احتياجات الشعب .
2 الدعم العربي لمصر .
3 تنازل روسيا عن دينها العسكري .
منشور في كتاب عادل حسين الاقتصاد المصري من الاستقلال التبعيه . صور التقارير.
محمد حسين يونس
– 2024 / 5 / 9 – 09:18
في زمن ما كان بهذا المكان .. رجال عقلاء .. درسوا و فهموا .. و عبروا ..و حذروا ..وضمنوا كتبا لا تزال طازجة….فكرا واعيا
لكن حديثهم تاه بين ضجيج دقات الطبول.و أصوات الابواق المرحبة باللواءات ..وتبخر و لم يدر به أحد من متخذى القرار و صانعي السياسات ..و لم يؤثر علي سير الأحداث ..و لم يتعلم منه المثقفون (الأميون ).. فتدهور بنا الحال إلي هذه الدرجة من البؤس و الإحباط .
من هؤلاء الرجال كان الأستاذ عادل حسين الذى كتب عام 1980 (( الإقتصاد المصرى من الإستقلال إلي التبعية 1974 – 1979 )) .. صدر عن دار المستقبل العربي عام 1982 ..ثم تحول إلي مخطوط أثرى ضمن عديد من المخطوطات التي قالت حقائق.. ثم ركنت في مكتباتنا تنتظر بائع الروبابيكيا بعد ذهابنا .
الكتاب بجزئيه تجاوز الألف صفحة .. و بصراحة كنت أود أن أقدمه للجيل الذى لم يعيش نكد فترة الإنفتاح التي كانت بداية مأساة الدخول إلي بحيرة الوحلة الاسنة المسماة بالإصلاح الإقتصادى … و التي رفعت قيمة الدولار بعد أربعة عقود من التدمير المتعمد لثروة البلد ليتضاعف عشر مرات و تصبح خمسون جنيها ..و تجعل الحياة مستحيلة علي أغلب ناس هذا المكان
ما حذر منه الأستاذ عادل حسين و افرد له جزء كبيرا من الكتاب كانت أثارالوقوع في خية ((الديون )).. التي لم تصل في زمنه لعشر معشار ما يجرى اليوم ..و لم تنفق بنفس البذخ الذى نراه يطل علينا من منشئات العلمين و العاصمة الإدارية الجديدة ..أو الإحتفالات ومواكب و سيارات و طائرات المسئولين.
كما أشار إلي مشكلتين تؤثران بالسلب علي الإقتصاد الوطني ..أولهما الإعتماد علي المساعدات الإقتصادية الموجهه غير البريئة سواء من امريكا أو أوروبا أو دول الخليج .
و الأخرى تأثير (( الأشقاء الثلاثة )) صندوق النقد و البنك الدولي ..و وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية (الإيد ).. و الروابط الوثيقة بين المؤسسات الثلاث في إستخدام المساعدات للتاثير علي السياسات العامة للبلدان المنكوبة .
هذه المؤسسات الثلاث .. كما ذكر المؤلف ..تلتزم بسرية تخفي خططها و أهداف معونتها عن من نكبوا بوجودها أو عدد مستخدمي الوكالة الذين يشرفون علي إدارة إقتصادهم.
و هو قد أشار بالتحديد إلي (( أولوية تنمية منطقة القناة ))وأن ((المساعدات العربية و الغربية موجهه كدعم لعملية السلام مع إسرائيل )) أى جعلها منطقة إستثمارات لا تسمح للسياسي بإتخاذ قرار الحرب دون أضرار جسيمة بمشروعاتها .
كذلك شرح بإستفاضة إسلوب (( الهجوم المخطط لتقويض الإستقلال)) .. وكأنه يقرأ الغيب فقد حكي عن ما تم تطبيقة بدقة منذ 2014 (( خطوة خطوة لسياسة متكاملة ، بيع الأحلام ، تسهيل الديون و تحصيل فوائدها ، مطالبات صندوق النقد الدولي من الحكومة ، فرض تصورات خاطئة للتنمية ، تدمير الزراعة و الصناعة ..و إستبدالها بمشروعات إستثمار مشتركة)) .. كان الباقي أن يشير إلي دور الإقتصاد الميرى ( العسكري ) في إدخال شركات أستثمار الخليج للسوق المصرى و مشاركتها . ..و لكن هذا كان ابعد من أقصي كوابيسة جنونا .
المؤلف يحكي عن الإستسلام الحكومي وإنشاء المجموعة الإستثمارية الأولي وتأثير ذلك علي السياسة الداخلية و الخارجية ..و يوضح حجم ((التغييرات الهيكلية و البنيوة التي تبعت تحقيق السلام الأمريكي الإسرائيلي ))وتأثير ذلك علي مجمل عناصر الإقتصاد .
في نهاية الكتاب يورد ما تعلمناه من كتاب (( بنوك وباشوات )) ..تاليف دافيد لاندز و ترجمة عبد العظيم أنيس ..
(( ولقد إمتلكت أوروبا أدوات فعالة للسيطرة بفضل قيادتها للثورة الصناعية الأولي و إمتد و تشعب نطاق علاقاتها بحيث تشكل نظام دولي بإتساع الكرة الأرضية يخضع لهيمنتها و شروطها أخذ أشكالا و صيغا مختلفة )) بمعني الإستعمار الكولوني العسكرى .. والهيمنة الإقتصادية .. و(( يمكننا أن نرصد تنامي نسق متميز لعلاقات التبعية في زمننا )) أى الإستعمار بدون جنود .. (( اصبح مركب الإلحاق و التبعية أكثر تعقيدا فالهيمنة المتنامية لقيم الحضارة الغربية و نظم التعليم و التربية لفئات إجتماعية متوسعة و خاصة النخب السياسية و الفنية تنعكس في فرض أنماط سلوك و إستهلاك غير ملائمة و تربط القطاع المحلي الحديث بمراكز القيادة في الغرب ))
.
بكلمات أخرى كان هناك مخططا..لإستبدال الإستعمار العسكرى بأخر إقتصادى ..مستخدما النخب السياسية و الفنية الموالية .. منذ زمن ذهاب السادات للقدس و كامب دافيد .. و حتي إنشاء غرفة التجارة الأمريكية المصرية ..و تدريب كبار الضباط المصريين في أمريكا و تشبعهم بأفكار سياستها (النيو ليبراليزم ).المرتبطة بالكارتيلات العالمية .. علي أساس أنها طوق النجاة للشعوب التي تحكمها راسمالية الدولة .
أى تحويل نظم رأسمالية الدولة ( الإشتراكية ) ..للرأسمالية البدائية التي نراها تتحكم منذ بدأ الإنفتاح
هذا المخطط فشل في تنفيذة السادات بعد إنتفاضة الخبز .. وتردد مبارك من بعدة .. وتخبط جمال مبارك عندما حكم من الباطن ..و لم تنفذة حكومة الأخوان المسلمين .. وكان علي المخطط الأمريكي الإستعانة بالكوادر التي دربها و الدفع بها في الحكومة و البرلمان و مراكز السيطرة .. للقيام بتنفيذ سياستة..
و عندما حان الوقت أضاء النور الأخضر لهم .. بعد 2014
لتتم الأعمال بخطوات غامصة متسارعة و بخطط ممنهجة .. و تنتهي بأن نجح حضرات المليارديرات نجاحا مبهرا بتنفيذ السياسة الامريكية بتعاون سخي مع دول الخليج و إسرائيل ..
كتاب عادل حسين يحكي مبكرا القصة فإذا وضعته بجوار كتيب فؤاد مرسي هذا الإنفتاح الإقتصادى .. فقد تفهم حقيقة ما حدث ..وإن كان في الغالب .. ستذهب كل هذة الأفكار إلي مخازن التراث حتي تكتشف في يوم ما بعد زوال الكابوس كم كنا غافلين ..و ساعتها لن ينفع الندم .
عناوبن فصول الكتاب
الفصل الأول (( إجمالي الديون الخارجية قبل الإنفتاح و بعده )).. الفصل الثاني (( الدين الثابت أو المساعدات الإقتصادية )) .. الفصل الثالث ((الديون قصيرة الأجل و قانون التصفية )) .. الفصل الرابع (( إعادة تركيب الصورة بعد تحليل الأجواء ))
الفصل الخامس (( مفهوم التبعية و الإستقلال )) .. الفصل السادس ((بداية الهجوم الإنفتاحي .. الأحلام و النتائح )) الفصل السابع ((تطوير الهجوم و إستمرار المقاومة)) .. الفصل الثامن (( هبة يناير تؤجل إعلان الإستسلام )) الفصل التاسع ((فترة الإستسلام ))
الفصل العاشر (( التغييرات الهيكلية و البنيوية .. و السلام الأمريكي الإسرائيلي ))..و من ضمن هذا الفصل ((القناة .. دور مشروعات توسيع القناة في هيكل التبعية و السلام الأمريكي الإسرائيلي)) .
.
قرأت هذا المرجع بعد صدوره بأيام ..و كان السبب هو و كتاب ((بنوك وباشوات ))و ((هذا الإنفتاح الإقتصادى )) ثم ( الإغتيال الإقتصادى للأمم )) جون بيركنز.. في أنني كنت علي وعي بما يدبر حولنا.
.. فلم أقبله من اليوم الاول ..و عشت مرحلة مقلقة من فهم ما نحن عليه تمنعني من التوائم مع الجمهورية الجديدة ..و الإحتفال بمشاريعها المدروسة في بلاد الواق الواق لتدمير إمكانيات بلدنا للنهوض أو إمتلاك وجهة نظر مخالفة
.
أدين صمت الناس و تحمسهم في بعض الأحيان
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سألوا واحدة من المتشيعات للنازى كيف حدث هذا ؟.. فردت (( لقد تم كل شىء بسرعة وعلى خطوات بحيث تسربت هذه الأفكار الى دمائنا ببطء يوما بعد يوم .. وكانت الانتصارات القومية تجعلنا لا نرى الواقع التعس الذى نعيشه وتصبح كل أعمال العنف التى تحيطنا ثمنا مناسبا لعودة الكرامة ))
.
كتاب ((الإقتصاد المصرى من الإستقلال إلي التبعية ))..وثيقة شديدة الأهمية لمن إحتفظ بجزء من إدراكة سليما و حافظ علي منطق علمي يقود أفكاره ..
يحكي أنه كان بمصر في يوم ما من يستطيع أن يستشرف ما سيحدث في المستقبل ..و يكشف المخطط الأمريكي الإستعمارى بالوقائع و الأرقام رغم ستار السرية و التموية و الخداع الذى ضرب حول سياسة صندوق النقد و أخواته …
.
المؤسف أنه بعد 42 سنة من صدور مثل هذه الدراسة العلمية إنقرض ( في حدود علمي ) هذا النوع من المفكرين . و هذا النوع من الناشرين ( المستقبل العربي ) ..و لم يبق علي المداود إلا رجال و سيدات (المتحدة ). يصدرون الغفلة ..و السكون و الإستسلام .. و يمنعون مثل هذه الأحاديث من التداول حتي لو دارت بين عشرة أشخاص .
مقال عن عادل حسين
أبو العلا ماضي: عادل حسين بدأ حياته ماركسيا وانتهى إسلاميا
رابط التحميل – الجزء الأول
https://drive.google.com/file/d/1nvBijzgJX30w9hlBsOWSn2_uylqWRf3h/view?usp=sharing
رابط التحميل – الجزء الثاني
https://drive.google.com/file/d/1sX90-KyQ7o1uMKjjsCGDWi1Dywpe6DXi/view?usp=sharing