الرئيسية / أخــبار / تحية من العراق لثورة ٢٣ يوليو / تموز ١٩٥٢ العظيمة

تحية من العراق لثورة ٢٣ يوليو / تموز ١٩٥٢ العظيمة

الثورة الام وام الثورات كما كان يطلق عليها حيث تفجرت الثورات في اقطار وطننا العربي وافريقيا وامريكا اللاتينية حيث هبت ريح الثورة عاصفة من القاهرة الى انحاء الدنيا بعد ان اطلق صيحتها الرئيس حمال عبد الناصر مدوية وعلى الاستعمار أن يرفع عصاه ويرحل ، فكان لهذه الكلمات الثورية فعلها في تفجير روح الثورة لدى الشعوب التي تناضل من اجل حرية أوطانها وتحرير ارض مصر من الوجود الاستعماري الانكليزي كان من اهداف الثورة لذلك أجبرت الانكليز على الجلوس الى مائدة المفاوضات بعد ان اذاقتهم الثورة من العذاب والمعاناة بالعمليات الفدائية بشجاعة فجلسوا مكرهين مع ممثلي الثورة وكان اذعانهم على الرحيل وغلق قواعدهم عام ١٩٥٤ وقاد المفاوضات عن الجانب المصري الرئيس جمال عبد الناصر ولتأمين الثورة وحمايتها كان لا بد من وجود جيش قوي مسلحا بأسلحة حديثة وهو هدف اخر من اهداف الثورة ففاتحت حكومة الثورة الولايات الامريكية وانكلترا بتزويد الجيش المصري بالسلاح الغربي ولكن شروط الغرب كانت تعسفية ومقيدة الارادة الثورة وينال من سيادتها فقد اشترط الجانب الغربي لتزويد مصر بالسلاح ان تلتزم مصر بعدم استعمال السلاح ضد اسرائيل وان يحدد عديد القوات المصرية وسلاحها وان يكون الجيش المصري تحت اشراف الخبراء

الغربيين وهذا ما رفضته حكومة الثورة .

وعندما عقد مؤتمر باندونغ في اندونيسيا لدول عدم الانحياز كانت مصر مشاركة بهذا المؤتمر بحضور الرئيس جمال عبد الناصر مع نهرو رئيس الهند وتيتو رئيس يوغسلافيا وسوكارنو رئيس اندونيسيا ونكروما رئيس غانا وحضر وزير خارجية الصين شوان لاي ( ممثلا عن الصين وفي لقاء خاص بين الرئيس جمال عبد الناصر وشوان لاي فاتح الرئيس جمال عبد الناصر شوان لاي تزود مصر بالسلاح الروسي وقد عرض شوان لاي الامر على حكومة الاتحادي السوفيتي فحصلت موافقتهم على تزويد مصر بالسلاح الروسي فكانت صفقة السلاح التشيكي وبها تم كسر احتكار السلاح الغربي وبدأ السلاح الشرقي يأخذ طريقه لمصر وجيشها وكان هذا الخبر قد نزل على امريكا والغرب نزول الصاعقة لذلك طلبت حكومة الولايات الأمريكية من البنك الدولي سحب تمويل مصر بالقرض لبناء السد العالي وحيث ان بناء السد العالي يمثل لمصر املا عظيما لحمايتها من الفيضان والجفاف وزراعة ارضها الزراعية وتوليد الطاقة الكهربائية لكهربة الريف المصري وتزويد المعامل والمصانع بالكهرباء لتشغيلها بذلك كانت لها فرصة مهمة لتمويله من ايرادات قناة السويس التي تديرها الشركة العالمية لقناة السويس وهي شركة غربية للإنكليز فيها حصة الاسد فكان قرار الرئيس جمال عبد الناصر في ٢٦ يوليو عام ١٩٥٦ ومن ميدان المنشية بتأميم قناة السويس ولتعود ملكيتها للدولة المصرية بعد ان كانت تمثل دولة داخل الدولة المصرية وعائديتها تصب في جيوب الرأسمالية الغربية وبقرار التأميم أصبحت ايراداتها لشعب مصر وهذا القرار الخطير اغضب الغرب كونه تحديا عظيما من دولة كانت تحت سيطرة الانكليز وبشكل سابقة خطيرة قد تحفز شعوب اخرى وتحذوا حذو مصر فكان مؤتمر باريس بين الانكليز برئيس وزرائهما ) أيدن ( وجي موليه رئيس وزراء فرنسا و بن غوریزن رئيس وزراء اسرائيل وتم الاتفاق بين المجتمعين على غزو مصر واعادة احتلال قناتي السويس وبداية ان تقوم القوات الصهيونية بمهاجمة الجيش المصري في سيناء وبعدها توجه انكلترا وفرنسا انذارا لمصر بسحب جيشها من منطقة قناة السويس ليفسح المجال لقوات الانزال الانكليزي والفرنسي بالهبوط في منطقة قناة السويس واحتلالها وهذا السيناريو بدا بالهجوم الصهيوني وتم توجيه انذار الى مصر بسحب قواتها من قناة السويس لكن الرئيس جمال عبد الناصر رفض الانذار ومن على منبر الازهر الشريف قال ( اذا كان هناك من يفرض علينا القتال فلا يوجد من يفرض علينا الاستسلام ، سنقاتل دفاعا عن كرامة مصر وشرف مصر وكان كلاما عظيما بين جيش مصر وشعبها وكانت المقاومة الشعبية لها دور كبير وبارز في مواجهة الهجوم وبخاصة في المدينة الباسلة بور سعيد التي كتبت بدماء ابنائها تاريخا مجيدا سيكون فخرا ومدرسة للأجيال القادمة وقد صدمت مقاومة بور سعيد الانكليز وحلفائهم بالبطولات الفذة الشجاعة وقد قاتلت مصر قتالا باسلا معززة بتأييد جميع العرب من المحيط للخليج ولابد لي ان اذكر بطولة الشهيد السوري الملازم البحري ( جول جمال ) الذي قاد وزميله النقيب المصري (دسوقي ) طوربيدا صدم البارجة الفرنسية وهي احد القطع البحرية المشاركة بالعدوان الثلاثي على مصر وتم اغراقها امام قناة السويس وبه تم غلق القناة امام الملاحة البحرية واصبحت البواخر والسفن تدور حول الرجاء الصالخ جنوب القارة الافريقية وقد ادى ذلك الى زيادة تكاليف الشحن

والملاحظة الثانية : على دعم مصر من اخوتها العرب عندما تم ضرب اذاعة القاهرة وصوت العرب لاسكاتها من الطائرات الانكليزية والفرنسية كان الصوت ينطلق من اذاعة دمشق (صوت العرب من دمشق ) وتذاع من دمشق بيانات القيادة العامة المصرية بصوت المذيع القومي العربي الناصري ) عبد الهادي البكاء (

والملاحظة الثالثة : قيام الجيش السوري بقيادة العقيد عبد الحميد السراج وهو من الضباط القوميين الناصريين بنسف خط التبلاين ) الذي يزود الغرب بنفط العراق وقد اثر ذلك على الحياة بالغرب نتيجة حرمانهم من نفط العراق

هذه صور من التلاحم العربي مع مصر اضافة لقيام التظاهرات الشعبية في كل انحاء الوطن العربي وفي العراق كانت مدينة النجف قد خرجت عن سيطرة الحكومة وكانت التظاهرات ترفع صور الرئيس جمال عبد الناصر وتهتف باسمه كقائد لامة العرب .

اما على الصعيد الدولي فقد وقف الاتحاد السوفيتي مع مصر وهدد رئيسها ( بلغانين ) بضرب لندن ان لم توقف اطلاق النار وكذلك وقف ايزنهاور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ضد العدوان على مصر وكانت مصر قد حصلت على تأييد عالمي منقطع النظير في كل قارات العالم وقد اجبر هذا الموقف دول العدوان على وقف اطلاق النار وسحب قواتها .

وبذلك تعزز مركز الرئيس جمال عبد الناصر عربيا كقائد قومي عربي وعالميا كرئيس لكتلة عدم الانحياز وتابع الرئيس جمال عبد الناصر اكمال مشروعة وامنية شعب مصر السد العالي ووقع الاتفاق مع الاتحادي السوفيتي ويعتبر من اهم منجزات ثورة يوليو وتم بناء مجمع الحديد والصلب كأساس الصناعة الثقيلة وكذلك مجمع الالمنيوم والاف المعامل والمصانع ومن انجازات الثورة اصدار قانون الاصلاح الزراعي لتمليك الفلاحين الارض باعتبارهم اصحاب المصلحة الحقيقية وتحريرهم من عبودية الاقطاع وايضا حصل التعليم مجانيا ولكافة المراحل وقد فتح هذا المجال امام الطبقات الفقيرة لإكمال تعليمهما كما وتم جعل العلاج مجانيا في كافة المستشفيات ولتحقيق مجتمع الكفاية والعدل اصبح المنتوج الوطني هو البضاعة الرائجة في الاسواق وبأسعار مدعومة من الدولة وكذلك تم فتح التعاونيات لبيع المواد الغذائية بأسعار مناسبة ومن منجزات الثورة تأميم الشركات والمعامل والبنوك من قبل الاجانب المملوكة للأجانب لتكون ملكا للشعب وفي فترة لاحقة تم تاميم الشركات والبنوك المملوكة للطبقة الرأسمالية المصرية .

ومن المكاسب المهمة جعل نسبة من ارباحها للعمال واشراكهم في ادارتها كما ومنح العمال والفلاحون نسبة في مجلس الامة المصري للمشاركة في سن القوانين والرقابة على اعمال الحكومة ولا بد لنا ان نذكر دور مصر في دعم حركات التحرر العربي ونضالها ضد الاستعمار فقد تلقت ثورة الجزائر دعما كبيرا من مصر حتى ان الرئيس المرحوم احمد بن بلا قال لولا مصر لما انتصرت ثورة الجزائر وكذلك اشاد بالدعم المصري الرئيس المرحوم هواري بو مدين .

وكان التعاون بين مصر وسوريا ووقوفها ضد حلف بغداد وقد اثمر هذا التعاون بداية اتفاق الدفاع المشترك لمقاومة العدوان التركي واطماعه في سوريا عام ۱۹۵۷ والذي ازداد قوة اتفاقية وحدة

.

مصر وسوريا وقيام الجمهورية العربية المتحدة وانتخاب الرئيس جمال عبد الناصر رئيسا بأجماع منقطع النظير من الشعبين في ۲۲ شباط ۱۹۵۸ واصلت الجمهورية العربية المتحدة دعمها لحركات التحرر العربي فقد حصلت ثورة ٢٦ ايلول ۱۹۶۲ بقيادة المشير عبد الله السلال ضد التدخل السعودي والمدعوم من أمريكا والانكليز والمؤازرون بقايا الملكية ولولا التدخل المصري لكانت ثورة الشعب اليمني في خطر ولسقط النظام الجمهوري في شمال اليمن ومن نتائج الوجود المصري بشمال اليمن قيام الثورة في جنوب اليمن ضد الاستعمار الانكليزي حيث تم تدريب ابناء الجنوب وتسليحهم من الجيش المصري وقد استطاعت الثورة اجبار الانكليز على الانسحاب من عدن وكل اجزاء الجنوب وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية وقد واجهت ثورة ٢٣ يوليو والرئيس جمال عبد الناصر مؤامرات عديدة لكونها قلعة التحرر وتهدد وجود الرجعية العربية والاحتلال الصهيوني ولذلك كانت مؤامرة 5 حزيران عام ١٩٦٧ ويجب ان لا يغيب عن البال انها لم تكن عدوان اسرائيليا فقط وانما كان اطراف العدوان اسرائيل ومن هم وراء اسرائيل امريكا والغرب والرجعية العربية وكانت امتحانا قاسيا لامتنا وقد استطاع شعب مصر العظيم وجماهير الامة العربية اسقاط المؤامرات عندما رجع الرئيس جمال عبد الناصر عن استقالته يومي ۹ و ۱۰ حزيران وعاد ليكمل دوره التاريخي بإعادة بناء القوات المسلحة واعدادها لتحرير ارض سيناء وكل الأراضي العربية من الاحتلال وكانت حرب الاستنزاف التي شنها الرئيس جمال عبد الناصر ضد الجيش الصهيوني في ملحمة بطولية اثبت قدرة الجيش المصري لاستعادة ارضه وعندما ظهر ذلك للصهاينة تقدموا بمشروعهم بواسطة روجرز وزير خارجية امريكا بالانسحاب من كل سيناء دون قيد أو شرط لكن الرئيس عبد الناصر رفض مشروعهم وطالب بانسحابهم من كل الأرض العربية حيث قال في خطاب علني انسحاب اسرائيل الى خط الحدود يوم 4 حزيران والضفة الغربية والجولان وقطاع غزة قبل سيناء وهذا موقف اخلاقي قومي عربي لا مثيل له للقائد جمال عبد الناصر رحمه الله .

ولا بد وفي ختام مقالتي عن ثورة ٢٣ يوليو ان اقدم صورة موجزة عن الوضع الاقتصادي والمالي في مصر عبد الناصر للرد على ترهات واكاذيب اعداء الزعيم جمال عبد الناصر وهذا ما ورد في تقارير الامم المتحدة وهي من اطراف محايدة .

ان مصر في ليلة وفاة الرئيس جمال عبد الناصر كانت ديونها حوالي مليار دولار ثمن اسلحة اشترتها من الاتحادي السوفيتي وقد تنازل عنها السوفيت فيما بعد لم يتم سدادها ولم تكن عملة مصر مرتبطة بالدولار الامريكي قبل كان الجنيه المصري يساوي ثلاثة دولارات ونصف ويساوي اربعة عشر ريال سعودي بأسعار البنك المركزي المصري رحل الرئيس جمال عبد الناصر والجنيه الذهب ثمنه ٤ جنيه مصري وبعد رحيل الزعيم عبد الناصر دخلت مصر حرب اكتوبر وهي محكومة بكل اليات النظام الناصري القطاع العام الذي يقود التنمية والجيش المصري الذي جناه عبد الناصر عقب الهزيمة وحائط الصواريخ الذي حركه عبد الناصر لحافة القناة قبيل وفاته والخطط العسكرية الموضوعة منذ عهده وعندما تتكلم الارقام والوثائق والاخصائيات بخرس الجهلة والمفترين والموتورين والحاقدين على مصر عبد الناصر الذي يمثل فصلا استثنائيا في التاريخ المصري والعربي كله واروع ما ابدعه عبد الناصر وحققه و به ختم حياته وحل الى الرفيق الأعلى شهيدا وقف اطلاق النار بين الجيش الاردني والمقاومة الفلسطينية ولولا عبد الناصر لجرت اضرار هذا القتال الدموي المنطقة العربية الى ما لا يحمد عقباه

                                                                                جمهورية العراق – المحامي محمد علي السعدي

حوار مع الأستاذ محمد علي السعدي خلال زيارته للقاهرة بمناسبة عيد ميلاد القائد جمال عبد الناصر ال 106 في 18 يناير 2024

عن admin

شاهد أيضاً

إن بي سي نيوز : إدارة ترامب تعمل على خطة لنقل مليون فلسطيني إلى ليبيا

التفاصيل غامضة، ولم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد، لكن الخطة قيد الدراسة الجادة لدرجة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *