
مقدمات انتفاضة يوم الأرض
في عام 1975 أعلنت الحكومة الإسرائيلية ما سمته “خطة تطوير منطقة الجليل”، وتنص على مصادرة أراض فلسطينية لبناء تجمّعات سكنية يهودية، وذلك في إطار مواصلة خططها الاستيطانية.
في يوليو/تموز 1975 أسس مجموعة من الناشطين السياسيين والمثقفين في حيفا “لجنة الدفاع عن الأرض” ثم توسعت في أغسطس/آب الموالي لتصبح لجنة قطرية ولها فروع في عدة مناطق، وبدأت اللجنة في عقد اجتماعات والدعوة إلى إضرابات ومظاهرات ردا على موجة الاستيطان الإسرائيلي ومصادرة الأراضي.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 1975 عقد في مدينة الناصرة مؤتمر عام للدفاع عن الأراضي، واعتبر أكبر مؤتمر شعبي عقده فلسطينيو الخط الأخضر منذ سنة 1948.
وفي نهاية سنة 1975 صادرت إسرائيل نحو 3 آلاف دونم من الأراضي التي يملكها أهالي قرية كفر قاسم، وفي مطلع فبراير/شباط 1976 رفضت الشرطة الإسرائيلية منح تصاريح تسمح لفلاحين من قرى عرّابة وسخنين ودير حنّا بدخول أراضيهم الواقعة في منطقة المل، التي حولتها إسرائيل إلى منطقة عسكرية. وأعقب هذا المنع تجمع شعبي حاشد أعلن إضرابا عاما وشاملا.
وصادقت حكومة الاحتلال في 29 فبراير/شباط 1976 على قرار لمصادرة 21 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) من أراض تعود ملكيتها لفلسطينيين في بلدات سخنين وعرابة ودير حنا وعرب السواعد.
وفي الأول من مارس/آذار 1976 تسربت وثيقة سرية سميت “وثيقة كيننغ” عن متصرف لواء الشمال في وزارة الداخلية الإسرائيلية يسرائيل كيننغ، وتستهدف تهجير سكان مثلث الجليل والاستيلاء على أراضيهم.
ودعت الوثيقة إلى تقليل نسبة الفلسطينيين في منطقتي الجليل والنقب عبر مصادرة أراضيهم الزراعية ومحاصرتهم اقتصاديا واجتماعيا، وتشجيع الاستيطان اليهودي بالمنطقة.
وبعد قرار المصادرة عقدت “لجنة الدفاع عن الأرض” اجتماعا في الناصرة يوم 1 فبراير/شباط 1976 وقررت الإعلان عن إضراب عام شامل في 30 مارس/آذار 1976.
بالمقابل أعلنت إسرائيل حظر تجول في قرى سخنين وعرابة ودير حنا وطرعان وطمرة وكابول، ومنعت تنظيم المظاهرات، وعلى الرغم من ذلك خرج الفلسطينيون محتجين ضد مصادرة أراضيهم.
إضراب ومواجهات
وفي 29 مارس/آذار 1976 اندلعت الشرارة الأولى للمواجهات مع القوات الإسرائيلية في قريتي دير حنّا وعرّابة اللتين خرج سكانهما في مظاهرتين أشعلوا خلالهما إطارات السيارات وأغلقوا الشوارع، فأطلقت عليهم قوّات من الجيش والشرطة الرصاص الحي وأصابت عددا كبيرا منهم.
وامتدت الاحتجاجات إلى سخنين حيث أغلق المتظاهرون الطريق الرئيسي وعرقلوا وصول الآليات العسكرية إلى عرابة ودير حنا، ورشقوها بالحجارة والزجاجات الحارقة.
وفي فجر 30 مارس/آذار 1976 داهم الجيش الإسرائيلي قرى وبلدات سخنين وعرّابة ودير حنّا والناصرة وطمرة والطيبة وباقة الغربية والطيرة ونحف والمغار ودالية الكرمل وكفر قاسم وكفر قرع وقلنسوة وجلجولية ، ومدينتي حيفا وعكا وقمعت المظاهرات واعتقلت عدة شخصيات سياسية.
وعلى الرغم من هذه الإجراءات الأمنية والعسكرية فإن الإضراب كان ناجحا وشاملا، وسقط شهداء وجرحى في المواجهات مع قوات الاحتلال، وقد اعتبرت وزارة الدفاع الإسرائيلية مواجهات ذلك اليوم “نشاطا حربيا”، كما جاء في ردّها على مطالبة بعض المصابين بالتعويضات.
استشهد في المواجهات ستة فلسطينيين وجرح 49 واعتقل أكثر من ثلاثمائة. وتوسع صدى احتجاجات وإضراب 30 مارس/آذار 1976 إلى خارج أراضي 48، فقد شهدت الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات اللجوء في لبنان إضرابات تضامنية.

وكالات
نشر في: السبت 30 مارس 2024 – 11:09 ص | آخر تحديث: السبت 30 مارس 2024 – 11:09 ص
استولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على 27 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين، بعد العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي.
وتتوزع هذه المساحات، بين 15 ألف دونم تحت مسمى تعديل حدود محميات طبيعية في أريحا والأغوار، و11 ألف دونم من خلال ثلاثة أوامر إعلان أراضي دولة في محافظات القدس ونابلس، و230 دونماً من خلال 24 أمراً لوضع اليد، لأغراض عسكرية، تمنع في المستقبل وصول المواطنين إلى آلاف الدونمات.
وقالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، في تقرير صدر اليوم السبت، لمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين ليوم الأرض الخالد، ونصف عام على العدوان الذي تشنه أجهزة دولة الاحتلال على أماكن التواجد الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة، أن مساحة الأراضي الفلسطينية التي تسيطر عليها دولة الاحتلال وتخضع للعديد من الإجراءات الاحتلالية، بلغت 2380 كيلومترًا مربعًا، بما يعادل 42% من مجمل أراضي الضفة الغربية، و69% من مجمل المناطق المصنفة (ج)، وهي المناطق التي تخضع للحكم العسكري الاحتلالي، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية.
وصرح رئيس الهيئة الوزير مؤيد شعبان، بأن دولة الاحتلال بدأت فعلاً بإنشاء مناطق عازلة حول المستعمرات، من خلال جملة من الأوامر العسكرية، بدأتها بمستعمرة رفافا المقامة على أراضي المواطنين في محافظة سلفيت، وتمنع وصول المواطنين إلى 384 دونما، ثم في بؤرة حراشة، المقامة على أراضي المواطنين في المزرعة الغربية في محافظة رام الله، وتمنع وصول المواطنين إلى 252 دونما، ثم في دير دبوان شرق رام الله، وتحديداً حول مستعمرة “متسبيه داني”، وتمنع وصول المواطنين إلى 320 دونما، محذرا من تمدد هذا المخطط ليشمل مستعمرات أخرى، وبالتالي عزل المزيد من الأراضي ومنع المواطنين من الوصول إليها بالحجج العسكرية والأمنية.
وأضاف أنه بعد عدوان الاحتلال على الفلسطينيين، درست الجهات التخطيطية في دولة الاحتلال، ما مجموعه 52 مخططا هيكليا، لغرض بناء ما مجموعه 8829 وحدة استعمارية على مساحة 6852 دونما، جرت عملية المصادقة على 1895 وحدة، في حين تم إيداع 6934 وحدة استعمارية جديدة
وتركزت هذه المخططات في محافظة القدس بـ13 مخططاً هيكلياً، معظمهم في مستعمرة “معاليه أدوميم”، من ضمنها إقرار مخطط هيكلي تلا مصادقة “كابينت” الاحتلال على “شرعنة” بؤرة استعمارية تحت مسمى “مشمار يهودا”، والتي تتموضع بين مستعمرتي “إفرات” المقامة على أراضي محافظة بيت لحم، ومستعمرة “كيدار” المقامة على أراضي محافظة القدس.
تلتها محافظة بيت لحم بـ9 مخططات هيكلية لمستعمرات مقامة على أراضيها تركز معظمها في مستعمرات “بيتار عيليت”، و”إفرات”، تليها محافظة سلفيت بـ 8 مخططات هيكلية لمستعمرات، معظمها لصالح مستعمرة أرئيل، ثم محافظة رام الله بـ 7 مخططات لمستعمرات متنوعة موزعة على أرجاء المحافظة.
وأنشأ المستوطنون 11 بؤرة استيطانية، بالإضافة إلى شق 5 طرق، لتسهيل تحرك المستعمرين، وربط بؤر بمستعمرات قائمة.
وأضاف شعبان، أنه ومنذ السابع من أكتوبر نفذ جيش الاحتلال ومليشيات المستوطنين ما مجموعه 9700 اعتداء، تركزت هذه الاعتداءات في محافظة القدس بـ 1592 اعتداء، ثم محافظة نابلس بـ1471 اعتداء، ثم محافظة الخليل بـ 1436 اعتداء، فيما نفذ المستعمرون ما مجموعه 1156 اعتداء، تركزت في محافظات نابلس بـ 388 اعتداء، ومحافظة الخليل بـ 276 اعتداء وتسببت هذه الاعتداءات باستشهاد 12 فلسطينيا على يد مستعمرين.
في حين بلغ عدد الاعتداءات التي نفذها جيش الاحتلال ما مجموعه 8545 اعتداء، وقدم الحماية للمستعمرين في 194 حادثة إرهابية.
وأضاف شعبان، أنه وبعيد العدوان الرهيب، أدت إجراءات الاحتلال وإرهاب “مليشيا مستعمريه” إلى تهجير 25 تجمعاً بدويا فلسطينيا، تتكون من 220 عائلة، تشمل 1277 فرداً من أماكن سكنهم إلى أماكن أخرى، كان آخرها تهجير تجمع السخن في الأغوار الوسطى وسيطرة المستعمرين الإرهابيين على الموقع.
وبيّن، أن إجراءات سلطات الاحتلال واعتداءات مستعمريه منعت وصول المواطنين إلى أكثر من نصف مليون دونم من الأراضي الزراعية، لا سيما تلك المزروعة بالزيتون في موسم قطاف الزيتون الأخير، الأمر الذي أدى إلى انخفاض نتاج الموسم إلى حدوده الدنيا، بالإضافة إلى مؤشرات الاستهداف الممنهج للشجرة الفلسطينية لا سيما شجرة الزيتون، إذ رصدت طواقم الهيئة عمليات اعتداء على أكثر من 9600 شجرة فلسطينية بالتحطيم والاقتلاع والتسميم، معظمها من أشجار الزيتون.
وحسب التقرير، بلغ عدد الحواجز الدائمة والمؤقتة (بوابات، حواجز عسكرية أو ترابية) التي تقسم الأراضي الفلسطينية، وتفرض تشديدات على تنقل الأفراد والبضائع حتى اللحظة، ما مجموعه 840 حاجزا عسكريا وبوابة، منها أكثر من 140 بوابة جرت عملية وضعها بُعيد السابع من أكتوبر.