محمد شوقى السيد
من خطاب الزعيم جمال عبد الناصر بجامعه القاهره
الصراع العربى الاسرئيلى صراع نكون او لا نكون
“الموضوع مش هو مسألة جلاء اسرئيل عن سيناء وحدها يمكن لو كان دى هى المسألة اقدر أحصل عليها بكرة بتنازلات انا بقول للمثقفين يفكروا ما ينفعلوش لو العملية سينا بس سهلة العملية مصيرنا مصير العرب علشان لو كنا عايزين نسترد سينا ممكن بتنازلات بنقبل شروط امريكا وشروط إسرائيل نتخلى عن الإلتزام العربى ونترك لإسرائيل اليد الطولى فى القدس والضفة الغربية واى بلد عربى ويحققوا حلمهم اللى اتكلموا فيه من النيل الى الفرات ونتخلى عن التزامنا العربى بندى هذه التنازلات بنقولهم يعدوا فى قنال السويس ويرفعوا علم إسرائيل فى قناة السويس و ويمشوا ويتركوا سينا الموضوع مش هو الجلاء عن سينا وحدها ؛ الموضوع اكبر من كده بكتير ، الموضوع هو أن نكون او لا نكون ” هذه هى كلمات الرئيس جمال عبد الناصر فى خطابه يوم 25/4/1968 بعد 10 شهور من هزيمة يونيو 1967 .
هكذا كان هدف احتلال سيناء فى فكر جمال عبد الناصر وهو مدرس لعلم الاسترتيجيات بكلية اركان الحرب سابق ويعلم تمام العلم اهميتها استراتيجيا فكانت رؤيته للصراع شديدة الوضوح والواقعيه
وما يؤكد هذة الرؤية هى نفسها رؤية قادة اسرائيل فيقول شيمون بيريز رئيس اسرائيل واحد مؤسسيها (فديو على اليوتيوب)
- (حاولنا جديا عقد سلام مع جمال عبد الناصر عرضنا عليه اربع مرات او خمس بطرق مختلفة فلم يكن هناك ثمه ما يدعونا الى حرب مع مصر لكن عبد الناصر رفض طول الوقت ) شيمون بيريز احد مؤسسى اسرائيل
-نفس قول جولدا مائير “ - حديث رئيس الوزراء الاسرئيلى ليفى اشكول فى مجلة نيوزويك الامريكية عدد 17 فبراير 1969 يقول” خلال العقدين الاخيرين كررنا دائما فى اسرئيل قولنا بأننا مستعدون لمناقشة مشاكلنا مع ناصر أننى ما زلت مستعد أن أطير الى القاهرة ولن اتحدث مع ناصر كمنتصر ولكنى سأبلغة ان اسرئيل مستعدة لاعادة سيناء كاملة الى مصر وبدون اى قيد او شرط حيث أنة لم تكن لاسرئيل فى اى وقت طلبات من اجل نزع سلاح سيناء ولكن بالنسبة لمرتفعات الجولان والقدس والضفة الغربية فان اسرئيل ببساطة لن نتنازل عنها سنرد لناصر سيناء بدون شروط مقابل ان يهتم بشئون مصر ولا يتدخل فى شئون الدول العربية الاخرى “
وبالفعل حدثت محاولا كثيره حاولت ان اجمعها فى بحث بعنوان (عروض امريكا واسرئيل بتسليم سيناء لجمال عبد الناصر مقابل سلام منفرد مع اسرئيل) سبع محاولا اختصارا هى
1- العرض الاول فى 9 اغسطس 1967 ارسل الرئيس الامريكى ليندون جونسون رسالة الى الرئيس اليوغسلافى جوزيف بروز تيتو طالبا منة ابلاغها للرئيس عبد الناصر بعرض الرئيس جونسون فى رسالتة لناصر تتضمن انهاء حالة الحرب مع اسرئيل والسماح للسفن الاسرئيلية بالمرور فى قناة السويس ومضيق تيران فى خليج العقبة مقابل اعادة سيناء الى مصر
2- العرض الثانى فى نوفمبر 1967 قابل وزير الخارجية المصرى محمود رياض ممثل الولايات المتحدة فى هيئة الامم التحدة أرثر جولد بيرج الذى طلب من رياض نقل عرض جديد من الرئيس جونسون الى عبد الناصر
3- العرض الثالث فى 2 نوفمبر 1968 اول مشروع رسمى تقدمة الولايات المتحدة لمصر يتضمن انسحاب اسرئيل من سيناء حيث اجتمع وزير خارجية امريكا دين راسك مع وزير خارجية مصر محمود رياض فى نيويورك
4- العرض الرابع حديث رئيس الوزراء الاسرئيلى ليفى اشكول فى مجلة نيوزويك الامريكية عدد 17 فبراير 1969 يقول” خلال العقدين الاخيرين كررنا دائما فى اسرئيل قولنا بأننا مستعدون لمناقشة مشاكلنا مع ناصر أننى ما زلت مستعد أن أطير الى القاهرة ولن اتحدث مع ناصر كمنتصر ولكنى سأبلغة ان اسرئيل مستعدة لاعادة سيناء كاملة الى مصر وبدون اى قيد او شرط حيث أنة لم تكن لاسرئيل فى اى وقت طلبات من اجل نزع سلاح سيناء ولكن بالنسبة لمرتفعات الجولان والقدس والضفة الغربية فان اسرئيل ببساطة لن نتنازل عنها سنرد لناصر سيناء بدون شروط مقابل ان يهتم بشئون مصر ولا يتدخل فى شئون الدول العربية الاخرى “
وبعد وفاة اشكول وتولى جولدا مائير لرئاسة الوزراء فى اسرئيل كررت نفس كلام سلفها واستعدادها للتفاوض مع ناصر اذا ما وصلتها دعوة من ناصر وبالطبع لم يرسل عبد الناصر لها اى دعوة .
5- العرض الخامس فى 9 سبتمبر 1969 وزير الخارجية الامريكى وليم روجرز يعلن عن مشروع امريكى جديد للتسوية بين مصر واسرئيل يتضمن انسحاب اسرئيل الى حدودها السابقة على حرب يونيو فى سيناء مقابل اعتراف مصر باسرئيل وانهاء حالة الحرب
6- العرض السادس 12 ابريل 1970 جوزيف سيسكو وكيل وزارة الخارجية الامريكى يقدم عرضا جديدا للسلام للرئيس عبد الناصر يتضمن تفهم الولايات المتحدة اصرار مصر على التسوية الشاملة للصراع وتفهم رفضها لاجراء مفاوضات مباشرة مع اسرئيل وطلب سيسكو فى الاجتماع من الرئيس عبد الناصر اعطاء الولايات المتحدة فرصة لاثبات حسن نواياها بان تقبل مشروع روجرز
7- العرض السابع مبادرة روجرز 19 يونيو 1970وجدت الولايات المتحدة الأمريكية أن استمرار الحرب لا يحقق مصالحها أو مصالح إسرائيل، لذلك سعت إلى تقديم مبادرة روجرز، التي تقدم بها فعلا وزير الخارجية الأمريكي، الذي تحمل المبادرة اسمه، يوم 19 يونيو 1970 إلى كل من مصر وإسرائيل.
هكذا يتبين رؤية هدف احتلال سيناء ضمن الرؤية الاستراتيجية لحرب يونيو 67 (نكون او لا نكون ) سيناء مقابل سلام منفرد هدفه تفتيت الامة العربية وفصل مصر عن باقى الدول العربية من اجل تحجيم مصر وتحجيم العرب ويتبين هذا من خططهم المسماة (اصطياد الديك الرومى والمقصود بة ناصر – الخطة سيانيد وقصف السفينة الامريكية ليبرتى )
اسرائيل وتغيير النظام السياسى فى مصر
خطاب الزعيم جمال عبد الناصر بالعيد السادس عشر للثورة
” اسرائيل تبقى زى ما هما بيقولوا على أمل أن تتغير الأوضاع او تتغير الأنظمة وتيجى أنظمة تقبل ان توقع معاهده صلح مع اسرائيل تتغير الاوضاع ازاى ان اسرائيل تعلم ان الاحتلال راسخ على قلب كل فرد من افراد الامه العربيه الاحتلال يمثل تمزق الاحتلال شئ غير طبيعى يمثل كابوس بالنسبة لينا واوضاعنا الداخليه مما يمكنها انها هى والقوى الامبريالية الاستعماريه التى تعمل من ورائها أن تؤثر على الجبهات الداخليه وقد تستطيع انها تغير الأنظمة وتجيب أنظمة تقبل أن تصل الى صلح مع اسرائيل طالما اسرائيل تعلم بأننا لم نوصل الى القوة العسكرية الهجومية الساحقة تبقى اسرائيل فى أماكنها على أساس أن تحقق النصر السياسى بتغيير الأنظمة لهذا اسرائيل لا تقبل قرار مجلس الامن اسرائيل لا تقبل مناقشة قرار مجلس الامن اسرائيل بتقول ان احنا موجودين مطرحنا على خطوط اطلاق النار لغايه ما تقبلوا ان تقعدوا معانا تتفاوضوا وتوقعوا اتفاقيه صلح احنا بنجابه هذا بأننا نبنى قواتنا المسلحه … ” (فديو يوتيوب)
نستنتج مما سبق وضوح رؤيه الصراع بين الطرفين الاول بقيادة زعيم يعرف ابعاد الصراع استراتيجيا والطرف الاخر يوقن ان احتلال سيناء مجرد وقت ولا أمل بالاحتفاظ بها الى ما لا نهايه فهدفهم الاساسى من احتلالها هو اجبار زعيم العرب على الاعتراف بوجود اسرائيل كأهم هدف والهدف الثانى والمهم هو تفتيت العرب من خلال ابعاد مصر عن الصراع وفصلها عن الامة العربيه
تيقنت اسرائيل وامريكا بعد رفض عبد الناصر للعروض السابقه لمعرفته ما يريدون ان نظام الزعيم جمال عبد الناصر يستحيل تطبيق ما يريدون وهو قائم ولا بد من تغيير هذا النظام الى نظام اخر موالى لهم – توفى الزعيم عبد الناصر سبتمر 1970 وتحمل وفاته شبهات كثيرة شبهات اغتيال بالسم من خلال خيانه داخليه
النظام الجديد نظام السادات والتعامل مع اسرائيل والامريكان
كان السادات يتصف بالسطحية فى كل شئ تقريبا سطحية ثقافية لا ترتقى لمكانة رئيس اكبر دولة عربية حتى الناحية العسكرية المحسوب عليها كانت خبرتة العسكرية سطحية حيث لم يخدم بتشكيلات القوات المسلحة سوى ثلاث سنوات برتبة ملازم ونقيب وبسلاح فرعى هو سلاح الاشارة مما جعلة غير كفئ فى ادارة العمليات العسكرية واضر كثيرا فى ادارى عمليات حرب اكتوبر بعد قراراة الخاطئ بتطوير الهجوم يوم14 اكتوبر
تعامل السادات منذ اول يوم لتوليه السلطه على تحقيق اهداف امريكا من خلال طرد النفوذ السوفيتى بمصر والمنطقه العربيه والشرق الاوسط فكان قرارة بطرد الخبراء السوفيت والقوات السوفيتيه بمصر بل وتسليم اسرار الاسلحه السوفيته لامريكا من خلال تسليم نموذج لطائرة ميج 21 سوفيتيه للخبراء الامريكيين وغيرها من الاجراءات عمل بعد ذلك باشراك مصر بنادى السفارى وهى تجمع بقيادة امريكا اهم اهدافه طرد النفوذ السوفيتى من مناطق العالم وبعد ذلك وقف لمصلحه الامريكان فى استضافة شاه ايران رجل امريكا الذى سقط حكمه فى ايران عمل على تحقيق سياسه امريكا فى افغانستان من خلال دعم الحركات الجهاديه التى تعمل ضد القوات السوفيتيه بأفغانستان بل وفتح لهم كل ما يستطيعون حملة من اسلحه الهيئة العربيه للتصنيع والاسلحه الروسية الموجودة مع الجيش المصرى
توجيه الدوله الى مجرد التحريك العسكرى فقط ( استغلها اعلام السادات فى هدم اسطورة جمال عبد الناصر على انه صاحب الهزيمه وهو صاحب النصر كشرط امريكى ) من اجل بداية المفاوضات لانجاز معاهده سلام دائمه مع اسرائيل بوساطه الامريكان واصدر قرار واصر عليه بتطوير الهجوم الى المضايق نفذ يوم 14 اكتوبر وفيه هجوم للفرقتين المدرعة 21 والرابعه والمرابطين غرب القناه لتأمين خلف الجيشين الثانى والثالث ضد اى اختراق او ثغرة برغم معارضه الفريق الشاذلى رئيس الاركان وقاده الجيشين الثانى والثالث لان تطوير الهجوم يحدث فى لمناطق خارجه عن مظله شبكه الدفاع الجوى حائط صواريخ سام وبالتالى تكون فى مواجهه طيران العدو فشل تطوير الهجوم وخسر الجيش الثانى فى ذلك اليوم الاسود 250 دبابه اصيب اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى بأزمه قلبيه – لم يعترف السادات بفشل الهجوم وارجاع الفرقتين المدرعتين الى مكانهم الطبيعى خلف الجيشين الثانى والثالث غرب القناه فاستغل العدو عدم وجود قوات مصرية غرب القناه وبمساعده طائرات الاستطلاع الامريكيه استخدم العدو ثغرة بين الجيشين الثانى والثالث ونفذ العدو منها بفرقة مدرعه بقيادة الجنرال شارون الى الضفة الغربيه للقناه بمنطقه الدفرسوار ليله 15/16 اكتوبر اتسعت الثغرة يوما بعد يوما الى ان عبرت للضفه الغربيه للقناه ثلاث فرق مدرعه بقياده كلا من الجنرال شارون وبرن وماجن الى ان تم حصار الجيش الثالث ومدينه السويس ومن قبلها تدمير مواقع صواريخ الدفاع الجوى سام فاصبح لسلاح الجو الاسرائيلى الفرصه ثانيه للهجوم غرب القناه وفى العمق ثانيه – استخدمت اسرائيل وامريكا حصار الجيش الثالث وسيله للضغط على النظام المصرى فى تطبيق ما يريدون الى ان اصبح السادات العوبه فى يد هنرى كيسنجر وزير خارجيه امريكا
وقع السادات اتفاقيه فض الاشتباك الاول والثانى بعد عده تنازلات اهمها فك الحصار البحرى على اسرائيل والتى كانت مصر تفرضه بدايه ممن باب المندب جنوبا الى البحر المتوسط شمالا وتسليم الاسرى الاسرائيليين الطلب من الدول العربيه فك الحصار البترولى – تركت اسرائيل وامريكا السادات بدون عقد اى معاهده سلام دائمة بعد فض الاشتباك ب1974 الى ان اضر السادات ان يقدم اكبر تنازل وهو زيارتة هو كرئيس لاكبر دولة عربيه الى اسرائيل فى عقر دارها فى نوفمبر 1977 تركتة اسرائيل وامريكا ايضا بعد الزيارة لمده عام ونصف العام ليقدم اكبر مما يمكن تقديمة من تنازلات حتى عقدت الاتفاقيه بسبتمبر 1979 اسفرت هذة التنازلات عن استقالة معظم من تعاملوا مع السادات رفضا واحتجاجا ( محمد ابراهيم كامل – اسماعيل فهمى –بطرس غالى ) وغيرهم
وبينما يتفاخر صغار المثقفين من انصار السادات بكلمتة التى القاها بالكنيست الاسرائيلى (حول انة جاء لا ليعقد اتفاقا بين مصر واسرائيل الخ – وترديد بعض الايات القرانية ) لم يعرف هؤلاء ولم يشغلوا بالهم بمعرفه ماذا قال كماحم بيجن ردا علية فنورد هنا اشهر اقوال رئيس الوزارء الصهيونى مناحم بيجن بالكنيست بعد كلمة السادات
” إنني أبارك الرئيس المصري على وصوله الى بلادنا ومشاركته في جلسة الكنيست. إنَّ وقت
الرحلة الجوية بين القاهرة والقدس لقصير, ولكن المسافة بينهما كانت حتى يوم الأمس كانت لا نهائية. اجتاز الرئيس السادات هذه المسافة بشجاعة. ونحن اليهود نقدر الشجاعة كما يجب, ونقدرها أيضا لدى ضيفنا, بما أنه أدت الشجاعة الى نهضنا وبالشجاعة نستمر في العيش.
سيدي الرئيس, هذه الأمة الصغيرة, البقية المتبقية من الشعب اليهودي التي عادت الى وطننا التاريخي, أرادت صنع السلام دائما. وعند بزوغ فجر استقلالنا في 14 أيار 1948, لدى الاعلان عن الاستقلال, قال دافيد بن غوريون في وثيقة الأساس لحريتنا الوطنية: “إننا نمد السلام وحسن الجوار لجميع البلدان المجاورة وشعوبها, وندعوهم الى التعاون مع الشعب اليهودي المستقل في بلاده”. وقبل ذلك بعام, في حين شاركنا في الحركة السرية, ونحن نخوض معركة مصيرية على تحرير الأرض وخلاص الشعب, توجهنا الى جيراننا بالدعوة التالية: “في هذه البلاد سنعيش معا وسنتقدم معا نحو حياة الحرية والسعادة. جيراننا العرب, لا ترفضوا اليد الممدودة اليكم بسلام”.
ولكن من واجبي, واجبي, سيدي الرئيس, وليس فقط من حقي, أن أشدد اليوم حسب ما شهدناه على أرض الواقع أن يدنا الممدودة الى السلام لم تُقبل, وبعد يوم من تجديد استقلالنا المجدد, على أساس حقنا, الحق الأبدي غير القابل للإلغاء, تم شن هجوم علينا على ثلاث جبهات وصمدناه, في حين لم تكد تكون في حيازتنا أسلحة – القلائل أمام الكثيرين, والضعفاء أمام الأقوياء. كانت هذه محاولة, بعد اعلان الاستقلال بيوم, في خنق الاستقلال بالعداوة والبغضاء كما بوضع حد للأمل الأخير للشعب اليهودي في جيل الإبادة والنهضة.
لا, لا نؤيد القوة, ولم نسند أبدا علاقاتنا الجارية مع الشعب العربي الى القوة. بالعكس, تم استخدام القوة ضدنا. وطوال سنوات هذا الجيل لم نزل نتعرض لهجومات مسلحة تستهدف ابادة شعبنا, وتقويض استقلالنا, وإلغاء حقنا.
فقد دافعنا عن أنفسنا. نعم! فقد دافعنا عن حقنا, وعن بقائنا أحياءً, وعن كرامتنا, وعن نسائنا وعن> أطفالنا الصغار, أمام محاولة متكررة في ممارسة القوة المسلحة ضدنا, وليس في جبهة واحدة فحسب. ومن الصحيح أيضا: ساعدنا الرب على قهر قوات العدوان وان نضمن البقاء لشعبنا, ليس فقط لهذا الجيل فحسب, وإنما كذلك لكل الأجيال القادمة.
لا نؤيد القوة, نؤيد الحق, والحق وحده. وعليه, نرغب من أعماق قلبنا, منذ أيام القدم ولغاية الآن, في صنع السلام.
” سيدي الرئيس, يترتب علي اليوم أن أسرد على مسامع ضيوفنا وعلى مسامع الشعوب الذين يتفرجون علينا ويستمعون الى كلامنا عن الصلة القائمة بين شعبنا وهذه البلاد. ذكر الرئيس وعد بلفور. لا, يا سيدي, لم ننتزع بلادا غريبة أطلاقا. عدنا الى وطننا. الصلة القائمة بين شعبنا وهذه البلاد هي صلة أبدية, أقيمت في فترات غموض شهدها التاريخ البشري. ولم تنقطع هذه الصلة أبدا. ففي هذه البلاد أنشأنا ثقافتنا, وهنا تنبأ أنبياؤنا الذين اقتبست عن كلامهم المقدسة في هذا اليوم. وهنا قام ملوك يهودا واسرائيل بعبادة الرب, وهنا أصبحنا شعبا, وهنا أقامنا مملكتنا, وعندما تم ابعادنا عن بلادنا وأراضينا استخداما للقوة لم ننس هذه البلاد حتى ولو ليوم واحد. كانت عرضة لصلواتنا, وشوقنا, وآمنا بعودتنا اليها منذ أن جاءت الكلام: “عندما رد الرب سبي صهيون صرنا مثل الحالمين حينئذ امتلأت افواهنا ضحكا وألسنتنا ترنما افواهنا ضحكا وألسنتنا ترنما”. انطبقت تلك القصيدة على كل جالياتنا, وعلى كل ما تعرضنا له من عذاب وتنكيل ومعاناة – السلوان الخاص بالعودة الى صهيون التي سوف تأتي.
سبق وتم الاعتراف بحقنا هذا. دخل وعد بلفور ضمن الانتداب الذي اعترفت به شعوب العالم,
ومنها الولايات المتحدة الأمريكية. وجاء في صدارة تلك الوثيقة الدولية المشهورة:
“Whereas recognition has thereby been given to the historical connection of the Jewish people with palestine and to the grounds for reconstituting their National Home in that country.”
دار الحديث إذن حول الصلة التاريخية بين الشعب اليهودي وفلسطين, أو بالعبرية “إيرتس يسرائيل”, وحول اعادة اقامة وطنهم القومي في تلك البلاد – بلاد اسرائيل (إيرتس يسرائيل).
وفي عام 1919 حظينا بهذا الاعتراف أيضا من قبل المتكلم باسم الشعب العربي. ففي اتفاق الثالث من كانون الثاني 1919, الذي وقعه الأمير فيصل وحاييم فايتسمان, جاء:
“Mindful of the racial kinship and ancient bonds existing between the Arabs and the Jewish people, and realizing that the surest means of working out the consumation of their national aspirations is the closest possible collaboration in the development of the Arab state and of Palestine.”
ومن ثم تلي البنود المتعلقة بالتعاون بين الدولة العربية وبلاد اسرائيل. هذا هو
حقنا. والالتزام به – الحقيقة.
ماذا حدث لنا في حين نُزِعَ وطننا عنا? رافقتك هذا الصباح, سيدي الرئيس, الى “يد فاشيم”. وشاهدت بأم عينيك ما حل بمصير شعبنا في حين نُزِعَ هذا الوطن خاصته عنه. “
:-: :-: وداعا للتضامن العربى
اعلن السادات نيته لزيارة اسرائيل فى عقر دارها امام نواب مجلس الشعب فى يوم 9/11/1977
زار اسرائيل بالفعل يوم 19/11/1977
هل يعقل وان بين اعلان السادات نيته للزيارة والزيارة الفعليه عشرة ايام فقط عدم وجود تدبير واتفاق مسبق مع امريكا واسرائيل حيث اعلن انه سياخذ رأى الدول العربية وزعمائها قبل الزيارة وبالفعل زار سوريا يوم 16/11/1977 هل يعقل ان تتخد الدول العربية قرارا استراتيجيا مثل هذا فى غضون عده ايام
بينما كان المسلمون يحجون بيت الله الحرام وبعد وقفه عرفة ويتجهون الى المزدلفه كان السادات يحط بطائرتة بمطار بن جوريون باسرائيل معلنا امام العالم اعترافة بهم وبدولتهم وشرعيه وجودها
عاد السادات من زيارتة صفر اليدين والكاسب الوحيد هو مناحم بيجين لم تنعقد اتفاقيه سلام بعد الزيارة كما توقع السادات بل تركة الاسرائيليين والامريكان يخسر اصدقائة العرب ويخسر شعبه لمزيد من التنازلات يقدمه حتى يستنفذ كل ما يمكن تنفيذة من تنازلات واخيرا عقدت الاتفاقيه بعد عام ونصف العام من الزيارة فى سبتمبر 1979
اجتمعت القمه العربية وقرر القادة العرب طرد مصر من الجامعه العربيه وتعليق عضويتها واخيرا تحقق هدف الاسرائيليين والامريكان
خرجت مجله التايم الامريكية العالمية صباح اليوم التالى بعنوان رئيسى ” وداعا للتضامن العربى “
” Goodbye Arab solidarity